- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 47 Views
كتبت- هدير محمود
قال ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في إيران، خالد القدومي يوم الاثنين 5 أغسطس/آب 2024، إن المقاومة في حالة حرب، وأنه خلال طوفان الأقصى أعلن “العدو” في إشارة إلى إسرائيل، عدة أهداف وهي اغتيال قادة حماس، تصفية حماس، إعادة الأسرى الإسرائيليين، ولكن لأن العدو لم يكن لديه أي إنجازات عسكرية ومن ناحية أخرى إن نتنياهو يواجه أزمة سياسية حادة داخل إسرائيل، وهناك انقسام عميق في إسرائيل، لقد ثار المجتمع الإسرائيلي في الشوارع ضد زعيمهم الفاسد.
وقال القدومي في لقاء “يوتيوب” بالفارسي، مع الإعلامي الإيراني “علي زاده”، إن هناك انقسامًا عميقًا بين الجنرالات ونتنياهو، واختلاف بين المسؤولين الأمنيين ونتنياهو. ونتنياهو في الخارج كان في وضع سيء جدًا حينما ذهب إلى أمريكا، إذ لم يحضر بايدن ونائبته هاريس خطابه في الكونغرس.
أضاف القدومي، إن نتنياهو كان عليه أن يقدم شيئًا مقبولًا لمجتمعه، ولقواته العسكرية، ولقواته الأمنية، ولهذا السبب قام باغتيال إسماعيل هنية بشكل جبان وكان خطأه أن هنية شخصية معروفة ليس فقط في صفوف حماس، بل أيضًا في صفوف الفلسطينيين وفي المجتمع الدولي، وفي فلسطين وغزة.
فمن إندونيسيا إلى إيران وفي كل مكان في الأمة الإسلامية والعالم العربي، كانت لديه شعبية كبيرة، ولذلك كان الهدف الأساسي لهذه الجريمة هو تجاوز الأزمة الداخلية في إسرائيل. لأنه إذا أراد نتنياهو الهروب من التحقيق بعد الحرب، فهو يحتاج إلى إنجاز، حتى لا يذهب إلى السجن.
وبخصوص حديث إسرائيل عن قتل محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام، قال القدومي إن محمد الضيف حي، ولم يُقتل، وهذا ما أؤكده بشكل جازم، فإسرائيل استخدمت كل الأدوات السياسية والعسكرية لكنها لم تنجح وأصبحت الآن في حالة يأس. الآن حماس لديها أكثر من 30 ألف مقاتل في الميدان، والآن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتكبد خسائر تتراوح بين 3 إلى 10 جنود يوميًا في غزة، والجنود يقولون لنتنياهو إذا كنتم قد حققتم أهدافكم، كما تقولون، فيجب أن تُخرجونا من جحيم غزة هذا. لكن على الجانب الآخر قادة حماس يعملون في المجالين العسكري والسياسي وهم في قمة التنسيق مع بعضهم البعض.
وبخصوص إذا كان محمد الضيف حيًا، فلماذا لم يخرج له تسجيل صوتي أو فيديو خلال هذا الشهر؟ قال القدومي، إن محمد الضيف لم يكن له سوى حضور إعلامي واحد، وكان ذلك في اليوم الثامن من عملية طوفان الأقصى. ولأسباب أمنية لا يظهر أمام أي وسيلة إعلامية وهذه ليست قضية جديدة.
أما بخصوص ما يُثار حول مسؤولية إيران عن قتل هنية، قال القدومي إن هذه القضايا تُثار بشكل كبير في فضاء الدعاية الإعلامية الصهيونية. لقد أثاروا قضايا عرقية ومذهبية وحتى استخدموا أدبيات الإيرانيين أنفسهم في هذا السياق، ويدّعون في وسائل إعلامهم أن الإيرانيين خونة! لكن الحقيقة هي أن إيران الشيعية تدعم المقاومة الفلسطينية – حماس وقبلها فتح – لأن عدونا مشترك، وإيران شريك استراتيجي للمقاومة الفلسطينية.
أضاف القدومي: لا تهم إسرائيل سواء كنت شيعيًا أو سنيًا. إنهم يغتالون العلماء الإيرانيين ويغتالون المهندس التونسي المسؤول عن بناء طائرات القسام، واغتالوا علماء في ماليزيا.
كما قال القدومي حول ما يُثار عن أن الفلسطينيين يحصلون على أموال إيران: أنا باحث في الشؤون الإيرانية وأطروحتي تتناول الدعم الشعبي الإيراني للمقاومة. هذه القضايا التي تفضلتم بذكرها موجودة فقط في أذهان النخب. الناس العاديون يتصرفون بطريقة شعبية ولا يهتمون بهذه الأمور. عندما نتحدث مع الناس في الشوارع والأسواق، نجد أن الجميع يدعمون الشعب الفلسطيني. في جنازة الشهيد حضر مئات الآلاف بل الملايين، وتم تشييع هنية على أيدي الشيعة وفي اليوم التالي دُفن في قطر وبين أهل السنة.
القدومي رد على تساؤل آخر يتعلق بما أُثير حول خطأ إيران في حماية هنية، وأن إيران لم تحمِ هنية بالشكل الكافي، وقال إن التقارير التي تكلمت عن ذلك ومنها تقرير نيويورك تايمز هو تحليل ولا ينبغي أن يتحدث بشكل قاطع، إلا إذا فعلوا ذلك بأنفسهم أو لديهم صور وفيديوهات بناء على ادعاء لم يقدموه وأضاف: “لقد كنت هناك وبعد الحادث ذهبت إلى تلك الغرفة. كانت الغرفة كما لو أن جدارين وسقفًا منقسمان، كما لو أن شيئًا ما قد سقط من الأعلى”.
أضاف: “هذا المبنى، الذي تم نشره أيضًا في الصور، هو مبنى لسكن الضيوف الأجانب. وقد عاش فيها الشهيد هنية وآخرون مرات عديدة، واكتشاف الغرفة وضربها ليس إنجازًا في المجال الأمني. ولذلك فإن هذا التقرير لم يكن منطقيًا وعلميًا وكان مخالفًا للملاحظات وهو محاولة للتهرب من المسؤولية المباشرة للعدو”.
أما بخصوص ما إذا كانت إيران فشلت في حماية هنية قال القدومي: “لا يمكننا أن نتوقف عن العمل. لا يمكننا أن نعيش تحت الأرض. هذا الفعل الإسرائيلي هو جريمة مباشرة وواضحة وفقًا للقوانين الدولية. هذا الفعل يدفع بإسرائيل نحو الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، من ناحية أخرى فإن عملية “طوفان الأقصى” قد فتحت لنا مجالًا واسعًا وفعّالًا في الدبلوماسية، مع الصين وروسيا واليابان وأمريكا اللاتينية والعراق وإيران وقطر وتركيا وغيرها. كانت الحسابات تشير إلى أن هناك أعرافًا دولية بين الدول وأن العالم لن يقبل أن تقوم إسرائيل بهذه الفعلة الوقحة بضرب ضيف لدولة ما. ومع ذلك، أظهرت إسرائيل أنها لا تلتزم بأي خطوط حمراء أخلاقية”.
أضاف: “كان هذا المبنى مكانًا VIP للضيوف الدبلوماسيين الإيرانيين، وكان هناك ضيوف آخرون أيضًا، ولا يمكننا العيش والعمل تحت الأرض. ومع كل هذه التفاصيل، نحن لا نعتبر إيران مسؤولة عن أي تقصير”.
والأهم من كل هذا هو تصريحات قائد الثورة وبيان الرئيس الشجاع والنزيه، حيث أظهروا حقًا إحساسهم بالمسؤولية تجاه الضيوف، وهذا يعني الكثير. في الاتصال الذي أجراه الرئيس مع السيد خليل الحية من قادة حماس، أظهر فعلاً اهتمامًا إنسانيًا ومسؤولية، وهذا كان ذا قيمة وقبول كبير بالنسبة لحماس، إذ قال الرئيس الإيراني إنهم بذلوا كل جهد ممكن وقد فعلوا كل ما في وسعهم، ولكن قدر الله كان هذا.
لماذا تم اغتيال هنية في إيران وفي عهد الرئيس الإيراني الجديد رغم سفره كثيرًا إلى قطر وإلى تركيا، كان ذلك سؤالًا آخر لخالد القدومي، وقد قال: “هذه مسألة تحليلية. قد تكون هناك نقاط مثل كون تركيا عضوًا في الناتو وقطر تلعب دور الوسيط، بينما إيران هي محور المقاومة، ولكن الأمر هو أن هذه ليست سوى ذرائع ولا تعطي مبررًا حتى لحدوث عمليات اغتيال في إيران. يجب أن نأخذ في الاعتبار أن هذه العملية ليست مجرد اغتيال هنية فقط، بل هي هجوم مباشر على إيران”.
