- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 56 Views
كتبت/ يسرا شمندي
الكولباران هي كلمة فارسية تعني (حمَّالو الأوزان الثقيلة) أو(حمَّالي البضائع) وهم مجموعة من الأكراد الذين يعملون في نقل البضائع عبر الحدود الإيرانية-العراقية، ويُطلق عليهم هذا الاسم؛ لأنهم يحملون البضائع على ظهورهم أو على ظهور الحيوانات عبر المناطق الجبلية الوعرة، ويعمل الحمالون في الغالب في محافظات أذربيجان الغربية وكردستان وكرمانشاه وسيستان وبلوشستان، وفي حقيقة الأمر أنه بسبب سياسات النظام الإيراني تجاه سكان تلك المناطق المنحدرين من الأقلية الكردية، والتي أدت إلى البطالة، يعبر الحمالون الحدود بشكل غير قانوني وينقلون ويستوردون البضائع الأجنبية غير القانونية، مقابل أجر صغير، ونسبة صغيرة من “الحمالين” تسمى “الرباعي” وهم الذين يحملون بضائعهم على الخيول والبغال، كما توجد نساء يعملن بهذه المهنة أيضاً، ويتراوح وزن حمولة البضائع بين 25 و50 كيلوغراماً، ويتقاضون عن كل كيلوغرام ما يعادل ما بين 37 و88 سنتاً أمريكياً، بحسب السلع.
الحمالين في القانون
ووفقاً لما جاء في تقرير لموقع تابناك الإخباري بتاريخ 6 سبتمبر/أيلول 2024، فإن البضائع التي تعبر الحدود دون دفع رسوم، تعتبر مهربة وذلك وفقاً لتعريف القانون، حيث إنها نقلت بطريقة غير رسمية، مما يُعرض الحمالين لمخاطر قانونية وأمنية، إضافة إلى ذلك، يواجهون الحمالون تحديات صحية بسبب الظروف القاسية التي يعملون فيها.
ومن الجدير بالذكر أن معظم السلع المنقولة عبارة عن أجهزة تلفزيون ومكيفات الهواء وسخانات وسجائر وإطارات وملابس ومنسوجات، وكقاعدة عامة، لا ينقل “الحمالون” المشروبات الكحولية على الرغم من أنها تجلب ثمناً باهظاً، لأنها غير قانونية في طهران، كما أن نقلها صعب ويمكن أن يؤدي إلى غرامات باهظة وحتى السجن.
أعمار الحمالين
والمسألة الجديرة بالملاحظة أن أعمار عمال الحدود (الحمالين) تتراوح بين 13 و60 عاماً، وقد فقد عدد كبير من هؤلاء العمال حياتهم على حدود إيران وذلك أثناء قيامهم بعملهم.
وفاة أعداد كبيرة من الحمالين
وطبقاً لما جاء في موقع iranwire الذي نشر بتاريخ 20 أغسطس/آب 2024، أطلقت قوات الحدود التابعة لإيران النار على اثنين من الحمالين وأصابتهما بجروح خطيرة وسط تصعيد للعنف ضد الحمالين عبر الحدود، وقد تم التعرف عليهما على أنهما حميد أحمدي من (ديواندرة) ومحمود من( بانه)، أصيبا بجروح خطيرة بنيران مباشرة من حرس الحدود الإيراني في منطقة (سرتازين) الحدودية في (بانه) يوم الأحد، وفقًا لمنظمة (هنغاو) لحقوق الإنسان، ويؤكد الموقع أن 85 شخص فقدوا حياتهم أثناء نقل البضائع في المحافظات الغربية لأذربيجان الغربية وكردستان وكرمانشاه بين مارس وسبتمبر 2023، تشمل أسباب وفاتهم إطلاق النار المباشر من قبل القوات العسكرية والعواصف الثلجية والطقس البارد والسقوط من الجبال والمرتفعات.
الحكومة الجديدة ومعضلة الحمالين
وبحسب ما جاء في صحيفة شرق بتاريخ 5 أغسطس/آب 2024، يقول الصحفي إحسان هوشمند في الأيام الـ10 الماضية، توفي عدد من عمال الحدود، ومن ضمنهم ناصر عثماني ومحمد علي وناظم سفاري، في الحدود الغربية للبلاد بسبب إلقائهم من أعلى جبل أو إطلاق النار عليهم، ومن بين الحمالين الذين لقوا حتفهم صبياً يبلغ من العمر 15 عاماً يدعى محمد علي، في السنوات الـ10 الماضية ، زاد عدد القتلى بشكل كبير، ولم يتمكن النظام الحكيم في البلاد من إيجاد حل لظاهرة الحمالين، وفي خلال هذه الفترة، مات وأصيب مئات الأشخاص بسبب حوادث مختلفة مثل إطلاق النار أو الإلقاء من جبل أو من شدة الصقيع.
واستكمل هوشمند حديثه قائلاً إن الحمالين مشكلة اقتصادية وتنموية فرضت نفسها على أجزاء من غرب البلاد، تحت تأثير المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والجغرافية والسياسية والإدارية، وتظهر مؤشرات التنمية في جزء كبير من حدود البلاد وضعا غير سار، واتخذت البطالة اتجاها مقلقا وازداد الفقر أيضا، ومن ناحية أخرى، نتيجة للعقوبات القمعية في البلاد، تم توفير فرصة للاقتصاد السري، وضاعفت المضاربة من قدرة الاقتصاد غير الرسمي. في مثل هذه الظروف يلجأ مجموعة من المواطنين الشرفاء من الحدود إلى الحمالين للتعويض عن الحرمان والفقر والبطالة، وهي مهنة محفوفة بالمخاطر وصعبة تهدد حياتهم. ويقال إن التجارة الحدودية غير الرسمية لها عمر طويل، وحتى خلال الفترة التي لم تكن فيها البلاد خاضعة للعقوبات أو حتى أثناء الحرب، كانت التجارة الحدودية غير الرسمية سائدة وكانت مجموعة من المواطنين يكسبون رزقهم من التجارة الحدودية، على الرغم من أن هذه الرواية صحيحة ويمكن تأكيدها ، فمن الواضح أيضا أن الحدود الغربية للبلاد لم تشهد أبدا مثل هذا الحجم الكبير والعدد الكبير من تجار الحدود والحمالين اليوم، فقد تحول عشرات الآلاف من مواطنينا إلى الحمالين بسبب البطالة المنتشرة في المدن الحدودية والفقر، وبعبارة أخرى، أصبحت سبل عيش الآلاف من الناس تعتمد على الحدود، إن استمرار هذا الوضع، أي استمرار الحمالين بهذا الحجم الكبير، يمكن أن يكون له عواقب وخيمة ومقلقة.
وقد وضَّح هوشمند أن الحكومة الجديدة ستبدأ عملها بقائمة لا نهاية لها من القضايا والمشاكل السياسية والدولية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المعقدة في البلاد، إن ظاهرة الحمالين الغير إنسانية، التي ألحقت الضرر بكرامة مجموعة من المواطنين في غرب البلد، هي إحدى القضايا الحساسة والخطيرة التي يجب معالجتها على وجه السرعة، لا ينبغي السماح لحياة مجموعة من المواطنين بمواجهة مخاطر جسيمة نتيجة لأنشطتهم في الحمالين، لا ينبغي لنا بعد الآن أن نغض الطرف عن الخسائر في أرواح تجار الحدود وأن نتجاوز حزن وحرمان ومعاناة أسرهم.
النائب عن بزشكيان: كونوا صوت الكولبر وأهالي المناطق الحدودية
وطبقاً لما جاء في تقرير لموقع خبر آنلاين المنشور بتاريخ 5 أغسطس/ آب 2024، ذكر كريميان في تحذيره الشفهي لوزير الداخلية في الاجتماع العام للبرلمان من نفس اليوم: في الأسبوع الماضي عندما كان البرلمان مغلقا، قُتل شخصان من مواطني “ماريفان” و “ساروفاباد” بالرصاص، أنت وزير الداخلية ورئيس مجلس الأمن القومي، وأنت تعلم أن الحدود فرضها سكان الحدود خلال الحرب، والرد عليهم لا يجب أن يكون بالرصاص”.
ووفقاً لرواية بيت الأمة، تابع ممثل شعب “ماريفان” و”سارفاباد” في البرلمان: “سيدي الوزير، هل سبق لك أن سألت حرس الحدود عن أي جريمة وأي خطيئة، وفي أي محكمة حزنوا على عائلات هؤلاء الشباب العاطلين عن العمل، في حين أن الإسلام سأل بوضوح: “وبأي ذنبٍ قتلت؟”.
وفي النهاية، هنأ كريميان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وقال: “من فضلك، كما قلت خلال الانتخابات، سأكون صوت من لا صوت لهم، صوت الحمالين، سكان المناطق الحدودية، والمحرومين”.