الجفاف والغلاء يعكران صفو عيد النيروز.. غسل السجاد يتحول إلى معضلة 

كتبت: إسراء محمد علي 

قبيل الاحتفال بعيد النيروز، تقف ربات المنزل الإيرانيات على قدم وساق من أجل تنظيف المنزل من أي أتربة لاستقبال العام الجديد ليكون بداية لأيام قادمة أفضل، ويأتي غسل السجاد في مقدمة هذه المهام، لكن يبدو أن هذا العام تحول هذا الطقس المعروف والمبهج إلى معضلة بسبب أزمة المياه التي تضرب البلاد وسط تحذيرات من موجة جفاف طاحنة، وكذلك الأزمة الاقتصادية الخانقة. 

ومع اقتراب عيد النيروز، يبدأ الناس بتنظيف منازلهم، ومن عادات هذا التنظيف غسل السجاد. يقوم به البعض في ساحات منازلهم أو على أسطحها، بينما يتركه آخرون لورش غسيل السجاد. إن ازدهار تنظيف السجاد على مدار العام مرتبط بالأيام التي تسبق عيد النيروز. 

توقف الناس عن غسل السجاد

قال رئيس اتحاد عمال تنظيف السجاد حجت محمدي كمسرخ، في مقابلة لموقع اقتصاد أونلاين، الأحد 16 مارس/آذار 2025: “لقد تغير وضع زوار محلات تنظيف السجاد هذا العام مقارنة بالعام الماضي، وانخفض عدد الزوار، وأدت الظروف الاقتصادية التي يعيشها الناس، وتزامن نهاية العام مع شهر رمضان، إلى انخفاض الإقبال على تنظيف السجاد”، وبحسب قوله، فإن عدد الطلبات انخفض بنحو 10 إلى 20 في المائة.

ارتفاع تكلفة غسل السجاد 

وعن زيادة أسعار تنظيف السجاد لدى محلات تنظيف السجاد، قال: «عادة يتم الإعلان عن أسعار جديدة كل عام، وقد لاحظنا ارتفاعا في الأسعار مقارنة بالعام الماضي». وتبلغ تكلفة غسل المتر الواحد من السجاد الآلي نحو 700 ألف ريال، وفي حالة السجاد اليدوي فإن سعر غسل المتر الواحد من السجاد اليدوي يبدأ من نحو 80 ألف ريال ويتراوح حتى مليون ريال، وذلك حسب اختلاف المادة والجودة.

وفي ما يتعلق بمعايير تحديد شركات تنظيف السجاد المعتمدة وذات السمعة الطيبة، قال رئيس اتحاد عمال تنظيف السجاد: “من خلال زيارة موقع اتحاد عمال تنظيف السجاد في طهران، يمكن الاستفسار عن شركات تنظيف السجاد المعتمدة، والاطلاع على قوائم الأسعار، وكذلك تقديم شكوى”.

انخفاض غسل السجاد المنزلي

وعن غسل السجاد في المنزل، قال كمسرخ: “انخفض غسل السجاد المنزلي بشكل كبير. فإضافة إلى استهلاكه كثيرا من الماء، يُلحق هذا أيضا الضرر بالسجاد ولا يُنظفه بشكل صحيح”. وأيضا فإن الماء الذي يستخدمه الناس للغسيل هو ماء شرب، وفي ظل ندرة المياه لا معنى لاستخدامه لغسل السجاد.

غسل السجاد بدون استخدام الماء

وحول الحديث عن عدم رضا بعض العملاء عن منظفات السجاد وحقيقة أن السجاد يُغسل دون استخدام الماء، أوضح محمدي كسمرخ أيضا: “وفقا للمعايير، يتم شطف 90 بالمائة من السجاد”. هناك بعض الأجهزة الخاصة التي تقلل من كمية المياه المستخدمة، ولكن من غير الممكن غسل السجاد بدون ماء.

لا مكان لتنظيف السجاد في ميزانية المنزل

أدى ارتفاع تكاليف المعيشة وانخفاض القدرة الشرائية لدى الناس إلى إزالة تنظيف السجاد من سلة الأسرة، وأغلقت العديد من وحدات تنظيف السجاد أو اندمجت مع شركات أخرى بسبب انخفاض العملاء وارتفاع التكاليف وانخفاض الدخل، مما أدى إلى القضاء على تنظيف السجاد.

