قراءة في خطب الجمعة 25 أبريل/نيسان 2025 بإيران

كتب: علي زين العابدين برهام

تعتبر خطب الجمعة في إيران من أهم الفعاليات الدينية والاجتماعية التي تقام أسبوعيا. يتم تقديم هذه الخطب في المساجد الرئيسية، ويترأسها رجال دين بارزون، حيث تُعد فرصة للمؤمنين للتوجيه الروحي وتعزيز القيم الإسلامية. 

لكن ما يميز خطب الجمعة في إيران هو تداخلها الواضح مع القضايا السياسية، إذ تُستخدم هذه المنابر للتعبير عن مواقف الحكومة وإيصال رسائل سياسية وثقافية إلى الجمهور. وفي ما يلي أهم ما جاء في خطب الجمعة 25 أبريل/نيسان 2025 بإيران:

المفاوضات تتقدم بحذر ودقة 

تناولت وكالة أنباء “مهر” أبرز ما قاله محمد حسن أبو ترابي إمام جمعة طهران…..

إذ ذكر أن بدء المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بناء على طلب أعلى مسؤول في الولايات المتحدة كان في إطار المبادئ والقواعد التي وضعتها إيران. 

وتحدث عن البرنامج النووي السلمي الإيراني الذي كان ذريعة للضغوط الأمريكية في السنوات الأخيرة، وأضاف: “عودة العقوبات القصوى على الرغم من أنها وضعتنا تحت الضغط، لكنها علمتنا أنه بدون الاعتماد على وعود الغرب يجب أن نستخدم كافة إمكانيات البلاد للتغلب على التحديات والضغوط الاقتصادية.”

وأشار إلى مواقف وزير الخارجية الإيراني بشأن المفاوضات وقال: “الضمانات القانونية يمكن أن تسهل مسار المفاوضات”.

هجوم على المفاوضات قبيل الجولة الثالثة من المفاوضات

تناولت وكالة أنباء “خبر أونلاين” هجوم أحمد علم الهدى، إمام جمعة مشهد على المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة….

إذ قال إنه ليس من الصحيح أن نربط حياتنا بالمفاوضات ونقول إذا نجحت المفاوضات سيتحقق اقتصادنا، وإذا لم تنجح، فسيفشل اقتصادنا. الله قد أظهر قوته أمام أعين الجميع، ولكننا في حساباتنا نأخذ بعين الاعتبار كل شيء إلا الله!”

وأشار إلى الذكرى السنوية لهزيمة العملية العسكرية الأمريكية في صحراء طبس، قائلاً: “اليوم هو ذكرى فشل الهجوم العسكري الأمريكي على طبس في عام 1979؛ بعد خمسة عشر شهرا من انتصار الثورة، شن الأمريكيون هجوما عسكريا على صحراء طبس في محاولة لإنقاذ أسراهم. 

الولايات المتحدة لا تجرؤ بمهاجمة إيران

تناولت وكالة “إيمنا” أبرز ما قاله خطيب جمعة أصفهان مجتبى ميردامادي….

إذ ذكر، بخصوص المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، أنه لن نقدم أي تنازلات للعدو، فقد أظهر العدو في الماضي أنه غير ملتزم بوعوده، كما حدث مع القذافي وصدام حيث وعدوا ولم ينفذوا. العديد من الأشخاص في التاريخ وقعوا في خداعهم ثم دمروا بأيديهم.”

وأكد أنه لقد عملنا لمدة 40 عاما حتى وصلنا إلى هذه المراكز النووية، التي يمكنها إنتاج الأدوية الإشعاعية لعلاج السرطان.

وأشار إلى ذكرى فشل الهجوم العسكري الأمريكي في صحراء طبس، وقال: “سلاحنا قد أظهر للعدو في صحراء طبس سابقًا، ونحن لا نبحث عن السلاح النووي.”

وأضاف أنه لن نستسلم أبدا أمام العدو، وفيما يتعلق بالقوة العسكرية، نحن في وضع يسمح لنا بأن أمريكا لا تستطيع أن تفعل شيئا ضدنا. الولايات المتحدة ترفع الشعارات وتلوح بالتهديدات، لكنها بالتأكيد لن تجرؤ على اتخاذ خطوة تجاه إيران.

يجب أن تكون العدالة عملية، لا مجرد شعار

تناول موقع “شيرازه” أبرز ما قاله لطف الله دجكام، إمام جمعة شيراز….

إذ أشار إلى يوم العمال العالمي، وقال إن هذا اليوم تم تحديده لتذكير المجتمع بخدمات العمال ورفع الظلم عنهم. وأكد أنه يجب أن يتوقف ظلم أصحاب العمل تجاه العمال، ويجب أن تتحقق العدالة الاجتماعية في جميع المجتمعات.

وأضاف أن أهمية احترام حقوق العمال في الإسلام وقال إن العدالة هي شعار ديننا وأمر الله، لذا يجب أن تكون العدالة عملية وليست مجرد شعار. 

وشدد على ضرورة احترام الاستقلالية والرضا المتبادل بين الأطراف في العقد، وأوضح أنه إذا تم مراعاة هذه المبادئ في التشريع والتنفيذ، فإن ذلك سيؤدي إلى رضا بين العمال وأصحاب العمل، مما يحقق رضا الله.

وأكد على أهمية التعاون والتضامن من الجميع لتحسين وضع العمال، وأشار إلى أن تحسين هذا الوضع لا يتطلب جهد شخص واحد أو رئيس فقط، بل يحتاج إلى التعاون والعمل الجماعي.

