- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 47 Views
كتبت- رضوى أحمد
جاء سفر علي رضا زاكاني عمدة مدينة طهران إلى سوريا يوم الأربعاء 4 سبتمبر/ أيلول 2024، ليثير الجدل حول قانونية سفره إلى خارج البلاد وإبرام اتفاقيات مع دول أخرى كذلك وذلك في ظل الحديث عن اتهامات وجهها له بعض أعضاء مجلس بلدية طهران بالفساد وسوء الإدارة.
كانت زيارة علي رضا زاكاني رئيس بلدية طهران إلى سوريا يوم الأربعاء 4 سبتمبر/أيلول 2024، بدعوة من الحكومة، وأثناء لقائه مع المسؤولين الحكوميين هناك، وقع “وثيقة التآخي” بين مدينتي طهران ودمشق مع نظيره والي دمشق.
كانت وثيقة التآخي بين طهران ودمشق تتعلق بمجالات التعاون في مجال البناء والنقل العام، والقضايا المدنية والفنية والثقافية كما قال زاكاني، وأضاف: “إن هذه التعاونات تخلق إمكانية ربط اقتصاد البلدين معًا والقدرة على خلق مستقبل مشرق.”
وبحسب ما نقله الإعلام الإيراني، فقد سافر رئيس بلدية طهران إلى سوريا بهدف دراسة آليات الاستثمار في مشاريع تطوير البناء في سوريا.
وبالإضافة إلى لقائه مع سامر خليل والسيدة لمياء شكور وزيري الاقتصاد والإدارة المحلية، التقى زاكاني أيضًا برئيس الوزراء السوري حسين عرنوس في نهاية رحلته التي استغرقت يومين.
كما قال طارق كريشاتي والي دمشق: “وجهة نظرنا هي التعاون مع الدول الصديقة وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لذلك نقوم بتقييم مشاورات رئيس بلدية طهران في دمشق كأساس لاستخدام قدرات بلدية طهران في برنامج بناء سوريا ودمشق”.
سفره إلى طاجيكستان:
وبالنظر إلى رحلات زاكاني الخارجية السابقة، كانت له رحلات قبل ذلك، أولها في عام 2022 عندما سافر إلى طاجيكستان. وقد أثارت هذه الرحلة الجدل داخل مجلس بلدية طهران، مع اتهامات له بعدم الشفافية في التعامل مع تحركاته الخارجية.
وقد توجه زاكاني مع بعض النواب ومديري المدن إلى دوشنبه بطاجيكستان لحضور الدورة السادسة للجمعية العامة لرؤساء البلديات الآسيويين. ومما أثار الجدل ساعتها هو: من تحمل نفقات سفر زاكاني ورفاقه إلى طاجيكستان؟
مهدي أقراريان العضو في مجلس مدينة طهران، قال في جلسة مجلس المدينة إن حضور العمدة في مثل هذه السفريات بهدف أداء دور في مجال الدبلوماسية الحضرية أمر ضروري، لكنه في الوقت نفسه تساءل عن: “ما هي الضرورة لمرافقة بعض الأشخاص له في هذا السفر؟” وطلب من زاكاني تقديم تقرير عن رحلته إلى طاجيكستان إلى مجلس المدينة.
وبحسب صحيفة إيكويران الإيرانية، تنص لوائح إرسال وكلاء ووفود بلدية طهران إلى الخارج، على أن تتكون لجنة السفر الخارجي من النائب المالي الإداري، ونائب التنسيق والتخطيط، ورئيس الأمن العام من بلدية طهران، ومدير عام العلاقات العامة والدولية لبلدية طهران، وممثلين ينتخبهما البرلمان (كمشرفين).
قانون سفر العمدة والمديرين للخارج:
كانت إحدى القضايا التي أثارت الجدل في تلك الزيارة أيضًا هي عدم علم أعضاء مجلس مدينة طهران برحلة زاكاني، حيث ينص القانون الإيراني على: “أن أي من رؤساء البلديات في أي مكان في البلاد، إذا كانوا ينوون السفر إلى أي دولة، يجب أن يتم ذلك بموافقة رسمية من مجلس المدينة.”، وهو ما رفض زاكاني القيام به.
وبعد الإعلان عن عدم علم أعضاء مجلس المدينة برحلة زاكاني، حاول مهدي جمران رئيس مجلس مدينة طهران، حل القضية بطريقة ما وادعى أنه: “كتب زاكاني خطابًا حول هذا الأمر للحصول على إذن، ووجدنا هذه الرسالة الليلة الماضية، لكن النظام (السيستم) كان معطلًا ولم تصلنا، وبالأمس أحضروا الرسالة يدويًا، لكن لم تعد مفيدة، نعم وصلت الرسالة متأخرة، لكنهم أثاروا القضية شفويًا، وكان الزملاء على علم بهذه الرحلة، لكن هذه المعلومات لم تكن رسمية.” فأوضحت تصريحات جمران أنه لم يتم إصدار إذن رسمي لهذا السفر من قبل مجلس المدينة.
رحلة إلى بروكسل:
أما عن زيارة زاكاني لبروكسل فبحسب تقرير وكالة أنباء همشهري الإيرانية، قدم عبد المطهر محمد خاني، في جلسة لمجلس مدينة طهران شرحًا بشأن زيارة زاكاني لبروكسل للمشاركة في مؤتمر متروبوليس العالمي وقال: “متروبوليس منظمة عالمية تضم عواصم الدول، حيث تضم 150 مدينة من أصل 50 دولة، وقد تلقينا دعوة لحضور هذا الاجتماع.”
وأشار إلى لقاء زاكاني مع نظرائه على هامش اجتماع متروبوليس: “تم استقبال الأمين العام لمنظمة المدن المتحدة والإدارات المحلية UCLG، وتقرر أنه في الاجتماعات المقبلة، سيتم عرض مناهج الإدارة الحضرية من قبل زاكاني، وعقد عمدة طهران اجتماعًا مع عمدة قونية ورئيس اتحاد المدن التركية، وتم التأكيد على زيادة التفاعلات بين المدن والمنظمات الدولية.”
ويجدر بنا الإشارة إلى تبعات تلك الزيارة وهي استقالة باسكال سمت وزير التنمية الحضرية والتجارة الخارجية لحكومة منطقة بروكسل في بلجيكا، إذ أنه في أعقاب زيادة الانتقادات الموجهة إلى باسكال سمت، بسبب دعوته زاكاني في 11 يونيو/حزيران 2023 للمشاركة في الجمعية العامة لعمداء المدن الكبرى في العالم في بروكسل، اضطر باسكال للاستقالة من منصبه في 18 يونيو/حزيران 2023.
حيث واجهت هذه الزيارة احتجاجات واسعة من عدد من المسؤولين، وأعضاء البرلمان، ووسائل الإعلام في هذا البلد؛ واتهمت حاجة لحبيب (من أصول جزائرية وتقود الخارجية البلجيكية) سمت في جلسة في البرلمان البلجيكي، بأنه “يُلطّخ صورة بروكسل”.
كما نظم عدد من الإيرانيين المعارضين في يومي 13 و15 يونيو/حزيران في بروكسل تجمعًا احتجاجيًا بأعلام عليها رمز الأسد والشمس (علم إيران قبل ثورة الخميني) اعتراضًا على حضور زاكاني، إثر أعمال العنف التي قام بها، ومنها أعمال العنف ضد الطلبة، ومقتل مهسا أميني، فتم اعتبار زاكاني أحد القوى الأمنية لإيران في عمليات قتل المواطنين العزل وقمع الاحتجاجات الشعبية، وهذا سبب الاحتجاج الواسع من قبل النواب ووسائل الإعلام البلجيكية ضد زيارته لهذا البلد.
وفي رحلة زاكاني الأخيرة إلى سوريا يجب الإشارة إلى أنها تزامنت مع حملة إقالته بسبب اتهامات بتراكم تهم الفساد والإهمال الإداري، وخصوصًا بعد أن وقعت بلدية طهران عقدًا سريًّا مع شركة صينية لاستيراد الحافلات الكهربائية، ولكن تم تسريب معلومات من هذا العقد ووصلت إلى مجلس مدينة طهران.