وأشار كسمرخ: «يبدو أن تنظيف السجاد لم يعد له مكان ثابت في سلة الإنفاق المنزلي كما كان في الماضي». في الماضي، كان العملاء يأخذون سجادهم إلى منظف السجاد مرتين في السنة، ولكن الآن، بسبب المشاكل الاقتصادية، تم تقليص ذلك إلى مرة واحدة في السنة أو حتى كل عامين.

وأردف: “كذلك إذا كانت العائلة تمتلك عدة سجاجيد في المنزل فإنها عادةً ما تختار فقط السجاد الأكثر تعرضا للاستخدام والتلوث للغسيل”، ولذلك، إضافة إلى انخفاض عدد الزبائن، انخفضت أيضا مساحة السجاد الذي ترسله كل عائلة للغسيل. إذا كان متوسط ​​مساحة السجاد المغسول لكل عائلة في الماضي يتراوح بين 20 و 25 مترا، فقد انخفض هذا المقدار الآن إلى نحو 12 مترا.

واختتم محمدي كسمرخ حديثه قائلا: “بشكل عام، سوق تنظيف السجاد ليس في حالة جيدة”.

واختتم محمدي كمسرخ حديثه قائلا: “بشكل عام، سوق تنظيف السجاد ليس في حالة جيدة”

مطالبات بترشيد الاستهلاك 

أشار المدير العام لشركة المياه والصرف الصحي في المحافظة  إلى أهمية ترشيد استهلاك المياه في الأيام الأخيرة من العام وقال: “تم استهلاك أكثر من 1000 لتر من المياه في الثانية يوم الجمعة في شهركرد”.

بحسب وكالة أنباء خبر أونلاين الأحد 16 مارس/آذار 2025 في محافظة تشهارمحال وبختياري؛ أضاف محمد كريمي: “انخفض معدل هطول الأمطار في كافة أنحاء البلاد هذا العام”.

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة “أبفا تشهارمحال وبختياري” أنه “في ضوء هذه القضية، من الضروري إدارة استهلاك المياه وعدم استخدام مياه الشرب لأغراض غير الشرب”.

وأشار إلى أهمية الاهتمام بحملة “لا لغسل السجاد بمياه الشرب”، وتابع: “إن تنظيم استهلاك مياه الشرب له أثر كبير على إدارة مالية الأسرة، ومن المستحسن أن يأخذ الناس هذا الموضوع في الاعتبار”.

وحسب تقرير وكالة ركنا في الثلاثاء 11 مارس/آذار 2025، تم إغلاق بعض مصانع تنظيف السجاد، قال رئيس اتحاد مصنعي السجاد بطهران: “في السنوات الأخيرة، تم دمج بعض وحداتنا أو دمجها مع وحدات أخرى، أو تم بيع وحداتها أو نقلها إلى مصانع أكبر”. 

وأضاف التقرير أن ارتفاع التكاليف وانخفاض الدخل أديا إلى تقليص هامش الربح في تنظيف السجاد، مما جعل هذه الصناعة غير مربحة، وقد وصلت إلى نقطة لم تعد فيها تجارة تنظيف السجاد مربحة. وقد أدت هذه المشاكل والمعضلات إلى دفع بعض وحداتنا إلى ترك هذه الوظيفة أو إلى وجود وظيفتين، لأنه إذا أرادوا رفع سعر تنظيف السجاد فإن عدد العملاء سوف ينخفض، وإذا لم يرفعوه فلن يكون هناك مال لتنظيف السجاد ولن يتمكنوا بعد الآن من كسب لقمة العيش من تنظيف السجاد”.
وعن تأثير انقطاع الكهرباء أو نقص الكهرباء والغاز والمياه على أعمال تنظيف السجاد، قال: “عندما نواجه انقطاع الكهرباء، تلجأ بعض الوحدات إلى المولدات الكهربائية، وتتوقف وحدات أخرى حتى يعود التيار الكهربائي، وبالتالي يتأخر العمل”. تواجه بعض الوحدات التي تحتوي على أنظمة تدفئة تعمل بالغاز أيضا هذه المشكلة في أوقات انقطاع التيار الكهربائي ونقص الغاز. 

كلمات مفتاحية: