- يسرا شمندي
- 24 Views
ترجمة: يسرا شمندي
نشر موقع فرارو الإيراني الإصلاحي تقريرا بتاريخ 1 مايو/أيار 2025، ناقش فيه اختتام الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، والتي عُقدت في مسقط، عاصمة سلطنة عُمان، السبت 26 أبريل/نيسان 2025، وتركزت بشكل رئيسي على القضايا النووية الإيرانية.

وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بعد الجولة الثالثة من المفاوضات، أن أجواء المحادثات كانت “جدية ومهنية”، وأنه تم طرح مواضيع تتعلق بتفاصيل مهمة لأول مرة، وبحسب قوله، فقد تبادل الطرفان الردود على أسئلتهما بشكل مكتوب وغير مباشر.
ورغم هذه التصريحات، تظل التساؤلات قائمة حول المسارين الفني والتقني للمفاوضات، إلى جانب مدى قدرة إيران على انتزاع أقصى ما يمكن من الامتيازات في ظل المعطيات الراهنة.
وقد تناول عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان وحيد أحمدي، هذا الموضوع في حوار مع موقع “فرارو”.
لا نريد أن تُحلّ القضايا على الورق فقط.
قال وحيد أحمدي لموقع “فرارو” إن ما يركز عليه الطرفان الآن هو أن المفاوضات من المرحلة الثالثة فصاعدا ستتم في إطار أكثر وضوحا وجدية، وأضاف أن هذه النقاط تشكل الإطار العام للموضوع.
لكن عند التطرق إلى التفاصيل والقضايا الفنية، من المتوقع أن تُضاف آراء أخرى، مما يجعل الأمور أقل قابلية للتنبؤ. وأوضح أن القضايا التي يتم طرحها مع الطرف الآخر والتي تم تأكيدها تقتصر على المسائل النووية والعقوبات فقط، ولا تشمل أي مسائل أخرى. كما شدد على أن إيران لا ترغب في تكرار التجارب السابقة، حيث لا يسعون فقط لطرح مواضيع على الورق، بل يرغبون في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشكل عملي وواقعي. وأكد أنه من غير المقبول حل القضايا على الورق فقط دون تحقيق أي تقدم ملموس.
وأضاف قائلا: “كل موضوع مطروح له تفاصيل خاصة به ويجب تحليله بشكل منفصل، مع ضرورة دراسة كيفية التعامل مع القضايا وفحص كيفية استفادة إيران منها. ومن هنا، فإن التقدم في المفاوضات وموعد الوصول إلى نتيجة لا يمكن التنبؤ به بدقة؛ فبعض المواضيع قد تُحل بسرعة بسبب قلة الاختلافات، بينما قد تتطلب قضايا أخرى وقتا أطول بسبب الاختلافات الكبيرة”.
قال كذلك: “من جانب آخر، يفضل الطرف الأمريكي أيضا التوصل إلى نتيجة في أسرع وقت، مما يجعل من غير المرجح أن تستمر المفاوضات لفترة طويلة. وأضاف أن التحديات التي تواجه إدارة ترامب في قضايا مثل أوكرانيا وروسيا، إلى جانب التوترات مع أوروبا بشأن الرسوم الجمركية، تعزز من رغبة الولايات المتحدة في التوصل إلى تفاهم مع إيران بأسرع وقت ممكن”.
تحديد واضح للخطوط الحمراء في الملف النووي الإيراني
أشار وحيد أحمدي إلى قضية أوروبا وغروب الاتفاق النووي، قائلا: “حتى الآن، أظهر الطرفان جديتهما الكاملة وتركيزهما على النقاط العامة، لكن يجب النظر فيها بعناية أكبر وتخصيص وقت إضافي لتحقيق نتائج إيجابية، إن بعض المصطلحات مثل (الاتفاق المؤقت) أو (الاتفاق قصير المدى) قبل انتهاء الاتفاق النووي ستكون ذات قيمة فقط إذا خدمت مصالحنا الوطنية.
أما إذا كانت القضايا المطروحة لا تحمل فائدة عملية، فلا قيمة لها. وأفاد أن الاتفاق النووي، رغم ذكره في كل حديث عن المفاوضات، لا يرتبط فعليا بالوضع الحالي إلا في نقاط قليلة يمكن مناقشتها.”
كما صرَّح وحيد أحمدي قائلا: “العديد من شروط الاتفاق النووي لا تحظى بالاعتبار الكافي من حيث القانون الدولي والأساس القانوني. أما النقاط المتبقية، فهي لا تخضع لرؤية موحدة من قبل القوى الكبرى. قد تختلف رؤى كل من روسيا، الصين، والترويكا الأوروبية تجاه القضايا المطروحة. ومع ذلك، تبقى النقطة الأساسية هي تحقيق أمننا الوطني وما نسعى إليه”.
أضاف: “وبالنظر إلى الخبرات التي اكتسبها فريقنا من المفاوضات السابقة، نجد أن هذا الدور يتمتع بتماسك أكبر في هذه المرحلة، حيث يتبع البرلمان، السلطة القضائية، والسلطة التنفيذية نهجًا موحدًا. ورغم وجود اختلافات في الرأي بين الحين والآخر، فإن ما يتفق عليه الجميع هو ضرورة إزالة العقوبات بطريقة تتيح لإيران الاستفادة القصوى من رفعها”.
وفي الختام أبرز أحمدي أن “الخطوط الحمراء في الملف النووي واضحة ومحددة، والجهات المكلّفة بمتابعة مسار المفاوضات تضع في اعتبارها بشكل جاد، مسألة الحفاظ على كرامة البلاد أثناء التفاوض. وفي حال شعرت بأن المصالح الأساسية لإيران مهددة، فلن تتجاوز هذه المسألة بسهولة”.