- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 51 Views
كتبت: شروق السيد
في خضم التوترات الجيوسياسية المتزايدة والتكهنات المستمرة حول العلاقات بين إيران وروسيا، تصاعدت في الآونة الأخيرة حملات إعلامية تفيد بإرسال إيران صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى روسيا، وفي سياق الرد على هذه الأخبار، نشرت صحيفة “همشهري” في عددها الصادر يوم الأحد 15 سبتمبر/أيلول 2024، حواراً صحفياً مع روح الله مدبر، خبير الشؤون الروسية، لتسليط الضوء على حقيقة هذه الأخبار وتحليل العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
وفي مقدمة الحوار ردت صحيفة “همشهرى” على الأخبار المنتشرة عن إرسال صواريخ بالستية قصيرة المدى إلى روسيا، ووصفت هذه الأخبار قائلة: “خلال الأسابيع الأخيرة، شهدنا موجة جديدة من التحريض الغربي بهدف التأثير على العلاقات الاستراتيجية بين إيران وروسيا، وقد ازدادت حدة هذا التحريض في الأيام الأخيرة، بحجة إرسال إيران صواريخ بالستية قصيرة المدى إلى روسيا، مما أدى إلى فرض عقوبات جديدة”.
وأضافت الصحيفة: “على الرغم من أن المسؤولين الإيرانيين قد أوضحوا مراراً الموقف الصريح لإيران بشأن الحرب في أوكرانيا والتعاون العسكري والدفاعي مع روسيا، فإن استمرار هذه الحملات الإعلامية يشير إلى وجود خطة خاصة من الغرب للتأثير على العلاقات الاستراتيجية بين طهران وموسكو، وهذا يأتي في وقت أشار فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى ضرورة تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الطرفين خلال زيارة الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني لروسيا ولقائه بالرئيس الروسي”.
حقيقة موقف روسيا بشأن ممر “زنغزور“
وفي حواره لصحيفة “همشهرى” قال روح الله مدبر، الخبير في الشؤون الروسية : “مع تصاعد الحملات الغربية خلال الأسابيع الأربعة الماضية، بهدف إحداث خلل في العلاقات بين طهران وموسكو، كانت زيارة أحمديان الأخيرة إلى روسيا تحمل نقاطاً مهمة ينبغي دراستها”، وقال: “من بين النقاط المهمة في هذه الزيارة، التي نوقشت خلال لقاء أحمديان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بوتين أعلن بوضوحٍ أن الجميع في النظام الدولي يعتبرون إيران وروسيا حليفين اليوم”.
وأضاف روح الله مدبر: “تأكيد بوتين كان بمثابة صدمة للغرب والتيارات التي كانت تسعى من خلال الحملات الإعلامية الواسعة لإيهام الناس بأن العلاقات بين طهران وموسكو تواجه اختلالاً، يجب أن نكون واعين أن الحملة الإعلامية التي تسعى لإثارة الخلاف بين إيران وروسيا تُدار وتُوجه من قبل شبكة منظمة وفعالة دائماً”.
وأضاف أن وسائل الإعلام الغربية حاولت بناءً على تفسير خاطئ لبعض تصريحات الرئيس الروسي وبعض مسؤولي وزارة الخارجية الروسية بأن الروس يعتقدون أن محور “زنغزور” يجب أن يُقام وأنهم قد توصلوا إلى تفاهم في هذا الشأن مع تركيا وجمهورية أذربيجان، وأوضح: “في حين أن هذا الموضوع لم يكن مطروحاً على الإطلاق، حيث كانت روسيا تناقش إقامة طريق سريع يربط نخجوان وباكو، ولم يتم ذكر كلمة زنغزور في أي من تصريحات المسؤولين الروس”.
وأكد مدبر: “وجهة النظر الروسية بشأن هذا الطريق السريع تختلف تماماً عن الخطة التي تقدمها تركيا وجمهورية أذربيجان حول محور زنغزور، ونتيجة لذلك، غضبت تركيا من مواقف روسيا وطرحت في المقابل مزاعم بشأن شبه جزيرة القرم”.
السيناريوهات التي تم طرحها على جدول الأعمال
وبحسب صحيفة “همشهرى” تابع خبير الشؤون الروسية قائلاً: “في ظل هذه الظروف، سعى البعض إلى خلق أجواء إعلامية معادية للتعاون بين طهران وموسكو من خلال نشر أجزاء محرفة من تصريحات المسؤولين الروس، وفي هذا السياق، كشفت الدول الغربية في الأيام الأخيرة عن مزاعم زائفة حول (إرسال صواريخ بالستية قصيرة المدى إيرانية إلى روسيا)، مما أدى إلى فرض عقوبات على شركات الطيران الإيرانية”.
وأشار إلى أن زيارة الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني الأخيرة إلى روسيا ولقاءه مع بوتين تضمنت نقاطًا مهمة، منها أن بوتين أكد خلال هذا اللقاء على عزم موسكو الثابت على تطوير ممر الشمال – الجنوب، وهي مسألة أكدت عليها روسيا عدة مرات.
نفي أخبار تفريغ صواريخ بالستية في ميناء روسي
يقول مدبر إن بعض وسائل الإعلام الغربية نشرت صورة لسفينة روسية تقوم بتفريغ حاويات في ميناء “أوليا” في أستراخان الروسية، وادعت أن هذه الحاويات تحتوي على صواريخ بالستية إيرانية، وأضاف: “النقطة الأولى هي أن ميناء أوليا في أستراخان هو ميناء يتم فيه تفريغ معظم المنتجات الزراعية والمنتجات القائمة على صناعات البناء والتشييد”.
وأكد أن هذا الميناء يحتوي على صوامع كبيرة للحبوب ومخازن تبريد، وأوضح: “السفن الإيرانية التي تصل إلى هذا الميناء تكون عادةً محملة بالخضراوات والفواكه مثل الكيوي والطماطم وغيرها من المنتجات مماثلة، ولذلك يحاول الغربيون التظاهر بأن الحاويات التي تحتوي على منتجات زراعية هي صواريخ بالستية قصيرة المدى”.
أشار مدبر إلى أن “النقطة الثانية هي أنه بسبب مستوى ارتفاع المياه في هذا الميناء، لا تستطيع سفن عسكرية تحمل أسلحة بهذا الوزن أن ترسو وتفرغ الحمولة في هذا الميناء، من جهة أخرى، تختلف بشكل عام طريقة حركة السفن الحاملة للأسلحة الصاروخية، ونوع السفينة والمعدات عليها بشكل كبير، في الواقع، تتطلب عملية تخزين وتحميل ونقل الأسلحة الصاروخية ظروفاً خاصة غير متوافرة في السفينة والميناء المشار إليهما في التقارير الغربية”.
تأكيد خاص من بوتين لإيران
وأكد مدبر أن بوتين جدد خلال لقائه الأخير مع أحمديان، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، تأكيد عزم روسيا الحازم في إنشاء ممر الشمال – الجنوب.
وأضاف : “خلال زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأخيرة لروسيا، أجرى وزير الخارجية الصيني أيضاً محادثات مع أحمديان، حيث تم التطرق إلى التحالف بين الصين وإيران وروسيا في ظل النظام العالمي الجديد، وفي زيارته لبيلاروسيا، تم تأكيد ضرورة تشكيل تحالف دفاعي بين روسيا وإيران وبيلاروسيا، واتخاذ خطوات عملية في هذا الصدد”.