سفير إيران السابق لدى الأردن: لن يثني بلادنا شيء عن الانتقام لاغتيال هنية إلا وقف الحرب في غزة وعودة الأسرى وفتح المعابر الفلسطينية

كتبت- إيمان مجدي

قامت وكالة الأنباء الإيرانية “خبر أونلاين“، بحوار مع سفير إيران السابق لدى الأردن، مجتبى فردوسي بور، يوم السبت 17 أغسطس/ آب 2024، حول تأثير اغتيال هنية على وقف إطلاق النار في غزة ورؤيته حول مساعي الأردن، وهل الحكومة الجديدة ووزير الخارجية سيؤثران على رد إيران المحتمل.

لن يتحقق الاتفاق

رد السفير على إمكانية الوصول إلى اتفاق لوقف النزاعات في غزة وتحرير الأسرى مع أخذ وضع المنطقة المضطرب في عين الاعتبار، وذلك بعد أن أعلنت أمريكا وقطر ومصر الوصول إلى اتفاقية، قائلاً: “يوجد طرفان للنزاع في أي اتفاقية، ويجب الأخذ بشروط كل منهما، والتوافق الثلاثي المذكور ضد البيان الذي أصدرته حركة حماس، يعتبر أحادياً ويفتقر إلى شروط حماس، وأُعد وفق ميول وأهداف محور أمريكا-إسرائيل، ومن هنا أعلنت حماس اعتراضها على تسليم غزة إلى “أبو مازن” والفشل في تحديد الانسحاب الكامل لكيان الاحتلال من غزة، والتبادل الكامل للأسرى، خاصةً المساجين الفلسطينيين الأبديين، كما أعلنت أن هذا الاتفاق مغاير لحقّ الشعب الفلسطيني المظلوم؛ لذلك يبدو أن مثل هذا الاتفاق لن يتحقق”.

اغتيال هنية للقضاء على طرف التفاوض

وعند سؤاله عن رؤيته حول مقتل هنية في طهران وتأثير بعض المسؤولين في حزب الله وحماس بلبنان على وقف إطلاق النار خلال الأسابيع الماضية، قال: “الهدف الرئيس لنتنياهو من الدخول إلى مرحلة الاغتيال تعويض الحرب باعتبارها ميزة نسبية للاحتلال، وهو دليل واضح لعدم امتثال حكومة يهود إسرائيل لوقف إطلاق النار. ومن ناحية أخرى اغتيال هنية باعتباره أعلى ركيزة للسلطة في حماس والمسؤول المباشر للمفاوضات مرتبط بالقضاء على طرف التفاوض. مؤامرة مجدل شمس حيلة أخرى لكيان الاحتلال للتقدم، وكذلك مشروعية الهجوم على لبنان خاصةً بيروت والضاحية، وحدثت كل هذه الحيل بعد زيارة نتنياهو لواشنطن والحصول على تصريح من الولايات المتحدة. وإذا رغبت أمريكا في التفاوض والوصول إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة، فلا يجب عليها منح مساعدات مالية ولوجستية للاحتلال، وبدلاً من الضغط على محور المقاومة وإيران يجب عليها أن تجبر إسرائيل على القبول والعمل بميثاق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.

إلام يلتفت الأردن؟

وعلى هامش التحولات الداخلية والخارجية في الأسابيع الماضية، ثم سفر وزير خارجية الأردن إلى طهران، وحين سُئل فردوسي بور حول سعي الأردن للحفاظ على أمنه من رد إيران المحتمل على اغتيال هنية، أم أن الزيارة كانت ضمن خطة عمل أخرى للوساطة، ذكر أن “الأردن يلتفت إلى ثلاثة أمور. أولها: اتفاقية الأمن المشتركة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، ووجود قواعد أمريكية عديدة على أرضها باعتبارها حليفاً استراتيجياً لإسرائيل. ثانيها: تأسيس أول مكتب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في الأردن. ثالثها: اتفاقية استخباراتية وأمنية مع كيان الاحتلال. ولذلك، الأردن مدينة لطرف النزاع الرئيس- أي محور أمريكا-إسرائيل- باعتبارها شريكاً لهما، ولإزالة الشبهات وغموض التعاون مع المحور المذكور في عملية الوعد الصادق الأولى، كان من الضروري تذكير طهران بظروفها الخاصة في طريقة الرد الإيراني في الانتقام لهنية.

وتابع: “النقطة الثانية الجديرة بالاهتمام إدارة الوضع الداخلي في الأردن مع وجود نحو 65% من المهاجرين الفلسطينيين الذين يتماشون بشكل رئيس مع أهداف ومبادئ حركة حماس. وربما يتحول جوار الأردن مع إسرائيل إلى تهديد جاد بسبب إقامة الفلسطينيين على أراضيه، وذلك عند رد إيران المحتمل. والسبب الثالث تغيير عنصر التفاوض بعد اغتيال هنية. اختيار يحيى السنوار خلفاً لهنية يعني تفوق إيران في مرحلة التفاوض وقوة المقاومة الفلسطينية. ومحصلة هذه الأمور يعني ضرورة تفعيل الدبلوماسية مع إيران بعد غياب الأردن 9 سنوات عنها”.

ليس للتفاوض الثلاثي علاقة بالرد الإيراني

وقال السفير السابق عن انتظار إيران نتيجة مفاوضات وقف إطلاق النار للرد على اغتيال هنية أو نتيجة خاصة لاجتماع مجلس التعاون الإسلامي: “رد طهران على الجريمة البشعة لاغتيال قائد المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور إسماعيل هنية ليست له علاقة بالتفاوض الثلاثي لأمريكا ومصر وقطر. شرط إيران مثل عملية الوعد الصادق، الوقف الفوري لإطلاق النار، والتراجع الكامل عن قطاع غزة، وتبادل الأسرى الكامل، وإعادة فتح معابر غزة دون أي شروط مسبقة؛ ولذلك الانتقام لهنية الآن غير مستثنى. تم تشكيل اجتماع لمجلس التعاون الإسلامي كما طلبت طهران بغرض إجراء حاسم تجاه إرهاب حكومة الاحتلال، ولكن لم تُسفر عن أي نتيجة. وأعتقد أن رد إيران حق مشروع، وسيحدث طبقاً للمواثيق الدولية المُصدق عليها، ولا يمكن لأي أمر أن يحول دون إرادة الحكومة والشعب الإيراني في الانتقام للضيف العزيز، الذي يمتلك حصانة دبلوماسية”.

الرد الإيراني لإعادة التوازن

وعن رد إيران المحتمل بالنسبة للحكومة الجديدة ووزير الخارجية، صرح الدبلوماسي المتقاعد: “بلا شك سيكون لرد إيران على اغتيال هنية عواقب بالنسبة للحكومة الجديدة وشخص وزير الخارجية المنتخب. لكن الأمر المهم، العواقب بالنسبة لحكومة بزشكيان في ظل خلل التوازن والأمن القومي لإيران الذي يرجح كفة الرد الإيراني لوجوب إعادة التوازن والردع وحماية الأمن والغيرة الوطنية؛ لأن أي إجراء دبلوماسي لوزير الخارجية سيكون معناه في إطار الأمن والسيادة الوطنية ليس إلا”.

ويأتي حوار سفير إيران السابق لدى الأردن والدبلوماسي المتقاعد مجتبى فردوسي بور، بعد أيام قليلة من زيارة وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، لطهران بعد اغتيال قائد المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ولقائه وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ذاك اللقاء الذي أثار الجدل بسبب مخالفة بزشكيان للبروتوكول الدبلوماسي ووضعه للكراسي بالقرب من بعضها البعض. 

وأكد بزشكيان حق إيران في الرد والانتقام لهنية. وقال الصفدي إنه لا يحمل رسالة إلى طهران من إسرائيل أو إليها، وأكد إدانة بلاده لهذه الجريمة البشعة. وقال باقري إن هذه الجريمة انتهاك لكافة معايير القانون والأعراف الدولية، إضافة إلى أنها انتهاك لسيادة الأراضي الإيرانية.

كلمات مفتاحية: