- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 56 Views
كتب: محمد بركات
غطى الإعلام الإيراني الهجوم السيبراني الذي وقع في عدة مدن لبنانية، الثلاثاء 17 سبتمبر/أيلول والذي استهدف أجهزة إرسال لا سلكية، المسماة بالبيجر، والتي تستخدم من قبل جماعة حزب الله اللبنانية، وبعض المدنيين، والتي كان من ضمن مصابيها مجتبى أماني، السفير الإيراني في بيروت، وأحد معاونيه.
وقد ركز الإعلام الإيراني في تناوله للحادثة على تصريحات بزشكيان المنددة بتلك الهجمات، وردّ المندوب الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة، إضافة إلى استعراض المساعدات الإيرانية المقدمة للبنان عن طريق الهلال الأحمر ووزارة الصحة، كذلك تناول تحليل الحدث من الجانب التقني والفني، كما رد على ادعاءات سقوط طائرة الرئيس الإيراني السابق بسبب هجمات مشابهة.
تصريحات بزشكيان:
تناولت وكالات الأنباء الإيرانية وفي مقدمتها وكالة إيسنا في تقريرها المنشور بتاريخ 18 سبتمبر/أيلول، تصريحات الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، حول هذا الهجوم، فقد أدان بزشكيان الحادث بشدة، واصفا إياه بأنه مصدر خزي للدول الغربية وعلى رأسها الأمريكيون، الذين لا يتوانون عن استغلال أي وسيلة لتحقيق أهدافهم غير الإنسانية.
وخلال حديثه صرح بزشكيان قائلاً: “إن استخدام الأدوات التي صُنعت في الأصل لتعزيز راحة ورفاهية البشر كأدوات للقتل والدمار ضد من لا يتفقون معنا في رؤيتهم دليل على انهيار الإنسانية وتغلب الوحشية والإجرام”، وأضاف: “هذا الحدث أظهر مرة أخرى أن الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، رغم ادعائها الظاهري بالسعي لتحقيق وقف لإطلاق النار، فإنها في الواقع تدعم بشكل كامل، جرائم القتل والإرهاب الأعمى الذي يرتكبه النظام الصهيوني. الحل لإنهاء هذا الوضع وقطع سلسلة الظلم والجرائم التي يرتكبها النظام الصهيوني وحلفاؤه ضد الفلسطينيين المظلومين والعالم الإسلامي هو الوحدة والتماسك بين المسلمين والدول الإسلامية”.
ووفقا لتقرير “إيسنا” وخلال جلسة الحكومة اليوم، قدم وزير الخارجية تقريرا عن الهجمات التي تعرض لها لبنان، وأعلن أن مجموعة من الأطباء والجراحين والممرضين الإيرانيين تم إرسالهم صباح اليوم إلى لبنان؛ لمساعدة المصابين في هذا الحادث.
تصريح المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة:
وقد نشر موقع انديشه معاصر الإخباري الإيراني بتاريخ 18 سبتمبر/أيلول، تصريح أمير سعيد ايرواني، المندوب الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة بشأن التفجيرات، فقد قال خلال جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء: “قبل ساعات قليلة فقط، وفي عمل إرهابي سيبراني، فجّر هذا النظام أجهزة الاتصالات في بيروت، مما أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف، بمن فيهم سفير إيران في بيروت”.
وأضاف: “إن الجمهورية الإيرانية، وفي إطار تقديم تعازيها الصادقة لعائلات الضحايا والحكومة اللبنانية، تدين بشدة هذا العمل التخريبي والإرهابي الذي نفذه الكيان الصهيوني المارق. يجب أن يتحمل الكيان الصهيوني المسؤولية عن هذا العدوان والجريمة البشعة”.
وفي جزء آخر من تصريحاته، قال إيرواني: “من وجهة نظرنا، لا ينبغي فقط قبول فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، بل يجب أن تثير الأعمال غير القانونية للكيان الإسرائيلي جميع أعضاء الأمم المتحدة لمراجعة عضويته في المنظمة بموجب المادة السادسة من الميثاق الأممي”.
وأكد سفير إيران لدى الأمم المتحدة: “بالنظر إلى ضرورة إنهاء احتلال فلسطين وأهمية وضع حد لسياسات وإجراءات الفصل العنصري التي ينتهجها الكيان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، ستصوت إيران لصالح القرار الذي تم إعداده بهذا الخصوص”.
جمعية الهلال الأحمر الإيرانية وتقديم المساعدات:
ووفقا لتقرير وكالة أنباء دانشجو الإخبارية الإيرانية بتاريخ 18 سبتمبر/أيلول، فقد صرح بير حسين كوليوند، رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيرانية،: “ندين الحادث الإرهابي في لبنان بشدة. وبالتنسيق مع الصليب الأحمر ووزارة الصحة اللبنانية، وفي إطار المساعدات الإنسانية، فقد أحضرنا فرق إنقاذ وجراحين مختصين في أمراض العيون إلى لبنان لتخفيف معاناة المصابين جراء هذا الحادث الإرهابي. وفي حال الحاجة، فنحن مستعدون لنقل المصابين الذين يعانون من حالات حرجة إلى إيران لمواصلة العلاج، فالهلال الأحمر الإيراني يقف بكل إمكانياته إلى جانب المتضررين في لبنان”.
وزارة الصحة تعلن تلقي مصابي الهجوم علاجهم:
وفي الإطار نفسه فقد أفادت وكالة إیكنا الإخبارية الإيرانية بتاريخ 18 سبتمبر/أيلول 2024، نقلاً عن وزارة الصحة، أن سعيد كريمي، مساعد وزير الصحة لشؤون العلاج، قد أعلن: “نحن مستعدون تماما لاستقبال المصابين جراء الحادث الإرهابي في لبنان، وذلك بناءً على توجيهات المستشار الخاص للوزير والمدير العام للوزارة، وإذا تم نقل هؤلاء الأعزاء إلى بلدنا لتلقي الخدمات العلاجية، فسيتم إرسالهم بسرعة إلى المستشفيات واستقبالهم وتقديم الرعاية اللازمة لهم”.
وأضاف كريمي: “منذ اللحظات الأولى لهذا الحادث الإرهابي، أعلنت وزارة الصحة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية استعدادها التام لتقديم المساعدة للمصابين، وسيتم تسخير كافة الإمكانات التخصصية والفوق تخصصية لتقديم الخدمات العلاجية لهم”.
من جانبه، أشار جعفر ميعادفر، رئيس هيئة الطوارئ، إلى عملية التنسيق مع المطار لنقل المصابين، موضحًا أنه تم تخصيص 30 سيارة إسعاف لنقل المصابين من المطار إلى مستشفيات طهران. وأضاف ميعادفر: “تمت جميع التنسيقات اللازمة مع جامعات العلوم الطبية في مدينة طهران لاستقبال المصابين في المستشفيات وضمان حضور الكوادر الطبية المتخصصة”.
ضحايا الهجمات:
ووفقا لموقع همشهرى أونلاين الإخباري الإيراني، فقد أعلن الدكتور فراس الأبيض، وزير الصحة اللبناني، أن عدد قتلى الحادث الإرهابي في لبنان قد بلغ 12 قتيلاً، من بينهم طفلان. وأضاف الوزير أن عدد الجرحى في هذا الحادث وصل إلى 1850 شخصا، وكانت الإصابات الأكثر شيوعا في منطقة الوجه، الرأس، واليد، وأنه من المقرر أن يتم نقل بعض المصابين إلى إيران لتلقي العلاج.
ومن جانبها فقد نفت شركة إيرانسل، وهي المزود الأول لخدمات الهواتف النقالة في إيران، في بيان لها ما تردد حول دور استشاري لمديري الشركة في عملية توفير البيجر لحزب الله. فوفقاً لما نقلته صحيفة مشرق الإيرانية 18 سبتمبر/أيلول، فقد أصدرت إدارة العلاقات العامة لإيرانسل بياناً جاء فيه: “رداً على نشر تقرير حول دور استشاري لمديري شركة إيرانسل في عملية توفير أجهزة النداء الآلي لحزب الله لبنان، نؤكد أن هذا الادعاء لا أساس له من الصحة، والشركة تنفي ذلك بالكامل”.
إيران لا تستخدم تلك الأجهزة:
وفي الإطار نفسه صرح فرامرز رستجار، نائب رئيس وأمين عام نقابة صناعة الاتصالات بإيران، في مقابلة مع موقع تابناك الإخباري بتاريخ 18 سبتمبر/أيلول، حول الحادث الإرهابي المتعلق بأجهزة النداء الآلي (البيجر) في لبنان، مشدداً على أن البيجر غير مستخدم في إيران. وأوضح أن التواصل عبر البيجر هو تواصل أحادي الاتجاه، حيث يتم إرسال الرسالة فقط من المصدر. وأضاف أن الاستخدام الحالي للبيجر يقتصر على بعض البيئات الطبية. وتتمثل وظيفة البيجر في إرسال كود محدد مسبقاً أو رسالة قصيرة جداً. وفي النسخ الحديثة من هذه الأجهزة، يمكن إرسال رسالة صوتية قصيرة، لكن المهم هو أن إرسال الرسائل يتم فقط من خلال المركز المرسل.
وأضاف: “يبدو أن لبنان، ولأسباب أمنية، تستخدم البيجر كوسيلة اتصال؛ نظراً إلى أن إرسال الرسائل عبر البيجر أحادي الاتجاه. لكن يجب أن نلاحظ أن الأمن لا يتحقق دائماً من خلال فرض قيود”.
وأشار رستجار إلى أن إحدى الطرق الآمنة للتواصل يمكن أن تكون عبر تصميم أنظمة تشغيل مخصصة. فبعد الهجمات الإرهابية الأخيرة التي تم تحديد مواقعها باستخدام GPS أو تقنيات الهواتف المحمولة الأخرى، كان يُعتقد أن البيجر ربما هو البديل لتجنب مخاطر التتبع عبر الهواتف المحمولة. ومع ذلك، ولأن البيجر هو جهاز استقبال فقط وتُرسل الرسائل بشكل مركزي وأحادي الاتجاه، فإنه يعد نظاما آمنا بشرط عدم وجود اختراق للنظام المركزي.
وقال رستجار إن تفسير انفجار البيجرات بسبب الضغط الزائد على بطارياتها مستبعد، حيث إن البطاريات تحت الضغط الزائد ترتفع درجة حرارتها، ويخرج الدخان من الجهاز، ويلاحظ الشخص الذي يحمله ذلك، وهو ما لم يحدث في الحادث الإرهابي.
وأوضح نائب رئيس نقابة صناعة الاتصالات الإيرانية، أن قوة الانفجارات وطريقة حدوثها تشيران بوضوح إلى وجود مادة متفجرة. وأكد أنه مثلما يمكن إرسال كود أو رسالة عبر المركز إلى البيجرات، يمكن أيضا إرسال إشارة لتفعيل الصاعق المتصل بالمادة المتفجرة عبر المركز، مما يؤدي إلى الانفجار.
هل سقطت طيارة رئيسي بسبب بيجر؟
وفي إطار آخر ردت وكالة أنباء كار إيران، في تقرير لها بتاريخ 18 سبتمبر/أيلول، على الادعاءات التي ظهرت فور وقوع الهجوم والتي تفيد بأن إبراهيم رئيسي، الرئيس الإيراني السابق، كان يحمل جهاز بيجر معه وأنه من المحتمل أن يكون السبب في إسقاط طائرته، ردت قائلةً: “بينما لم تتضح بعدُ جميع الأبعاد الأمنية لهذا الهجوم الإرهابي، فقد قام بعض الأفراد ووسائل الإعلام بالتعليق على الموضوع بثقة كاملة، بل ربطوا حادثة سقوط المروحية التي قتل فيها رئيسي بهذا الأمر، وهو ارتباط لا أساس له من الصحة، ويبدو أنه من تلك الشائعات التي تُنشر عبر الإنترنت لزيادة عدد المشاهدات والزيارات فحسب”.
وتكمل الصحيفة: “في هذا السياق، نشرت بعض وسائل الإعلام الأجنبية مؤخرا صورة رئيسي، وادعت أنه كان يستخدم جهاز البيجر، وربطت حادثة المروحية بهذا الأمر. ومع ذلك، فبمجرد إجراء تحقيق بسيط، يتضح تماما أن هذه الفرضية غير منطقية وخيالية. فأولا، ومن خلال التدقيق في الصورة المزعومة المنشورة لرئيسي، يتضح أن الجهاز الظاهر ليس بيجر، بل ساعة رقمية، وثانيا ليس هناك أي مسؤول في حاجة لوضع جهاز بيجر على طاولته، فهذا الجهاز مخصص للتواصل والإعلام، وثالثًا فخلال حادثة سقوط المروحية، كان الأشخاص المرافقون لرئيسي يستخدمون هواتفهم المحمولة، وبالتالي إذا كان هناك أي حاجة لاستخدام البيجر، فإن حمله في مثل هذا الوضع لا معنى له”. وقد نشرت الصحيفة الصور الأصلية للقاء رئيسي مع السيدة سلام زواوي سفيرة دولة فلسطين لدى إيران.
ثلاث رسائل وراء التفجيرات الأخيرة:
وتحت عنوان ثلاث رسائل وراء تفجيرات لبنان وسوريا كتب موقع انديشه معاصر مقالا بتاريخ 18 سبتمبر/أيلول، يتناول فيه أهم ثلاثة أشياء يجب أن تفهم من هذا الهجوم، يقول فيه: “إن الهدف الرئيسي من هذه الانفجارات كان استهداف قوات المقاومة في لبنان وسوريا، فبحسب بعض المصادر الإخبارية، مثل شبكة الجزيرة، فإن أجهزة البيجر المستهدفة تم استيرادها قبل خمسة أشهر من قِبل حزب الله، وهناك تضارب في التقارير حول الجهة المصنعة، بين شركة أمريكية (موتورولا) وشركة تايوانية”.
ويكمل المقال: “يمكن الوصول إلى ثلاثة دروس من هذا الهجوم، أولها قوة الاختراق المعلوماتي الإسرائيلي، فيرى العديد من المحللين الأمنيين أن ما شهدناه من انفجارات لأجهزة البيجر في لبنان وسوريا يعكس تركيزًا إسرائيليًا كبيرًا على اختراق المقاومة في المنطقة، ويظهر امتلاك إسرائيل أدوات لضرب المقاومة يجب التنبه لها، الدرس الثاني يكمن في التوقيت الاستراتيجي، فلقد وقعت هذه الانفجارات في وقتٍ تزداد فيه التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان، مما يشير إلى أن هذه التفجيرات كانت رسالة تهدف إلى إضعاف قوات حزب الله قبيل أي هجوم محتمل، وأخرها التأكيد المتكرر على خطورة التكنولوجيا، فتكرار استخدام الأجهزة التكنولوجية في استهداف قيادات المقاومة، مثل اغتيال يحيى عياش من حركة حماس باستخدام هاتف مفخخ، يعزز الحاجة إلى الحذر في استخدام هذه الوسائل من قبل قوات المقاومة”.