- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 50 Views
كتبت: آية السيد.
تشهد العلاقات بين إيران وروسيا خلافاً في وجهات النظر حول ممر زنغزور الذي يهدف إلى ربط أذربيجان بنخجوان عبر الأراضي الأرمينية. فبينما ترى إيران في هذا الممر تهديداً لسيادتها وأمنها القومي، تبدي روسيا دعماً له باعتباره بنداً في اتفاقية السلام بين أذربيجان وأرمينيا بعد حرب “ناغورنو كاراباخ الثانية” عام 2020.
الموقع الجغرافي للممر:
يقع ممر زنغزور في منطقة جنوب القوقاز، ويمر عبر منطقة سونيك بجنوب أرمينيا، ويهدف إلى ربط جمهورية أذربيجان بمنطقة نخجوان ذات الحكم الذاتي (التابعة لأذربيجان) عبر الأراضي الأرمينية.
إعادة فتح ممر زنغزور :
تم تقديم مقترح إعادة فتح ممر زنغزور من قبل (أذربيجان) بعد حرب “ناغورنو كاراباخ الثانية” عام 2020 بين أذربيجان وأرمينيا، فبعد انتصار أذربيجان في الحرب تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة (روسيا)، والذي تضمن بنداً يدعو إلى فتح مسارات جديدة للتواصل في المنطقة، من ضمنها ممر زنغزور، فقد أكدت أذربيجان أن فتح هذا الممر جزء من الاتفاقية ويوصفه الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، بأنه مطلب استراتيجي لبلاده ليس فقط لتسهيل النقل ولكن أيضاً كرمز لانتصارها في الحرب.
موقف روسيا تجاه ممر زنغزور:
وفقاً لوكالة أنباء تسنيم الإيرانية 4 سبتمبر/أيلول 2024، فعقب زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لباكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقابلة مع القناة الأولى الروسية: “نحن نؤيد إبرام معاهدة سلام بسرعة بين باكو ويريفان و إزلة عوائق الاتصال”، كما وصف الحكومة الأرمينية بأنها عائق أمام هذا الأمر، حيث قال: “للأسف القيادة الأرمينية هي التي تعرقل الاتفاق الذي وقعه رئيس الوزراء باشينيان بشأن الارتباطات من منطقة سونيك في أرمينيا”، وأضاف لافروف: “بسبب إغلاق أرمينيا لميناء زنغزور، أصبح الاتصال في المنطقة صعباً للغاية”.
وقد تزايدت الحساسية تجاه هذا الموقف الروسي بعد التصريحات الأخيرة للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، حيث قالت في تصريح لها: “إن ممر زنغزور هو الطريق الذي يمكن أن يربط الأراضي الرئيسية لأذربيجان بنخجوان من خلال سونيك في أرمينيا”، وعندما سئلت عن موقف إيران أجابت قائلة: “لقد رأينا قلق الجانب الإيراني بشأن ممر زانغزور، ويجب عليكم الاتصال بطهران للتوضيح”. وتابعت: “نحن نسير على أساس أن يكون الحل مقبولاً لدى أرمينيا وأذربيجان وجيران المنطقة”، كما أوضحت زاخاروفا أيضاً، أنَّ فتح ممر زنغزرو هو تطبيق للبند التاسع من اتفاقية السلام التى تم عقدها فى موسكو نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
رد إيران على موقف روسيا:
في ضوء النقاشات الأخيرة اتخذت إيران أيضاً إجراءات دبلوماسية لنقل رسالة هامة إلى الجانب الروسي، حيث قام “مجتبى دميرشي لو” مساعد وزير الخارجية والمدير العام لأوراسيا، باستدعاء السفير الروسي في طهران أليكسي ديدوف، وأبلغه الاحتجاجات الإيرانية، وشدد على ضرورة احترام السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية والمصالح المتبادلة للدول كضمان للسلام الدائم وأساس للتعاون الإقليمي في القوقاز.
كما قدمت إيران بعض التوضيحات الهامة إلى المسؤولين الروس، وهي أن: إيران تعارض بشدةٍ إعادة فتح ممر زنغزور؛ لأنها تعتبره تهديداً مباشراً لحدودها، وسيقلل نفوذها الاستراتيجي في منطقة القوقاز، حيث سيربط هذا الممر أذربيجان بجمهورية نخجوان عبر جنوب أرمينيا، مما يؤدي إلى تقليص دور إيران كمعبر رئيسي بين الشرق والغرب في المنطقة، ويؤدى أيضاً إلى تقليل عدد الدول التي تشترك معها في الحدود الجغرافية المباشرة من 15 دولة إلى 14 دولة.
كما أنها ترى أيضاً أن إنشاء هذا الممر فرصة لتركيا وحلفائها لتوسيع نفوذهم في المنطقة، مما قد يؤدي إلى تزايد النفوذ التركي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) قرب حدودها الشمالية، حيث تعتبر توسع النفوذ التركي سيشكل تهديداً مباشراً لأمنها القومي، كما أن الممر سيتسبب في تقليص دورها كمحور أساسي للنقل والتجارة بين آسيا وأوروبا؛ لأنه إذا تم إنشاء الممر فقد تنخفض أهمية الطرق التجارية الإيرانية لصالح طرق جديدة عبر أذربيجان وتركيا، ما سيؤثر سلباً على اقتصادها وعلاقاتها التجارية الإقليمية، وأوضحت أيضاً أن إيران ترفض تماماً أي تغير في حدودها، كما ذكرت إيران روسيا أنها عندما كانت منشغلة بحربها مع أوكرانيا كانت إيران بمفردها من يتصدى للأطماع الغربية
ووفقاً لوكالة أنباء عصر إيران الإيرانية 5 سبتمبر/أيلول 2024، علق “حشمت الله فلاحت بيشه”، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان العاشر، رداً على محاولة روسيا إنشاء ممر زنغزور، عبر منصة إكس، قائلاً: “زنغزور هو هجوم استباقي من قبل بوتين لمنع احتمالية تشكيل قنوات اتصال بين الدولتين الجديدتين، حكومة إيران والولايات المتحدة. إن ما حدث قبل عشرين عاماً بشأن حقوق إيران في النظام القانوني لبحر قزوين هو نفسه ما يحدث الآن، هو يعلم أنه رغم سياسة التوجه الفاشلة نحو الشرق، كانت الرسالة الرئيسية للانتخابات هي تخفيف التوترات مع الغرب وإنهاء الاعتماد على الشرق”.
ووفقاً لوكالة أنباء إيسنا الإيرانية 5 سبتمبر/أيلول 2024، كتب محسن رضائي، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، على حسابه بمنصة إكس: “سلوك المسؤولين الروس تجاه ممر زنغزور والجزر الإيرانية الثلاث غير مقبول على الإطلاق ويتناقض بشكل واضح مع تصريحاتهم عن الصداقة والعلاقات الاستراتيجية مع إيران. يجب عليهم توضيح هذه الالتباسات”.وفقاً لشبكة شرق الإيرانية 5 سبتمبر/أيلول 2024، فإن علي مطهري عضو مجلس النواب السابق، كتب في تغريدة: “يجب على الحكومة الرابعة عشرة أن تكون حساسة بشأن إنشاء ممر زنغزور في أرمينيا الذي أبدت روسيا مؤخراً رغبتها فيه أيضاً، لم تكن روسيا قط تفكر في مصالح إيران، خاصةً اليوم وهي مشغولة بقضية أوكرانيا. هذا الممر يغلق الطريق الإيراني إلى أوروبا عبر أرمينيا”.