فيما يتعلق برد المقاومة قال خالد القدومي: “يجب علينا بالتأكيد أننا سوف نرد، سواء من قبل شباب المقاومة أو من قبل محور المقاومة، لأن العدو لا يفهم إلا لغة القوة، ولا يفهم لغة المنطق. منذ عام 1991 حتى اليوم، أجرينا مفاوضات، لكن لم يكن لها سوى الذل والحصار للفلسطينيين. لا يجب أن نسمح لنتنياهو أن يحقق النصر على الأرض. قائد الثورة قال إنه يجب أن نرد. السيد حسن نصر الله أيضًا قال إنه لا نقول أننا نملك حق الرد، بل نقول إننا سوف نرد حتمًا. إيران وإسرائيل في حالة حرب منذ سنوات، وقد نفذت إيران عدة عمليات استراتيجية مثل اختراق شبكة الكهرباء الإسرائيلية، والاستيلاء على سفينة إسرائيلية في الخليج، وعمليات يافا، وغيرها. ولكن يجب علينا أن نتجنب الحديث العاطفي ونتصرف بعقلانية”.
التقى خالد مشعل بوزير الخارجية التركي. ويرى البعض أن حماس قد تتجه نحو تركيا. ويشعر البعض بالقلق من أنه كما حدث في سنوات الحرب السورية، ستنفصل حماس عن إيران ومحور المقاومة وتنتقل إلى محور الإخوان، كان ذلك سؤالًا قال في الإجابة عنه خالد القدومي: “هذه النظرة ليست علمية. نجاح حماس يعود إلى وجود نظام ديمقراطي بين الشعب الفلسطيني. لدينا مجلس شورى وانتخابات كل أربع سنوات، واتخاذ القرارات ليس بيد شخص واحد. القرارات في حماس تُتخذ بشكل شوروي، وأحيانًا على الرغم من معارضة رأي رئيس حماس أو رئيس المكتب السياسي، ويتم العمل بناءً على الديمقراطية. والآن بعد أن اغتالوا زعيم الحركة، يتولى رئيس الحركة مسؤوليته حتى نتمكن من حل المشكلة، إما بإعادة الانتخاب أو بأي طريقة أخرى يرونها مناسبة في الحرب. كما أن لقاء السيد خالد مشعل مع السيد فيدان وزير الخارجية التركي جاء أيضًا لكونه رئيس إقليم الحركة خارج فلسطين”.
أضاف: “لدينا ثلاث مناطق: “غزة” برئاسة السيد السنوار، و”الضفة الغربية” برئاسة السيد ظاهر جبارين، و”الإقليم خارج فلسطين” برئاسة السيد خالد مشعل. وهذا لا يعني أن السيد مشعل سيحل محل السيد هنية. مسألة الانحراف عن المقاومة والانتقال إلى محور آخر تتضمن عدة نقاط”.
ذقال إن محور المقاومة هو القدس ولا يوجد فيه أي اختلاف. في سنوات الأزمة في سوريا، “كنا على علاقات وتواصل مع إيران. إذا كان هناك خلاف فقد كان خلافًا عائليًا ولم يكن حول القضية الأساسية، وهي القدس وفلسطين. نعم، كانت هناك اختلافات في الآراء حول قضايا إقليمية، ولكن في ذلك الوقت، قدمنا موقفنا بشكل مباشر وصريح وأخوي لشخصية حكيمة وشاملة مثل الشهيد سليماني. كان هناك خطر الانقسام في البداية، ولكن بعد عدة سنوات، تم تحقيق وحدة قوية حول محور القدس، والنتيجة التي رأيتموها بشكل محكم وواضح في “طوفان الأقصى”. والآن فإن فصل حماس عن إيران لا يمكن تصوره”.
أضاف: “الهدف هو إسرائيل وأمريكا. اليوم، بعد تطبيع العلاقات مع البحرين والإمارات، أصبحت إسرائيل جارة لإيران وأقامت قواعد في تلك الدول، مما خلق مشاكل أمنية وعسكرية لإيران. من هذه الناحية، إيران متضامنة مع فلسطين. الدفاع عن القدس أصبح مثل الدفاع عن طهران. وقد بحثت في أطروحتي أن الناس لديهم هذه الرؤية، وهي أن الدفاع عن المقاومة هو في الواقع دفاع عن إيران، لأن لدينا خطرًا مشتركًا. وقد قدمت إيران أيضًا شهداء عظماء في هذا الطريق مثل الشهيد اللواء رضائي، والشهيد زاهدي، وغيرهم”.
أما بخصوص استشهاد الألاف في غزة، وأن ذلك دلالة على هزيمة حماس، قال القدومي: “طوفان الأقصى كان مناسبًا. لأن إسرائيل لا تهتم بالحوار والمنطق إطلاقًا. قبل طوفان الأقصى مات منا الكثير بسبب الحصار وانعدام الكهرباء والماء. في الضفة الغربية، حيث لم يكن لدينا حينها طوفان الأقصى، لماذا سقط لدينا أكثر من 500 شهيد فلسطيني وأكثر من 9000 أسير في هذه الـ 300 يوم؟ واليوم، وبحسب تقرير المراكز الأمريكية في غزة والضفة الغربية، فإن 70% من الشعب هم من أنصار حماس هذا هو النصر الحقيقي”.
أضاف: “قبل 7 أكتوبر، كانت نسبة القتلى الإسرائيليين إلى القتلى الفلسطينيين تتراوح بين 1 إلى 150 (حتى 300)، أي مقابل كل قتيل إسرائيلي كان يُقتل من 150 إلى 300 فلسطيني. الآن، أصبحت هذه النسبة 1 إلى 6 (حتى 8). اليوم، قُتل من 5000 إلى 6000 جندي إسرائيلي في غزة. وهذا يُعدّ نصرًا حقيقيًا”.
كما قال: “قبل 7 أكتوبر، كان السرد الإسرائيلي مقبولًا عالميًا، لكن الآن لم يُقبل هذا السرد في العالم. الطلاب الأمريكيون والبريطانيون وغيرهم لا يمضون يومًا دون تظاهرات ضد إسرائيل. نجاح السرد كان إنجازًا آخر لنا في الخطاب العالمي، لم يُعدّ الحديث عن حل الدولتين مطروحًا، بل يُناقش فقط تحرير كامل لفلسطين. هذا هو نجاح “طوفان الأقصى”.
واستطرد قائلًا إن: “النصر الدبلوماسي هو إنجاز آخر. في عملية “طوفان الأقصى”، انتقلت إسرائيل نحو العزلة الدبلوماسية. الغربيون أدركوا أن حماس هي حركة اجتماعية ونهج شامل وليست مجرد حركة عسكرية. النصر في الفضاء الرقمي تحقق أيضًا، حيث صدرت اليوم ملايين التغريدات والمنشورات لتعزية السيد هنية، وهو نصر لنا. اليوم، يسأل الرأي العام في أوروبا وأمريكا حكوماتهم لماذا يتعاملون بطريقة خاصة ومبالغ فيها مع الإسرائيليين؟”.
هل من الممكن أن تقبل السعودية ودول أخرى بالتطبيع، وأن يعلن هزيمة حماس وينتهي الأمر؟ بخصوص هذا السؤال قال القدومي: “قد يكون الأمر ممكنًا، لا أستطيع أن أتكلم باسم السعودية ودول أخرى. لكن من طرف حماس والشعب الفلسطيني أقول: سنواصل القتال حتى آخر طفل. لم يحرر أي بلد نفسه بالمفاوضات. يجب أن نقاوم. هل انتصرت فرنسا وروسيا في ثوراتهما بالمفاوضات؟ هل انتصر الشعب الجزائري الذي قدم ملايين القتلى، بالمفاوضات؟ هل انتصرت فيتنام، التي فقدت 7 ملايين قتيل، بالمفاوضات؟ لا. نحن مضطرون للأسف لدفع هذه التضحيات بسبب وحشية العدو. لو كانت لدينا طريقة أخرى، لفعلناها. لكننا منذ 74 عامًا جربنا الطريق السياسي ورأينا أنه لم ينجح. لم يكن لدينا خيار سوى التوجه نحو عملية طوفان الأقصى. جاء هذا الطوفان لأن الحلول السياسية لم تنجح. وإلا، فلا أحد يحب أن يرى أحبائه يُقتلون وبيته يُدمر. نحن نريد السلام لكنهم لا يسمحون به”.
أضاف: “محمود عباس ماذا قدم للفلسطينيين؟ نتنياهو حتى لا يرد على هاتفه. اليوم، قبل سفر نتنياهو إلى أمريكا، أصدر الكنيست قرارين: الأول تصنيف “الأونروا” (الهيئة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة) كمنظمة إرهابية؛ والثاني أن أي مكان في إسرائيل هو ملك لليهود وليس للفلسطينيين. نحن دافعنا عن أنفسنا. لم نبدأ الحرب”.
إذا فلماذا تجري حماس مفاوضات سلام مع إسرائيل في قطر؟ بخصوص ذلك قال خالد القدومي: “السلام ليس مصطلحًا صحيحًا. هذه المفاوضات هي لوقف إطلاق النار. نحن نسعى إلى القضاء على إسرائيل، ولكن ليس بمعنى معاداة اليهود. يعيش اليهود والمسلمون والمسيحيون على أرض بلد تسمى فلسطين وليس إسرائيل. إسرائيل التي أُنشئت منذ عام 1948 على أرضنا، قبل ذلك كان اسم هذا المكان فلسطين. وفقًا للوثائق البريطانية والدولية، كان اسمها فلسطين. ثم، بسبب الهجرة القسرية والإبادة والنهب، أُنشئت إسرائيل. نحن نسعى إلى وقف إطلاق النار لننتقل إلى مراحل أخرى لحل المشكلة”.