- شروق حسن
- 72 Views
ترجمة: شروق حسن
سلّطت صحيفة “عصر إيرانيان“، في تقرير لها، الثلاثاء 27 مايو/أيار 2025، الضوء على ما وصفته بـ”التناقض الصارخ” في المواقف الفرنسية تجاه قضايا حرية التعبير والعدالة الثقافية، وذلك عقب تصريح لوزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، احتفى فيه بفوز المخرج الإيراني جعفر بناهي بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي.
بحسب ما أفادت به صحيفة “عصر إيرانيان”، أعلن “جان نويل بارو”، وزير الخارجية الفرنسي، مساء السبت 24 مايو/أيار 2025، من خلال نشر صورة من فيلم “حادث بسيط” للمخرج جعفر بناهي، في تغريدة على موقع تويتر قائلا:
«في خطوة تعبّر عن المقاومة في وجه ظلم واضطهاد النظام الإيراني، فاز جعفر بناهي بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان، وهو ما يُحيي الأمل لدى جميع مناضلي الحرية في أنحاء العالم».

وتابعت الصحيفة بالقول: يأتي ذلك في وقت يُقر فيه النقاد بأن جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كانj قد مُنحت لهذا الفيلم في الأساس لأسباب سياسية.
2. التناقض في السياسات الفرنسية
وأضافت الصحيفة أن هذه التصريحات الصادرة عن وزير الخارجية الفرنسي، تأتي في وقت مضى على احتجاز الحكومة الفرنسية لمهدية أسفندياري، المواطنة الإيرانية البالغة من العمر 39 عاما والمقيمة بمدينة ليون، عدة أشهر، بسبب أنشطتها على شبكات التواصل الاجتماعي.
كانت أسفندياري تعيش في فرنسا منذ نحو 8 سنوات، وقد اختفت بشكل غامض بتاريخ 29 فبراير/شباط 2025، وبعد متابعات من قبل عائلتها، تبيّن أنها محتجزة لدى الشرطة الفرنسية.
وذكرت الصحيفة أنه قد أعلنت نيابة باريس أن التهم الموجهة إلى أسفندياري تشمل “تمجيد الإرهاب” وجرائم مرتبطة بالنشاط على شبكات التواصل الاجتماعي، وترتبط هذه الاتهامات بنشر محتوى عبر قناة تلغرام يُقال، وفقا للمسؤولين الفرنسيين، إنه تضمّن دعما لعملية “طوفان الأقصى”.
ويأتي هذا في وقت تُبقي فيه فرنسا — التي تدّعي الدفاع عن حرية التعبير — مواطنة إيرانية رهن الاحتجاز لأكثر من 80 يوما، فقط بسبب نشرها محتوى ضد الكيان الصهيوني، الذي يخضع قادته حاليا للملاحقة من قبل محكمة العدل الدولية في لاهاي بتهمة الإبادة الجماعية.
3. المعايير المزدوجة لفرنسا في حرية التعبير
وتابعت الصحيفة أن هذه الحادثة تُظهر التناقض الصارخ في ادعاءات فرنسا المتعلقة بحرية التعبير وحقوق النساء، فدولة لا تتحمّل منشورا واحدا على شبكات التواصل الاجتماعي ينتقد الكيان الصهيوني، كيف يمكنها أن تدّعي دعم الحرية والكرامة الإنسانية؟
لقد أُدينت مهدية أسفندياري وسُجنت فقط لأنها عبّرت عن تعاطفها مع النساء والأطفال الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع والأزمة الإنسانية، وقد استُشهد عشرات الآلاف منهم في الحرب الأخيرة.
ويُبرز هذا السلوك الفرنسي أن ادعاءات هذا البلد بشأن الحرية ليست سوى أدوات في حرب نفسية وثقافية ضد الآخرين.
4. مهرجان كان والنظرة الانتقائية إلى السينما الإيرانية
وتابعت الصحيفة يالقول إنه من المثير للاهتمام، مع ذلك، هو أن النهج المتناقض للفرنسيين، كما تمّت الإشارة إليه، يمتد أيضا إلى مجال الفن.
وأضافت أن ما لا يقوله وزير الخارجية الفرنسي هو أن مهرجان كان، في السنوات الأخيرة، تحوّل إلى منصة للتشكيك في الثقافة والغيرة والهوية الإيرانية.
فهذا المهرجان لا يُولي الاهتمام إلا لتلك الأعمال الإيرانية التي تُقدّم صورة سلبية ومشوّهة عن المجتمع الإيراني. على سبيل المثال:
- أفلام مثل “حادث بسيط” للمخرج جعفر بناهي، والتي، بحسب مزاعم مهرجان كان، تُظهر صورة لإيران تسود فيها الكراهية والعنف، حيث يُدمّر الأفراد بعضهم بعضا بعد حادث بسيط.
- أعمال مثل أفلام سعيد روستايي، التي تُصوّر الشخصيات الرئيسية فيها على أنهم غالبا مدمنون، بلا غيرة، أو فاسدون، وتُقدَّم فيها ظواهر الإدمان والفساد كجزء متجذّر من بنية المجتمع الإيراني.
- يمنح مهرجان كان الجوائز للممثلين أو صناع الأفلام الإيرانيين الذين يظهرون في دور “البائع” لقيم الثقافة والغيرة والهوية الوطنية.
إن هذا التوجه من مهرجان كان يُظهر أنه لا يقدّر إلا الأعمال التي تُنتَج ضد الهوية والثقافة الإيرانية، والتي تُقدّم صورة مشوّهة عن هذا البلد.