يجب أن نتوحد خلف المرشد الأعلى

تناولت وكالة “إيرنا” ما قاله أحمد مطهري، إمام جمعة تبريز….

إذ صرح بأن النظام الجمهوري الإسلامي قرر اتخاذ خطوات في هذا الشأن، ويجب علينا جميعا احترام هذا القرار.

وأضاف أن بعض الأشخاص في المجتمع ينتظرون أن تثمر المفاوضات ليقولوا ‘رأينا، كنا نقول إن المفاوضات ستصل إلى نتيجة’، بينما آخرون ينتظرون ألا تثمر المفاوضات ليقولوا ‘رأينا، لا يسمحون للاتفاق بالوصول إلى نتيجة’، وهم ببساطة يسعون لإثبات وجهة نظرهم.”

وشدد على أنه يجب ألا نأخذ مواقف ضد بعضنا البعض، بل يجب أن ندعو جميعًا لحل مشكلات المجتمع وتحقيق المزيد من الهدوء. 

وأضاف حجة الإسلام مطهري أصل: “هذه الأيام هي ذكرى هزيمة أمريكا في طبس وفيتنام، لذا يجب على جميع الفئات في المجتمع ألا يغفلوا، ويجب أن يكونوا حذرين بجانب المفاوضات غير المباشرة.”

وتابع أن الولايات المتحدة تتفاوض من أجل مصالحها أو ربما لا تتفاوض من أجلها، لذلك يجب علينا أن نكون موحدين خلف المرشد الأعلى، وعلى الحكومة والشعب أن يتبعوا كل ما يقوله.

دعم العمال يجب أن يكون أولوية للمسؤولين

تناولت وكالة “إيرنا” ما قاله رسول فلاحتي في خطبته هذا الأسبوع لصلاة الجمعة في رشت…

إذ صرح، مع اقتراب أسبوع العمل والعمال، بأن العمال هم من الفئات المجتهدة في المجتمع الذين يحركون عجلة الاقتصاد من خلال جهدهم؛ لذلك يجب أن يكونوا دائما في دائرة اهتمام المسؤولين.

وأضاف، فيما يتعلق بالمكانة الخاصة للعمال في الدين الإسلامي، أن مقام العامل عالٍ جدا لدرجة أن النبي الأكرم (ص) قبّل يدي العامل المملوءة بالبثور، ويجب على المديرين أن يتأكدوا من عدم ضياع حقوق العمال في المجتمع.

كما أشار إلى محاربة الفساد في المجتمع، وأضاف: “بالنظر إلى تأكيدات المرشد الأعلى في هذا المجال، يجب على الحكومات أن تعمل بجد أكثر من أي وقت مضى في مكافحة الفساد وإعلام الشعب بالإجراءات المتخذة في هذا السياق.

شكوى إمام جمعة  برازجان من مهرجان “كوجه”

تناول موقع “إكو إيران” ما قاله حسن مصلح إمام جمعة مدينة برازجان محافظة بوشهر….

إذ عبّر عن استيائه من تنظيم مهرجان في ليلة وفاة الإمام جعفر الصادق قائلا: “من المتوقع أن يتخذ المسؤولون تدابير بحيث يُقام الحدث في وقت لاحق، ربما بعد يوم أو يومين”. 

وأضاف: “منذ القدم، كان من المعتاد إلغاء الأنشطة الفنية مثل المسرح والسينما والموسيقى في ليلة استشهاد الأئمة، لكن لم يتم مراعاة هذه النقطة الواضحة والمفروغ منها، وهذا أمر محزن.”

وأشار إلى عدم احترام بعض المشاركين في الحدث، قائلا: “نحن نعلم أن معظم المشاركين كانوا يأتون لمشاهدة فعاليات فنية، ولكن البعض لم يراعوا وفاة الإمام الصادق ولا الثقافة والتاريخ العميق لهذه المنطقة التي طالما حملت أصداء الدين والحماسة.”

وفي ختام حديثه، وجه رسالة إلى الشباب المؤمن قائلا: “لا تجعلوا الأمور تتعقد أكثر من خلال التصرفات التي تخرج عن نطاق القانون والأخلاق.”

خطيب أهل السنة في إيران

من الخطب التي تناولتها وكالة “إيرنا” خطبة مولوي عبد الحميد، إمام أهل السنة في إيران….. 

إذ انتقد، إمام جمعة مسجد مكي في زاهدان، حضور الشخصيات المتطرفة والمتشددة في وسائل الإعلام الوطنية. وقال: “الوسيلة الإعلامية التي يجب أن تكون مكانا للأمل والوحدة بين الناس، أصبحت اليوم منبرا لأولئك الذين لا يفهمون المصلحة ولا يهتمون بوحدة وهدوء المجتمع”.

وأضاف أن هؤلاء الأشخاص يسعون إلى إثارة الفتن والانقسامات من خلال تحريض المشاعر الدينية.

وتابع بأن هؤلاء يسعون إلى أن يعكروا المياه ويصيدوا السمك، وهم إما متطرفون جداً أو عملاء للأجانب الذين يعملون لصالحهم ويخلقون مشاكل لبلادهم.

وأكد على أنه يجب عدم تحفيز المشاعر الدينية لأن هذا قد يؤدي إلى الجنون الاجتماعي وفقدان العقلانية، وهو ما يعود بالضرر على الأمة والبلاد.

وشدد على أن التفاعل البناء مع العالم، واستخدام المعرفة والخبرات الدولية، هو الطريق لنمو وتطوير البلاد.

كلمات مفتاحية: