مأزق حكومة الرئيس الإيراني! هل تدخل خاتمي في الوقت المناسب لإنقاذ بزشكيان بعد الانتقادات واستقالة ظريف؟ 

محمد خاتمي يزور بزشكيان لتهنئته بالفوز في انتخابات إيران- منصات التواصل

كتبت- إيمان مجدي

مرت خمسة أيام على تقديم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قائمة الوزراء المقترحين للبرلمان، وخلال هذه المدة القصيرة واجه الرئيس الجديد سلسلة من الأحداث التي ربما تقلل من “عزيمته في مواجهة الصعوبات” منها استقالة ظريف من منصبه كنائب للرئيس للشؤون الاستراتيجية، والانتقادات التي وُجهت للرئيس ونائبه بعدم التزامهما بالوعود الانتخابية وأبرزها تواجد السيدات والأقليات والشباب في التشكيل الوزاري، وجاء هذا الأمر ضمن الأسباب التي علل بها ظريف استقالته المفاجئة.

وفق تقرير نشرته وكالة الأنباء الإيرانية خبر أونلاين يوم الأربعاء 14 أغسطس/آب 2024 فقد كانت هناك بعض الانتقادات من جانب ممثل الشعب في البرلمان عن “تربت جام” في عهد الحكومة الحادية عشرة، جليل رحيمي جهان آبادي حيث كتب على منصة “إكس”: “يا سيادة الرئيس، سبع وزارات من نصيب الأصوليين الذين وقفوا أمامك ولم يصوتوا لك. ولم تقع وزارة واحدة من نصيب أهل السنة وذكرتَ أن هذا من مبادئ الإصلاحيين. أين حكومة الوفاق الوطني؟ ألسنا جزءًا من الأمة الإيرانية”.

ويعتقد بعض الساسة وجوب منح الفرصة للحكومة وانتقادها بعد رؤية أدائها. أشار وزير الاتصالات في عهد روحاني وأهم داعمي بزشكيان، محمد جواد آذري جهرمي قائلًا: “من العدل أن تبدأ الحكومة عملها، واختبارها من خلال أدائها، وليس التكهنات”.

ولانتشار الانتقادات والكثير من ردود الأفعال، رد بزشكيان عبر “إكس”: “أيها الشعب العزيز، استثمار الحكومة الكبير أنتم، اهتمامكم وحساسيتكم في اختيار أعضاء الحكومة قيمة. أفسحت اللامبالاة المجال لانتقاد سلوك الساسة، وهذا يعني أننا تقدمنا خطوة إلى الأمام. وفيما يخص اختيار الوزراء تشاورنا مع أصحاب وجهات النظر، وسعينا إلى الوصول لأفضل وضع ممكن بنهج الوفاق والتناغم. فلتصبروا حتى تبدأ الحكومة عملها ثم تنتقدونها وفقًا لأدائها”.

ماذا قال خاتمي لدعم بزشكيان؟

وربما تزايد الانتقادات من ناحية التشكيل الوزاري المقترح، والاضطرابات والقلق من باب فقدان الأمل والندم على التصويت لبزشكيان من ناحية أخرى، جعل الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي يتدخل ويحاول تهدئة الأمور تجاه بزشكيان. 

حيث نشر الموقع الإيراني خبربان ما قاله خاتمي لمستشاريه والذي مفاده:” اختيار أعضاء الحكومة مرحلة طبيعية ومفهومة، وبلا شك أي عمل جديد من الممكن أن تشوبه بعض الإشكاليات، وهذا الأمر لا يجب أن يتسبب في أحكام متسرعة فاقدة للأمل، كما لا يجب أن ننتقد موقف الرئيس الذي لم يبدأ عمله بعد. وضمن الاختيارات التي تمت نعتقد أنه كان يمكن العمل أفضل من ذلك، لكننا نحترم بزشكيان، ونعتبره صاحب الحق في اختيار زملائه في العمل، ولا ننتظر منه معجزة في ظل هذه الظروف. وبلا شك نميل إلى التزامه بالوعود التي منحها، وستحدث بإذن الله”.

وتابع:” حكومة الوفاق الوطني الوحدة مرحلة جيدة، وليست ائتلافًا سياسيًا بل تهتم لإرادة الشعب للتغير والإصلاح. يجب على جميع التيارات السياسية دعم هذه الاستراتيجية لتقوية تلك السيادة. لا يجب على الإصلاحيين وكل من يريد الخير للوطن أن يتجاهل مواقفهم المحافظة لإصلاح الإجراءات الخاطئة للحكم، وعليهم أن يتمتعوا بنظرة ناقدة تجاه الحكومة، وأن يتجنبوا أي تصادم متهور وغير عادل ومتسرع إزاء الأمور الناتجة عن الاعتماد على معطيات مغلوطة أو غير كاملة، وعدم الالتفات إلى تعقيد الأمور والنظرة المستقبلية. طريق الإصلاح طويل ومليء بالاضطرابات، وأي خطوة تُتخذ فيه غنيمة”.

وكما أشار خبر أونلاين أن دعم خاتمي لبزشكيان بدأ منذ موافقة مجلس صيانة الدستور على أهليته للترشح لانتخابات الرئاسة، وكان هذا الدعم علنيًا، ولم يذهب بزشكيان فقط لمقابلته بل بعد فوزه ذهب خاتمي للقاء رئيس الجمهورية المنتخب في الباستور. ووفقًا لهذا الأمر تدخل خاتمي مرة أخرى ليقوم بدور الداعم، وبذل جهوده لتهدئة الجو العام بعد تقديم التشكيل المقترح، وأظهر دعمه للرئيس مرة أخرى.

جدير بالذكر أن بعض المراقبين يرون أن خاتمي تدخل في الوقت المناسب لإنقاذ بزشكيان الذي يمثل التيار الإصلاحي الذي ينتمي إليه كلاهما، بعد الأحداث الأخيرة من انتقادات التشكيل الوزاري ورفضه واعتباره لا يمثل الوفاق الوطني كما ذكر بزشكيان من قبل، وكما وعد أثناء حملته الانتخابية، بالإضافة إلى استقالة ظريف التي جاءت بعد 11 يومًا فقط من تعيينه والتي يشوبها بعض الغموض حتى الآن.

كلمات مفتاحية: