- زاد إيران - المحرر
- 13 Views
نشرت وكالة أنباء إيلنا الإصلاحية، الأحد 14 يونيو/حزيران 2025، تقريرا ذكرت فيه تصريحات للمتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست، في حوار أجرته معه حول تقييمه لهجمات النظام الإسرائيلي ضد إيران، ومستقبل هذا الصراع، ودور الولايات المتحدة الأميركية في تأجيج التوترات بالمنطقة.
ذكرت الوكالة قوله إنهم توقعوا ثلاثة سيناريوهات قد يلجأ إليها الأمريكيون، “وكان أحدها التوصّل إلى اتفاق كامل يضمن مصالح بلدنا. وفي هذا السيناريو، كنا نؤكّد أن الجناح المتشدد، لا سيما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه الإجرامي، والتيار المتطرف داخل الولايات المتحدة، واللوبي الإسرائيلي، وكذلك المنافقين والمتعاونين مع النظام الإسرائيلي في المنطقة، سيكونون من المعارضين الشرسين لأي اتفاق، وسيبذلون كل ما بوسعهم لجعله مستحيلا”.
وأضاف أن “السيناريو الثاني تمثّل في احتمال اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة، وهو احتمال كنّا نعدّه ضعيفا؛ نظرا إلى كونه لا يخدم مصالح الولايات المتحدة، ولا أوروبا، ولا الدول العربية في المنطقة. فاندلاع حرب واسعة النطاق لن يلقى ترحيبا، ونحن بدورنا لا نؤيد التصعيد العسكري. ومن هذا المنطلق، لم نعتبر الخيار العسكري مسارا عقلانيا بالنسبة للدول الفاعلة في هذا الملف”.
وتابع أنه من الواضح أنهم كانوا يسعون، من خلال التهديدات والضغوط المتواصلة، إلى انتزاع امتيازات دون تقديم أي مقابل، وفرض مطالبهم على إيران عبر سياسة الإخضاع والابتزاز.

الحرب تُساعد إسرائيل على استدعاء داعميها إلى الساحة
قال برست إن الإسرائيليين كانوا يشعرون بأن أي نوع من الاتفاق، حتى لو كان محدودا أو مؤقتا وناجحا، لا يصب في مصلحتهم، وأكَّد أن النظام الذي يهيمن حاليا على الأراضي المحتلة يرى أن السبيل الوحيد لاستمراره هو في التصعيد والصراع، لأنه يعلم أنه إذا اندلع نزاع، فبإمكانه أن يأمل بدعم الأمريكيين والدول الغربية.
ورأى أن الطريق الوحيد المتاح أمامه هو تنفيذ عمليات مباشرة بهدف التشكيك في مسار المفاوضات والاتفاق، ودفع إيران للرد، ما يُمكّنه من تغيير الأجواء، واستدعاء داعميه إلى الساحة، وإحداث تغييرات في الوضع القائم بالمنطقة
وقوف الشعب خلف النظام يحصّنه من الاغتيالات والصواريخ
شدد برست على أنه لا بد من الرد الحازم على هذه الجرائم، وقال: “من الواضح أن هذا الكيان الغاصب والإجرامي يعتقد أنه يمكنه تنفيذ جرائمه وملاحقة أهدافه في أي مكان يشاء. ويجب أن يتلقى ردودا شديدة. لكن النقطة التي أشرنا إليها مرارا هي أن الدفاع عن مصالحنا في عالم اليوم يتطلب أن نكون أقوياء”.
وأفاد بأن الدولة التي لا تملك قوة رادعة ستتعرض حتما للهجوم، لأن النظام السائد في العالم اليوم لا يقوم على العدل واحترام حقوق الشعوب، بل على منطق القوة والجريمة الذي ترسمه القوى الكبرى.
وأورد أنه “علينا أن نكون أقوياء، ليس فقط عسكريا، بل أيضا علميا من خلال امتلاك المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة. وبالتوازي، يجب أن نجري تغييرات كبيرة في هياكلنا الاقتصادية. فإذا تمكّنا من حل مشاكلنا الاقتصادية، واتبعنا سياسات جديدة، وعالجنا الاختلالات القائمة، فإن الشعب سيدعم النظام برضا واقتناع”.
وبيَّن إن شعبا متماسكا، لا يمكن لأي دولة أن تُخضع نظامه من خلال بضع عمليات اغتيال أو بضعة صواريخ. لذا، إلى جانب الرد القوي والدفاع عن أمن إيران، علينا أيضا معالجة مشكلاتنا، سواء في المجال الأمني أو الاقتصادي، وتعزيز أسس قوتنا الدفاعية”.

المفاوضات بلا مكان في هذه الظروف
صرَّح برست، بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل في أي عملية عسكرية محتملة من قِبل إسرائيل ضد إيران خلال الأيام المقبلة، وأوضح أن الولايات المتحدة لا ترى أن الدخول في حرب يتماشى مع مصالحها الأساسية وأولوياتها، ولذلك، إذا أرادت ممارسة الضغط، فإن السبيل الوحيد الذي تراه مناسبا هو أن تدفع بإسرائيل إلى خوض المواجهة، مع دعمها وتقويتها.
وأبرز أن “واشنطن تواصل التحدث عن المفاوضات، ولكن عندما يكون التفاوض على قاعدة نحن نُملِي، وأنتم إما تقبلون أو نشنّ الحرب، فلا يمكن اعتبار ذلك تفاوضا، بل هو أقرب إلى أمر مفروض يجب الانصياع له، ولا يمتّ إلى الحوار الحقيقي بِصلة”.
و أقرّ بأن المفاوضات، في ظل هذه الظروف، لا تحظى بأي مكان أو جدوى حقيقية. ويجب أن تكون الظروف مهيأة لتفاوض حقيقي قائم على المصالح المتبادلة. أما السلوك الذي أظهره الأميركيون حتى الآن، وما يتّسم به من تناقضات- في البداية يدّعون أمرا ثم يتراجعون عنه، وفي منتصف المفاوضات يلجؤون إلى التهديد، والعمليات العسكرية، والاغتيالات- فقد جعل من هذه المفاوضات أمرا هزليا ومثيرا للسخرية.
وأضاف أنه “على الشعب أن يدرك أن الأميركيين والإسرائيليين يسعون لإيهام العالم بأن قلقهم نابع من الأنشطة النووية. ولكن في الحقيقة، حتى لو أُعلن أن الملف النووي قد أُغلق، وحتى لو أعلنت إيران أنها تقبل بجميع مطالب الأميركيين وتغلق كل أنشطتها النووية، فكونوا على يقين أنهم سينتقلون إلى موضوع آخر، وسيقولون إن أنشطتكم الصاروخية محل انتقاد، ويجب إيقافها وإلا فسنهاجم”.
وتابع أن تعليق جميع الأنشطة الدفاعية لن يكون كافيا أيضا، إذ سيزعمون أن النظام الديمقراطي فيه خلل، ويطالبون بتنفيذ ما يفرضونه، وإلا فإن الهجوم سيكون خيارهم. وهذا هو نهج القوى الإجرامية: تسعى لإخضاع كل شيء دون استثناء.
وأردف أن المقاومة يجب أن تكون في اتجاه يُمكّن أي دولة من الدفاع عن مبادئها وأمن شعبها، وحماية سيادتها ووحدة أراضيها. لكن إلى جانب ذلك، يجب أن تكون الدولة قادرة، من موقع القوة، على المضي قدما في تنفيذ برامجها التنموية المتقدمة.
وفي الختام، جزم بأن إدارة الأزمة الراهنة، في ظل هذه الظروف، والتعامل الجاد مع الجذور التي أفضت إلى تحديات في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصاد والقضايا الأمنية، يجب أن تُعد من أولويات الجهد الوطني الجاد.