- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 54 Views
كتبت / يسرا شمندي
في ظل التطورات الأخيرة في العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي، يواصل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، جهوده للحفاظ على العلاقة مع أطراف خطة العمل الشاملة المشتركة، وأكد رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشل، على أهمية متابعة المفاوضات بشأن رفع العقوبات، مشيراً إلى أن بوريل على اتصال مستمر مع الأطراف المعنية، كما شدَّد المتحدث باسم السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، على ضرورة التزام الاتحاد بسياسة شاملة تقوم على الاحترام المتبادل.
بناءً على ما جاء في وكالة أنباء إيسنا بتاريخ 10 سبتمبر/ أيلول 2024، قال شارل ميشل: “إن جوزيب بوريل على اتصال مع أطراف خطة العمل الشاملة المشتركة لإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بالإضافة إلى إمكانية استئناف المفاوضات بشأن رفع العقوبات”، وأجاب بيتر ستانو على أسئلة وكالة أنباء إيسنا حول العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي، فضلاً عن استئناف محادثات تخفيف العقوبات.
وفيما يتعلق بمستقبل العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي ومجالات التعاون المشتركة مع إنشاء الحكومة الــ14 في إيران، صرَّح جوزيب بوريل: “موقف الاتحاد الأوروبي واضح، ونحن ملتزمون بسياسة شاملة تقوم على الاحترام المتبادل وتشمل جميع الخيارات، نحن مستعدون للمشاركة متى وأينما تتطابق المصالح”.
وأكّد أن “الدبلوماسية وسيلة لإيجاد حلول للقضايا الحساسة”، مضيفًا “تواصلنا مع مسؤولي الحكومة الإيرانية الجديدة، بمن فيهم الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، ووزير الخارجية الإيراني، سيد عباس عراقجي، في ضوء تصريحاتهم بأنهم يسعون إلى تحسين العلاقات مع الغرب”.
وبصدد ذلك كتب بزيشكيان مؤخراً في مقال في صحيفة طهران تايمز عن العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي: “شهدت العلاقات الإيرانية الأوروبية العديد من الصعود والهبوط، بعد انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة، قدمت الدول الأوروبية 11 التزامًا لإيران لإنقاذ الاتفاق النووي والتخفيف من تأثير العقوبات الأمريكية غير القانونية والأحادية الجانب على اقتصادنا، لقد انتهكت الدول الأوروبية كل هذه الالتزامات، لكنها تتوقع بشكل غير معقول أن تمتثل إيران من جانب واحد لجميع التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، وعلى الرغم من هذه الانحرافات، فأنا مستعد لإجراء محادثات بناءة مع الدول الأوروبية حتى نتمكن من تحريك علاقاتنا في الاتجاه الصحيح على أساس مبدأ المساواة والاحترام المتبادل”.
وتابع بزشكيان: “يجب على الدول الأوروبية أن تفهم أن الشعب الإيراني شعبٌ فخورًا وأنه لم يعد من الممكن تجاهل حقوقه وكرامته، وبمجرد أن تدرك القوى الأوروبية هذه الحقيقة، وتتخلى عن مفهومها المبني على التفوق الأخلاقي، وتتجاوز الأزمات الملفقة التي ابتُليت بها علاقاتنا منذ فترة طويلة، ستكون هناك العديد من الفرص للتعاون بين إيران وأوروبا التي يمكن استكشافها”.
وبخصوص العلاقات الإيرانية الأوروبية قال عراقجي: “في السنوات الأخيرة، شهدت علاقاتنا مع أوروبا صعودًا وهبوطًا، وكانت لديهم سياسات عدائية تجاه إيران، ونحن نحاول تعزيز تفاعلنا مع أوروبا على أساس الاحترام المشترك، والقائم على الفرص المتبادلة، من أجل تأمين المصالح الوطنية للبلاد”.
والجدير بالذكر أنه في مكالمة هاتفية أجريت مؤخرًا مع عراقجي، أعرب جوزيب بوريل عن أمله في أن “يستمر الحوار السياسي والمشاورات بين إيران والاتحاد الأوروبي ويتوسع في الحكومة الجديدة”.
أوروبا وإيران تسعيان للتعاون
وبحسب ما جاء في تقرير نشرته صحيفة اعتماد بتاريخ 10 سبتمبر/ أيلول 2024 أن بيتر ستانو أقرَّ قائلاً: “نحن نتابع بعناية القرارات التي سيتخذها الرئيس بزشكيان وحكومته بشأن إمكانيات التعاون التي ستكون متاحة، وفي الوقت نفسه، أوضحنا في محادثاتنا مع الحكومة الإيرانية الجديدة أن استخدام روسيا للأسلحة الإيرانية، بما في ذلك الطائرات بدون طيار، في حرب أوكرانيا يشكل مشكلة كبيرة في علاقاتنا الثنائية”، وقد يأتي الادعاء بأن الأسلحة الإيرانية استخدمت في الحرب في أوكرانيا لأن إيران ليس لديها قيود على التعاون في مجال الأسلحة مع الدول الأخرى بعد انتهاء حظر الأسلحة المفروض على إيران في أكتوبر 2023، لكن إيران ذكرت مرارًا وتكرارًا أنها ليست طرفًا في الحرب في أوكرانيا ولم ترسل أسلحة إلى روسيا لاستخدامها في الحرب.
والجدير بالملاحظة أن بعثة إيران لدى الأمم المتحدة ردَّت على الادِّعاءات المتعلقة بشحن الأسلحة الإيرانية إلى روسيا، معلنة: “إن موقف إيران من الصراع الأوكراني لم يتغير، وتعتبر إيران أنه من غير الإنساني إرسال مساعدات عسكرية إلى الأطراف المتحاربة، الأمر الذي من شأنه أن يتسبب في خسائر بشرية وبنيات تحتية، فضلًا عن النأي بنفسها عن محادثات وقف إطلاق النار، لذلك فهي لا تتخذ مثل هذه الخطوة فحسب، بل تدعو الدول الأخرى أيضًا إلى التوقف عن إرسال الأسلحة إلى أطراف النزاع”.
جهود بوريل للحفاظ على قنوات الاتصال مع أطراف خطة العمل الشاملة المشتركة
ووفقًا لما جاء في تقرير لموقع پارسینه بتاريخ 10 سبتمبر/ أيلول 2024 أن ستانو قد تحدث عن إمكانية إحياء المفاوضات حول رفع العقوبات عن إيران، قائلاً: “إن جوزيب بوريل، بصفته منسقا لخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2231، على اتصال مع النظراء الإيرانيين وجميع الأطراف في خطة العمل الشاملة المشتركة، وكذلك الولايات المتحدة، لإبقاء جميع القنوات مفتوحة والحفاظ على إمكانية استئناف مفاوضات نووية ذات معنى”، وفي وقت سابق، شدَّد عراقجي: أنه لا يمكن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة في شكلها الحالي وأنه ينبغي تشكيل مفاوضات جديدة.
وأضاف عراقجي: “أن إحياء تلك المحادثات ليس سهلاً كما كان في الماضي، لقد تغير الوضع الدولي، وكان للحرب في أوكرانيا تأثير عميق على النظرة الأمنية للأوروبيين وما يسمى بالترتيبات الأمنية الدولية، كما أن حرب غزة وهجوم الاحتلال الإسرائيلي والمذابح التي وقعت هناك قد غيرت الوضع في المنطقة تمامًا”.
وتابع حديثه قائلاً: “في خطة العمل الشاملة المشتركة نفسها، مرت بعض التواريخ التي كانت موجودة، وبالتالي لا يمكن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة في شكلها الحالي، بمعنى أنه يجب إعادة فتح هذه الوثيقة، ويجب تغيير أجزاء منها، وهذه ليست مهمة سهلة. أنت تعلم أنه عندما يتم فتح وثيقة، من الصعب إعادة تجميعها، ويجب تشكيل مفاوضات جديدة”.
وطبقًا لمصادر إعلامية، من المرجح أن تجري إيران على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة محادثات مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي حول العلاقات الثنائية وخطة العمل الشاملة المشتركة والتطورات الإقليمية والدولية.