- يسرا شمندي
- 14 Views
نشرت وكالة إيرنا للأنباء، الثلاثاء 3 يونيو/حزيران 2025، تقريرا ذكرت فيه أن صحيفة الشرق الأوسط تناولت زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للقاهرة، وأفادت بأن مصر وإيران اتفقتا على مواصلة مسار دراسة وتحديد إمكانيات تطوير العلاقات الثنائية، في إطار المشاورات السياسية التي جرت بين البلدين.
وأضافت الوكالة أن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أعلن في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والذي عُقد في القاهرة يوم الاثنين 2 يونيو/حزيران 2025، أن مسارا جديدا من المشاورات السياسية بين البلدين قد بدأ، وسيُعقد هذا المسار على مستوى أدنى من وزيري الخارجية، وسيتناول مختلف أبعاد العلاقات الثنائية.
وتابعت أن عراقجي سافر إلى القاهرة يوم الاثنين 2 يونيو/حزيران 2025، حيث التقى بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. كما عقد اجتماعين مع عبد العاطي، أحدهما ثنائي والآخر موسع. وقد اعتُبرت هذه اللقاءات بمثابة مؤشر على تقدم العلاقات بين البلدين نحو خطوات تقارب أكبر.
ووفقا للبيان الرسمي الصادر عن مكتب رئاسة الجمهورية في مصر، شدد السيسي وعراقجي على أهمية مواصلة المسار الحالي لاستكشاف آفاق تطوير العلاقات المشتركة بين البلدين.
وقال عبد العاطي في هذا المؤتمر الصحفي، إن المحادثات ركزت على ضرورة توسيع العلاقات الثنائية، مع الأخذ في الاعتبار شواغل كلا الجانبين، وأكد أن هناك رغبة متبادلة في تطوير العلاقات. وأضاف أن اللقاءات المتبادلة بين الجانبين تُعد مؤشرا على تحول إيجابي في العلاقات الثنائية.
من جانبه، قال عراقجي في هذا المؤتمر الصحفي: “هذا هو لقائي الرابع مع الرئيس السيسي، وقد عقدت أكثر من 10 لقاءات مع عبد العاطي. وهذا يدل على مدى أهمية توسيع العلاقات مع مصر بالنسبة لإيران”. وأكَّد أن هناك إرادة حقيقية لتطوير العلاقات وتوسيع التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها من المجالات.
وتابع: “لدينا إرادة لتعزيز العلاقات وإزالة العوائق التي تعترضها، والمسار مهيأ الآن أكثر من أي وقت مضى لتوسيع العلاقات. كما أشار إلى استمرار الحوار السياسي والاتفاق على زيادة التبادلات التجارية والتعاون في إطار المنظمات الدولية، خاصة في ما يتعلق بالقضايا الإقليمية، وقال مستوى الثقة بين القاهرة وطهران لم يكن يوما بهذا الارتفاع من قبل”.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران ومصر قطعتا علاقاتهما الدبلوماسية في عام 1979، وبعد أحد عشر عاما استأنفتا العلاقات على مستوى القائم بالأعمال فقط، مضيفة أنه خلال العامين الماضيين، جرت عدة لقاءات بين وزيري خارجية البلدين لبحث إمكانية تطوير العلاقات. وفي مايو/أيار 2023، وجّهت الحكومة الإيرانية وزارة خارجيتها باتخاذ خطوات لتعزيز العلاقات مع مصر.
إضافة إلى لقاءات وزراء الخارجية، كان لقاء بين عبد الفتاح السيسي، والرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 في الرياض، من بين المحطات المهمة في هذا المسار
وقالت أستاذة العلوم السياسية ورئيسة قسم الدراسات الإيرانية في المركز المصري للدراسات الاستراتيجية، لصحيفة الشرق الأوسط هدى رؤوف: “جاءت زيارة عراقجي للقاهرة بهدف استمرار الحوار ودراسة إمكانية تعزيز التقارب بين البلدين، خاصة في ظل جهود إيران في السنوات الأخيرة لتحسين العلاقات، ونظرة مصر الحذرة لهذا الموضوع”.
وأضافت: “تُظهر هذه الزيارة تحولا إيجابيا في العلاقات وتشير إلى خطوات عملية نحو تقارب أكبر بين البلدين في المستقبل، خصوصا في مجالات السياحة والتجارة، وكذلك التعاون في القضايا الإقليمية، لا سيما حرب غزة وأمن البحر الأحمر”.
وأوضحت الصحيفة أنه في اللقاء بين السيسي وعراقجي، تمّت مناقشة التحولات المتسارعة في المنطقة. وأكّد السيسي موقف مصر الرافض لتوسيع دائرة الصراع وحذّر من أن تصعيد الأزمة قد يؤدي إلى حرب شاملة على مستوى المنطقة، مما سيكون له تداعيات خطيرة على أمن وموارد دول المنطقة. كما شدد على أهمية المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة.
كما دعا السيسي إلى وقف فوري للقتال في قطاع غزة وإرسال المساعدات الإنسانية، وأقرَّ بأن عودة الوضع إلى طبيعته في مضيق باب المندب والبحر الأحمر ضرورة لا مفر منها.
ناقشا عبد العاطي وعراقجي في مشاوراتهما السياسية، إضافة إلى العلاقات الثنائية، الأوضاع في غزة وسوريا ولبنان، وأمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وكذلك المفاوضات بين إيران وأمريكا.
وشدد عبد العاطي على ضرورة حفظ حرية الملاحة في البحر الأحمر واستعادة الهدوء إلى المنطقة، وأضاف مصر هي الدولة التي تكبدت أكبر الأضرار جراء التوترات العسكرية في المنطقة. كما رحب بالاتفاق الأخير بين اليمن والولايات المتحدة وتأثيره الإيجابي المحتمل على الأمن البحري والتجارة العالمية.
وصرَّح عراقجي بأنه تمت مناقشة المفاوضات حول اليمن والبحر الأحمر بشكل جزئي، وأكد أن جماعة أنصار الله في اليمن، مثل حماس، وحزب الله، هي جماعات مستقلة تتخذ قراراتها بشكل مستقل عن طهران.
وأضاف أن هجمات أنصار الله في اليمن تستهدف النظام الإسرائيلي وتأتي دعما لفلسطين. وبيَّنت الصحيفة أنه منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، شنّ الحوثيون أنصار الله اليمن هجمات على السفن في البحر الأحمر دعما لغزة. وهذه الهجمات تسببت في اضطراب التجارة العالمية وتراجع كبير في عائدات قناة السويس.
واستمع عبد العاطي أيضا إلى تقرير عراقجي حول نتائج خمس جولات من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وأعرب عن أمله في أن تنجح هذه المحادثات وأن تؤدي إلى حل سلمي شامل ومستدام لتخفيف التوترات وإرساء السلام في المنطقة.
وأكد أن مصر مصممة على منع أي تصعيد أو اضطرابات إضافية في المنطقة، لأنها تواجه بالفعل أزمات كبيرة حاليا. وقال عبد العاطي إن القاهرة تدعم بشكل كامل المفاوضات الرامية إلى تخفيف التوترات، واعتبر هذه المفاوضات فرصة مناسبة لمنع تفاقم الأزمة، مشيدا بالدور الإيجابي لعُمان في هذا المجال.
وفي الختام نبَّه عبد العاطي إلى أنه في حال وقوع صراع عسكري، سيكون الجميع خاسرا، فهذا ليس خيارا عقلانيا. وأكدت مصر دائما أن الحلول يجب أن تكون سياسية وتأخذ في الاعتبار مخاوف جميع الأطراف.