- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 40 Views
التقى “زاد إيران” محمد صادق شهبازي، الأكاديمي الإيراني وأحد كبار مسؤولي حملة المرشح الرئاسي سعيد جليلي، وهو كذلك أحد كبار المسؤولين في تيار ما يعرف في إيران بـ”تيار العدالة”، وهو تيار سياسي واجتماعي يتبنى الدعوة إلى ضرورة التزام المسؤولين في إيران بتنفيذ العدالة والالتزام بالقانون ومكافحة الفساد، وتحدثنا معه حول توقعاته بخصوص الانتخابات الإيرانية التي ستنطلق غداً الجمعة، وكذلك موقف سعيد جليلي من الدعوات التي تطالبه بالانسحاب من الانتخابات لصالح المرشح محمد قاليباف.. وإلى نص الحوار:
- بخصوص نشاط جليلي السياسي في إيران، لماذا دخل الانتخابات الرئاسية الآن؟
- سعيد جليلي هو المسؤول في إيران عما يعرف باسم “دولة الظل”، حيث يشرف بتكليف مباشر من المرشد الأعلى علي خامنئي، على متابعة أداء المسؤولين في إيران، سواء كان المسؤول رئيساً أو وزيراً أو حتى نائباً في البرلمان، ورصد كافة الأزمات التي تواجه هؤلاء المسؤولين، وكيفية حلها بالتنسيق مع كافة السلطات في إيران.
بعد 2013 طلب المرشد الأعلى من سعيد جليلي أن يكون “كخيط في مسبحة”، وأن يعمل من خلال الجبهة الثورية، على متابعة أداء المسؤولين في إيران، وقام هو بالمزج بين طلب المرشد الأعلى وفكرته التي تخص متابعة أداء المسوؤلين، حتى بلور ذلك في شكل “دولة الظل” التي يشرف عليها منذ ذلك الوقت، يعاونه فيها كثير من أبناء الثورة الإيرانية لمتابعة أداء المسؤولين في إيران، ورصد كافة الأزمات والخلل في الأداء، وتقديم مقترحات لحل أي أزمة تواجه المسؤولين الإيرانيين.
دولة الظل ليست حزباً وليست تجمعاً سياسياً أو منظمة سياسية، بل هي فكرة تتعلق بتقديم أفكار من كافة المؤمنين بها، لحل أي مشاكل في الدولة الإيرانية، وقد شمل ذلك كل قطاعات المجتمع الإيراني سواء الطلاب أو الخريجيون أو المسؤولون، كل في مكانه ينضوي تحت عنوان “دولة الظل” من أجل رصد الأخطاء والمشاكل في إيران، والبحث عن حلها.
- هل نستطيع أن نقول إن سعيد جليلي هو زعيم دولة الظل في إيران؟
- كانت سياسة سعيد جليلي هي أن يضم تحت قيادته في دولة الظل كل من يريد أن يعمل من أجل تصحيح أخطاء المسؤولين، وتقديم حلول للمشاكل كافة.
جليلي سعى لكي يكون رئيس جمهورية إيران في عام 2013، وحينما فشل ساعتها في الوصول إلى سدة الحكم، بدأ يمارس أفعال رئيس الجمهورية نفسها من خلال “دولة الظل”، يقدم كل المقترحات للجمهورية الإسلامية وهو خارج السلطة، لا يريد أن يشاهد المشاكل في إيران دون أن يتحرك، بالعكس كان يتحرك لحل المشاكل ولا ينتظر أن يطلب منه أحد ذلك.
كان جليلي يقوم على تصحيح الأخطاء التي يقوم بها الرئيس حسن روحاني، وحكومته، وكان يعتمد على المساعدات من مسؤولين في حكومة روحاني نفسه، ومسؤولين آخرين، وكان يلتقي المتخصصين في كل المجالات للاستماع إليهم ورفع مقترحاتهم لحل أي مشاكل تواجه حكومات إيران المتعاقبة.
يجب الإشارة إلى أن حكومة الظل هي فكرة طرحها سعيد جليلي، بعد هزيمته في انتخابات الرئاسة التي تمت في عام 2013 أمام حسن روحاني، وقال إنه يريد من خلال حكومة الظل أو دولة الظل أن يساعد الحكومة القائمة في التقليل من عيوبها ومشاكلها. ثم انطلق بعد ذلك في تشكيل حكومة الظل بتكليف من المرشد الأعلى، وقام خلال 8 سنوات بتشكيل 20 فريق عمل متخصصاً، وعقد لقاءات ونظم رحلات مختلفة، وقدم مقترحات للحكومة والبرلمان لحل مشاكل البلاد، ثم تابع جليلي خلال نشاطه في حكومة الظل بعض خطط البلاد، منها: خطة التميز السكاني والأسري، وخطة نظام المحاسبة والمراجعة الشامل، وخطة الـ550 ألف هكتار (إحياء الدولة-سهول خوزستان)، وخطة تطوير المصافي النفطية، وخطة نادي المزارعين الشباب.
- في انتخابات 2021 انسحب جليلي لصالح الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، لماذا لم يترشح وقتها للرئاسة حتى يكمل مشروعه الخاص بدولة الظل، ويكون مشروعاً رسمياً في إيران؟
- لأن المرشد الأعلى قال ساعتها إنه يجب أن يكون انتخاب رئيس الجمهورية بأغلبية كبيرة، لذلك وجد جليلي أن وجوده في الانتخابات تفتيت للأصوات، ولذلك آثر الانسحاب لصالح إبراهيم رئيسي في عام 2021، وهي السنة التي فاز فيها رئيسي برئاسة إيران.
- ما أهم بنود برنامج سعيد جليلي السياسي؟
- المسألة الرئيسية في برنامج سعيد جليلي، هي مشروع “النهضة”، حيث يصر سعيد جليلي على أن تنهض إيران، وتنطلق نحو تطوير إمكاناتها، لأنه كان يرى أنه بعد الاتفاق النووي الذي تم في عهد حسن روحاني عام 2015، رجعت إيران إلى الخلف، وأنه يجب أن يتم تدارك كافة المشاكل التي تسبب فيها حسن روحاني.
- هل من الممكن أن يكون سعيد جليلي نسخة أخرى من أحمدي نجاد؟
- بالطبع لا، لأن سعيد جليلي بدأ مشروعه “حكومة الظل” في فترة أحمدي نجاد، ولذلك فمشروع جليلي يختلف كلاً وجزءاً عن مشروع أحمدي نجاد السياسي، إضافة إلى أن أحمدي نجاد ترك في نهاية رئاسته، بعض الملفات المهمة التي تهم إيران مثل القضية الفلسطينية، وقد قام جليلي بترميم هذه الأخطاء، وعالج المشاكل كافةً التي تسبب فيها أحمدي نجاد.
أما بخصوص برنامج سعيد جليلي، فهو ينطلق من رغبته في رفع العقوبات الأمريكية على إيران وإزالة آثارها، وإنهائها بالكامل، والاستفادة من النموذج الروسي في التعامل مع ملف العقوبات، وكذلك الاستفادة من الصين في نهضتها التكنولوجية، لكي تستفيد منها إيران. - في ما يتعلق بعملية “طوفان الأقصى”، واحتمالية دخول نتنياهو في حرب شاملة مع حزب الله، ماذا تتوقع أن يفعل سعيد جليلي في حال وصوله للرئاسة؟
- سعيد جليلي رجل أفعال وليس رجل أقوال؛ ومن ثم فإن جليلي سيكون من أشد الرؤساء الذين يواجهون أمريكا، وكذلك سوف يعمل على تقوية محور المقاومة المناهض لإسرائيل، وسيكون من أشد الرؤساء الإيرانيين الذين يواجهون دونالد ترامب في حال وصوله للحكم.
- ما احتمالية انسحاب جليلي لصالح قاليباف؟
- جليلي يتصدر المراكز الأولى في استطلاعات الرأي بإيران، ولذلك لن ينسحب تحت أي ظرف، من الانتخابات الرئاسية، لأي شخص، وسيكمل مشواره في الانتخابات الإيرانية حتى النهاية.