صحيفة إيرانية عن وزير الاستخبارات الإيراني: ما حصل “كنز علمي وعسكري”

نشرت صحيفة فرهيختكان الأصولية، الاثنين 9 يونيو/حزيران 2025، تقريرا أفادت فيه بأن وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية نقلت عن مصادر مطلعة، أن أجهزة الاستخبارات الإيرانية حققت يوم السبت 7 يونيو/حزيران 2025، أكبر نصر لها ضد أجهزة المخابرات التابعة للكيان الإسرائيلي. 

وأوضحت التقارير أنه في عملية معقدة شملت إجراءات ميدانية وسيبرانية، نجحت إيران في استخراج وضبط كمية ضخمة من الوثائق الاستراتيجية الإسرائيلية، خاصة تلك المتعلقة بالبرنامج النووي للنظام، ونقلها من الأراضي المحتلة إلى داخل إيران.

وأضافت الصحيفة أنه تم فحص هذه الوثائق في مكان آمن، وبسبب حجمها الكبير واعتبارات أمنية، تأخر الإعلان عنها. ووصف وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب، هذه الوثائق بأنها كنز استراتيجي عملي وعلمي، كما تشمل معلومات نووية، ووثائق تتعلق بالولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى، وبيانات استخباراتية تعزز القدرات الهجومية لإيران. 

وأكد خطيب أن أساليب نقل هذه الوثائق ستظل سرية، لكن محتواها سيتم نشره في المستقبل. 

وأفادت مصادر عبرية في هذه العملية، بأنها سرقت وثائق من وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية، وخوادم البرنامج النووي، وقاعدة هاكريا، مما ألحق ضربة كبيرة بأجهزة الأمن الإسرائيلية، حتى أن المحللين يتحدثون عن احتمال إقالة أو محاكمة رؤساء جهاز شين بيت والموساد.

وتابعت الصحيفة أن هذا الحدث يأتي إلى جانب استقالات وإقالات لمسؤولين إسرائيليين كبار مؤخرا، من بينهم وزير الحرب يوآف غالانت، وقائد الجيش هرتزي هالوي، ورئيس شين بيت رونين بار، والتقاعد الإجباري للمتحدث باسم الجيش دانيال هاجاري، ما يعكس عمق الأزمة الاستخباراتية في إسرائيل.

وذكرت أن جذور هذه الإخفاقات تعود إلى عمليات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 والحرب التي استمرت عامين بعدها، وقد بلغت ذروتها مع كشف الوثائق النووية.

وذكرت أنه بجانب هذا الفضيحة الجديدة، في أكتوبر/تشرين الأول 2024، أفادت وكالة أسوشيتد برس بأن الولايات المتحدة تحقق في تسريب وثائق سرية تكشف تفاصيل الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية لهجوم محتمل على إيران، تشمل معلومات عن أنواع الصواريخ والتدريبات العسكرية الإسرائيلية. وأكدت الوكالة أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن اعتذرت لإسرائيل بسبب هذا الخرق الأمني.

وتشير المصادر العبرية إلى أنه منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تم اكتشاف 20 قضية تجسس ورفع 27 لائحة اتهام، من بينها 11 قضية في 2024 مرتبطة بالتجسس من قبل مواطنين إسرائيليين لصالح إيران أو حزب الله، حيث تم اعتقال 39 شخصا بتهمة التجسس لصالح إيران في ذلك العام.

وبيّنت الصحيفة أن تكرار هذه الفضائح، إلى جانب تسريب الوثائق النووية الحساسة، يكشف عن فشل استخباراتي عميق لإسرائيل في معركة الظلال. كما أن إعادة استعراض 11 قضية تجسس، وردت بتفاصيلها في المصادر العبرية – رغم غياب تأكيد أو نفي رسمي – يسلّط الضوء على أبعاد هذه الأزمة بشكل أوضح.

التاجر الإسرائيلي موتي مامان.

أوردت الصحيفة أنه في 19 سبتمبر/أيلول 2024 تم الكشف عن أول قضية تجسس تتعلق برجل يُدعى موتي مامان، وهو تاجر يبلغ من العمر 72 عاما ومقيم في أشكلون. ووفقا للائحة الاتهام الصادرة عن محكمة بئر السبع، كان موتي مامان على اتصال مع عملاء محليين يعملون لصالح أجهزة استخباراتية داخل الأراضي الإيرانية. 

وأضافت أنه قد دخل إيران مرتين، وخلال اجتماعاته مع هؤلاء العملاء، قدم اقتراحات لتنفيذ عمليات ضد مسؤولين إسرائيليين مقابل مبلغ مليون دولار.

ولاديسلاف فيكتورسون.. 14 أكتوبر/تشرين الأول 2024

أبرزت الصحيفة أن الحادثة الثانية وقعت في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2024، حيث وُجهت لفيكتورسون، البالغ من العمر 30 عاما، وشريكته آنا برنشتاين، البالغة من العمر 18 عاما، تهم رسمية. ووفقا للائحة الاتهام، كان فيكتورسون على اتصال بمسؤول إيراني، وتحت توجيهاته قام بأعمال مختلفة مثل دفن أموال، وإحراق مركبات، وكتابة بيانات. كما وافق فيكتورسون على تنفيذ مهمة لاغتيال شخصية في إسرائيل وإلقاء قنبلة يدوية على منزلها.

عزيز نيسانوف.. 21 أكتوبر

ذكرت الصحيفة أنه تم الكشف عن القضية الثالثة بعد أسبوع، في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2024، والتي شملت سبعة إسرائيليين مهاجرين من أذربيجان، بينهم أب وابنه، يشتبه في تعاونهم لمدة عامين مع عناصر إيرانية. والمتهمون هم نيسانوف 43 عاما قائد المجموعة، وابنه إيغال نيسان 20 عاما، ألكساندر سيديكوف 58 عاما، فياتشيسلاف جوشين 46 عاما، يوجيني يوفا 47 عاما، وشابان مراهقان 16 و17 عاما لم يتم الكشف عن اسميهما. 

وأوضحت أنه كجزء من هذا التعاون، التقط هؤلاء السبعة صورا لقاعدة عسكرية كانت هدفا لعملية وعد صادق 2 لتقييم تأثير العملية والمساعدة في تحسين دقة العمليات المستقبلية. وتم اعتقال بعض هؤلاء السبعة أثناء مطاردتهم لمسؤول إسرائيلي كان هدفا محتملا للاغتيال.

رامي عليان.. 22 أكتوبر/تشرين الأول 2024

أبلغت الصحيفة أنه تم الإعلان عن القضية الرابعة في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2024، وشملت اعتقال سبعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 19 و23 عاما من حي بيت صفافا في القدس، للاشتباه في قيامهم بأنشطة تجسس لصالح إيران على مدى عدة أشهر. وكانت مهمتهم الرئيسية اغتيال عالم نووي إسرائيلي وعمدة إسرائيلي، وقد أُحرق منزل هذا العالم الإسرائيلي إثر هذه المهمة. 

وأكَّدت أن المتهم الرئيسي في هذه القضية، رامي عليان البالغ من العمر 23 عاما، اعترف بأنه كان يعلم أن المشغل الذي كان على اتصال به إيراني، وأنه يشعر بالفخر لتواصله معه. وطُلب منه تنفيذ مهام مختلفة داخل إسرائيل، ثم جند باقي أعضاء المجموعة. وهؤلاء السبعة زعموا أنهم قاموا بذلك بدافع وطني، لكنهم تلقوا أموالا مقابل أفعالهم.

آشر بنجامین وایس.. 31 أكتوبر/تشرين الأول 2024

ذكرت الصحيفة أن القضية الخامسة، التي تم تسجيل لائحة الاتهام بشأنها في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2024، تتعلق بآشر بنجامين وايس من مدينة بني براك، المتهم بالتجسس على عالم نووي إسرائيلي بهدف اغتياله بناء على أوامر من عملاء إيرانيين. وقد وُجهت إليه تهم التواصل مع عميل أجنبي ونقل معلومات له. وفي لائحة الاتهام ضده، ورد أنه بناء على تعليمات من عميل إيراني، قام باستخدام كاميرا لتصوير منزل وسيارة هذا العالم.

رافائيل ولالا جولاييف.. 31 أكتوبر/تشرين الأول 2024

أوضحت الصحيفة أن المسألة السادسة التي انكشفت في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2024 تتعلق برافائيل، ولالا جولاييف، المقيمين في مدينة لود، واللذين تبلغ أعمارهما 32 و29 عاما على التوالي. وقد تم اعتقالهما بعد قيامهما بتنفيذ مهام لصالح شبكة إيرانية توظف ذوي الجنسية المزدوجة من دول القوقاز المقيمين في إسرائيل. 

ووفقا لأجزاء من التحقيقات التي أجرتها شين بت والشرطة ضدهما، يُزعم أن الزوجين كانا على تواصل مع عملاء إيرانيين منذ عام 2021. ووفقا للائحة الاتهام، فقد تلقى الزوجان ما يقارب 26,000 دولار من هؤلاء العملاء الإيرانيين.

تحریر الصفدي.. 6 ديسمبر/كانون الأول 2024

أفادت الصحيفة بأن القضية السابعة كُشف عنها بعد أكثر من شهر، ففي 6 ديسمبر/كانون الأول 2024، وُجّهت لائحة اتهام ثقيلة بحق تحریر الصفدي، وهو شاب يبلغ من العمر 21 عاما ويعمل في مطعم بهضبة الجولان، بتهمة التجسس الخطير لصالح إيران. كما تم توقيف والده، آصف الصفدي، الذي يُعتقد أنه هو من ربطه بالجهات الاستخباراتية، واستُجوب كجزء من التحقيق.

وأضافت أن الصفدي، الذي كان يدرس هندسة البرمجيات، اتُّهم من قبل المحكمة الإسرائيلية بأنه عمل في جمع المعلومات الاستخباراتية لصالح إيران خلال السنوات الأخيرة، نيابة عن والده وتحت إشرافه. وتدّعي لائحة الاتهام أن آصف الصفدي جمع معلومات حول أنشطة الجيش الإسرائيلي، ثم نقلها إلى حسام السلام، وهو صحفي يعمل لدى قناة العالم الإيرانية ويقيم في دمشق.

آرتیوم زولوتروف.. 9 ديسمبر/كانون الأول 2024

قالت الصحيفة إنه في 9 ديسمبر/كانون الأول 2024، وفي إطار القضية الثامنة، تم اعتقال آرتيوم زولوتروف، البالغ من العمر 33 عاما ومن سكان منطقة الجليل، بشبهة ارتكاب جرائم أمنية تشمل التواصل مع مسؤولين في الاستخبارات الإيرانية وتنفيذ مهام أمنية مقابل مبالغ مالية. وقد وُجّهت إليه لاحقا في محكمة منطقة الناصرة تهمٌ تتعلق بالتواصل مع عميل أجنبي، وإضرام النار عمدا، وتخريب الممتلكات.

وبحسب مزاعم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فإن زولوتروف بدأ منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2024 بالتواصل مع شخصية تُدعى إلياد، والتي عرضت عليه تنفيذ مهمات تتضمن رسم جداريات تحمل رسائل مناهضة للحكومة الإسرائيلية.

آردلر آموئیل.. 17 ديسمبر/كانون الأول

سلّطت الصحيفة الضوء على القضية التاسعة التي كُشف عنها في 17 ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث تم اعتقال آردلر آموئيل، البالغ من العمر 23 عاما والمقيم في أورشليم القدس، بشبهة التواصل مع عناصر من الاستخبارات الإيرانية وتنفيذ مهام أمنية داخل إسرائيل مقابل مبالغ مالية.

ووفقا لما أعلنته الشرطة الإسرائيلية وجهاز الشاباك، فإن آموئیل كان منذ أكتوبر/تشرين الأول 2024 على تواصل مع عناصر استخبارات إيرانيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقد بدأت علاقته عبر حساب يُدعى أريانا، ثم انتقلت لاحقا إلى شخص يُدعى جان. ورغم أنه أدرك منذ البداية أن جان شخصية مرتبطة بالاستخبارات الإيرانية، إلا أنه وافق على تنفيذ مهام جمع معلومات، بما في ذلك تصوير موقع معين داخل إسرائيل.

محمد سعدي.. 19 ديسمبر/كانون الأول

ذكرت الصحيفة أنه في 19 ديسمبر/كانون الأول 2024، وُجّهت لائحة اتهام خطيرة ضد محمد سعدي، البالغ من العمر 19 عاما والمقيم في مدينة الناصرة، بتهمة التواصل مع عميل أجنبي. وتم اعتقال سعدي بشبهة نقل معلومات إلى عناصر من حزب الله خلال فترة الحرب. 

ووفقا لما زعمته الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام الشاباك، فقد أظهرت التحقيقات أن سعدي تواصل عدة مرات خلال السنوات الأخيرة مع الحزب، بل وطلب الانضمام إلى صفوفه. كما ورد أنه تواصل مع قناة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله، وطلبت إرسال صور ومقاطع فيديو متنوعة، حتى أثناء الحرب. ووفقا للادعاء، نقل سعدي خلال الحرب معلومات عن مواقع سقوط الصواريخ، وتحركات الطائرات، ومواقع تواجد قوات الدفاع الإسرائيلية.

الأخوان أصيلي.. 22 ديسمبر/كانون الأول 2024

قالت الصحيفة إنه في 22 ديسمبر/كانون الأول 2024، كُشف عن القضية الحادية عشر، حيث قدّم مكتب المدعي العام لائحة اتهام ضد عبدالسلام وطعّار أصيلي، وهما من سكان القدس الشرقية، بتهمة التواصل مع عنصر من حزب الله وتزويده بمعلومات خلال فترة الحرب.

ووفقا للائحة الاتهام المقدمة إلى محكمة منطقة أورشليم، فإن الأخوين، البالغين من العمر 33 و35 عاما، تواصلا عبر مجموعة على تطبيق واتساب مع امرأة تحمل حسابا باسم دانيا، وشاركا معها معلومات تتعلق بإسرائيل، وذلك حتى بعد علمهما بانتمائها لحزب الله. كما وُجهت لعبدالسلام أصيلي تهمة محاولة حيازة سلاح بدون ترخيص.