- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 43 Views
كتب من طهران: عدنان زماني
أجبرت حساسية الموضوع والتصريحات غير الواضحة حول مستقبل الاتفاق النووي وزير الخارجية الإيراني الجديد عباس عراقجي على تقديم إيضاحات جديدة وبيان لما كان ملتبساً في كلامه السابق حول استحالة إحياء الاتفاق النووي بشكله وصياغته الحالية.
عراقجي ورداً على سؤال لموقع “جماران” حول موضوع موت الاتفاق النووي وما يمكن استنتاجه من تصريحاته التي أدلى بها في برنامج تلفزيوني مساء الجمعة 21 أغسطس/آب 2024، قال: “لم أقل مثل هذا الكلام، ولكن الاتفاق النووي بشكله الحالي لا يمكن إحياؤه، وبكل تأكيد فإن هناك أشكالاً أخرى للاتفاق ونحن نسعى في سبيل ذلك”.

هذه التصريحات جعلت بعض وسائل الإعلام الداخلية تعيد قراءة تصريحات عراقجي السابقة وترى فيها تعزيزاً لرواية من يعتقدون بأن الحكومة الحالية في طهران عازمة على إحياء الاتفاق النووي وتعمل لرفع العقوبات عن إيران بشكل جدي.
صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية الداعمة للاتفاق النووي تفاءلت بهذه التصريحات ورأت فيها بارقة أمل بإحياء الاتفاق النووي وإن كان بصياغة أخرى وأعادت نشر تصريحات عراقجي الذي أكد عدم موت الاتفاق معربة عن أملها في أن تسلك الحكومة الجديدة طريقاً غير طريق الحكومة السابقة التي “لم تجعل إحياء الاتفاق النووي ضمن أولوياتها ولم تظهر حرصاً جدياً” في هذا المسار.
الصحيفة لفتت إلى أن عراقجي يملك خبرة طويلة في المفاوضات النووية فقد كان حاضراً في كل مفاوضات الملف النووي والتي بدأت في عهد حكومة محمد خاتمي الإصلاحية عام 2003 عندما كان حسن روحاني الرئيس الأسبق يتولى رئاسة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لكن هذه المفاوضات قد أُهملت في حكومة رئيسي ووصلت إلى طريق مسدود وفق ما جاء في الصحيفة.
لكن الباحث والخبير السياسي مهدي مطهر نيا لم يشاطر الصحيفة الرأي ولم يتفق معها في تفاؤلها تجاه إحياء الاتفاق النووي إذ يعتقد أن “الاتفاق النووي ميت ولن يتم إحياؤه”، وذلك في تصريحات للصحيفة نفسها نشرتها اليوم الاثنين.

وقال مطهر نيا في هذه المقابلة: “منذ عام 2018 قلت عدة مرات أن الاتفاق النووي ميت. الحديث عن إحياء الاتفاق النووي هو نكتة سياسية، السيد عراقجي نفسه يدرك جيداً أن هذه القضية تشبه ابتساماته عندما يُسأل عن بعض القضايا وهو لن يقع في هذا الفخ”.
وشدد الكاتب والمحلل السياسي مهدي مطهر نيا على ضرورة تجاوز الاتفاق النووي قائلاً: “يجب تجاوز الاتفاق النووي وأن تكون هناك إرادة وطنية لحل القضايا العالقة في السياسة الخارجية. أساساً لا يمكن إعادة الحديث عن الاتفاق النووي بعد شروط المرشد الأعلى علي خامنئي وشروط وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو. توقف خروج إيران المتدرج من الاتفاق النووي والعودة الضمنية لبايدن إلى هذا الاتفاق لا تؤدي إلى إحيائه، كل هذه الإجراءات والتحركات لن تؤدي إلى إنعاش الاتفاق النووي ولن تنقذه من غرفة العناية المركزة التي يرقد فيها”.
ويتابع الكاتب الإيراني: “جثة الاتفاق النووي ملقاة الآن على الأرض، وإعادة الحديث عنها فكاهة سياسية تزعج الرأي العام، لهذا يجب أن تكون هناك إرادة وطنية في اعتماد سياسة خارجية مؤثرة. على إيران أن تقوم بتحول كبير في خطاب سياستها الخارجية ومادام هذا التحول الكبير لم يتم لا يستطيع لا عراقجي ولا بزشكيان ولا أي شخص آخر تغيير وضع الدبلوماسية الإيرانية”.