- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 48 Views
تقول صحيفة “الغارديان” البريطانية، إن وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في حادث تحطم طائرة هليكوبتر كانت بمثابة صدمة، ولم يكن من المتوقع أن يترشح رئيسي البالغ من العمر 63 عاماً، لولاية ثانية فحسب، بل كان من المتوقع أيضاً أن يكون جزءاً من المرحلة الانتقالية التي تلوح في الأفق: فالمرشد الأعلى علي خامنئي يبلغ من العمر 85 عاماً، ويعاني من مشاكل صحية حتى إن البعض أعتقد أن رئيسي قد يخلفه.
ومع ذلك فإن التداعيات كانت صامتة، ومن المقرر إجراء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 28 يونيو/حزيران 2024، لكن لا أحد يتوقع أن يؤدي بديل رئيسي إلى إحداث تغيير سياسي كبير. أولويات النظام هي الاستمرارية والاستقرار. فإيران تعلم أنها قد تضطر قريباً إلى الأخذ في الاعتبار العداء الذي ستواجهه في حال فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، كما أنها تواجه استياءً واسع النطاق في الداخل، في أعقاب قمع الاحتجاجات الضخمة المتعلقة بالمرأة والحياة والحرية.
وفي السباق الأخير، حظر مجلس صيانة الدستور- وهو هيئة النخبة المعينة من قبل خامنئي والتي تتولى فحص المرشحين- جميع الإصلاحيين إلا شخصاً واحداً هذه المرة، وهو مسعود بيزشكيان، طبيب ونائب ووزير صحة سابق، والده أذربيجاني وأمه كردية. ويفترض المتشائمون أنه تم اختياره على وجه التحديد، لأنه من غير المرجح أن يفوز، حيث يرون أن رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، هو المنتصر الأرجح من بين الرجال الستة الذين يخوضون الانتخابات. ويعتبر سعيد جليلي، مستشار الأمن القومي السابق المعروف بآرائه الدينية المتشددة، منافساً بديلاً.
وشهدت الانتخابات الرئاسية الأخيرة، في عام 2021، أدنى نسبة إقبال على الإطلاق، حيث لم يكلف سوى 48% من الناخبين عناء الإدلاء بأصواتهم. لذا فإن النظام يحتاج إلى أن يبدو جديراً بالمصداقية، وأن يعيد إشراك أجزاء من عامة الناس على الأقل في الانتخابات.
في حين هدد الإصلاحيون بمقاطعة الانتخابات إذا لم يُسمح لأيٍّ من مرشحيهم بالترشح إلا شخص واحد، ويعتقد البعض أيضًا أن المرشد الأعلى قد يأمل الحد من الخلاف الداخلي في صفوف المحافظين، لكن الافتراض السائد هو أن بيزشكيان مسموح له بالمشاركة، لأن وسطاء السلطة في إيران واثقون بأنه لن يفوز.
ربما كان علي لاريجاني، المحافظ المعتدل الذي تم منعه، يشكل تهديداً أكبر باعتباره شخصية ذات وزن ثقيل. في الماضي، وصل حسن روحاني إلى الرئاسة مدعوماً بدعم الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني؛ بيزشكيان ليس لديه مثل هذا الراعي القوي. وفي حالة فوزه، وهو أمر غير مرجح، فإن أولئك الذين في القمة سيظلون واثقين بأنه لن يشكل مشكلة.
ويُنظر إلى قاليباف، الذي واجه مراراً وتكراراً مزاعم الفساد والذي ساعد في الإشراف على حملات القمع العنيفة ضد الطلاب كجنرال وكرئيس للشرطة، على أنه المرشح المتفق عليه لأقوى قوتين في إيران: مكتب المرشد الأعلى والحرس الثوري الإسلامي، الفيلق الذي خدم معه ويحتفظ بعلاقات وثيقة.
يشير المحللون إلى أنه قد يوجه إيران نحو ما يعتبرونه ربما مستقبلها الحتمي: الذي يهيمن عليه بشكل متزايد، الجيش بدلاً من المؤسسة الدينية، وهو أيضاً عمدة سابق لبلدية طهران ويشتهر بأنه تكنوقراطي، مما جعل البعض يأمل أنه قد يؤدي إلى بعض التحسن في الظروف المعيشية. إن وجود حكومة محافظة أكثر كفاءة من حكومة رئيسي قد يؤدي أيضاً إلى تحسين العلاقات مع الغرب إلى حد ما.
لكن الهوة بين أولويات النظام الإيراني وتطلعات أولئك الذين يحكمهم، والذين لا يريدون آفاقاً اقتصادية أفضل فحسب، بل يريدون الحريات الاجتماعية والسياسية، لم تكن أكبر من أي وقت مضى. ومن غير المرجح أن تشهد هذه الانتخابات أي تقدم حقيقي في سد هذه الفجوة.