السفير التركي لدى إيران يتحدث عن دور طهران في التطبيع بين تركيا وسوريا

كتبت أسماء أحمد عبد التواب 

أشار السفير التركي لدى طهران “حجابي كيرلانجيتش” يوم الأحد 18 أغسطس/ آب 2024، إلى جهود تركيا الرامية إلى تطبيع العلاقات مع سوريا، ودور إيران في هذا الصدد. حيث قال: نريد إقامة علاقات مع سوريا، ونعتبر دور إيران مهمًا من أجل إعادة التعاون مع بلادنا. ونحن بحاجة إلى ذلك الدور البنَّاء.

وتحدَّث السفير التركي لدى إيران “حجابي كيرلانجيتش” في مقابلة مع وكالة تسنيم الإيرانية الرسمية عن الوضع في سوريا، وجهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتطبيع العلاقات مع حكومة دمشق، وشرط دمشق المسبق لهذا التطبيع؛ المتمثل في انسحاب القوات التركية من شمال سوريا. 


وقال: “سوريا أقرب جيراننا إلينا، ومن الدول القريبة منا ثقافيًا. وفي الماضي كانت لدينا مشاكل معها لأسباب مختلفة، خاصةً فيما يتعلق بالإرهاب، لكن في الوقت الحالي وقعت في سوريا أحداثٌ شهدناها جميعًا”.

وأضاف: “ربما كانت لإيران وتركيا وجهات نظر مختلفة بهذا الخصوص، لكن على أية حال هناك مشكلة تواجه حقوق الإنسان في سوريا. وهناك فجوة واضحة بين الحكومة السورية وشعبها، ويتجلّى ذلك من خلال العدد الكبير من السوريين المهاجرين إلى تركيا والأردن. وقد فعلت تركيا ما بوسعها في هذا الصدد، وقبلها بذلت جهودًا للتشاور مع سوريا حتى وصلنا إلى هذه المرحلة”.

وتابع السفير التركي: “القوى الكبرى هي العامل المؤثر هنا، وخاصةً القوى التي أتت من خارج المنطقة، ومن أجل منع ذلك، يجب على كل من تركيا وسوريا التحرك بحذر”. 


وأضاف كيرلانجيتش: “قد تكون هناك حكومة في سوريا ليست في حالة سلام مع شعبها، لكن يجب أن نكون على دراية بالقوى الأخرى، ونتوخّى الحذر تجاهها. كما نحاول اتخاذ خطوات بنَّاءة في هذا الشأن، وهذا ما يقوله مسؤولونا أيضًا”.

وأعرب عن أنه “ربما تبدو سوريا على حق من وجهة نظرها الخاصة، لكن وفقًا للتجارب التي مرت بها تركيا منذ فترة الهيمنة الأمريكية على شمال العراق، فإنها تعرف أزمة الإرهاب جيدًا، وتتخذ إجراءاتها وفقًا لذلك”. وزعم أن تركيا لا تضع عينها على أراضي الدول الأخرى، وتسعى فقط إلى تأمين نفسها واتخاذ الإجراءات اللازمة.

وتابع السفير التركي: “تركيا من الدول التي تولي اهتمامًا كبيرًا بوحدة الأراضي السورية. فانهيار سوريا يعني تفاقُم الأزمة في المنطقة، في حين يمثل الحفاظ على وحدة أراضي سوريا دائمًا أولوية بالنسبة لنا، وسلوكنا في هذا الأمر محدد وواضح تمامًا”. وأضاف: “أما بالنسبة لتطبيع العلاقات مع سوريا، فنحن بحاجة إلى دور إيران البنَّاء”.

وفي جانب آخر من حديثه، قال كيرلانجيتش: “نحن على علم بالشروط التي وضعتها لنا سوريا”. 

وصرح: “يجب ألا يكون هناك أي تهديد بالإرهاب، ويجب أن تُتخذ الإجراءات التي تضمن ذلك، وأن تنسحب القوات الأجنبية من سوريا. مع التأكيد على أن عدم وجود جيشنا هناك يعني فتح الطريق أمام الفوضى، فالولايات المتحدة هناك بجانب روسيا وبعض الدول الأخرى، وبعض الجماعات الإرهابية تؤسس منظمات هناك، والولايات المتحدة تقدّم الدعم هنا بشكل واضح، ونحن ندرك ذلك، ومنهجنا واضح حيال ذلك”. 

واستطرد قائلًا: “نريد إقامة علاقة مع سوريا، ونعتبر دور إيران مهمًا لإعادة التعاون مع سوريا. ونحن بحاجة إلى دور إيران البنَّاء في هذا الصدد، كما نأمل أن نخطو خطوات إلى الأمام في المستقبل؛ لأن المنطقة ليست في وضع يُمكنها الصمود أمام تلك الأزمات”. 

وأضاف السفير التركي: “علينا حقًا أن نتخذ قراراتنا بأنفسنا، وأن نُحقِّق السلام والاستقرار في المنطقة. وتلعب إيران وتركيا دورًا محوريًّا في هذا الصدد، فيُمكن لعلاقة إيران بسوريا أن تشجّع الأخيرة على تحقيق السلام مع تركيا”.

كلمات مفتاحية: