- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 51 Views
كتب-محمد علي
وفقاً لما نشرته وكالة تسنيم الإيرانية،في تقرير لها يوم الأحد 18 أغسطس/آب 2024، فإن السيد السيد عباس عراقجي، المرشح لمنصب وزير الخارجية في حكومة بزشكيان الرئيس الإيراني الجديد، وخلال جلسة البرلمان العلنية التي عُقدت عصر الأحد لتقديم برنامجه، قد افتتح حديثه بالإشارة إلى ذكر قاسم سليماني، هنية، رئيسي وأمير عبد اللهيان، وخص أمير عبد اللهيان بالذكر قائلًا: “هذا الشهيد العظيم، كما وصفه قائد الثورة، كان وزيرًا مجتهدًا، نشيطًا، مبتكرًا، ومفاوضًا قويًّا وذكيًّا، ومتمسكًا بالمبادئ والأسس، وهذه المعايير ستكون قدوة لي في كل يوم من أيام عملي”.
وأضاف قائلًا: “أنا ابن هذه الأرض وابن الثورة. قبل 39 عامًا، عندما التحقت بوزارة الخارجية كطالب شاب، تعهدت بأن أحافظ دائمًا على قيم وأهداف الثورة الإسلامية وأن أحمي المصالح الوطنية لإيران. رأيت في وزارة الخارجية حصنًا جديدًا يجب الدفاع فيه عن أمن ومصالح هذا الشعب بكل ما أملك في مواجهة أطماع الأعداء الذين دائمًا ما يهددون استقلال ورخاء هذا البلد”.
الاستقلال والثقة بالنفس
عراقجي أكد خلال حديثه أن “الاستقلال، الثقة بالنفس، عدم الخوف من القوى الظالمة، نصرة المظلومين، رفض التسلط والتبعية، حسن الجوار، وتقديم الدعم الشامل لمحور المقاومة وخاصة لشعب فلسطين المظلوم والمضطهد، تلك الأشياء قد شكلت ملامح السياسة الخارجية لإيران منذ بداية الثورة وحتى الآن وهي سر قوتنا وكرامتنا”.
وأشار إلى أن “قائدي الثورة قد قدما نهجًا جديدًا لفرض الإرادة في الساحة الدولية، وتمكنا من إحداث تحول في مفهوم القوة وإدخال القوة المعنوية إلى السياسات الدولية”.
وأكد المرشح لمنصب وزارة الخارجية أن “برامجي وإجراءاتي ستكون مستندة إلى هذا الاقتدار وإيماني الراسخ بكل جوانبه”.
وأوضح خلال حديثه أمام البرلمان أن لديه ثلاث مهام رئيسية في برنامجه وهي: تحقيق المصالح الوطنية، تعزيز الأمن الوطني، ورفع وتحسين مكانة البلاد. وقد قُدِّمت خطط مفصلة لكل من هذه المهام مكتوبة إلى البرلمان.
وقال عراقجي: “من أجل تحقيق الثروة، يجب أن تكون السياسة الخارجية متوافقة مع التنمية الاقتصادية للبلاد وفي الوقت نفسه متماشية مع أهداف برنامج التنمية السابع. سيتم استخدام جميع القدرات الدبلوماسية للحصول على حصة مناسبة في الأسواق العالمية، وفتح مسارات جديدة، وإزالة العقبات، وتقديم التسهيلات وتحفيز الفاعلين الاقتصاديين سواء كانوا من القطاع العام أو الخاص”.
وأشار إلى أن “سياستنا الخارجية يجب أن تكون نشطة وفعالة في مواجهة الأحداث الإقليمية والدولية. هذا واجب حدده قائد الثورة في خطابه يوم التنصيب. وستعمل وزارة الخارجية في حكومة السيد بزشكيان بشكل استباقي وفعال في الساحات الإقليمية والدولية ولن تكون أبدًا سلبية”.
وأكد عراقجي أن “سياسة حسن الجوار ستستمر وبقوة، وسنسعى إلى تحقيق فرص سياسية واقتصادية كبيرة في الجوار. إن دولًا كالصين وروسيا وغيرها من الدول التي وقفت بجانبنا في أوقات الصعوبة والعقوبات، كذلك القوى الناشئة في إفريقيا، وأمريكا اللاتينية، وشرق آسيا ستكون على رأس أولويات العلاقات الخارجية لحكومتنا. وإذا قامت أوروبا بتعديل سلوكها غير الصحيح والعدائي تجاه الجمهورية الإسلامية، فستكون ضمن أولوياتنا أيضًا. سياستنا تجاه أمريكا هي إدارة العداء وليس إنهاءه”.
وأضاف “فيما يخص العقوبات، ستكون سياستنا مبنية على توجيهات قائد الثورة خلال لقائه الأخير مع نواب البرلمان، وستركز على تحييد العقوبات مع السعي في الوقت نفسه لرفعها”.
وأشار الوزير المرشح إلى أن “وزارة الخارجية ستظل ملتزمة بمسؤوليتها في العمل على رفع العقوبات، وسيتم استخدام جميع القدرات السياسية والتقنية والقانونية لإبرام أفضل اتفاق ممكن، مع الالتزام بالخطوط الحمراء والتوجيهات التي حددها النظام والقوانين التي أقرها البرلمان”.
وفيما يتعلق بالجالية الإيرانية في الخارج، فقد صرح قائلًا “سنقدم لهم كل الدعم المطلوب، وعلينا إزالة مخاوفهم ومشاكلهم وتسهيل الاستفادة من إمكانياتهم الهائلة، خصوصًا في المجالات الاقتصادية والعلمية”.
وأضاف خلال حديثه عن المقاومة: “ستستخدم حكومتنا كل قدراتها السياسية والدبلوماسية لتوضيح أهداف محور المقاومة للرأي العام العالمي، وكسب دعم دول المنطقة، والاعتراف باللاعبين في محور المقاومة على الساحة الدولية كحركات شعبية وتحررية”.
وأوضح: “لقد شاهدنا جميعًا خطاب سفاح العصر وجزار غزة في الكونغرس الأمريكي. والتصفيق الطويل الذي لاقاه مجرم الحرب في واشنطن والحفاوة البالغة التي قوبل بها يجب أن تكون درسًا لجميع الذين يساورهم الأمل حول دعاوى الحرية وحقوق الإنسان المزعومة لأمريكا. مشهد حضور رئيس وزراء الكيان الصهيوني في الكونغرس الأمريكي أظهر أن معركتنا مع نظام الهيمنة هي معركة دائمة ولا يمكن الاعتماد أو حتى الأمل في غير أنفسنا. يجب أن نؤمن أننا نتعامل مع أعداء أقسموا على العداء، لا يقتلون فقط الأطفال والنساء والرجال الأبرياء، بل يذبحون الإنسانية والشرف ولا يترددون في الوقوف أمام محكمة التاريخ والحكم العالمي، وبدون خجل يصفقون للجريمة والمجرمين”.
تقييم عراقجي
وفي حديث أجرته وكالة أنباء خبر آنلاين مع محمد حسين عادلي، سفير إيران الأسبق في كندا والصين واليابان، والمحافظ الأسبق للبنك المركزي الإيراني، فقد وصف عراقجي بأنه رجل يفكر في المصالح الوطنية وليس في المصالح الفئوية، وهو شخص موثوق، واقعي وذو نظرة ثاقبة.
وعند سؤاله عما إذا كان يرى أن عراقجي سيستطيع أن يثبت جدارته في تولي مهام منصبه في ظل ما تشهده الساحة الدولية من تقلبات وأزمات قال: “التحديات الإقليمية والدولية التي تواجهها إيران حاليًا حساسة للغاية ومحفوفة بالمخاطر، مما يتطلب دبلوماسيًا ماهرًا يتمتع بخبرة في التعامل مع هذه التحديات. الدكتور عراقجي ليس فقط دبلوماسيًا تدرّج عبر المراحل الدبلوماسية وليس فقط خبيرًا أكاديميًا، بل كان أيضًا في خضم التحديات الإقليمية والدولية التي واجهتها إيران. فمن جهة، يمكنه تقديم أفكار متماشية مع المصالح الوطنية من خلال خطط ذكية إلى صناع القرار في السياسة الخارجية للوصول إلى أفضل القرارات، ومن جهة أخرى لديه القدرة على تنفيذ هذه الخطط دبلوماسيًا. والأهم من ذلك، أن الدكتور عراقجي يتفق مع رؤية الدكتور مسعود پزشکیان بشأن التعاون الدولي وتجنب الصراعات الداخلية والدولية، وسيرته الذاتية تظهر أنه كان دائمًا يتحرك في هذا الاتجاه.”
وقال مجيباً عن سؤال أي الملفات التي ستدار بسلاسة في عهد عراقجي ” الدكتور عراقجي لديه خبرة في الدبلوماسية الثنائية والدولية، وقد نجح في كلا المجالين. لذلك، بصفته شخصًا عمل لعقود في مختلف أقسام وزارة الخارجية حتى أعلى المستويات، فهو دبلوماسي شامل يمكنه التعامل مع التحديات الدولية والإقليمية ومتعددة الأطراف، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية، القانونية، والاقتصادية.
وعند سؤاله عن مدى نجاح تجربة الاتفاق النووي ومدى نجاح عراقجي في إدارة الملف أجاب قائلاً ” كانت تجربة مفاوضات الاتفاق النووي تجربة قيمة وناجحة للبلاد. ولو لم تكن كذلك، لما استمرت الحكومة التالية، بما في ذلك رئيسي ووزير خارجيته أمير عبداللهيان، في متابعتها. كما أن الدكتور باقري، القائم بأعمال وزير الخارجية حاليًا، قد صرح في مقابلة سابقة أن الاتفاق النووي كان مبادرة ناجحة. وقد سمعنا مرارًا من كبار المسؤولين في البلاد أنه عندما يعارض أعداؤنا بشدة مبادرة معينة، يجب أن ننتبه إليها”.
أضاف: ” ربما تكون إحدى أهم مهام وزير الخارجية هي مواصلة مفاوضات الاتفاق النووي أو مفاوضات مماثلة تحقق الهدوء وتوفر الظروف للنمو الاقتصادي وتخفيف معاناة الشعب. لذا، في رأيي، تجربة الدكتور عراقجي، سواء عندما كان مستشاراً كبيراً للمفاوض الرئيسي أو لاحقًا عندما أصبح هو نفسه المفاوض الرئيسي، كانت ناجحة للغاية. نجح من حيث تمكنه من التنسيق مع المسؤولين الداخليين ومتابعة أهداف إيران بذكاء في المفاوضات. هذه التجربة هي إحدى نقاط القوة لعراقجي.”