نظام القيادة الذاتية للسفن: تقنية إيرانية محلية الصنع بديلة للتقنيات الأجنبية في الخليج العربي

ترجمة: يارا حلمي 

نشرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “ايسنا“، الأربعاء 23 أبريل/ نيسان 2025، تقريرا تناولت فيه تطوير وتشغيل نظام قيادة ذاتية للسفن من صنع إيراني على متن سفينة بحثية في الخليج العربي، كبديل للتقنيات الأجنبية.

تقنية إيرانية في الخليج العربي

ذكرت الوكالة أنه وسط المياه الزرقاء الصافية للخليج العربي، يتحرك زورق يقوده ليس يد إنسان، بل نظام ذكي يتولى توجيه الدفة، حيث تم تقديم هذا النظام باسم “القيادة الذاتية للسفن” وقد قام الباحثون الإيرانيون بتصميمه وتصنيعه، ويُستخدم الآن على متن السفينة البحثية “مستكشِف الخليج العربي”.

وتابعت أن العقوبات الخارجية، التي قيّدت وصول البلاد إلى العديد من المعدات المتطورة، دفعت الباحثين الإيرانيين إلى اتخاذ خطوات فعالة في مجال التكنولوجيا المتقدمة بالاعتماد على المعرفة المحلية والإمكانات الداخلية.

 وأضافت أن من بين هذه الإنجازات تصميم وتصنيع نظام “القيادة الذاتية للسفن” على يد باحثي مركز المحيطات والعلوم الجوية الوطني، ليُستخدم على متن السفينة البحثية “مستكشِف الخليج العربي”.

وأوضحت أن هذا النظام طُور بهدف رفع دقة توجيه السفن وتقليل الاعتماد على المعدات المستوردة، ويُعد خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في الصناعة البحرية الوطنية.

وأشارت إلى أن جهاز “القيادة الذاتية للسفن” المستخدم في السفينة البحثية مستكشِف الخليج العربي، تم تطويره على يد سعيد نجفي، الباحث في مركز المحيطات والعلوم الجوية الوطني.

وبينت أن سعيد نجفي أدلي في تصريح له: “إن من أهم أجهزة الملاحة في السفن هو نظام القيادة الذاتية، والذي يُعرّف بوصفه نظاما إلكترونيا يقوم بالحفاظ على زاوية التوجيه بشكل آلي من خلال التحكم المستقل بدفة السفينة.”

تصنيع محلي للتكنولوجيا البحرية

ذكرت الوكالة أن سعيد نجفي تابع تصريحه بالإشارة إلى أن العقوبات دفعت الفريق إلى اتخاذ قرار بتصنيع هذه التكنولوجيا داخل البلاد، وأضاف أن المشروع خضع لدراسات علمية وتخصصية مطوّلة، وأثمر في النهاية عن تصميم هذا النظام المحلي الذي جرى تشغيله فعليا على متن السفينة البحثية “مستكشِف الخليج العربي”.

وتابعت أن الباحث سعيد نجفي أوضح أهمية هذا النظام في تنفيذ المهام التي تتطلب من السفن الإبحار لفترات طويلة ضمن مسار مستقيم، وذكر أن وجود نظام قيادة ذاتية يقلّل من احتمالات الخطأ البشري أثناء قيادة السفينة.

وأضافت نقلا عن سعيد نجفي أن هذا الأمر بالغ الأهمية في السفن البحثية التي تُستخدم في مراقبة قاع البحر والسواحل، و الهيدروغرافيا، ومهام علم المحيطات، حيث يكون الحفاظ على مسار دقيق ضرورة مضاعفة.

وأوضحت أن أن سعيد نجفي، عضو الهيئة الأكاديمية في مركز المحيطات والعلوم الجوية الوطني، شدد على أن نظام الملاحة ذاتية القيادة للسفن حصل على الدرجة التاسعة من مقياس جاهزية التكنولوجيا من قبل منظومة تقييم التكنولوجيا الإيرانية المعروفة باسم “سافا”، مشيرا إلى أن هذا النظام موجّه لاستخدامات الصناعة البحرية.

وأشارت إلى أن هذا النظام كان يُستورد سابقا من الخارج، ولكن مع النجاح في توطين هذه التقنية داخل البلاد، فإن إنتاجه على نطاق واسع سيؤدي بلا شك إلى توفير في التكاليف ومنع خروج العملة الأجنبية.

وأكدت أن نظام القيادة الذاتية للسفن يُعد من المكونات الأساسية والفعّالة في مجال الملاحة البحرية، خاصة في السفن البحثية، التجارية والعسكرية، ويُسهم هذا النظام في تقليل نسبة الأخطاء البشرية، إذ إن الربّان قد يشعر بالإرهاق أو يفقد التركيز أثناء الرحلات الطويلة أو في ظروف صعبة، بينما يحافظ نظام القيادة الذاتية بدقة واستقرار على اتجاه السفينة.

فوائد نظام القيادة الذاتية للسفن

ذكرت الوكالة أن من بين الفوائد الأخرى لهذا النظام توفير استهلاك الوقود، لأن حركة السفينة في مسار مستقيم دون انحرافات متكررة يقلل من كميات الوقود المستهلكة. 

وتابعت أن الدقة العالية التي يوفرها هذا النظام في تنفيذ المهام البحثية تُعد ميزة رئيسية، حيث يتطلب من سفينة “مستكشِف الخليج العربي” جمع بيانات دقيقة عن قاع البحر، والأمواج، والتيارات، ما يجعل الحفاظ على خط سير مستقيم أمرا حاسما، وهو ما ينجزه النظام بشكل مثالي.

وأوضحت أن نظام القيادة الذاتية يعتمد في عمله على بيانات قادمة من نظام التموضع العالمي (جي بي إس)، والبوصلة، والجيروسكوب، مما يتيح له قيادة السفينة حتى في ظروف الرؤية المنخفضة أو أثناء الليل. 

ولفتت إلى أن هذا النظام بالنسبة للسفن يشبه الطيار الآلي بالنسبة للطائرات، حيث يوفّر وسيلة قيادة أكثر راحة وأمان ودقة.

اختتمت الوكالة تقريرها بالتأكيد على أن النظام الإيراني للقيادة الذاتية، إلى جانب كفاءته التشغيلية، يوفّر مكاسب اقتصادية من خلال تقليل الحاجة إلى العملات الأجنبية، ويعزز من الاستقلالية الوطنية ويقلل الاعتماد على المعدات الأجنبية. 

وأكدت أنه في المقابل، فإن النماذج الأجنبية، رغم ما قد تحمله من ميزات إضافية، إلا أن استخدامها يصبح معقدا في ظل العقوبات وغياب إمكانية الحصول على خدمات الدعم الفني.

كلمات مفتاحية: