قراءة في خطب الجمعة 28 مارس/آذار 2025 بإيران

كتب: علي زين العابدين برهام

تتميز خطب الجمعة في إيران بأنها ليست مجرد وعظ ديني، بل تتضمن تحليلات سياسية واجتماعية، وتُستخدم كأداة لتوجيه الرأي العام والتعبير عن المواقف الرسمية تجاه التطورات الإقليمية والدولية. 

وتعتبر منبرا تحاول الحكومة من خلاله تعزيز الوحدة الداخلية وتأكيد القيم الإسلامية والثورية، مما يجعلها وسيلة تواصل فعالة بين القيادة والشعب. وفي ما يلي أبرز ما جاء في خطب الجمعة 28 مارس/آذار 2025 بإيران:

مسيرة يوم القدس العالمي

تناولت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا” أبرز ما قاله أحمد خاتمي، خطيب صلاة الجمعة المؤقت في طهران.

إذ ذكرت الصحيفة أن خاتمي عبر عن تقديره لحضور الناس في مسيرة يوم القدس العالمي، وقال إنه “بفضل الله، أقيمت مسيرة يوم القدس هذا العام أكثر روعة من السنوات السابقة، واليوم، بصراحة، كانت المسيرة كريمة، مشرفة، وعزيزة”.

وأضاف أن “مسيرة يوم القدس هي أحد تجليات التوحيد وعشق الله؛ لأنها تحمل أبعادا سياسية واجتماعية، وقد أظهر الناس غيرتهم وتضامنهم مع مظلومي فلسطين، ولكن الأهم من ذلك أن هذه المسيرة تحمل صبغة قرآنية”.

وأشار إلى أنه “بلا شك، العدو، أي الولايات المتحدة ونتنياهو، قد استشاطوا غضبا من هذه المسيرة، ونحن نقول لهم: موتوا بغيظكم، لأن الأمة الإيرانية كلها تردد بصوت واحد: الموت لإسرائيل”.

بريطانيا ونشأة إسرائيل

تناول موقع “انتخاب” ما قاله أحمد علم الهدى، إمام جمعة مشهد، في خطبته حول دور بريطانيا في نشأة إسرائيل.

إذ تناول علم الهدى قضية إسرائيل وفلسطين، متتبعا جذورها التاريخية، وأوضح أنه بعد انتصار الحلفاء على هتلر وألمانيا في الحرب العالمية الثانية، سعوا إلى صياغة أيديولوجية تتيح لهم تنفيذ مخططاتهم العسكرية والسياسية في الشرق الأوسط. 

وأشار إلى أن السيطرة الغربية على المنطقة بدأت منذ عهد الملكة فيكتوريا قبل 250 عاما، حينما بسطت بريطانيا نفوذها على الهند، مما أدى إلى إطلاق شرارة استغلال منطقة الشرق، حيث وضع الغرب نصب عينيه السيطرة على العالم عبر إحكام قبضته على الشرق الأوسط.

وأضاف أن بريطانيا، في سعيها لبسط نفوذها على الشرق الأوسط، رأت أن السبيل إلى ذلك يكمن في إضعاف الإسلام في المنطقة، ولذا روّجت لفكرة الهولوكوست كذريعة لتبرير تخصيص أرض فلسطين، التي اعتبرها اليهود “أرض الميعاد”، لهم.

وأوضح أن بريطانيا عملت على إنشاء أول كيان يهودي في فلسطين، بحجة تعويض اليهود عن المعاناة التي تكبدوها خلال أحداث الهولوكوست في ألمانيا.

خطيب أصفهان: جبهة المقاومة ستتقدم بدعم الشعب الإيراني

تناولت وكالة أنباء “مهر” ما قاله أحمد محمودي، في خطبة الجمعة بمدينة أصفهان. 

إذ أكد محمودي ضرورة التقوى ووجوب اتباع المرشد الأعلى علي خامنئي، قائلا: “علينا اليوم أن نكون مطيعين لتوجيهات المرشد الأعلى حتى نصل إلى العزة ونشهد سقوط الاحتلال الإسرائيلي الغاصب”.

وأشار إلى مبادرة الإمام الخميني في تسمية يوم القدس، مضيفا: “بفضل هذه المبادرة ومسار إيران، استيقظ العالم وأصبح أكثر وعيا. واليوم، استجابةً لدعوة المرشد الأعلى، نشهد الحضور الحماسي للشعب الإيراني في الساحة”.

وتابع  قائلا إنه لا شك في أن حضور الشعب في الميدان يحمل رسالة مهمة على المستوى العالمي، والجبهة المقاومة ستواصل تقدمها بقوة بفضل هذا الدعم الشعبي الإيراني.

شعار العام مفتاح إنعاش الاقتصاد

ذكرت وكالة أنباء “مهر” أبرز ما قاله عمران حسيني في خطبة صلاة الجمعة مدينة سلطانية بمحافظة زنجان.

إذ أكد حسيني أن الإنتاج هو القلب النابض للاقتصاد، بينما الاستثمار هو نبض هذا القلب، مشيرا إلى أن تحسين الاقتصاد ومعيشة المواطنين بشكل مستدام لا يمكن أن يتحقق بدون ازدهار الإنتاج.

وأضاف أن الدولة والشعب يشكلان الركيزتين الأساسيتين لهذا الشعار، إذ إن تنفيذه بنجاح، يعتمد على تنسيق وتعاون متبادل بينهما. فالشعب، الذي يمتلك السيولة النقدية، يجب أن يكون محور الاستثمار، في حين يقع على عاتق الدولة تهيئة الظروف المناسبة لتشجيع المواطنين على الاستثمار في الإنتاج. 

وأشار إلى أن الشعار الحكيم “الاستثمار من أجل الإنتاج”، إذا طُبِّق بالشكل الصحيح، فسيكون حلا أساسيا ومفتاحا لخروج الاقتصاد من الركود.

يوم القدس يعزز وحدة الأمة 

تناولت وكاء أنباء “إيرنا” أبرز ما قاله محمد  سعيدي في خطبة الجمعة بمدينة قم.

إذ أشار إلى أن مسيرة يوم القدس هذا العام، سواء في إيران أو في مختلف أنحاء العالم، أُقيمت في ظروف مختلفة عن الأعوام السابقة، مؤكدا أن الذين خرجوا إلى الشوارع لدعم المستضعفين والشعب الفلسطيني المظلوم، باتوا أكثر إيمانا من أي وقت مضى بقرب زوال إسرائيل وتحرير القدس الشريف.

وأوضح أن مشاركة الجماهير في مسيرة يوم القدس ورفع شعارات مثل “الموت لإسرائيل” و”الموت لأمريكا” عكست دعما عالميا لغزة المقاومة، ووصلت أصوات المظلومين إلى جميع أنحاء العالم.

وأضاف أن تسمية الجمعة الأخيرة من رمضان بـ”يوم القدس” كان ابتكارا تاريخيا حاسما للإمام الخميني، لافتا إلى أن استمرار هذه المناسبة بفضل توجيهات ورسائل المرشد الأعلى قد أثمر نتائج وبركات مهمة، أبرزها تعزيز الوحدة والتلاحم من أجل تحرير القدس الشريف.

الأمة الإسلامية لن تنسى ظلم إسرائيل 

تناولت وكالة أنباء “فارس” ما قاله لطف الله دجكام، في خطبة صلاة الجمعة بمدينة شيراز.

فذكرت الوكالة تأكيد دجكام أنّ الشعب الإيراني والأمة الإسلامية لن ينسوا أبدا الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين الأبرياء، مشددا على أنّ الانتقام لدماء هؤلاء المظلومين قادم لا محالة.

وأشاد بالحضور الجماهيري الحاشد في يوم القدس، مؤكدا أن “اليد التي تمتد من  للإسلام والمقاومة هو المجاهد الحقيقي في هذا اليوم العظيم”.

وأشا إلى أن الأمة الإسلامية لن تتهاون في المطالبة بحقوق شهدائها ولن تنسى جرائم الأعداء، كما أوضح أن الله يريد أن يطيح بالظالمين. 

تشكّل محور المقاومة بتأثير من الثورة الإيرانية

تناولت وكالة أنباء “دانشجو” أبرز ما قاله رسول فلاحتي، إمام جمعة رشت، خلال خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في مصلى المدينة.

إذ أكد فلاحتي الدور المحوري للثورة الإيرانية في دعم مقاومة الشعب الفلسطيني وتغيير النظرة العالمية تجاه إسرائيل. وأوضح أن الثورة الإيرانية لم تكتفِ بتقوية المناضلين الفلسطينيين، بل أحدثت أيضا تغييرا جذريا في فكر الإسرائيليين.

وأشار إلى ضرورة توعية الأجيال القادمة بجرائم الاستكبار العالمي وإسرائيل ضد الشعوب الإسلامية.

وأبرز فلاحتي تأثير الثورة الإيرانية في تحوّل نضال الفلسطينيين، حيث قال: “قبل الثورة، كانت هناك مقاومة في فلسطين، لكنها لم تكن قائمة على رؤية استراتيجية قوية، إلا أن الثورة الإيرانية بقيادة الإمام الخميني جعلت من آخر جمعة في رمضان يوما عالميا للقدس، وأرست دعائم مقاومة مسلحة ذات خطاب ثوري موحد”.

وأضاف أن هذا الخطاب المقاوم هو السبب في تصعيد الهجمات الإسرائيلية المذعورة في العقود الأخيرة، مؤكدا أن تأسيس “محور المقاومة” جاء استجابة لهذه الرؤية الثورية.

وأشار إلى أن هذه المقاومة نشأت بفضل الثورة الإيرانية، مضيفا: “اليوم، وبفضل الله، تشكلت جبهة مقاومة قوية تشمل حماس، والحشد الشعبي، والعديد من الفصائل الأخرى، وتعمل على تحقيق الهدف الأسمى وهو تحرير فلسطين”.

المنظمات الدولية وصمة عار على البشرية

تناولت وكالة أنباء “تسنيم” ما قاله محمد مهدي حسيني همداني، إمام جمعة مدينة كرج.

إذ أكد همداني أن يوم القدس فرصة لكشف الوجه الحقيقي للنظام الليبرالي الديمقراطي الغربي أمام شعوب العالم، قائلا: “هذا اليوم يدعو الجميع إلى رؤية زيف حقوق الإنسان الأمريكية والانتفاض ضدها”. 

وأضاف أن المنظمات الدولية وصمة عار على البشرية، ويوم القدس يفضح كيف يقوم الإرهابيون الحكوميون بتدمير مناطق بأكملها بمئات القنابل لمجرد اغتيال شخص واحد.

وأوضح أن يوم القدس يعلن بصوت عال، فشل سياسات أمريكا، وهو مناسبة لإظهار قوة المستضعفين في مواجهة المستكبرين، مشيرا إلى أن أحرار العالم يقفون إلى جانب القضية الفلسطينية، فيما يُعرّي هذا اليوم المنافقين والمتخاذلين في الداخل”.

وتابع قائلا: “الموجة العارمة التي تجتاح العالم في هذا اليوم تعني أن الولايات المتحدة وأتباعها عاجزون عن تحقيق أي شيء. باختصار، يوم القدس هو يوم انهيار الاحتلال الإسرائيلي ونهايته الحتمية”.

كلمات مفتاحية: