- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 41 Views
كتب- حسن قاسم
اختلفت الروايات والاحتمالات حول عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد “إسماعيل هنية” وحارسه الشخصي صباح الأربعاء 31 يوليو/تموز 2024، في العاصمة الإيرانية طهران، ولم يتم الجزم بكافة تفاصيل ما حدث في هذه الحادثة حتى الآن.
ومن أشهر الروايات التي تناولت الحديث عن هذه العملية هي الرواية التي ساقها تقرير صحيفة “نيويورك تايمز”، وتقرير وكالة أنباء “مهر” الإيرانية، وتقرير منصة “أكسيوس” الأمريكية وتقرير منصة “ديده بان إيران” الذي رصدت فيه معلومات خطيرة تفيد بوجود خلل وثغرات في جهاز الاستخبارات الإيراني على لسان عضو لجنة الأمن القومي “أحمد بخشايش أردستاني”.
تقرير صحيفة نيويورك تايمز
أشارت صحيفة نيويورك تايمز وفقًا لتقرير نشرته يوم 1 أغسطس/آب 2024 أن إسماعيل هنية قد تم اغتياله بعد زرع عبوة ناسفة تم تخبئتها في مجمع يخضع لحراسة مشددة، حيث كان من المعروف أن إسماعيل هنية يقيم في إيران.
اغتيل إسماعيل هنية، أحد كبار قادة حماس، يوم الأربعاء 31 يوليو 2024 بواسطة عبوة ناسفة تم تهريبها سرًا إلى دار الضيافة في طهران حيث كان يقيم، وفقًا لسبعة مسؤولين في الشرق الأوسط، من بينهم إيرانيان ومسؤول أمريكي.
وكانت القنبلة مخبأة قبل شهرين تقريبًا في دار الضيافة، وفقا لخمسة من المسؤولين في الشرق الأوسط. والجدير بالذكر أن إدارة دار الضيافة وحمايتها من وظائف الحرس الثوري الإسلامي، وهي جزء من مجمع كبير يعرف باسم نشأت، في حي راقي شمال طهران.
وكان إسماعيل هنية قد سافر إلى طهران للمشاركة في مراسم تنصيب بزشكيان بالرئاسة. وقال المسؤولون الخمسة إنه تم تفجير القنبلة عن بعد بمجرد التأكد من وجوده داخل غرفته في دار الضيافة. وأدى الانفجار أيضًا إلى مقتل حارس شخصي. كما هز الانفجار المبنى وحطم بعض النوافذ وتسبب في انهيار جزئي لجدار خارجي، بحسب المسؤولين الإيرانيين، وهما عضوان في الحرس الثوري المطلعان على الحادث. وكان هذا الضرر واضحًا أيضًا في صورة للمبنى تمت مشاركتها مع صحيفة نيويورك تايمز.
وكان الشهيد هنية، قد أقام في بيت الضيافة عدة مرات عندما زار طهران، وفقًا لمسؤولين من الشرق الأوسط. وتحدث جميع المسؤولين بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمشاركة تفاصيل حساسة حول عملية الاغتيال.
وقال مسؤولون إيرانيون وحركة حماس يوم الأربعاء 31 يوليو 2024 إن إسرائيل هي المسؤولة عن الاغتيال، وهو تقييم توصل إليه أيضًا العديد من المسؤولين الأمريكيين الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم. وهدد الاغتيال بإطلاق موجة أخرى من العنف في الشرق الأوسط وقلب المفاوضات الجارية لإنهاء الحرب في غزة. وكان الشهيد هنية أحد كبار المفاوضين في محادثات وقف إطلاق النار.
ولم تعترف إسرائيل علنًا بمسؤوليتها عن عملية القتل، لكن مسؤولي المخابرات الإسرائيلية أطلعوا الولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى على تفاصيل العملية في أعقاب العملية مباشرة، وفقًا للمسؤولين الخمسة في الشرق الأوسط.
وفي يوم الأربعاء، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة لم تتلقَ أي علم مسبق بمؤامرة الاغتيال.
وفي الساعات التي تلت عملية القتل، ركزت التكهنات على الفور على احتمال أن تكون إسرائيل قد قتلت إسماعيل هنية بضربة صاروخية، ربما أطلقت من طائرة بدون طيار، على غرار الطريقة التي أطلقت بها إسرائيل صاروخًا على قاعدة عسكرية في أصفهان في 19 أبريل/نيسان 2024.
وأثارت نظرية الصواريخ هذه تساؤلات حول كيف تمكنت إسرائيل من مراوغة أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية مرة أخرى لتنفيذ مثل هذه الضربة الجوية الوقحة في العاصمة. وكما تبين، تمكن القتلة من استغلال نوع مختلف من الثغرة في دفاعات إيران، ثغرة أمنية في مجمع يفترض أنه يخضع لحراسة مشددة؛ مما سمح بزرع قنبلة والبقاء مخفية لعدة أسابيع قبل أن يتم كشفها في نهاية المطاف.
وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين إن مثل هذا الاختراق كان بمثابة فشل ذريع للاستخبارات والأمن لإيران وسبب إحراجًا هائلًا للحرس الثوري، الذي يستخدم المجمع للخلوات والاجتماعات السرية وإيواء ضيوف بارزين مثل هنية.
ولم يتضح كيف تم إخفاء القنبلة في دار الضيافة. وقال مسؤولو الشرق الأوسط إن التخطيط للاغتيال استغرق أشهرًا وتطلب مراقبة واسعة النطاق للمجمع. وقال المسؤولان الإيرانيان اللذان وصفا طبيعة الاغتيال إنهما لا يعرفان كيف ومتى تم زرع المتفجرات في الغرفة.
وقررت إسرائيل تنفيذ عملية الاغتيال خارج قطر، حيث يعيش الشهيد هنية وغيره من كبار أعضاء القيادة السياسية لحماس. وتتوسط الحكومة القطرية في المفاوضات بين إسرائيل وحماس بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
وأظهرت الصور، حسبما قال المسؤولون الإيرانيون، أن الانفجار المميت الذي وقع في وقت مبكر من يوم الأربعاء 31 يوليو 2024 أدى إلى تحطيم النوافذ وانهيار جزء من جدار المجمع. ويبدو أن الصاروخ أحدث أضرارًا طفيفة تتجاوز المبنى نفسه.
وفي حوالي الساعة الثانية صباحًا بالتوقيت المحلي لمدينة طهران، انفجرت العبوة، وفقًا لمسؤولين في الشرق الأوسط، بما في ذلك الإيرانيين. وقال المسؤولون إن موظفي المبنى ركضوا مذهولين للعثور على مصدر الضجيج الهائل، مما قادهم إلى الغرفة التي كان يقيم فيها الشهيد هنية مع حارسه الشخصي.
ويضم المجمع فريقًا طبيًا هرع إلى الغرفة فور وقوع الانفجار. وأعلن الفريق أن إسماعيل هنية توفي على الفور. وحاول الفريق إنعاش الحارس الشخصي، لكنه كان ميتًا هو الآخر.
وقال اثنان من المسؤولين الإيرانيين إن زعيم حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية زياد النخالة كان يقيم في المنزل المجاور. ولم تتضرر غرفته بشكل كبير، مما يشير إلى تخطيط دقيق لاستهداف الشهيد هنية.
ووصل خليل الحية، نائب قائد حماس في قطاع غزة والذي كان أيضًا في طهران، إلى مكان الحادث وشاهد جثة زميله، بحسب المسؤولين الخمسة في الشرق الأوسط.
وقال المسؤولون الإيرانيون الثلاثة إن من بين الأشخاص الذين تم إخطارهم على الفور القائد العام لفيلق القدس، العميد إسماعيل قاآني، الذراع الخارجي للحرس الثوري، والذي يعمل بشكل وثيق مع حلفاء إيران في المنطقة، بما في ذلك حماس وحزب الله. وقال المسؤولون إنه أبلغ المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في منتصف الليل وأيقظه.
وبعد أربع ساعات من الانفجار، أصدر الحرس الثوري بيانًا يفيد باغتيال الشهيد إسماعيل هنية. وبحلول الساعة السابعة صباحًا، كان خامنئي قد استدعى أعضاء المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إلى مقره لعقد اجتماع طارئ، حيث أصدر أمرًا بضرب إسرائيل ردًا على ذلك، وفقًا للمسؤولين الإيرانيين الثلاثة.
وكانت طهران تخضع بالفعل لإجراءات أمنية مشددة منذ حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، حيث اجتمع كبار المسؤولين الحكوميين والقادة العسكريين وكبار الشخصيات من 86 دولة في البرلمان بوسط طهران لحضور الحفل.
وكان هنية قد بدا مبتهجًا ومنتصرًا يوم الثلاثاء 30 يوليو 2024 أثناء أداء اليمين، وهو يعانق الرئيس الجديد بعد أن ألقى خطاب تنصيبه، ورفع الرجلان أيديهما معًا، مشيرين بعلامة النصر.
كانت طريقة الاغتيال موضع إشاعة وخلاف في إيران، وذكرت وكالة تسنيم للأنباء، المنفذ الإعلامي للحرس الثوري، أن شهود عيان قالوا إن جسمًا مثل صاروخ أصاب نافذة غرفة السيد هنية وانفجر.
لكن المسؤولين الإيرانيين، عضوي الحرس الثوري المطلعين على الهجوم، أكدا أن الانفجار وقع داخل غرفة الشهيد هنية، وقالا إن التحقيق الأولي أظهر أن المتفجرات كانت موضوعة هناك قبل وقت ما.
ووصفوا دقة الهجوم وتعقيده بأنها مماثلة في التكتيك لطائرة الذكاء الاصطناعي التي يتم التحكم فيها عن بعد، والسلاح الآلي الذي استخدمته إسرائيل لاغتيال العالم النووي الإيراني الكبير محسن فخري زاده عام 2020.
تم تنفيذ عمليات الاغتيال الإسرائيلية خارج البلاد في المقام الأول من قبل الموساد. وقال ديفيد بارنيع، رئيس الموساد، خلال تصريحات سابقة، إن جهازه مُجبر على مطاردة قادة حماس، المجموعة التي تقف وراء هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 في إسرائيل.
وقال بارنيع: «سيستغرق الأمر بعض الوقت، كما حدث بعد مذبحة ميونيخ، لكن أيدينا ستلحق بهم أينما كانوا»، في إشارة إلى مقتل رياضيين إسرائيليين على يد إرهابيين في دورة الألعاب الأولمبية عام 1972.
رواية خالد القدومي
في حين أفادت وكالة مهر للأنباء، يوم السبت 3 أغسطس/آب 2024، أن القيادي في حماس خالد القدومي قال إن الشهيد إسماعيل هنية وصل إلى إيران فجر الثلاثاء 30 يوليو 2024 على رأس وفد من قيادات الحركة، ضمّ رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية خليل الحية والقياديين في المكتب السياسي محمد نصر وزاهر جبارين، بالإضافة إلى ممثل حماس في إيران (القدومي نفسه)، مضيفًا أن الوفد توجه مساء الثلاثاء 30 يوليو 2024 إلى البرلمان الإيراني للمشاركة في تأدية الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليمين الدستورية في البرلمان.
وأضاف: هناك التف حوله عدد كبير من البرلمانيين والمسؤولين الإيرانيين والضيوف الأجانب وعانقه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بحفاوة ورفع يده كعلامة نصر، ثم بعد ذلك زار الوفد معرض “أرض الحضارة” في برج ميلاد في العاصمة.
وقال القدومي إن مجسم قبة الصخرة للمسجد الأقصى في المعرض استوقف الشهيد هنية للحظات، ثم شاهد مسرحية لبنت إيرانية كانت تمثل دور طفلة فلسطينية استشهدت عائلتها وهي وسط الدمار، فناداها القائد هنية وقبل رأسها مستذكرًا أطفال غزة وأحفاده وأولاده الذين استشهدوا.
واستطرد القدومي قائلًا إن رئيس المكتب السياسي والوفد المرافق له توجهوا بعد ذلك إلى مقر الرئاسة الإيرانية تلبية لدعوة بزشكيان على مأدبة العشاء، ثم انتقل إلى مقر إقامته (شمالي طهران) الذي لم يكن سريًا وكان معروفًا لدى الكثير من الناس، وكان خاصًا بكبار الضيوف القادمين إلى البلد.
وأضاف أن ما يقال حول كيفية معرفة (إسرائيل) بمقر إقامته وغير ذلك هو كلام فارغ عن المضمون، لأن الشهيد القائد كان في زيارة علنية وفي لقاء علني، وهو شخصية دبلوماسية، حيث كان رئيس وزراء فلسطين السابق وكان قائد حماس.
وأوضح ممثل حماس أنهم تحدثوا في بعض الأمور قبل أن يتوجه إلى النوم. بعد ذلك توجه الشهيد هنية إلى غرفته للنوم، وكان مرافقه وسيم أبو شعبان هو من يحرس الشهيد هنية خارج غرفته. وأكمل القيادي في حماس متحدثًا عن اللحظات الأخيرة في حياة إسماعيل هنية، أنه في تمام الساعة 1:37 دقيقة حدثت صدمة للمبنى، فخرج من المكان الذي كان فيه، فرأى دخانًا كثيفًا، وبعد ذلك عرف أن الحاج أبو العبد قد استشهد.
وأضاف أنه من شدة الصدمة التي حصلت للمبنى ظن أنه حصل رعد أو زلزال، ففتح النافذة فلم يجد مطرًا أو رعدًا، فالجو كان حارًا، وذهب إلى الطابق الرابع الذي كان فيه الشهيد فوجد أن جدار وسقف المكان الذي كان فيه قد سقط وتدمر.
ومن الواضح من شكل المكان بعد الهجوم وما حدث له، ومن جثة الشهيد القائد إسماعيل هنية، أن الاستهداف قد تم بواسطة مقذوف من الجو، سواء كان صاروخًا أو قذيفة، بحسب قول القدومي، مشيرًا إلى أنه لا يريد خوض تفاصيل أكثر حيث هناك فرق فنية تخصصية من الأشقاء في إيران تقوم بالتحقيق وستعلن عن النتائج لاحقًا.
وأوضح أن رواية “نيويورك تايمز” وهاغاري تنفيها شهادات وحقائق على الأرض، مؤكدًا أن الهدف من هذه الروايات والتصريحات هو رفع المسؤولية المباشرة عن الاحتلال الإسرائيلي لاحتواء تبعات الجريمة والرد عليها.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي هو الذي خطط ونفذ الجريمة بعلم وموافقة أمريكيين، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية شريكة فيها وأعطت الموافقة لنتنياهو لارتكابها خلال زيارته لواشنطن الأخيرة.
وشدد القدومي على أن الشهيد القائد إسماعيل هنية هو واحد من 40 ألف شهيد في قطاع غزة ارتقوا في حرب إبادة شاملة، 70% منهم “أطفال ونساء”، مؤكدًا أن دماءه الطاهرة ستكون لعنة تطارد الكيان وطوفانًا جديدًا يستكمل مشروع طوفان الأقصى لإيصاله إلى محطته الأخيرة بتحرير القدس وأرض فلسطين من النهر إلى البحر.
منصة أكسيوس
وفقًا لتقرير نشرته منصة أكسيوس الخبرية، فقد أشاروا إلى اغتيال الموساد الإسرائيلي للزعيم السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بتفجير عبوة ناسفة زرعت مسبقًا في غرفة نومه في المقر الرسمي للحكومة الإيرانية في طهران، حسبما أكد مصدران مطلعان على القضية لموقع أكسيوس.
وأوضحوا أن الموساد تمكن من زرع العبوة الناسفة في منشأة شديدة الحراسة لا تظهر فقط الاختراق العميق لأجهزة المخابرات الإسرائيلية داخل إيران، بل تظهر أيضًا نقاط الضعف في أجهزة المخابرات والأمن الإيرانية.
وأشار التقرير إلى أن الانفجار الذي أودى بحياة هنية وقع مساء الثلاثاء، لكن الإعلان الرسمي عن اغتياله نُشر بعد عدة ساعات صباح الأربعاء. وجاء في البيان الأول الصادر عن حماس أن الشهيد هنية قُتل في غارة جوية إسرائيلية. كما ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية في البداية أن ثلاثة صواريخ أطلقت من طائرة بدون طيار، ثم أصدروا تصريحًا آخر يفيد بإطلاق الصاروخ من خارج إيران.
كما أوضح التقرير أن المخابرات الإسرائيلية علمت بالمنشأة، والغرفة المحددة التي أقام فيها هنية خلال زياراته لطهران وفقًا لمجموعة من المصادر. وقالت المصادر إن القنبلة كانت مزروعة في الغرفة مسبقًا، وأن القنبلة كانت عبارة عن جهاز عالي التقنية يستخدم الذكاء الاصطناعي، وقد تم تفجيرها عن بعد من قبل عملاء الموساد الذين كانوا على الأراضي الإيرانية بعد تلقي معلومات استخباراتية تفيد بأن الشهيد هنية كان بالفعل في الغرفة.
وقال الحرس الثوري الإيراني إنه فتح تحقيقًا حول الحادث. ولم تبلغ إسرائيل الولايات المتحدة أو أي حليف آخر مسبقا بعملية الاغتيال. لكن المصادر قالت – كما أوضح التقرير – إن المسؤولين الإسرائيليين أطلعوا نظراءهم الأمريكيين مساء الأربعاء 31 يوليو/تموز 2024 على تفاصيل العملية.
وورد في التقرير أن المتحدث باسم قوات الدفاع الإسرائيلية الأدميرال دانيال هاغاري قال في مؤتمر صحفي يوم الخميس 1 أغسطس/آب 2024 إنه لم يكن هناك هجوم جوي أو صاروخي إسرائيلي في أي مكان في الشرق الأوسط ليلة الثلاثاء 30 يوليو 2024 بخلاف الهجوم الذي وقع في بيروت. وزعم أن إيران عملت في العام الماضي على تهريب عبوات ناسفة متطورة إلى الجماعات الإرهابية في الضفة الغربية ، في محاولة لتوريط إيران في تلك العملية.
بينما أشار التقرير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المسؤول المباشر عن الموساد، كان قد اتخذ قرارًا باغتيال هنية.
وقالت المصادر التي يستند إليها التقرير إن المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة وتحقيق وقف لإطلاق النار كانت من الاعتبارات في عملية صنع القرار. كما قال أحد المصادر إن موقف الموساد هو أن اغتيال هنية سيحقق العدالة لضحايا هجوم 7 أكتوبر 2023 ويزيل عقبة أمام صفقة الرهائن. وزعم المصدر أن هنية لديه وجهة نظر أكثر تشددًا بشأن الصفقة من زعيم حماس في غزة يحيى السنوار، وهو ما يجعل التوصل إلى اتفاق أكثر صعوبة.
منصة ديده بان إيران
وفقًا لتقرير نشرته منصة ديده بان إيران بتاريخ 3 أغسطس/آب 2024، فقد أشارت فيه إلى أن حادثة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “إسماعيل هنية” لم تكن صدمة لإيران والشرق الأوسط فحسب، بل كانت صدمة للعالم أجمع، كما أشارت إلى اختلاف الروايات حول طريقة اغتيال إسماعيل هنية، حيث ادعى البعض اغتياله عن طريق قنبلة كانت قد زرعت في محل إقامته في طهران قبل شهرين، بينما ادعى البعض أنه استشهد جراء قذيفة موجهة له في محل إقامته.
كما أعلنت مؤسسة إعلامية مقربة من الحرس الثوري في بيان صحفي، الخميس 1 أغسطس/آب 2024، أكدت الصور المنشورة على الإنترنت عن مقر إقامة الشهيد هنية، أن القيادي في حماس وحارسه الشخصي كانا في الطابق الرابع من أحد المباني في الزعفرانية في طهران، واستشهدا خلال “عملية اغتيال” حوالي الساعة الثانية من صباح يوم الأربعاء 31 يوليو 2024. ولم تذكر وكالة فارس في تقريرها أي تفاصيل حول كيفية وقوع هذا العمل الإرهابي، إلا أن القناة 12 الإسرائيلية اعتبرت استشهاد إسماعيل هنية بإطلاق صاروخ، خلافًا لادعاء صحيفة نيويورك تايمز.
تورط أحد المتسللين في اغتيال الشهيد هنية
لقد اعتقد بعض خبراء الإذاعة والتلفزيون أن سبب استشهاد إسماعيل هنية يرجع إلى طائرة صغيرة تمت قيادتها من قبل عدد من المتسللين داخل إيران، وأشاروا إلى أن الصحفي المقرب للاحتلال “ريتشارد جولدبيرج” كان قد نشر على تويتر قبل ساعتين من حدوث الجريمة “ستنتصر القوات الجوية الإسرائيلية الليلة.” كما أكد ممثل حماس في إيران “خالد القدومي” يوم الجمعة 2 أغسطس 2024 خلال حواره على عدم صحة زرع قنبلة أسفل سرير الشهيد إسماعيل هنية، وأشار إلى أن الحادث قد وقع في الساعة 1:37 صباح يوم الأربعاء 31 يوليو 2024، وبحسب قوله فإنه يبدو من خلال الغرفة وجسد الشهيد هنية أن هذا الهجوم قد تم إجراؤه باستخدام “مقذوف من الجو أو صاروخ”
وفضلًا عن مسألة كيفية استشهاد إسماعيل هنية، فإن احتمالية تورط متسللين داخل إيران في ارتكاب الجريمة ممكنة، وخاصة الكشف عن محل إقامة الشهيد إسماعيل هنية مسألة غامضة، والتي بالطبع تم طرحها على بعض الخبراء والمسؤولين الإيرانيين كذلك، من بينهم عضو مجلس الشورى الإسلامي “حسين علي حاجي دليكاني” الذي أكد على هذه الاحتمالية، وهو ما تم تأكيده من قبل أئمة الجمعة في مختلف أنحاء إيران.
نفي زرع قنبلة في محل إقامة الشهيد إسماعيل هنية
وفي الإطار نفسه أشار التقرير إلى عدة تصريحات مهمة من خلال حوار مع عضو لجنة الأمن القومي “أحمد بخشايش أردستاني” الذي قام بالرد على عدد من التساؤلات الغامضة المطروحة للرأي العام حول حادثة استشهاد إسماعيل هنية، حيث إنه تم عقد اجتماع للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية لمجلس الشورى الإسلامي، وتناول هذا الاجتماع – في ظل تواجد أعضاء المجلس ومسؤولي بعض الأجهزة المعنية – التصورات المختلفة المتعلقة بطريقة وقوع هذه الحادثة.
وخلال هذا الاجتماع نفوا احتمالية زرع قنبلة مغناطيسية في محل إقامة الشهيد هنية مثلما ادعت بعض وسائل الإعلام الأجنبية، ولكنهم وضعوا تصورين أكثر احتمالًا فيما يتعلق بهذه الجريمة. الاحتمال الأول أن يكون الشهيد إسماعيل هنية قد استهدف من قبل إسرائيليين باستخدام طائرة صغيرة من موقع محطة توشال رقم 2، أو الاحتمال الثاني، أنه لم تكن هناك طائرة صغيرة، ولكن عددًا من المتسللين داخل إيران الموجودين في أنحاء محطة توشال رقم 2 هم من استهدفوا الشهيد هنية في محل إقامته بسلاح يشبه الصاروخ.
لا يمكن الاعتماد على ما نشرته وسائل الإعلام الغربية عن اغتيال الشهيد هنية.
أكد بخشايش أردستاني أن تفاصيل جريمة اغتيال الشهيد هنية لم تعلن بعد من قبل المسؤولين المعنيين في إيران، وكل الأحاديث في هذا الصدد إنما هي مجرد تكهنات، وأضاف: “وسائل الإعلام الأجنبية تطلق تكهنات حول طريقة اغتيال الشهيد هنية نقلًا عن مصادر مشهورة، إما يكذبون أو أنهم يستقون معلوماتهم من السلطات الإسرائيلية. على أية حال، لا شك أن الكيان قد لعب دورًا رئيسًا في استشهاد إسماعيل هنية في إيران.”
وذكر ممثل أصفهان في المجلس الإسلامي أن الإسرائيليين يقدمون في بعض الأحيان معلومات متضاربة ومحدودة حول عملياتهم لوسائل الإعلام الأجنبية بهدف خداع الرأي العام أو إرباك المسؤولين الإيرانيين، كما تقوم هذه وسائل الإعلام بمشاركة المعلومات الواردة في شكل مقابلات مع مسؤولين مشهورين، ولكن لا يمكن الاعتماد على تقارير وسائل الإعلام الغربية في هذا الصدد؛ نظرًا لكون هذه المعلومات أحيانًا صحيحة وأحيانًا غير صحيحة بحسب قوله.
الأنشطة الموازية لوكالات الاستخبارات الإيرانية
أشار بخشايش أردستاني ردًا على سؤال عن كيفية كشف إقامة إسماعيل هنية وإبلاغ الأعداء بوجود ثغرات في المنظومة الأمنية الاستخباراتية في إيران، وهذه الثغرات ليست نتاج هذا العام والعام الماضي، ولكن ربما تم دسها خلال السنووات الـ 7-8 الماضية ويبدو أن السبب الأهم هو العمل الموازي الذي يتم في مجال المخابرات في إيران.
وأكد عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان أنه عندما يتم العمل الموازي داخل مؤسسة ما، يمكن أن تكون النتيجة هي المنافسة والديناميكية، ولكن عندما تعمل مؤسستان مختلفتان أو أكثر بالتوازي، ينشأ نوع من المنافسة المدمرة التي تخلق الفجوات والثغرات التي عادةً ما يستغل العدو هذه الثغرات لصالحه.
وأشار كذلك إلى الثنائية السياسية التي تشهدها البلاد – خاصة أن البعض لا يحب الجمهورية الإسلامية الإيرانية – والتي مكّنت العدو من تجنيد أشخاص من بين الإيرانيين بعلم أو بغير علم، ونجم عن كل تلك العوامل مشكلة “الاختراق”.
تبقى الرواية الأخيرة الخاصة بالحرس الثوري الإيراني، الذي أصدر بيانا يوم السبت 3 أغسطس/ آب 2024، قال فيه أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، تم عبر إطلاق مقذوف صغير المدى، من خارج منطقة سكن الضيوف.
جاء ذلك في بيان صادر عن الحرس الثوري الإيراني، أشار فيه إلى أن عملية اغتيال هنية يقف خلفها الاحتلال الإسرائيلي بدعم من الحكومة الأمريكية.
كما أوضح أنه بحسب التحقيقات فإن “هذه العملية الإرهابية تمت عبر إطلاق مقذوف قصير المدى برأس حربي زنة نحو 7 كيلوغرامات، مصحوبًا بانفجار قوي، من خارج منطقة سكن الضيوف”.
في بيانه، أكد الحرس الثوري، أن “دماء “الشهيد إسماعيل هنية” لن تذهب سدى، وسيتلقى النظام الصهيوني الإرهابي الرد على هذه الجريمة وهو “العقاب الشديد” في الزمان والمكان والطريقة المناسبة بحسب وصفه.