ما الذي نعرفه عن الحرس الثوري ودوره في حماية الأجانب في إيران؟ 230 ألف جندي يحمون الجمهورية

كتب- حسن قاسم

بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران يوم الأربعاء 31 يوليو/ تموز 2024، اتجهت الأنظار نحو جهاز الأمن والحماية في نظام الجمهورية الإسلامية، وبرغم الميزانية الضخمة التي يتمتع بها الحرس الثوري الإيراني إلا أن البعض قال إنه أخفق في المهمة المكلف بها، وهي اتهامات رفضتها طهران بطبيعة الحال بشكل كامل.

نرصد في هذا التقرير المسؤول الأول عن حماية الضيوف الأجانب داخل إيران ، من جانب قوات الحرس الثوري، والميزانية التي تتمتع بها تلك المؤسسة، وما هو الحرس الثوري ، نشأته، وهيكله التشك يلي والمهام الداخلية والخارجية المكلف بها.

الحرس الثوري ودوره في تأمين الضيوف الأجانب

تقع مسؤولية حماية حياة الضيوف الأجانب للنظام الإيراني على عاتق الحرس الثوري. ففي يونيو/ حزيران 2018، شرح علي نصيري، قائد حماية الحرس الثوري الإيراني في ذلك الوقت، في محادثة مع وكالة أنباء تسنيم التابعة للحرس الثوري الإيراني، كيفية حماية المسؤولين الأجانب الذين يسافرون إلى إيران.

وقال نصيري إنه قبل سفر كبار المسؤولين الأجانب إلى إيران، يقوم الحرس الثوري بدراسة الوضع الداخلي لتلك البلدان. ووفقًا لقوله: “في هذا البحث، يدرس الحرس التهديدات الداخلية التي قد تنتقل من تلك البلدان إلى إيران، وتهدد أو تستهدف ذلك المسؤول الأجنبي في إيران”.

وكان قد أكد قائد حماية الحرس الثوري الإيراني في ذلك الوقت أنه “إذا توصل الحرس الثوري الإيراني إلى استنتاج يفيد بأن التهديدات قد تكون موجهة إلى ذلك المسؤول الأجنبي في إيران، فسوف يقوم بإجراءات خاصة لمواجهة تلك التهديدات من أجل حماية أرواح المسؤولين الأجانب”.

وبعد عام من هذه المقابلة، في عام 2019، ترددت شائعات عن اعتقال نصيري. كما أكدت صحيفة “ نيويورك تايمز” الأمر في تقرير لها، حيث أشارت إلى اعتقال العشرات من موظفي وزارة الدفاع.
واعتبارًا من أبريل/ نيسان 2019، وبالتزامن مع انتشار شائعة هروب نصيري، قام حسين سلامي  بتعيين فتح الله جميري قائدًا لحرس الحماية.

ما هو الحرس الثوري الإيراني؟

عُرف اختصارًا باسم الحرس الثوري أو حرس الثورة الإيرانية أو الحرس الثوري الإيراني، هو أحد فروع القوات المسلحة الإيرانية التي تأسست بعد الثورة الإسلامية الإيرانية بأمر من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية الخميني. يقوم الحرس الثوري بحماية نظام الجمهورية الإسلامية في الداخل والخارج، في حين يقوم جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية النظامي بالدفاع عن الحدود الإيرانية وحفظ النظام الداخلي وفقًا للدستور الإيراني. 

يتركز دور الحرس الثوري في حماية النظام السياسي ومنع التدخل الأجنبي أو الانقلابات العسكرية أو الحركات المنحرفة والمتطرفة.

يتكون الحرس الثوري من قرابة 230 ألف عسكري بما في ذلك جنود في الأرض (القوات البرية)، الفضاء (القوة الجوفضائية) والقوات البحرية. ويهدف الحرس في الوقت الحالي إلى تطوير قواته البحرية. كما يتحكم أيضًا في القوة شبه العسكرية “ البسيج

الهيكل العسكري للحرس الثوري الإيراني

نشأ الحرس الثوري الإيراني في سبتمبر/ أيلول 2008، وأنشأ إحدى وثلاثين وحدة مستقلة لقيادة الصواريخ. شهد الهيكل العسكري عدة تغييرات من القيادة المركزية إلى اللامركزية، يشير إليها الثلاثون وحدة المُنشأة حديثًا؛ حيث قد تم تفريقها وتوزيعها على ثلاثين محافظة باستثناء محافظة طهران التي وُزعت فيها وحدتان فقط.

الاستخبارات الإيرانية 

جهاز الاستخبارات الإيرانية المعروف بـ”اطلاعات”، له الدور اللوجستي الأساسي في جمع المعلومات وهو المسؤول عن رسم وتنفيذ برامج العمليات السرية في الداخل والخارج، ويعمل مع الفصائل والجماعات المسلحة وأبرزها حزب الله اللبناني لتدريب وتجنيد مقاتلين في باكستان وأفغانستان واليمن.

الباسيج

تعد الباسيج وحدة ”تعبئة” شبه عسكرية مكونة من متطوعين لا غير. توسعت الباسيج فيما بعد وأصبحت تضم مجموعة من الميليشيات التي تأسست هي الأخرى بأمر من الخميني في نوفمبر/ تشرين الثاني 1979. ومن أولى مهام الباسيج التصدي للأنشطة المناهضة للنظام داخل البلاد، كما حدث عام 2009 عندما نشبت اضطرابات بعد الإعلان عن فوز محمود أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية. كما يتولى الباسيج مهمة حفظ النظام داخل البلاد والحفاظ على القاعدة الشعبية له.

فيلق القدس

فيلق القدس هو قوة عسكرية تابعة لحرس الثورة؛ كان يقودها قاسم سليماني، يقوده الآن إسماعيل قآني وتُوصف في كثير من الأحيان بأنها خليفة الحرس الإمبراطوري الإيراني الذي كان يتكلف بحماية محمد رضا بهلوي. لها تشكيل عسكري كبير إلى حد ما ويقدر عدد أفرادها بما بين ألفين حتى خمسة آلاف فرد عسكري. تُعتبر في إيران بمثابة وحدة عمليات خاصة وتتعامل مع الأنشطة في الخارج.

القوة البحرية

تتعاون القوة البحرية لحرس الثورة الإسلامية مع القوة البحرية للجيش الإيراني في حماية الحدود الإقليمية البحرية للدولة الإيرانية. لكن القوة البحرية لحرس الثورة تمتلك مخزوناً كبيراً من الزوارق الحربية الصغيرة والسريعة وعادة ما تشارك في الحروب غير المتكافئة، كما أنها تنهج تكتيكات مختلفة في عملياتها أقرب إلى حرب العصابات، لذلك فهي تشكل قوة لا يُستهان بها في البحر. ليس هذا فقط، فهي تحافظ على كميات كبيرة من الأسلحة على مستوى السواحل كما تمتلك صواريخ كروز مضادة للسفن الحربية.

القوات البرية

تُعد جماعة أنصار المهدي الوحدة الأولى المسؤولة عن حماية كبار المسؤولين في الحكومة والبرلمان (باستثناء المرشد الأعلى). هذه الوحدة السرية تندرج ضمن القوة البرية للحرس الثوري الإيراني وتتكون من مجموعة من الضباط الذين تعاهدوا على تنفيذ العديد من المهام الخاصة مثل مكافحة التجسس والقيام بالعمليات السرية خارج الحدود الإيرانية.

تتكون القوات المسلحة الإيرانية في فترة السلم من بنيتين منفصلتين (الجيش الإيراني وفيلق حرس الثورة الإسلامية). إن الأركان العامة الموحدة للقوات المسلحة تُشرف على قيادة الجيش والقوات المسلحة ويُعتبر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية “علي خامنئي” القائد الأعلى للقوات المسلحة. وفي حالات الطوارئ تُشرف القيادة العسكرية على قوات حماية القانون التي تخضع في الظروف العادية لوزارة الداخلية، ويملك كل من الجيش وفيلق حرس الثورة قواته البرية والجوية والبحرية.

القوة الجوية

يخدم في القوات الجوية الإيرانية ثلاثون ألف عسكري بما في ذلك إثنا عشر ألفًا في قوات الدفاع الجوي، وتضم القوات الجوية حوالي 330 طائرة حربية بما في ذلك 180 مقاتلة أمريكية وسوفيتية وبريطانية و120 طائرة نقل عسكرية وقاذفات أمريكية وروسية وطائرات تدريب وأكثر من 30 مروحية قتالية.

الطائرات الإيرانية بدون طيار

هو البرنامج الذي تمتلكه وتديره جمهورية إيران منذ عدة عقود. وتعد إيران واحدة من أكبر مصنعي الطائرات بدون طيار. والطائرات الإيرانية المسيرة والموجهة عن بعد هي تلك التي تمتلكها إيران وذلك لاستخدامها في عمليات مهام المراقبة والاستطلاع في نطاقات لا تقل عن 200 كيلومتر، وكذلك استخدام هذه الطائرات لضرب أهداف أرضية فردية باستخدام القنابل والصواريخ الموجهة.

مهام الحرس الثوري الخارجية

إدارة الأزمات واحتوائها

واجهت المنطقة الحدودية لإيران ووجود دول متوترة في البيئة المحيطة والجوار لإيران تهديدات وتحديات مختلفة في توفير الأمن للحدود الداخلية والخارجية. ولا شك أنه يجب التسليم بأن الحفاظ على الأمن ومواجهة هذه التحديات بشكل صحيح في بيئة محاطة بموجات من الاضطراب وانعدام الأمن هي مهمة صعبة، ولكن بهذا الوصف، فإن الحرس الثوري الإسلامي يلعب دورًا بارزًا في تذليل هذه الصعاب والقضاء على هذه التهديدات.

لقد ظهرت الجماعات الإرهابية مثل داعش، بسبب ضعف بعض الدول المجاورة، واقتربت في وقت ما من حدود إيران، لكن وجود الحرس الثوري الإيراني بهدف تقديم المساعدة الاستشارية لحكومتي العراق وسوريا، فضلًا عن وقف هجمات مثيري الشغب وانسحابهم من مواقعهم السابقة، زاد من أمن حدود إيران بشكل كبير في المناطق الغربية من إيران.

تولي المهام العسكرية الكبيرة في البلاد وخارجها

يتولى الحرس الثوري الإيراني مهمة تنفيذ بعض الضربات والهجمات الصاروخية في بعض الأحيان، مثلما أعلن مسؤوليته عن الهجمات الصاروخية التي طالت أهدافًا قرب مدينة أربيل شمالي العراق في 16 يناير/ كانون الثاني 2022، وأشار إلى أن هجومه استهدف “مراكز تجسس وتجمعات تابعة لجماعات إرهابية مناهضة لإيران” في مدينة أربيل العراقية.

مجال التهديدات الناعمة

كان للحرس الثوري الإسلامي حضور فاعل في مجال التهديدات الناعمة وكان مؤثرًا في هذا المجال كذلك. يمكن التهديد الناعم أن يدمر السلام النفسي لأي أمة، ويضعف المقاومة والدفاع عن قيم النظام وسياساته. يتم هذا التهديد بطرق شتى، منها: الشبكات الفضائية والإعلام والمساحات الافتراضية، واستخدام سحر السينما، واستغلال بعض المنظمات غير الحكومية في شكل حماية الحيوان والبيئة والتغذية والعلاج النفسي وغيرها. التأكيد على جوانب العرقية، ومحاولة إضعاف التقارب داخل البلاد، وترويج بعض الحركات الدينية على شكل الطائفية والانحرافات الدينية.

وقد استخدم الحرس الثوري الإسلامي كافة المرافق الثقافية وقدرات الشعب التي حشدها للتعامل مع مثل هذه الأحداث الاجتماعية والثقافية. وبما أن أهم أداة في هذا المجال هو الإعلام، ويُعتبر إيصال الرسالة أهم وظيفة للإعلام، لذلك في هذه المسابقة الثقافية تعتمد أساليب إيصال الرسالة لإقناع الجمهور بشكل أساسي على التفاعل. 

المهام الحرس الثوري الداخلية

يُعتبر الحرس الثوري بدور مهم في الدفاع عن الأراضي الإيرانية وعن وحدة الدولة وخاصة بعد السيطرة على الصواريخ الاستراتيجية والقوات الصاروخية الإيرانية، يتركز دور الحرس الثوري في حماية النظام الإسلامي ومنع التدخل الأجنبي بالإضافة إلى منع الانقلابات العسكرية أو “الحركات المنحرفة والمتطرفة”.

كلمات مفتاحية: