- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 53 Views
كتبت – هدير محمود
جاءت تصريحات القائد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي الثلاثاء 27 أغسطس/ آب 2024، أثناء لقائه بالرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، وحكومته الجديدة، والتي قال فيها إنه بالفعل “تم التشاور معه” من جانب الرئيس الإيراني بخصوص من وقع عليهم الاختيار للحكومة، في الوقت الذي طالت بزشكيان انتقادات كثيرة من جانب الأصوليين لحديثه عن استشارته للقائد الأعلى بخصوص ذلك.
وقد أعرب قائد الثورة الإسلامية في أول لقاءٍ مع رئيس الجمهورية والحكومة الرابعة عشرة، عن شكره لسرعة تشكيل الحكومة بفضل جهود رئيس الجمهورية ومساعدة البرلمان. كما أشار إلى نقاط هامة مثل مراعاة الأولويات العاجلة مثل التضخم وغلاء الأسعار، كيفية اختيار المديرين والزملاء، التواجد بين الناس، والتركيز على الإنتاج كحل رئيسي للمشكلات الاقتصادية.
وفقًا لتقرير وكالة أنباء إيسنا الرسمية يوم 27 أغسطس/ آب 2024، هنأ خامنئي بحفاوة وتقدير زيارة الأربعين للشعب، كما أحيى ذكرى الرئيس الراحل رئيسي ورفاقه. وعبر عن أمله في أن يكون كل أسبوع في جميع سنوات خدمة الحكومة الرابعة عشرة، أسبوعًا مليئًا بالأمل والبشرى.
وفي شرحه لكيفية تشاور الرئيس معه بشأن الحكومة، قال قائد الثورة “قمت بتأييد عدد من الأشخاص الذين كنت أعرفهم أو كنت مطمئنًا بشأن كفاءتهم من مصادر موثوقة، وأكدت على بعض الأسماء. أما بالنسبة لعدد أكبر من الأشخاص الذين لم أكن أعرفهم، قلت إنني لست لدي رأي، وتمكن هو من إقناع البرلمان وحصل على ثقة الجميع.” وأضاف: “اليوم جميع الوزراء الذين نالوا ثقة الرئيس والبرلمان هم من كبار المسؤولين في البلاد، وواجب الجميع هو دعمهم ومساعدتهم لتحقيق النجاح.”
في النقطة الثانية اعتبر خامنئي، القدرات شرطًا لكفاءة الحكومة وأضاف: “هناك العديد من الأمثلة في الماضي حيث لم يدرك بعض المسؤولين الإمكانات والقدرات أو لم يؤمنوا بها، ونتيجة لذلك تعرضت البلاد لبعض الخسائر.”
أشار قائد الثورة إلى القدرات السياسية، العمق الاستراتيجي، والقوة الإقليمية كجزء من إمكانات إيران، وأضاف: “إن التجارب الإيجابية والسلبية خلال الـ 45 سنة الماضية هي أيضًا من أهم النقاط التي يجب أخذها بعين الاعتبار.”
قائد الثورة أوصى رئيس الجمهورية قائلاً: “وظفوا مئة شاب يتمتعون بهذه الصفات، وفي نهاية فترة الحكومة قدموا مئة مدير قوي وجاهز، فهذا سيكون عملًا عظيمًا. بالطبع، الرئيس الراحل أيضًا حقق نجاحات في هذا المجال.”
النقطة المهمة التالية التي اعتبرها خامنئي أحد مؤشرات النظام والثورة هي مسألة العدالة.
أشار أيضًا خامنئي إلى أهمية مراعاة الأولويات بالنظر إلى الموارد والفرص المحدودة وكثرة الأعمال المستقبلية، وأضاف: “بعض الأولويات تتعلق بالقضايا العاجلة مثل مسألة التضخم وغلاء الأسعار التي يجب حلها بشكل مناسب.”
واعتبر الطاقة النووية إحدى الأولويات الأساسية لمستقبل البلاد رافضًا بعض التصريحات المشككة بفوائدها، وقال: لا يمكن للبلاد أن تحرم نفسها من مشكلة علمية وتقنية ومتقدمة في العالم وإذا تأخرنا في هذا المجال، سنضطر للبدء فيه بعد سنوات.”
خامنئي أكد قائلاً: “نقض الحكم غير مقبول. البلاد بين أيديكم، ولديكم واجب ومهمة تجاهها، ولا ينبغي أن تسمحوا لأحد بنقض حكمكم.”
و اعتبر قائد الثورة أن مفتاح حل المشكلات الاقتصادية في البلاد يكمن في الإنتاج وتعزيزه وزيادة عرضه، وقال: “بمساعدة وتعزيز قضية الإنتاج بجدية، يمكن حل مشكلات التضخم، والبطالة، وقيمة العملة الوطنية.” في نقطة أخرى، وبالتأكيد على أنه لا ينبغي الاعتماد على العدو وانتظار منه شيئًا، قال: “تظهر هذه الحقيقة أيضًا في تصريحات الرئيس ووزير الخارجية التي أدلى بها قبل بضعة أيام. بالطبع، والقضية هي أنه لا ينبغي الاعتماد والثقة في العدو.”
أضاف السيد بزشكيان: “إن رضا الناس عن المسؤولين يعتمد على سلوكهم العادل معهم، وليس على العقوبات الظالمة التي يفرضها الأعداء.” وأشار الرئيس في ختام حديثه إلى ضرورة تجنب الخلافات الشخصية وأكد: إذا تحققت الوحدة داخل الوطن وبين الأمة الإسلامية، فإن أمريكا وأوروبا والدول الأخرى التي تدعم بقسوة جرائم الإبادة الجماعية الصهيونية سوف تفشل.”
وبالعودة لتصريحات سابقة لبزشكيان، قالها منذ يومين مضيا، حيث تعرض لدور خامنئي في اختيار الحكومة الإيرانية الجديدة، حيث أشار إلى أنه قد استشار القائد الأعلى للثورة الإيرانية في الأسماء التي كانت مقترحة للحكومة الإيرانية، وهي التصريحات التي وضعته في فوهة انتقادات الأصوليين الذين عابوا عليه هذه التصريحات.
وقد انتقدت صحيفة كيهان الأصولية المحسوبة على المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، دفاع بزشكيان عن حكومته الذي أدى لمنح الثقة للتشكيل الوزاري ونشرت جزء في تقرير “صحيفة إيران الرسمية” جاء فيه: “كان تفاعل الرئيس مع المرشد الأعلى في مستوى التشاور وليس تعيين الوزراء”.
وقد كتب المدير المسؤول بصحيفة كيهان والأصولي حسين شريعتمداري، في هذه الصحيفة: “بالأمس، منح البرلمان الإيراني الثقة لجميع وزراء السيد بزشكيان، نهنئ السيد بزشكيان على هذا النجاح، على الرغم من أننا لا زلنا نعتقد أن بعض الوزراء المقترحين لا يمتلكون المؤهلات اللازمة لتولي المناصب العليا في الوزارة، والدفاع عن هذه المناصب هو واجب قانوني للجميع. كان السيد بزشكيان في الجلسة العلنية للبرلمان أمس، و قبل ذلك، قد ذكر ضمناً وأحياناً صراحةً أن هناك «تنسيقًا» مع المرشد الأعلى للثورة في اختيار جميع الوزراء! وأصبح ادعاءه هذا على الفور ذريعة لأعداء النظام.”
كما نشر ممثل طهران في البرلمان الثاني عشر حميد رسائي، تغريدة على شبكة X، ردا على بيان مسعود بزشكيان دفاعا عن حكومته المقترحة، وكتب: “بعد التكلفة غير المسبوقة التي دفعها السيد بزشكيان للحصول على تأييد قائد الثورة لحكومته، حصلت جميع الوزراء الذين اقترحهم على تصويت البرلمان. وبحسب كلام السيد بزشكيان فإن على الوزراء أن يعملوا وفقًا للقوانين العليا مثل قانون البرنامج السابع والسياسات العامة للنظام والقائد. نتمنى لهم جميعًا النجاح.”