مفاوضات وقف الحرب في غزة.. طريق مسدود في الدوحة وآمال تتعلق بجولة القاهرة

بنيامين نتنياهو- أرشيف- جيتي

كتبت – رضوى أحمد

نشرت وكالة أنباء مهر الإيرانية تقريراً لها يوم الإثنين 19 أغسطس/آب 2024، جاء فيه: “بعد مرور 318 يوماً على معركة طوفان الأقصى، ومقتل ما يقرب من 40 ألف فلسطيني، وتدمير أكثر من 80% من البنية التحتية في غزة، واغتيال القادة السياسيين لحركة حماس، لا توجد رغبة لدى نتنياهو وقادة الجيش الإسرائيلي في وقف الحرب والموافقة على المفاوضات السياسية”.

ووصلت مفاوضات وقف إطلاق النار في العاصمة القطرية الدوحة إلى طريق مسدود، بسبب شروط نتنياهو غير الواقعية، ويعتقد أسامة حمدان القيادي بحركة حماس، أن مفاوضات الأسبوع المقبل في القاهرة ستحدد ما إذا كان نتنياهو لديه الرغبة في وقف إطلاق النار أم لا.

وكانت الدوحة قد استضافت وفوداً من إسرائيل وأمريكا ومصر يومي الخميس والجمعة 15 و16 أغسطس/آب ٢٠٢٤. وقد ذهب الوفد الإسرائيلي بتشكيلة جديدة، وبحسب المعلومات التي نشرتها مصادر عبرية، فإن هذه الجولة من الخلافات هي نفس ما حدث خلال اجتماع روما يوم الأحد 28 يوليو/تموز 2024، وتسببت في خيبة أمل أطراف الوساطة أيضاً، بسبب إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على بعض الشروط، مثل وجود قواته في الشريط الحدودي مع مصر والسيطرة على محور فيلادلفيا، وترحيل بعض الفلسطينيين المحررين، وكذلك مراقبة ممر نتساريم باعتباره ملتقى بين جنوب وشمال غزة، وهي شروط تعلن حركة حماس رفضها لها.

ورغم الخلافات فإن الأخبار المسربة من المفاوضات تشير إلى تقدم الجانبين في قضية تبادل الأسرى، وتوصل الطرفان إلى اتفاق مبدئي بشأن عدد وأسماء وآلية تبادل الأسرى، لكن لم يكن لدى الجانب الإسرائيلي ما يكفي من السلطة والإرادة لاختتام المفاوضات في الدوحة، والآن كل الآمال معلقة على مفاوضات القاهرة.

أمل كاذب في مفاوضات القاهرة

ومع انتهاء مفاوضات الدوحة، ستتوجه الفرق إلى القاهرة، وعلى الرغم من جهود الوسطاء في الجولة الأولى من التفاوض في الدوحة، فإن نتنياهو يعتزم عرقلة أي طريق سلام مع حماس.

لذا فإن كثيراً من المراقبين ليس لديهم أمل في مفاوضات القاهرة، ويقيمونها بأنها مجرد إجراء لإضاعة الوقت والسيطرة على سلوك محور المقاومة؛ حتى لا يضر بمصالح النظام الصهيوني.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإنه بعد يوم واحد فقط من مفاوضات الدوحة، نقل مسؤول أمريكي عن بايدن زعمه أن المفاوضات الأخيرة فرصة لا يمكن تعويضها للسلام، وعلى إيران ألا تعرّض هذه الفرصة للخطر باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، كما هدد بأنَّ ضرب تل أبيب سيكون له ثمن باهظ على طهران.

ومنذ الساعات الأولى لاغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران وحتى اليوم، حاولت الولايات المتحدة التأثير على صناع القرار في طهران وإثناءهم عن الرد على إسرائيل. وفي الوقت نفسه، حاول هوكشتاين مساعد الرئيس الأمريكي مع وزيري خارجية فرنسا ومصر، التواصل مع حزب الله وتشجيعهم على ضبط النفس والانسحاب من الحدود الزرقاء!

ثلاثة متغيرات لقبول نتنياهو وقف الحرب

ووفقاً لما ذكره تقرير وكالة أنباء مهر الإيرانية، فإنه في ظل تهديد إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، وزعيم حزب (العظمة اليهودية)، بالاستقالة من الحكومة في حالة وقف الحرب، قد زاد مستوى عدم قبول نتنياهو وقف إطلاق النار.

كما يعتقد بعض المحللين أنه حتى لو لم يغادر بن غفير، الحكومة، فإن تخفيف حالة الطوارئ في الأراضي المحتلة سوف يتبعه محاكمة نتنياهو وقادة الجيش ورؤساء الأجهزة الأمنية بسبب إخفاقهم في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وفي مثل هذه الظروف، يفضل شخص مثل نتنياهو أن يفكر في نفسه وفي الحكومة التي تعتمد حياتها على قراره بشأن قبول وقف إطلاق النار، بدلاً من إعطاء الأولوية لمصالح النظام الصهيوني.

والأمر الثالث المهم في عملية قبول أو رفض مقترحات الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار، فهو اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة وفرصة ترامب الكبيرة للعودة إلى البيت الأبيض. وإذا تمكن نتنياهو من الصمود في وجه ضغوط بايدن الآن، فستكون لديه فرصة أفضل لتسجيل مزيد من النقاط على طاولة المفاوضات عندما يفوز الجمهوريون.

وبالنظر إلى تلك المتغيرات الثلاثة، سنرى ما إذا كان نتنياهو سيقبل اقتراحات بايدن أو أنه يفضل الاستمرار في الحرب.

وبغض النظر عن النتيجة النهائية لمفاوضات القاهرة، فإن المؤكد هو زيادة التنسيق بين واشنطن وتل أبيب في سلسلة الأحداث الأخيرة في المنطقة، واغتال نتنياهو، فؤاد شكر وإسماعيل هنية بحجة حادثة مجدل شمس -التي اتهمت فيه إسرائيل حزب الله بإطلاق صاروخ على مجدل شمس في هضبة الجولان المحتلة، وتعمد زيادة مستوى التوترات بالمنطقة.

الآن بدأت خطة B، وهي تدخّل الوسطاء في منع رد إيران وحزب الله، فبدأت الولايات المتحدة والدول الأوروبية، التي لا يرغب أي منها حتى في إدانة الأعمال الإرهابية الإسرائيلية، في التحرك لمحاولة منع طهران عن الرد، باسم “منع تصعيد التوتر في المنطقة”.

كلمات مفتاحية: