6 ملاحظات حول تأخر الرد الإيراني على اغتيال هنية! ما الذي تسعى طهران لتحقيقه من استهداف إسرائيل؟

كتبت- آية زهران

بعد مرور ثلاثة وعشرين يومًا على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران، بعد حضوره حفل تنصيب مسعود بزشكيان رئيسًا جديدًا لإيران وذلك يوم الأربعاء 31 يوليو/ تموز 2024، يتساءل الرأي العام والناشطون السياسيون المحليون والدوليون عن سبب تأخر رد إيران على إسرائيل.

وفق ما نشر موقع ” أخبار أونلاين ” الإيراني يوم السبت 24 أغسطس/آب 2024، فقد تعهدت إيران بالثأر لاغتيال إسماعيل هنية من إسرائيل، التي تعد المشتبه الرئيسي في اغتياله. ومع مرور الوقت، تزداد التوقعات حول كيفية الرد الإيراني وسبب تأخر الرد العسكري على إسرائيل في المحافل الغربية.

كان قد تم أيضًا إدانة اغتيال إسماعيل هنية بالإجماع في اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة، حيث اعتبرته الدول الأعضاء “انتهاكًا واضحًا للقوانين الدولية والسيادة وسلامة الأراضي والأمن الوطني لإيران”.

يعتبر التحالف الغربي وإسرائيل أن انتظار رد إيران على اغتيال إسماعيل هنية مهم، لأن إيران شنت هجومًا كبيرًا على إسرائيل بعد 12 يومًا من الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها في دمشق. تأخر إيران لمدة عشرين يومًا أثار تساؤلات حول أسبابه، وهذه بعض الأسباب المهمة:

أولاً؛ إحدى القضايا التي اكتسبت أهمية مجددًا في إيران تزامنا مع اغتيال إسماعيل هنية هي قضية العملاء في المراكز الحساسة داخل البلاد. يعتقد الكثير من المعارضين ضرورة فهم نقاط الضعف وأساليب الاختراق في النظام الأمني الداخلي قبل اتخاذ أي رد عسكري ضد إسرائيل، خاصة في ظل التقصير الذي حدث أثناء وجود إسماعيل هنية في إيران.

ثانيا؛ تزامن اغتيال هنية مع المفاوضات بين حماس وإسرائيل، فإن أي رد غير دقيق من إيران قد يؤثر بالسلب على مفاوضات السلام. بناءً على ذلك فإن من الضروري اختيار الوقت المناسب للرد لمنع الجانب الإسرائيلي من الاستغلال السيء للوضع.

وقد أصدرت الولايات المتحدة ومصر وقطر يوم الجمعة بيانًا مشتركًا حول مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن، أكدت فيه أن المحادثات كانت بناءة، وأن الولايات المتحدة بدعم كل من قطر ومصر قدمت اقتراحًا يقلل الفجوة بين الطرفين (إسرائيل وحماس). وأكدت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة بخصوص ما إذا كانت إيران تنوي تأخير الرد على إسرائيل حتى محادثات الأسبوع المقبل حول وقف إطلاق النار في غزة: ” يعتبر وقف إطلاق النار الدائم في غزة أولويتنا، وأي اتفاق تقبله حماس سيكون مقبولا بالنسبة لنا”.

ثالثًا؛ من الأسباب الأخرى لتأخر رد إيران هو تزامن اغتيال إسماعيل هنية مع بعض المناسبات الدينية الشيعية في العراق وإيران، والتي تستلزم حضور أعداد ضخمة من الناس، وأهمها مناسبة الأربعين. إذا قامت إيران بالرد دون تخطيط، فقد تستغل إسرائيل هذه المناسبات الدينية في أوقات وأماكن محددة للقيام برد انتقامي. لهذا سيكون رد إيران في توقيت وظروف تقلل من احتمالية الرد الإسرائيلي.

رابعًا؛ تأخير الرد يمكن أن يكون بسبب الفروق التقنية في الرد حيث تختلف عن العمليات السابقة. تحتاج هذه العملية أن تكون أكثر دقة وفعالية وقوة ردع، مما يستغرق وقتا أطول للتحضير.

يعتقد المراقبون أن الرد الإيراني سيكون محدودًا من الناحية الجغرافية، لكنه سيكون دقيقًا و مركزًا على أهداف عسكرية وأمنية في إسرائيل. من المهم أن نلاحظ أن إيران تحرص على احترام الخطوط الحمراء الشرعية المتعلقة بحماية المدنيين في إسرائيل.

خامسا؛ وفقًا لتقرير صحيفة ” نيويورك تايمز “، قامت الولايات المتحدة بإرساء طائرات مقاتلة وسفن حربية مزودة بأنظمة دفاع صاروخية متطورة، بالإضافة إلى غواصة مزودة بصواريخ موجهة في منطقة الشرق الأوسط، مما يبرز شدة العواقب المحتملة لأي هجوم على إسرائيل. يركز الرد الإيراني على تقييم القدرة الدفاعية للتحالف الغربي والدول العربية الداعمة لإسرائيل، ويتطلب هذا التقييم وقتًا أطول للتخطيط إلى عمليات محدودة.

سادسا؛ في مساء الثلاثاء بالتوقيت المحلي، قالت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة، رداً على سؤال حول ما إذا كانت إيران قد تعمدت التأخير في الرد على إسرائيل حتى ظهور نتائج مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، إن الرد الإيراني يجب أن يحقق نتيجتين محددتين. أولاً، يجب أن يعاقب المعتدى على الاغتيال وانتهاك السيادة الوطنية الإيرانية. ثانيًا، يجب أن تعزز قوة الردع الإيراني و تجعل الكيان يشعر بالندم الشديد ، لمنع تكرار أي تجاوزات في المستقبل. لذا فإن تحديد هدف الهجوم مهم جدًا للقوات المسلحة الإيرانية.

باختصار، خلال الأيام الأخيرة سعت حكومة بايدن من خلال القنوات الدبلوماسية وحلفائها في الشرق الأوسط بضغط على طهران لإعادة النظر في تنفيذ الهجوم العسكري على إسرائيل. و أفاد مسؤولان أمريكيان رفيعان لوسائل الإعلام الغربية أنهما قد حذرا إيران من أن الهجوم الواسع النطاق سيؤدي فقط إلى تصعيد التوترات وخطر المواجهة المباشرة بين البلدين.

لكن طهران رفضت دعوات الغرب لضبط النفس مؤكدة أنها تمتلك الحق الشرعي في الرد على اغتيال هنية على أراضيها. مع ذلك، أثارت موجة الاتصالات الهاتفية مع مسعود طبيب و علي باقري كني الظنون بأن الجهود الدبلوماسية قد تمنع الرد الإيراني. وهذه التكهنات تظهر عدم الفهم الدقيق لقواعد اللعبة السياسية في إيران مما يسبب رؤية خاطئة في تقييم الغرب للاعبين السياسيين الإيرانيين.

كلمات مفتاحية: