- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 50 Views
قال المرشح الإصلاحي الوحيد في الانتخابات الرئاسية الإيرانية مسعود بزشكيان، قبل أيام، إنه يريد تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، كما اتهم منافسيه المحافظين بإفساد الاقتصاد الإيراني من خلال عدم القيام بما يكفي لإحياء الاتفاق النووي مع الغرب، الذي أدى إلى رفع العقوبات.
كما اقترح بيزشكيان، الذي كشف النقاب عن تعيين وزير الخارجية السابق جواد ظريف مستشاراً له في السياسة الخارجية، أنه قد يراجع أيضاً خلال رئاسته علاقات إيران مع روسيا، معتبراً أنه لا ينبغي للقوى الشرقية أن تعتقد أنها الخيار الوحيد لإيران.
ويكافح جراح القلب السابق ووزير الصحة، من أجل كسب تأييد ملايين الإيرانيين الذين يعتقدون أنه على الرغم من السماح له بالترشح، فإن المرشد الأعلى علي خامنئي، لن يسمح له بأخذ البلاد إلى مسار جديد، وذلك بالطبع في حالة فوزه.
ويهدف نشره خبر تعيين ظريف مستشاراً له إلى الإشارة إلى المدى الذي يمكن أن يتغير به نهج إيران في السياسة الخارجية، وضمن ذلك الحاجة إلى التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، إذا فاز في الانتخابات. ويشعر الغرب بقلق متزايد إزاء رغبة القيادة الإيرانية في المضي قدماً في بناء قنبلة نووية.
وانضم ظريف إلى بزشكيان في الحملة الانتخابية بأصفهان، وحث الناخبين المحبطين على عدم مقاطعة الانتخابات، وقال: “إن عدم التصويت ليس رسالة، فهو يعطي السلطة للأقلية، وهذه الأقلية هي التي تقود إيران إلى حالة من اليأس”، على حد تعبيره.
وابتعد كثيرون في إيران عن السياسة، وتراجعت نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية في مارس/آذار 2024، إلى مستوى قياسي وسط دعوات للمقاطعة.
وأدى القلق من أن يكون أداء الإصلاحي جيداً بما يكفي لفرض إجراء جولة إعادة، إلى تكهنات بأن اثنين على الأقل من المرشحين الخمسة سيستقيلون قبل الانتخابات.
وقال ظريف، الذي كان يتحدث في اجتماعات إلى جانب بزشكيان، إنه تم التخطيط لإحياء الاتفاق النووي في الأشهر الستة الأولى من رئاسة جو بايدن في عام 2021، ولكن تم منعه بسبب اغتيال إسرائيل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، وقرار إيران الذي اعتمده البرلمان الإيراني والخاص بالموافقة على قانون يلزم طهران بخرق القيود التي فرضها الاتفاق على تخصيب اليورانيوم.
وزعم أيضاً، أن ترامب انسحب من الاتفاق النووي، لأن الدولة الوحيدة التي استفادت منه هي إيران، مضيفاً أنه في العامين الأولين من الاتفاق تمتعت إيران بانخفاض في التضخم وأسعار فائدة عالية مع تخفيف العقوبات.
في حين شدد بزشكيان على أنه من الضروري أن تفتح إيران أبوابها أمام الاستثمار الأجنبي؛ لمساعدتها على تحقيق هدف النمو بنسبة 8%. وفي مناظرة تلفزيونية استمرت أربع ساعات حول الاقتصاد يوم الاثنين، قال إن الصين لا تستثمر في إيران بسبب إدراجها على القائمة السوداء من قبل فريق العمل المالي الدولي، في إطار محاولته ربط الفشل الاقتصادي في الداخل بالعزلة السياسية للبلاد.
وقد حاول بزشكيان إقناع الشباب بالتصويت، وأصدر مقطع فيديو مدته 27 دقيقة وهو يتناقش مع إحدى المجموعات التي أخبرته بأنهم يدرسون لمغادرة البلاد، وأنهم لا يرون أملاً في إنقاذ إيران.
وقد أثار الجدل في إحدى المناسبات، لأنه قال أمام اجتماع طلابي في طهران، إنَّ سبب ترشحه في الانتخابات هو تشجيع الناس على التصويت، ومن ثم هو يريد ترسيخ وجهة النظر التي يتبناها المجتمع الدولي بأن الإيرانيين لا يصوتون بسبب معارضتهم للنظام.
وانتقد سكرتير الجمعية الإسلامية بجامعة شريف، بيزشكيان بقوله: “إنك ترى نفسك كطبيب جاء ليقوم بإجراء تنفس صناعي لجسد الديمقراطية الذي لا حياة فيه؛ في حين أن هذه الجثة في طريقها ليس إلى غرفة العلاج بل إلى المقبرة”.
انتقد كذلك تطبيق الحجاب الإلزامي، قائلاً: “لا يمكنك تنفيذ فكر بالقوة. ما أؤمن به كإنسان هو خدمة الناس. هذه الطريقة لن تذهب إلى أي مكان، ولا ينبغي لنا أن يكره بعضنا بعضاً. وبقدر ما أستطيع سأوقف دوريات الإرشاد”.
وقد تعرضت حملته لانتقادات؛ لاستخدامها أغنية “من أجل…” التي لحنها شيرفين حاج بور خلال احتجاجات المرأة والحياة والحرية. وقد أصبحت الأغنية نشيد الحركة الوطنية بعد انتشارها على وسائل التواصل الاجتماعي، وحصدت عشرات الملايين من المشاهدات.
وتم بعد ذلك اعتقال حاجي بور، وحكم عليه بالسجن بتهمتي “الدعاية ضد الجمهورية الإسلامية”، و”التحريض على الاضطرابات” من خلال الأغنية.
ولم يتم نشر أي استطلاعات رأي موثوقة، لكن يُعتقد أن المنافسين المحافظين الرئيسيين لبزشكيان هما القائد السابق لـ”الحرس الثوري” ورئيس البرلمان الحالي محمد باقر قاليباف، وكبير المفاوضين النوويين السابق سعيد جليلي. ويعتقد على نطاق واسع، أن قاليباف، الذي يقدم نفسه على أنه الرجل القوي، هو المرشح المفضل لخامنئي على الرغم من نفي ذلك.