- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 50 Views
كتبت: شروق السيد
على مدى العقود الماضية، برزت إيران كلاعب رئيس في توجيه ودعم عدد من التنظيمات المسلحة بالشرق الأوسط، يتناول هذا التقرير أدوار ودعم إيران لهذه التنظيمات، مثل حزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن، إضافة إلى تنظيمات أخرى في العراق وسوريا، كما يسلط الضوء على أصول هذه الحركات، وأهدافها الأيديولوجية، وتطوراتها العسكرية، وعلاقاتها مع إيران.
التنظيمات المسلحة في الشرق الأوسط المدعومة من إيران
حزب الله – لبنان
خلال الحرب الأهلية اللبنانية، تلقى حزب الله اللبناني تدريبات عسكرية بدعم من الحرس الثوري الإيراني، وتلقى دعما ماليا وسياسيا من إيران، وقد أعلن حزب الله عن ثلاثة أهداف رئيسية كأركان لأيديولوجيته، وهي: إزالة آثار الإمبريالية الغربية في لبنان، ومواجهة حزب الكتائب، وإقامة حكومة إسلامية في لبنان، وذلك وفقا لتقرير موقع “برنا” الإيراني.
بالتزامن مع بدء انسحاب إسرائيل من مدينة صيدا، أعلن حزب الله عن هويته واستراتيجيته وبرنامجه الأيديولوجي لأول مرة، في تجمع رسمي في 16 فبراير/شباط 1985 من خلال إصدار رسالة مفتوحة، وفي هذا التجمع الذي عُقد بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمقتل الشيخ راغب حرب، في حسينية الشياح في بيروت، قرأ إبراهيم الأمين، المتحدث الرسمي باسم حزب الله، نص الرسالة.
قبل إصدار هذه الرسالة المفتوحة، لم يكن هناك الكثير من المعلومات حول حزب الله على الساحة الداخلية في لبنان، وكانت الحركة الوحيدة التي قام بها الحزب قبل إصدار الرسالة هي إعلان ظهور ووجود المقاومة الإسلامية.
وتحدث الشيخ صبحي الطفيلي، أول أمين عام لحزب الله، عن أهداف تشكيل هذه المجموعة قائلا: “نحن لا نعمل أو نفكر ضمن حدود لبنان. لبنان مجرد لعبة هندسية صغيرة أوجدها الإمبرياليون، نحن نسعى للدفاع عن المسلمين في كل أنحاء العالم”، حسبما ذكر موقع “هم ميهن“.
تشير التقديرات حتى عام 2017 إلى أن القدرة القصوى لحزب الله على حشد القوات تبلغ نحو 50 ألف مقاتل.
تولى حسن نصر الله منصب الأمين العام لحزب الله اللبناني في عام 1992 بعد اغتيال عباس الموسوي على يد القوات العسكرية الإسرائيلية.
أنصار الله – اليمن
دعمت إيران أهداف الحوثيين واعتبرت هذه الجماعة جزءا من محور المقاومة والصحوة الإسلامية، قال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى، عن “أنصار الله”، إن “إيران تدعم النضال المشروع لأنصار الله في اليمن، وتعتبر هذه الحركة جزءا من حركات الصحوة الإسلامية الناجحة”.
خرجت جماعة أنصار الله اليمنية من مجموعة تُسمى “شباب المؤمنين” التي أسست بمحافظة صعدة في أوائل التسعينيات، كانت “شباب المؤمنين” تسعى إلى إحياء مكانة المذهب الزيدي في المجتمع اليمني واستخدام قوته التنظيمية لمواجهة الجماعات السلفية الوهابية النشطة باليمن في عام 2004، بدأت جماعة الحوثيين نضالها ضد حكومة علي عبد الله صالح، رئيس اليمن آنذاك، واستمر الصراع 6 سنوات انتهى بهدنة، ولكن مع اندلاع الحركات الشعبية في العالم العربي المعروفة باسم “الربيع العربي”، عاد اليمن مرة أخرى إلى ساحة الصراع بين هذه الجماعة والحكومة.
بعد بدء النزاع المسلح بين الحوثيين وحكومة اليمن، كان علي عبد الله صالح يصف الحوثيين بأنهم عملاء لإيران، حسب “هم ميهن“.
– سوريا
يُعتبر بشار الأسد، رئيس سوريا، أهم دولة شريكة لإيران في ما تطلق عليه “محور المقاومة”. تدعم إيران حكومة الأسد ماليا وعسكريا منذ بداية الحرب الأهلية في عام 2011، كما ترسل إيران أعضاء من الحرس الثوري والميليشيات الشيعية للقتال في سوريا.
حاليا، توجد في سوريا ميليشيات من لبنان والعراق، إضافة إلى مقاتلين من أفغانستان وباكستان، وكذلك مقاتلين محليين سوريين ينسقون هجماتهم مع طهران، ويُقال إن حزب الله اللبناني يحصل على جزء كبير من أسلحته من إيران عبر سوريا، وفقا لما ذكره موقع “دويتشه فيله” الألماني.
العراق: منظمة بدر، كتائب حزب الله، عصائب أهل الحق والنجباء
منظمة بدر جزء من المجلس الأعلى العراقي، الذي كان يُعرف سابقا باسم المجلس الأعلى للثورة في العراق، مع ذلك، يعود أصل تأسيس هذه المجموعة شبه العسكرية إلى الحرب بين إيران والعراق؛ فبعد تحرير خرمشهر في يونيو/حزيران 1982، قرر الحرس الثوري الإيراني تشكيل كتائب من المجاهدين العراقيين للقتال إلى جانب القوات الإيرانية ضد حكم حزب البعث، تم تشكيل لواء بدر التاسع في أوائل عام 1985. وفي أواخر عام 1986 تمت ترقيته إلى فرقة بدر التاسعة تحت إشراف المجلس الأعلى للثورة في العراق، تولى عدنان إبراهيم، المعروف بأبي علي البصري، قيادة هذه المجموعة من عام 1988 حتى عام 2001، ثم جمال جعفر المعروف بأبي مهدي المهندس في عام 2002، وأخيرا هادي العامري من عام 2002 حتى اليوم.
في عام 2003، قام المجلس الأعلى العراقي بتغيير فيلق بدر إلى منظمة بدر للإعمار والتنمية، من جهة أخرى، أعلن محمد باقر الحكيم، رئيس المجلس الأعلى آنذاك، أن الدور العسكري لهذه القوات قد انتهى، في مارس/آذار 2012، انفصلت المنظمة عن المجلس الأعلى واستمرت كمنظمة سياسية وعسكرية مستقلة، بعد أمر نوري المالكي، رئيس وزراء العراق الأسبق، بتشكيل قوات الحشد الشعبي وفتوى آية الله السيستاني لمحاربة داعش، كانت منظمة بدر المكون الرئيسي لقوات الحشد الشعبي، وتُعد هذه المجموعة من أقرب المجموعات إلى إيران.
كتائب حزب الله، وهي مجموعة أخرى في العراق، تأسست بعد الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003. وفي عام 2007، ومع ظهور داعش في العراق، بدأت أنشطتها بشكل رسمي وعلني، تمتلك كتائب حزب الله آلاف المقاتلين وترسانة من الطائرات بدون طيار والصواريخ وقذائف المدفعية والصواريخ الباليستية قصيرة المدى.
عصائب أهل الحق، التي كانت تُعرف في البداية باسم “شبكة الخزعلي”، تأسست في عام 2004 على يد قيس الخزعلي بعد انشقاقه عن جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر بسبب خلافات، وفي يوليو/تموز 2006، تم تأسيسها وأصبحت واحدة من “المجموعات الخاصة” التي عملت بشكل أكثر استقلالية عن جيش المهدي، وبعد حل جيش المهدي في عام 2008، أصبحت شبكة الخزعلي منظمة مستقلة بالكامل.
أما حركة النجباء، فقد انشقت عن عصائب أهل الحق في عام 2013 ويقودها أكرم الكعبي، وأكد الأمين العام لهذه الحركة يوم الجمعة: “كنا قد أكدنا سابقا ونكرر مجددا، أن قرارنا بمواجهة الأمريكيين قرار عراقي، ولن يتوقف حتى تحقيق أمرين: وقف الحرب ضد غزة وانسحاب المحتلين الأمريكيين من العراق”، وذلك وفقا لموقع “هم ميهن” الإيراني.
ما الذي ستفعله إيران إذا هاجمت إسرائيل لبنان بريا؟
– إرسال قوات عسكرية من إيران إلى لبنان
في مساء يوم الجمعة 27 سبتمبر/أيلول 2024، شنت إسرائيل إحدى أشد عمليات القصف في بيروت، حيث استهدفت مقر قيادة حزب الله، ونتيجة لهذا الهجوم، تم تدمير عدة مبانٍ سكنية باستخدام قنابل تزن عدة أطنان، كما استهدفوا حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، إلى جانب عدد من قادة هذه الجماعة، إضافة إلى استهداف العميد عباس نيِلفروشان، قائد قوة القدس للحرس الثوري في لبنان.
وفي هذا السياق، أعلن الحرس الثوري الإيراني مساء الثلاثاء 1 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أنه استهدف عدة قواعد جوية، ورادارية، واستخباراتية إسرائيلية بعشرات الصواريخ الباليستية، وأوضح الحرس الثوري أن هذه العملية جاءت انتقاما لمقتل إسماعيل هنية وحسن نصر الله والعميد عباس نيِلفروشان.
وفي مقابلة أُجريت مع “محسن رفيق دوست”، وزير الحرس الثوري الإيراني سابقا، حول الرد الإيراني وتطورات الحرب مع إسرائيل، أوضح أن جميع الخيارات، وضمن ذلك إرسال قوات عسكرية من إيران للقتال ضد إسرائيل، مطروحة على طاولة القوات المسلحة.
وأشار رفيق دوست إلى الهجوم البري الإسرائيلي الأخير على جنوب لبنان قائلا: “بالتأكيد النصر سيكون لحزب الله اللبناني في هذه المعركة، كان نصر الله قد أعلن أنه إذا دخلنا الأرض الإسرائيلية فلن نعود، وخلفاؤه أيضا يقولون الشيء نفسه، ورغم مقتل زعيم حزب الله بطريقة جبانة، فإن جسد هذه الحركة سيصبح أقوى وأكثر عزيمة وسيوجه ردا حاسما إلى إسرائيل”.
وفي رد على سؤال حول إمكانية إرسال قوات عسكرية من إيران إلى لبنان، قال وزير الحرس الثوري السابق: “جميع الخيارات، وضمن ذلك إرسال قوات عسكرية من إيران للحرب ضد إسرائيل، مطروحة على طاولة القوات المسلحة، ولدينا القدرة على إرسال قوات عسكرية إلى لبنان والجولان”، وذلك حسبما ذكر الموقع الإيراني “اطلاعات“.
-دعم التنظيمات لحزب الله في لبنان
وفقا لتقرير موقع “شبكه العالم” الإيراني، قال عباس الزیدي، أحد كبار المسؤولين في كتائب سيد الشهداء، لموقع العربي الجديد: “المعلومات المتوافرة تشير إلى أن ادعاء المحتلين شن هجوم بري على لبنان غير صحيح، نعتقد أن ما فعله المحتلون (في المنطقة الحدودية لفلسطين المحتلة مع جنوب لبنان) ليس سوى محاولة لتقييم الوضع”.
وأضاف الزيدي: “قرار فصائل المقاومة العراقية في هذا الصدد واضح، وهو أنه إذا بدأت إسرائيل عملية برية واسعة ضد لبنان، فسنكون على خطوط المقاومة والقتال بعد بضع ساعات، ولكن حزب الله اللبناني قد أكد لنا أنه يمتلك قدراته العسكرية ولا يحتاج إلى قوات بشرية في خط المواجهة مع العدو، ويملك الآن عشرات الآلاف من المقاتلين”.
- عبد الملك الحوثي: لن نتوقف لحظة عن دعم غزة ولبنان وحزب الله
-قال عبد الملك الحوثي، زعيم أنصار الله في اليمن: “هدف النظام الإسرائيلي من تصعيد التوترات في لبنان هو منع دعم حزب الله لغزة والشعب الفلسطيني، وهو هدف لن يتحقق”.
وأضاف: “لن نتوقف لحظة عن دعم غزة ولبنان وحزب الله، غزة لن تكون وحدها أبدا ونحن معها حتى تحقيق النصر، لقد استخدمت أمريكا العديد من الأدوات للتأثير على مواقف اليمن، لكنها غير قادرة على تحقيق ذلك، ولهذا تسعى لإثارة الفتنة في بلادنا”، حسبما ذكر الموقع الإيراني “شبكه العالم“.