- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 10 Views
أعلن حزب العمال الكردستاني عن إنهاء نشاطه المسلح بعد أكثر من أربعة عقود من الصراع، في خطوة وصفت بأنها مفصلية في تاريخ الحركات الكردية، الأمر الذي ينظر إلى هذا الإعلان على أنه إيذان ببدء مرحلة جديدة في الشرق الأوسط، حيث تتقاطع التحولات السياسية والأمنية في تركيا وسوريا والعراق مع حسابات إقليمية ودولية متغيرة، التطور الذي حظى باهتمام واسع في وسائل الإعلام الإيرانية، التي تابعت تفاصيله وتحولاته وانعكاساته المحتملة على موازين القوى في المنطقة، مع تخصيص صفحاتها الأولى لتحليل أبعاده من زوايا متعددة.
بداية مرحلة جديدة في الشرق الأوسط
فقد علقت صحيفة سازندجي في عددها الصادر الثلاثاء 13 مايو/ آيار 2025، على حل الحزب، فكتبت” شهد الشرق الأوسط خلال العام الماضي أحداثا يمكن اعتبارها بلا شك نادرة وغير مسبوقة، بدءا من التطورات في سوريا التي أدت إلى سقوط بشار الأسد في دمشق وصعود أبو محمد الجولاني، إلى تورط إسرائيل في عدة جبهات، والمفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، وكلها تدل على أن هذه المنطقة قادرة على إحداث مفاجآت جديدة في كل يوم ولحظة. ومؤخرا وقع حدث يمكن أن يشير إلى تغييرات جديدة في المنطقة، بل وربما تحالفات خفية تهدف إلى تجاوز الصراعات وتحديد مصالح جديدة، قد تكون الولايات المتحدة طرفا فيها، إلى جانب دول مثل تركيا وسوريا وغيرها”.

وتكمل ” سيُسجل يوم الاثنين 12 مايو/ آيار 2025 في تاريخ الحركات الكردية في الشرق الأوسط كيوم مهم، إذ أعلن حزب العمال الكردستاني رسميا وعلنيا في بيان له عن حله، ومن المقرر أن يضع حدا لجميع أنشطته المسلحة. وقد ذكرت قناة روداو أن الحزب أعلن قرارات مؤتمره الثاني عشر في العراق والذي عقد بين أيام 5 و7 مايو 2025 والتي تضمنت حل البنية التنظيمية للحزب، وإنهاء الكفاح المسلح، وبالتالي إنهاء جميع الأنشطة التي كانت تُنفذ باسمه”.
وتضيف” وأكد البيان الصادر عن المؤتمر أن هذه الخطوة تهدف إلى تحقيق السلام الدائم والحل الديمقراطي، داعيا الشعب الكردي لتفهم القرار، والأحزاب الكردية والمثقفين لتحمل مسؤولياتهم. كما طالب البرلمان التركي وسائر القوى السياسية والاجتماعية والثقافية بالمشاركة في عملية السلام وبناء مجتمع ديمقراطي شامل.
وعن ردود الأفعال قالت “أثار هذا الإعلان ردود فعل واسعة، إذ رحب به مسؤولون أتراك بارزون مثل عمر تشيليك، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة التركي، ووزير الخارجية هاكان فيدان، معتبرين القرار خطوة تاريخية نحو السلام الدائم، مع التأكيد على ضرورة تنفيذه الكامل ومراقبته عن كثب من قبل الدولة التركية، كما رحب رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني بهذه الخطوة”.
وتختم الصحيفة بقول” يأتي هذا التطور في سياق تحركات تركية مركبة، فمن جهة، ضغط على الفصائل الكردية في سوريا للاندماج في النظام السوري الجديد بالتنسيق مع أمريكا والجولاني، ومن جهة أخرى، ضغط مباشر على أوجالان لدفعه نحو إعلان الحل، في رسالة مزدوجة لتحجيم الأحزاب الكردية في الداخل وكسب الشارع التركي بعد انتكاسة البلديات في 2024. ومع انتقال الحزب إلى مرحلة النضال الديمقراطي، يظل الغموض قائما حول ما إذا كان سيسمح لأعضائه بالعمل السياسي، أم أن السلطة التركية ستسعى لتهميشهم ضمن ترتيبات محسوبة من القصر الرئاسي”.
هل انتهى عصر مقاتلي حزب العمال؟
فيما علقت صحيفة دنياي اقتصاد على الخبر، قائلة” أفادت وكالة أنباء مقرّبة من حزب العمال الكردستاني يوم الاثنين بأن هذه الجماعة المسلحة التي خاضت صراعا دمويا مع الحكومة التركية لأكثر من أربعة عقود، قررت حل نفسها وإنهاء كفاحها المسلح، ووفقا لوكالة رويترز، فإن هذا القرار قد يعزز الاستقرار السياسي والاقتصادي في تركيا العضو في الناتو، ويدفع أنقرة نحو خفض التوترات في كل من العراق وسوريا”.

وتقول” ولم تُكشف بعد تفاصيل عملية نزع السلاح وتفكيك الحزب عمليا، كما أن تأثير هذه الخطوة المحتمل على قوات وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، المتحالفة مع الولايات المتحدة ضد داعش وتعتبرها تركيا امتدادا للحزب، ما يزال غير واضح، خاصة أن الوحدات صرّحت سابقا بأن دعوة أوجالان لا تشملها”.
وتحلل “ويمنح قرار الحزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فرصة لتعزيز التنمية في جنوب شرق تركيا، ذي الأغلبية الكردية، والذي تضرر اقتصاديًا جراء سنوات من التمرد. وقال طيب تِمِل، نائب زعيم “حزب المساواة والديمقراطية للشعوب، ثالث أكبر حزب في البرلمان التركي والذي أدى دورا رئيسيًا في تسهيل مبادرة أوجالان للسلام/ لوكالة رويترز إن القرار مهم ليس فقط للأكراد بل لكل الشرق الأوسط”.
وعن رد الفعل الاقتصادي للخبر، أفادت الصحيفة “أما على الصعيد الاقتصادي، فقد ظل سعر صرف الليرة مستقرا نسبيا عند 38.765 مقابل الدولار، بينما ارتفع المؤشر الرئيسي للبورصة بنسبة 3%.”.
مصير مبهم لأكراد سوريا
اما عن صحيفة اعتماد، فقد تناولت الخبر على صفحاتها الأولى، فنشرت “قام حزب العمال الكردستاني بنزع سلاحه وبدأ عملية حله الذاتي، وقد اتُخذ هذا القرار استجابةً لدعوة زعيمه المسجون عبد الله أوجلان، في وقت سابق من هذا العام. وأعلن قادة هذه الجماعة، التي تُصنّف كمنظمة إرهابية في تركيا وبريطانيا والولايات المتحدة، أن تمردهم المسلح أوصل القضية الكردية إلى نقطة يمكن فيها حلها عبر الأساليب الديمقراطية، ومن ثم فإن حزب العمال الكردستاني أنهى مهمته التاريخية”.

وتتابع” وقد أثّر هذا الإعلان عن إنهاء نشاط الجماعة، بعد عقود من العمل المسلح، بطبيعة الحال على أوضاع الأكراد الناشطين في شمال شرق سوريا. وذكرت صحيفة الغارديان أن قرار نزع السلاح وحل الحزب، في الوقت الذي يتحدث فيه حزب العمال عن فصلٍ جديد في استراتيجياته ونهجه، يبدو أنه جاء من طرف واحد، في ظل غياب مؤشرات تُظهر رغبة أنقرة في الدخول بحوار معهم”.
وتضيف” ويأتي هذا القرار بعد شهور من الجهود السياسية التي قادها دولت بهجلي، السياسي القومي التركي وشريك حزب العدالة والتنمية في الحكم، لإيجاد سبل لتمديد فترة حكم الرئيس رجب طيب أردوغان لما بعد فترتيه الرئاسيتين، عبر كسب دعم حزب الشعوب الديمقراطي (DEM)”.
كما تذكر “وبحسب تقديرات مجموعة الأزمات الدولية (ICG)، فقد قُتل عشرات الآلاف منذ اندلاع التمرد رسميا عام 1984 في الاشتباكات بين حزب العمال والقوات التركية، وتشير تقارير الحزب إلى أن أكثر من 1700 شخص قُتلوا منذ انهيار وقف إطلاق النار الأخير بين الطرفين في عام 2015، بينهم مدنيون ومقاتلون أكراد وأفراد من الجيش التركي.
وتشير الصحيفة “وقد أدى قرار حل الحزب إلى زيادة عزلة القوى الكردية المتحالفة معه في شمال شرق سوريا. وتتعرض قوات سوريا الديمقراطية (SDF) الآن لضغوط متزايدة للاندماج ضمن الجيش السوري الجديد، خصوصا بعد سقوط حكومة بشار الأسد في العام الماضي وانسحاب مئات الجنود الأمريكيين من المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
وتختتم الصحيفة بقول” وكان مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، قد وقّع في مارس/ آذار الماضي اتفاقا مع السلطات الجديدة في دمشق لدمج مؤسسات الإدارة الذاتية ضمن الهياكل الحكومية السورية الناشئة. وسبق لعبدي أن نفى أي تأثير لانحلال حزب العمال الكردستاني على قواته”.
انتهاء أربعة عقود من النزاع
وقد تناولت صحيفة شهروند ما وصفته بالجانب الإيجابي في الخبر، حيث قالت ” أعلنت مجموعة حزب العمال الكردستاني رسميا عن حل نفسها بعد أكثر من أربعة عقود من النشاط، والتي كانت أحد العوامل الرئيسة في خلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، وأدى هذا الإعلان إلى زيادة الآمال في تحقيق منطقة خالية من التوترات والحروب”.

وأضافت” في تصريحات إعلامية، أكد الحزب الحل الذاتي ووضع السلاح وإنهاء النزاع المسلح مع تركيا. وقد تبع هذا القرار سلسلة من الاجتماعات بين قادة الحزب التي عقدت في مايو الحالي، ليتم الإعلان عن الحل النهائي، وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أشار إلى أن جميع العقبات قد تم تجاوزها، مؤكدا أن الحزب سيتحل وخلع سلاحه في إطار خطة السلام الجديدة مع تركيا”.
وتابعت” هذا وتعتبر تركيا الحزب تهديدًا لأمنها القومي، واستخدمت وجود عناصر الحزب كذريعة لشن هجمات على الأراضي السورية والعراقية، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا وتدمير المناطق الحدودية، ومع إعلان حل الحزب، يُتوقع أن تنتهي إحدى الحروب المستمرة في المنطقة”.