- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 42 Views
كتب – حسن قاسم
بعد أن قدم بزشكيان القائمة المقترحة للحكومة الرابعة عشرة للبرلمان، أخمد شعلة الانتقادات الموجهة له، ولكن سرعان ما اشتعلت من جديد بسبب بعض الأسماء المقترحة في القائمة ذاتها، خاصةً أن البعض انتقد مسمى “حكومة الوحدة الوطنية” الذي كثيراً ما تلفظ به بزشكيان.
حكومة الوحدة الوطنية
بحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية – “الجمهورية الإسلامية“، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال جلسة البرلمان يوم السبت 17 أغسطس/آب 2024، دفاعاً عن وزرائه المقترحين: “بعد القسم الذي ذكرته، إنها فرصة لنتعرف على المخاطر والمتاعب المتعلقة بحياة الشعب. اليوم فرصة لسماع أصوات كافة أفراد الأمة ورغبتهم في التطور والتغيير”.
وتابع: “إنها فرصة الإصلاح وتغيير الرؤى غير الفعالة في الحكم، إنها الفرصة لخلق الأمل والتوافق للتغلب على الأزمات والاختناقات المعقدة المقبلة، إنها الفرصة لتصحيح التعاملات غير السارة لحكام العالم مع الشعب الإيراني الشجاع. إن الفرصة الناشئة عن انتخابات الميدان الجديدة هي شراكة وطنية وتعاون داخل الحكومة بين الحكومة والمجتمع وداخل المجتمع”.
وأضاف: “إن الحكومة التي عرضت على البرلمان اليوم هي حكومة الوحدة الوطنية. ومثلما قلت خلال أيام تنصيبها، إنها تعتبر نفسها حكومة لكل الشعب الإيراني؛ وهي ملزمة بضمان حقوق المواطنة لجميع الإيرانيين، وتلتزم بأولوية المصالح الوطنية على أي مصلحة أخرى”.
وأكد الالتزام بالدستور وأهداف وثيقة الرؤية والسياسات العامة التي أعلنها المرشد الأعلى وتنفيذ خطة التنمية السابعة، وأوضح أن عملية التعاون بين الحكومة والبرلمان، والاختبار الميداني لهذا التقارب والتعاون قد بدآ رسمياً.
“إذا لم يُسمع صوت الشعب في الوقت المناسب، فسنشهد خيبة الأمل”
أكد بزشكيان خلال إلقاء كلمته، أن الحل هو التفاهم والعمل المشترك للاستجابة لمطالب الشعب، وأوضح أنه في حال عدم سماع أصوات الشعب في الوقت المناسب، فسوف تتفشى خيبة الأمل بينهم. وأشار إلى أن الشعب الإيراني يعيش في وضع اقتصادي صعب، إضافة إلى انتشار الظلم في مختلف المجالات.
وأوضح أن الرؤية الموجودة التي رسمتها القيادة، تصور إيران كدولة متقدمة ذات مكانة علمية رائدة في المنطقة والعالم. وهي مصدر إلهام للعالم الإسلامي، وهذا الهدف لن يتحقق إلا إذا آمن به الجميع، ومن الممكن أن يخلق فهماً مشتركًا في نهاية المطاف.
كما أشار إلى أن الحكومة الرابعة عشرة مكلفة بتوفير التعليم والصحة العادلة والجيدة لجميع أفراد الشعب بغض النظر عن العرق والجنس، وتطوير البنية التحتية، والتنظيم وضمان الأمن وتعزيز السلطة الوطنية، ومحاربة أعداء كرامة البلاد وسلطتها، وتعمير البلاد، وخلق بيئة مواتية لنمو الفضائل. وأوضح أن واجب الحكومة هو إرضاء الشعب .
“مهمتنا وواجبنا هو إحلال الأمن في المجتمع”
يشير بزشكيان في هذا الصدد، إلى أنه من الممكن أن يخطئ الناس بقصد أو بغير قصد، ولكن دور الشعب أن يعفو عن ذلك كما أمر سيدنا علي (رضي الله عنه)، وكما يحب الناس أن يعفو الله عنهم. ووصف استياء الشعب من الحكومة بأنه حرب مع الله، وذلك بعد أن وصف نفسه وحكومته بأولياء الأمر، ويجب طاعتهم. كما أكد أن إحلال الأمن والسكينة في المجتمع إحدى واجبات الحكومة. وأشار إلى أنه إذا أدرك الشعب مساعي الحكومة لحل مشاكله ومعالجتها دون تمييز عنصري أو عرقي أو جوهري، فإنه سيقف بحزم خلفها، وهذا لن يتحقق إلا بالإجماع والتعاطف.
“رضا الشعب هو المؤشر الأساسي لاختيار أعضاء الحكومة”
أكد بزشكيان أنه وحكومته في خدمة الشعب الإيراني، ورضا الشعب كان المؤشر الأساسي لاختيار أعضاء الحكومة، موضحاً أن هذه هي العدالة. كما أكد ضرورة التفاعل الإيجابي مع كافة الأجهزة والقوى، مشيراً إلى أن المصالح الوطنية ينبغي أن تكون لها الأولوية قبل المصالح المؤسسية والفئوية.
“علينا أن نستفيد من التجارب الناجحة لاتخاذ القرارات”
وأشار قائلاً: “هدفنا هو إيصال صوت من لا صوت لهم، والاستماع إلى المنسيين والمرفوضين، والذين ليس لديهم منصة للتعبير عن رغباتهم. اعتماد المنهج العلمي والخبير في حل المشكلات بدلاً من الاعتماد على الآراء والعواطف الشخصية. يقول سيدنا علي (رضي الله عنه)، إن من دَرَسَ التيارات والاتجاهات إذا كان عنده تقوى لن يسلك طريقاً خاطئاً. القرار الصحيح مبني على الأدلة والخبرة. القرار الصحيح لا يعتمد على رأي شخص أو فئة. وعلينا أن نستفيد من التجارب الناجحة لاتخاذ القرارات”.
“لنعمل على زيادة الوحدة والتماسك داخل الوطن”
وتابع: “عدم الوحدة والتماسك يعني الوقوف على حافة هاوية النار. نحن بحاجة إلى زيادة الوحدة والتماسك داخل البلاد. مشكلتنا الأهم هي عدم الوحدة. هناك حلول لجميع نقاط الضعف الأخرى. في مجال البناء، نواجه الكثير من المشاريع غير المكتملة والتي سيستغرق إكمالها سنوات. لدينا العديد من الموافقات التي لم ننفذها بعد. إنتاجنا غير تنافسي. لدينا انخفاض في رأس المال الاجتماعي، كما أن المشاكل المالية والفساد القائم، وعدم الشفافية والإيجارات المعلوماتية والمالية قد تسببت في ضعف نقاط قوتنا”.
“الآن حان وقت التفاهم وليس المواجهة”
وتابع: “لماذا لم تتحقق أهدافنا؟ لماذا نقف هنا؟ كيف نحقق أهدافنا السامية؟ إذا واصلنا بهذه الطريقة، فمن الجنون الاعتقاد بأننا سنصل إلى أي مكان. ويمكن متابعة حل هذه القضايا في ضوء الحفاظ على الأمل الاجتماعي والالتزام بالوحدة الوطنية. واليوم تحتاج إيران إلى وحدة ومشاركة وطنية لتجاوز أزماتها، وعلى هذا الأساس تم تقديم حكومة الوحدة الوطنية، والآن جاء دور النواب ليلعبوا دورهم، إنه وقت التفاهم وليس المواجهة. إن مفهوم الوحدة الوطنية هو علاقة ذات اتجاهين. يجب أن يكون جميع عناصر صنع القرار معاً لحل المشكلات”.
“محور الخطط يرتكز على إرادة الشعب وأمر القيادة”
وأضاف: “ربط البيانات هو أهم وسيلة لتحقيق الشفافية ومكافحة الفساد، وأعلنت القيادة في حفل التنصيب أن الأولوية الأولى للبلاد هي تحسين الوضع الاقتصادي. كما أن محور خططي يرتكز على إرادة الشعب وأمر القيادة بتغيير الوضع الاقتصادي. والمؤشر الرئيسي في البعد الاقتصادي هو القدرة الإنتاجية التي تظهر أيضاً القوة الوطنية. إن انخفاض مستوى النمو الاقتصادي والتوزيع العادل للدخل هو المشكلة الرئيسية. لماذا لم نتمكن من حل المشاكل الاقتصادية بعد عدة عقود؟ وقد شكل الأداء الضعيف تحدياً لاقتصاد البلاد”.
وتابع: “التحدي الداخلي يعود إلى مشاكل هيكلية ونقاط ضعف إدارية. أقول بصراحة: إن السبب الرئيسي لاستمرار المشاكل الاقتصادية هو عدم توافر الآلية اللازمة لبناء التوافق في مجال تنفيذ السياسات. وعلى الرغم من كل هذه الخلافات السياسية، فإن التنفيذ الناجح للبرنامج الاقتصادي أمر مستحيل. وفي مجال السياسة الخارجية، تتمثل بعض المشاكل في انخفاض معدل النمو الاقتصادي، والذي ترجع جذوره إلى العقوبات القاسية؛ لأننا لا نستطيع القيام بأعمال تجارية بشكل رسمي”.
“لم نقترح أي وزير وفقاً لرؤية سياسية”
وقال: “الأشخاص الذين اخترناهم جلسوا في مجموعات وقاموا بمراجعة أكثر من 10 آلاف حالة. ولم نأت بأي منهم بناءً على رؤية سياسية. لقد اخترنا على أساس شعار الوفاق والوحدة. لقد تمسكنا بكلامنا. الفريق الذي قدمناه للبرلمان هو رمز للوحدة والتضامن. لقد حاولنا اختيار أشخاص من حكومة شهيد رئيسي وروحاني وأحمدي نجاد. أنتم من يجب أن يساعدنا في إحلال هذه الوحدة اليوم. اصنعوا صوتاً واحداً منا وستخرجون من أجل المجتمع والخارج”.
ردود الفعل المؤيدة والمعارضة لتصريحات بزشكيان
- كتب عضو جبهة ثبات الثورة وممثل البرلمان “حميد رسائي” في صفحته الشخصية على منصة “إكس”: “انتهت جلسة منح الثقة وكلمة السيد بزشكيان. إنها مثل العودة إلى الشريط! ومن جديد، وبينما كنا نستمع للكلمات نفسها التي سمعناها في جلسة التنصيب، مع التصفيق المتكرر، وقع اللوم أخيراً على النواب! السيد بزشكيان نفسه كان يشعر بالملل من قراءة النص وقال إن النواب يشعرون بالملل!”.
- قال نائب برلماني إيراني يدعى “حسین علي حاجي دلیكاني“: “كنت أنتظر من بزشكيان أن يشرح برنامجه بالتفصيل”.
- صرح السياسي الإيراني وعضو البرلمان “محمد قسیم عثماني“: “لا يمكن أن تتحقق الوحدة الوطنية باجتماع الأضداد”.
- قال ممثل طهران في البرلمان “مرتضی محمودي“: “لدينا انتقادات بناءة للحكومة.. يجب مساعدة الرئيس”.
- صرح ممثل إقليد في البرلمان “مسلم صالحي“: “بعض الوزراء المقترحين كانت لديهم سيرة ذاتية ضعيفة”.
- قال ممثل فيروز آباد في البرلمان “محمد مهدي فروردين“: “لنكن داعمين لرئيس الجمهورية”.
- ذكر ممثل سراب في البرلمان “مجيد نصير بور“، أن “متوسط سن اللجنة 60 عاماً تقريباً”.
- قال عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني “روح الله متفکر آزاد“: “استخدم الرئيس شعار الوحدة الوطنية في تقديمه للحكومة”.
- ذكر ممثل ورزقان في البرلمان “رضا علي زاده“، أن “تشكيل حكومة الوحدة الوطنية عمل غير مسبوق”.
- قالت ممثلة إيلام في البرلمان “سارا فلاحي“: “إن نقاط القوة في الحكومة المقترحة من قبل الحكومة تهيمن على نقاط الضعف فيها”.
- أشار ممثل دماوند في البرلمان “شاهرخ رامين” إلى أنه “ينبغي تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بثقة البرلمان الكاملة”.
- قال رئيس اللجنة الاجتماعية للبرلمان الإيراني “علي بابائي کارنامي“: “قام الرئيس بمراعاة الوفاق في تقديم اللجنة”.