- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 44 Views
كتبت: لمياء شرف
لقي ما لا يقل عن تسعة أشخاص مصرعهم وأصيب الآلاف في لبنان بعد انفجار عدد من أجهزة الاتصالات اللاسلكية “البيجر” المحمولة، التي يستعملها رجال يعتقد أنهم من حزب الله، كما أفادت المنظمة السورية لحقوق الإنسان، بأن أكثر من 14 شخصا أصيبوا في سوريا، من جراء هذه الانفجارات لحملهم نوعية الأجهزة نفسها.
فور الحادث أذاعت القناة 14 العبرية حسبما قالت إنها معلومات وردت إليها، أن أجهزة الاتصال التي انفجرت في لبنان تابعة لشركة تيليريم الإيرانية، وبعد البحث لم نجد أي معلومات عن هذه الشركة المجهولة، وتصدر اسم شركة “جولد أبولو” التايوانية على أنها الشركة المصنعة لأجهزة الاتصال التي تم تفجيرها في لبنان.
لكن شركة “جولد أبولو” نفت بعد ساعات من الحادث، في مؤتمر إعلامي،أنها الشركة المصنعة للأجهزة وأنها مجرد مورد لها.
وقالت الشركة في بيانها الذي نقلته عنها وكالة رويترز : “فيما يتعلق بالتقارير الإعلامية الأخيرة بشأن جهاز الاتصال إيه.آر-924، نوضح أن هذا الطراز يتم إنتاجه وبيعه من قبل بي.إيه.سي” كونسلتينج، ومقرها بودابست، لديها ترخيص استخدام علامتها التجارية.
وأضافت:”إننا نقدم فقط ترخيص العلامة التجارية وليس لدينا أي تدخل في تصميم ولا تصنيع هذا المنتج”.
و”جولد ابولو” هي شركة متخصصة في إنتاج مجموعة متنوعة من المنتجات الإلكترونية، من ضمنها البيجرات وأنظمة الاتصالات.
وتشير أصابع الاتهام إلى إسرائيل بأنها المنفذ لهذه العملية، وقد قال موقع أكسيوس الأمريكي إن مساعداً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نشر تغريدة على “إكس”، ثم حذفها، تلمح إلى مسؤولية إسرائيل عن العملية.
وعن كيفية تنفيذ العملية، صرح إيليا مانييه، المحلّل العسكري والأمني، لوكالة فرانس برس، بأنه لكي تتمكّن إسرائيل من إخفاء محفّز متفجّر في الشحنة الجديدة من أجهزة النداء، فمن المرجّح أنها احتاجت للوصول إلى سلسلة توريد هذه الأجهزة.
كما رجّح أن الاستخبارات الإسرائيلية قد تسلّلت إلى عملية الإنتاج، وأضافت إلى أجهزة النداء مكوّنا متفجّرا وآلية تشغيل عن بُعد، دون إثارة الشكوك، مضيفا أن هذا الأمر يطرح احتمال أن يكون الطرف الثالث الذي باع هذه الأجهزة وهو واجهة استخباراتية أنشأتها إسرائيل لهذا الغرض.
كما نقلت وكالة الأناضول عن الخبير اللبناني في الاتصالات هشام جابر، قوله إن عملية تفجير أجهزة “البيجر” تقنية رفيعة جدا لا تستطيع إسرائيل إجراءها وحدها، وإنما بمساعدة حلفاء.
كما وجَّه يوسي ميلمان، أحد مؤلفي كتاب “جواسيس ضد الكارثة”، أصابع الاتهام في حادث انفجار الأجهزة اللاسلكية إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”.
وأشار ميلمان لصحيفة الغارديان البريطانية إلى أن “هذا الانفجار يحمل كل السمات المميزة لعمليات الموساد، لقد زرع شخص ما، متفجرات صغيرة أو برامج ضارة في داخل أجهزة النداء، وعلمتُ أيضا أنها تم توريدها مؤخراً”.
وأضاف أنه يدرك أن “كثيرا من الأعضاء في حزب الله يحملون أجهزة النداء هذه، وليس كبار القادة فحسب”.
ما هو البيجر؟
أجهزة البيجر تُستخدم للتواصل السريع في الحالات الطارئة عن طريق إرسال واستقبال الرسائل، وبعد ظهور الهواتف المحمولة الذكية، انخفض استخدامها بشكل كبير.
تُستخدم أجهزة “البيجر” للتواصل مع الزبائن في المطاعم والمقاهي، أو في المستشفيات والمراكز التجارية الكبيرة، أو في كل مؤسسات العمل لتيسير عملية التواصل.
وتعمل أجهزة البيجر ببطاريات الليثيوم -التي قد تعمل أياما متواصلة- وقد تم تطوير النسخ الأولى من هذه الأجهزة في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، وشاع استخدامها مع نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن نفسه قبل انتشار الهواتف المحمولة.
لماذا يستعمل حزب الله البيجر؟
يستخدم حزب الله أجهزة “البيجر” لتوفر وسيلة اتصال آمنة وموثوقة أكثر من الهواتف المحمولة، التي تكون عرضة للاختراق والمراقبة، فالأجهزة اللاسلكية “البيجر” تعمل على ترددات خاصة بها، مما يسمح لها بتجاوز شبكات الهاتف الخلوي التقليدية، وبذلك لا تخضع اتصالات حزب الله لمراقبة الاستخبارات الإسرائيلية.