بينما تخرج دعوات بعدم الرد.. الجمهورية الإيرانية تجدد عزمها استهداف إسرائيل “انتقامًا” لاغتيال إسماعيل هنية في طهران

في الوقت الذي خرجت فيه أصوات داخل إيران، تدعو إلى عدم الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والذي اغتيل في طهران يوم الأربعاء 31 يوليو/تموز 2024، وجهت إيران الاتهام لإسرائيل بالمسؤولية عن الحادث، جددت إيران الحديث عن عزمها على الرد على هذه الجريمة.

إذ أكد القائم بأعمال وزير الخارجية الإيرانية علي باقري كني أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، “خطأ استراتيجيًا” سيكون “مكلفًا” لإسرائيل.

وقال باقري كني في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” الخميس، خلال تواجده في مدينة جدة السعودية غداة اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، إن “اغتيال هنية في طهران كان خطأً استراتيجيًا سيتبعه ثمن باهظ جدا”.

وشدد على “حقّ إيران الذاتي” في “الدفاع المشروع” عن النفس. وتابع أن الرد “سيكون مكلفًا”، لكنه “سيكون لصالح الأمن والاستقرار وبالتالي لصالح كافة الدول في المنطقة”. وقال إن إيران “تستخدم حقها الذاتي في الدفاع عن أمنها القومي، وسلامة أراضيها، حتى لا تبقى الأعمال الإرهابية من دون تكلفة ومن دون ثمن”.

ورداً على سؤال عن ماهية الرد، قال باقري كني: “المسؤولون في الجمهورية الإسلامية الإيرانية هم الذين يقررون كيفية الرد وفق مصالح البلاد”.

واتهم باقري “إسرائيل”، بأنها “تريد تصدير التوتر والحرب والأزمة من غزة إلى سائر المنطقة”، مؤكداً في الوقت نفسه، أنها غير قادرة على شنّ حرب ضد بلاده. وقال: “الصهاينة ليسوا في موقع يمكنهم من أن يشنوا حربًا ضد الجمهورية الإسلامية … لا يملكون هذه القوة للقيام بذلك”.

وأكد باقري كني أن أعضاء منظمة التعاون الإسلامي أعربوا عن دعمهم للرد الإيراني. وقال: “دانوا جميعهم هذه الجريمة، وهذا العدوان الإرهابي، وكلهم كانوا يرون أن هذا حق ذاتي للجمهورية الإيرانية بالدفاع المشروع والرد على هذا الاغتيال”.

واعتبر أن “الدول الغربية التي تزعم أنها طلبت من الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن يكون ردّها محدوداً، هي في موقع مساءلة وليست في موقع تقديم النصائح” لإيران.

وقال إن “واجب مجلس الأمن التصدي ومواجهة التهديدات ضد الدول الأعضاء”، في الأمم المتحدة، آخذاً على الدول الغربية أنها لم “تدِن حتى” اغتيال هنية، الذي يشكّل “انتهاكًا للأمن والسلام الدوليين”، واتهم باقري كني الولايات المتحدة وبريطانيا، بعرقلة قرارات مجلس الأمن التي يفترض أن “تردع إسرائيل”.

فيلق القدس

حين بعث قائد فيلق القدس في الحرس الثوري “العميد إسماعيل قاآني”، برسالة تهنئة إلى الرئيس الجديد للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، “يحيى السنوار”؛ لافتاً فيها إلى العقوبة العسيرة التي تترقب الكيان الصهيوني لقاء جريمة اغتياله الشهيد “إسماعيل هنية”.

واعتبر العميد قاآني في رسالة التهنئة، أن السنوار شخصية قيادية في ضوء سجله النضالي العريق؛ مهنئا باختياره رئيسا جديدا للمكتب السياسي لحركة حماس، “جميع الأبطال في الحركة والشعب الفلسطيني وأهالي غزة”.

كما عزى قائد فيلق القدس بارتقاء “شهيد الإسلام إسماعيل هنية”؛ مبينًا أن هذا الشهيد كان حقا من القادة البواسل في المقاومة الإسلامية وكان يتميز بشخصية سامية ووازنة وسعى لوحدة الصف الإسلامي.

وأضاف: على غرار كلام قائد الثورة، إنني أرى أن الثأر لدم الشهيد هنية واجب علينا وسيتم الرد على هذا الحادث المرير الذي وقع في الجمهورية الإسلامية.

وشدد القائد العسكري الإيراني: لا شك أن دماء هذا الشهيد العظيم ستؤثر على العقوبة العسيرة التي سيلقاها الكيان الصهيوني، على أيدي الجمهورية الإسلامية.

وفي جانب آخر من رسالته، اعتبر العميد قاآني، “النضال البطولي للأخوة في المقاومة الإسلامية، سيزيد من شدة العقوبة أكثر فأكثر، بل وسيزيد من وتيرة زوال هذه الظاهرة البغيضة”.

وأكد قائد فيلق القدس: لقد أظهرت حماس، باختيارها قائدا ينتهج أسلوبًا آخر، أنها تسلم الراية المشرفة للحركة بيد شخص لديه أكبر نسبة من التأثير الميداني في سبيل الله.

نائب الحرس الثوري

في حين شدّد نائب قائد حرس الثورة في إيران، العميد علي فدوي، على أنّ “أوامر قائد الثورة علي خامنئي، واضحة وصريحة بشكل شديد حول معاقبة الاحتلال والانتقام لدماء الشهيد هنية”.

وأكّد فدوي، في تصريحه للميادين، أنه “سيتم تنفيذ أوامر قائد الثورة بأحسن وجه ممكن، وهذه وظيفة إيران الحالية”.

كما اعتبر نائب قائد حرس الثورة، أنّ “اختيار السنوار يعني أن خطّ المقاومة الذي بدأته حماس مستمرّ حتى النهاية”.

وكان قائد الثورة في إيران، علي خامنئي، قد أكّد أنّ “كيان الاحتلال الإسرائيلي المجرم الإرهابي أعدّ لنفسه عقاباً قاسياً، عبر اعتدائه على العاصمة طهران واغتياله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية”.

وشدّد على أنّ “الثأر لدماء هنية من واجب إيران، لأنّه استشهد على أرضنا”، مضيفاً، أنّ “اغتيال هنية الذي كان ضيفاً في طهران هو فاتحة لعقوبة شديدة جلبها الأعداء على أنفسهم”.

خطيب جمعة طهران 

في حين قال خطيب الجمعة في طهران “أحمد خاتمي”: ليعلم الكيان الصهيوني بأننا سننتقم لدماء الشهيد إسماعيل هنية.

وأضاف خاتمي من منبر الجمعة في عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية طهران أنّ “الكيان الصهيوني والولايات المتحدة شريكان في جرائم غزة واستشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية”.

كما أشار إلى كلام قائد الثورة آية الله العظمى الخامنئي، “أن الثأر لدم الشهيد هنية واجب على إيران”، وشدّد : على الكيان الصهيوني أن يعلم بأننا سننتقم لدماء هذا الشهيد.

وتابع خطيب جمعة طهران: إن نظام الجمهورية الإسلامية يتحلى بالحكمة، ويعي متى وأين وكيف يجب تنفيذ الضربات، وعلى الكيان الصهيوني أن يعيش الخوف حتى ذلك الحين، وعليه أن يكون على يقين بأننا سننتقم في الوقت والمكان المناسبين.

واعتبر أحمد خاتمي، تعيين المجاهد الكبير “يحيى السنوار” رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس بديلاً عن الشهيد هنية، بأنّه شكّل ضربة قوية لجسد “الكيان الصهيوني”، وقال: إن السنوار قضى أكثر من 20 عاماً في سجون الصهاينة، وتوعّد في حينه الصهاينة بأنه سيحين ذلك اليوم الذي سيتمكن فيه المقاومون من أسرهم؛ مؤكدا بأن الوضع الراهن في فلسطين يدلّ على أن جبهة المقاومة ماضية باتجاه النصر.

كلمات مفتاحية: