- زاد إيران - المحرر
- 46 Views
ترجمة: يارا حلمي
نشرت صحيفة “همشهري” الإيرانية، الأربعاء 16 أبريل/نيسان 2025، تقريرا تناولت فيه كيف يمكن للزلازل، رغم دمارها، أن تخلق مناظر طبيعية خلابة مثل البحيرات والينابيع التي تتحول إلى مناطق جذب سياحي، ويستعرض أمثلة لبحيرات تشكلت نتيجة الزلازل في إيران ومناطق أخرى حول العالم.
روائع الزلازل في الطبيعة
ذكرت الصحيفة إن روائع الزلازل في الطبيعة ليست نادرة؛ هذه الظاهرة الطبيعية المروعة التي قد تتسبب في وقوع ضحايا كثر، تؤدي أحيانا إلى خلق تحف طبيعية تصبح لاحقا معالم سياحية، والزلازل، على الرغم من دمارها، أحيانا تساهم في ظهور أماكن جمالية تجذب السياح.

وتابعت أنه في سبتمبر/أيلول 2023، فوجئ سكان القرى في المنطقة الجبلية بتارودانت في المغرب برؤية ينبوع ماء جديد بعد الزلزال القوي الذي ضرب البلاد؛ وهذا الحدث وقع بعد عام من الزلزال الذي وقع في 6 فبراير/شباط 2022 بتركيا، حيث أدى إلى اهتزاز الطبقات الخارجية للأرض في المناطق المتضررة وخلق شقوق واسعة على سطح الأرض، مما أسفر عن ظهور بركة جميلة.
وأشارت إلى أن زلزالا وقع عام 1911 تسبب في انزلاق التربة وأدى إلى تشكيل بحيرة كاييندي في جنوب شرق ألماتي بكازاخستان، التي غمرتها الأمطار اللاحقة، مما أدى إلى غمر الغابة بالمياه مع مرور الزمن، ومثل هذه التحف الطبيعية ليست نادرة في إيران أيضا؛ من بحيرة تار في محافظة طهران إلى بحيرتي ولشت وجورت في مازندران، بالإضافة إلى بحيرة جفتان في كرمان؛ وهي بحيرة فيروزية في قلب الصحراء.
بحيرة فيروزية
ذكرت الصحيفة أن قصة تشكيل بحيرة جفتان في قلب صحراء كرمان تعود إلى الزلزال الذي ضرب المنطقة بقوة 7.3 درجة على مقياس ريختر في عام 1981، ومن بين أحد الأجزاء المدمرة في هذا الزلزال كان سلسلة جبال بلوار، حيث انهار ملايين الأطنان من الصخور والتربة، مما أدى إلى سد نهر كشيتي، وهو مصدر المياه للمنطقة، ليُحدث سدا طبيعيا.
وتابعت أن النتيجة كانت ظهور بحيرة تحتوي على أكثر من 2 مليون متر مكعب من المياه، والتي استمرت لمدة 24 عاما قبل أن تجف بسبب الجفاف المتكرر، لكنها عادت للحياة في السنوات ذات الأمطار الغزيرة.
بحيرة تار
وأضافت أن الزلزال الذي وقع في النصف الأول من القرن السابع عشر الميلادي، أو أواخر فترة السلالة الصفوية، يمكن اعتباره السبب في تشكيل أحد أهم المعالم السياحية في طهران، وهي بحيرة تار، وهذا الزلزال نتج عنه حركة في قشرة الأرض أدت إلى تشكيل بحيرتي تار وهوير.
وأشارت إلى أن طول بحيرة تار يبلغ 1.3 كيلومتر وعرضها 400 متر، مما يوفر إمكانية السباحة في البحيرة إذا كنت سباحا ماهرا، كما أن مستوى مياه البحيرة يختلف حسب فصول السنة، وفي أكثر فصول السنة غزارة في المياه، يبلغ عمق بحيرة تار حوالي 50 مترا.
عودة تدفق الينابيع القديمة
ذكرت الصحيفة إنه بعد وقوع الزلزال الذي بلغت قوته 7.3 درجة على مقياس ريختر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، تدفقت العديد من الينابيع القديمة مرة أخرى، وأحد هذه الينابيع القديمة كان في قرية فنيت في مدينة إيوان (محافظة إيلام)، والتي عادت إلى التدفق مجددا مما أسعد سكان المنطقة.
وتابعت أن أهالي المنطقة ذكروا أنه في الماضي القريب كانت هناك العديد من الينابيع التي كانت تستخدم لري الأراضي الزراعية والحدائق، إلا أن جميعها جفت في السنوات الأخيرة.
بحيرة ولشت
وأضافت أن وجود بحيرة ولشت بالقرب من كلاردشت يمثل سدا ناتجا عن انزلاق الأرض، والذي يُحتمل أن يكون مرتبطا بحدوث زلزال كبير سابق في المنطقة نفسها (تاريخ هذا الزلزال لا يزال غير محدد).
وتابعت أن بحيرة ولشت تعد السابعة والسبعين من المعالم الطبيعية الوطنية في إيران، وقد أدرجتها منظمة التراث الثقافي في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2009، ضمن قائمة المعالم الطبيعية، وكلمة “ولشت” في اللهجة المازندرانية تعني “انزلاق الأرض”، ويُحتمل أن يكون اسم البحيرة مرتبطا بهذه الظاهرة.
روائع الزلازل في مازندران
كما أوضحت أن الزلزال الذي وقع في عام 1939، في مازندران أدى إلى تشكيل بحيرة شورت الساحرة، ولا يزال بإمكان الزوار رؤية جذوع الأشجار القديمة على سطح هذه البحيرة، حيث كانت هذه الأشجار موجودة في الأرض قبل أن تتشكل البحيرة.
وأشارت إلى أن هذه البحيرة التي تبلغ مساحتها حوالي 2.5 هكتار، تحتوي على أنواع مختلفة من الأسماك؛ بعضها تم إدخاله من قبل السكان المحليين، والبعض الآخر نشأ بفعل العوامل الطبيعية، وعدد الأسماك في البحيرة كبير جدا لدرجة أنه يمكن للزوار ممارسة الصيد في مياهها.
الجاذبية بعد الزلازل
ذكرت الصحيفة أن الأستاذ مهدي زارع، أستاذ في مركز أبحاث الزلازل، أوضح أن إنشاء السدود والبحيرات الطبيعية خلفها بعد وقوع الزلازل هو أمر طبيعي.
وتابعت أن زارع أشار إلى أن “الزلازل التي تحدث في المناطق الجبلية قد تؤدي إلى تدمير جزء من الجبل أو الوادي، مما يخلق سدا طبيعيا أمام الأنهار، وهذه الظاهرة هي السبب في تشكيل السدود الطبيعية والبحيرات الجميلة التي تتشكل خلفها”.
وأضافت أنه اعتبر أن من أشهر أمثلة البحيرات الناتجة عن الزلازل هي بحيرة سيمره في محافظة إيلام، قائلا: “حدث زلزال قوي منذ حوالي 10 آلاف سنة في الجبال الشمالية لكبیرکوه، مما أدى إلى تشكيل سد طبيعي وبحيرة كبيرة، لكن الجزء الأكبر منها قد اختفى الآن”.
كما أوضحت أن زارع ذكر بحيرة تار في محافظة طهران كمثال آخر، وأشار إلى الزلزال الذي وقع في عام 1998 في وادي هراز في منطقة آباسك، حيث تشكلت بحيرة استمرت لمدة 20 عاما بعد الزلزال.
أثر الزلازل على السياحة والبحث العلمي
ذكرت الصحيفة أن زارع أكد أن الزلازل في إيران، التي تعد من الدول الجبلية والزلزالية، “لا تؤدي فقط إلى تشكيل السدود والبحيرات الطبيعية، بل إنها تساعد أيضا في الأبحاث العلمية، فضلا عن كونها منطقة جذب سياحي.”، وقال إن الباحثين يدرسون الرواسب خلف هذه البحيرات لمعرفة التوقيت الدقيق للزلازل أو الأحداث الجيولوجية.
وتابعت أنه أشار إلى أن الزلازل لا تقتصر على تشكيل السدود والبحيرات، بل قد تؤدي أيضا إلى خلق جاذبية أخرى بسبب التغيرات التي تحدث في المناظر الطبيعية، وأضاف: “على سبيل المثال، قد تخلق الانزلاقات الأرضية (الانهيارات الأرضية) منحدرات مثيرة للاهتمام”، وذكر مثالا عن منتجع تزلج آبعلي الذي نشأ فوق الانزلاقات الناجمة عن الزلزال في صدع مشا.
الظواهر الجيولوجية الأخرى بعد الزلازل
أشارت الصحيفة إلى أن الزلازل يمكن أن تؤدي أحيانا إلى تدفق الينابيع، أو إحياء الينابيع الجافة، أو حتى جفاف الينابيع، وعلى سبيل المثال أثناء الزلزال الذي ضرب منطقة أزكله في كرمانشاه، حيث شهدنا تدفق العديد من الينابيع.
وتابعت أن زارع أضاف قائلا إن “ظاهرة الانهيار الحجري، المعروفة باسم (الانهيار الحجري) أو (بهمن الحجر)، واحدة من الجاذبيات التي تنشأ بعد الزلازل، حيث إن الزلزال يؤدي إلى تحرك كتل صخرية من جانب الجبل، مما يؤدي إلى تشكيل ظاهرة الانهيار الحجري التي تصبح مثيرة للاهتمام للزوار، إضافة إلى كونها نقطة جذب لمحبي تسلق الصخور والرياضيين”.
وأضافت نقلا عن مهدي زارع، الأستاذ في مركز أبحاث الزلازل: “إن الزلازل التي تحدث في المناطق الجبلية يمكن أن تؤدي إلى تدمير جزء من الجبل أو الوادي، مما يخلق سدا طبيعيا أمام الأنهار، وهذه الظاهرة هي السبب في تكوين السدود الطبيعية والبحيرات الجميلة خلفها”.