من القواعد الجوية إلى القاذفات الخارقة والسفن الحربية.. ترامب يحاصر إيران من كل الجهات!

كتب: ربيع السعدني 

يبدو الوضع متوترا هذه الأيام بين طهران وواشنطن بسبب البرنامج النووي الإيراني، حيث يسير التصعيد العسكري جنبا إلى جنب مع مسارات دبلوماسية محتملة، ولكن دون تقدم واضح نحو حل سلمي حتى الآن.

في وقت سابق هدد ترامب بـ “قصف غير مسبوق” إذا لم تتوصل إيران إلى اتفاق مع واشنطن، مع تعزيزات عسكرية تشمل حاملات طائرات مثل “كارل فينسون” و”هاري إس. ترومان”، وأسراب طائرات مقاتلة، وبطاريات صواريخ دفاعية مثل “باتريوت”، بالإضافة إلى قاذفات مثل “B-2” في قواعد مثل دييجو غارسيا. 

هذه التحركات تهدف إلى ردع إيران وحلفائها، مثل الحوثيين في اليمن، وتأمين حرية الملاحة البحرية في المنطقة.

في المقابل، تؤكد إيران استعدادها للرد، مع الإعلان عن قواعد عسكرية تحت الأرض وسلاح استراتيجي محتمل، مثل ما يُشار إليه بـ “سلاح البلازما“، وفق تصريحات قادة الحرس، في وقت أكد فيه خامنئي قبل أيام أن الولايات المتحدة ستتلقى ضربة قاسية إذا نفذت تهديدات ترامب.

خريطة القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة

بينما تنتشر القواعد العسكرية الأمريكية بشكل واسع في الشرق الأوسط والمحيط الهندي، وهي مجهزة بأحدث المعدات التكنولوجية في العالم، وتم تصميمها لتكون قوة استباقية، تهدف إلى الردع السريع، وتنفيذ ضربات دقيقة، فضلاً عن بسط النفوذ الإقليمي للولايات المتحدة.

  1. قاعدة العُديد الجوية – قطر:

تقع قاعدة العُديد الجوية جنوب غرب الدوحة، وتعرف أيضا باسم “مطار أبو نخلة” وتُعتبر أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط، وتستضيف حوالي 10.000 جندي أمريكي، وتعد مقرا للقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) والقوات الجوية الأمريكية في المنطقة، وتُستخدم لتنسيق العمليات الجوية والبعثات القتالية في المنطقة.

  1. الأسطول الخامس البحري – البحرين:

تتمركز قوات البحرية الأمريكية في البحرين منذ العام 1948، ووقعت الدولتان معاهدات للتعاون الأمني ​​في عامي 1971 و1991، مما يجعل البلاد مركزا مهما لأنشطة الدعم للبحرية الأمريكية. 

في عام 2022، كان هناك أكثر من 9000 أمريكي، وتتواجد القوات الأمريكية حاليا في ثلاث قواعد رئيسية في البحرين:

  • قاعدة الجفير البحرية، وهي مقر القيادة المركزية للقوات البحرية.
  • الأسطول الخامس، وقاعدة الشيخ عيسى الجوية، استخدمت في الحرب الأفغانية ويوجد فيها معسكر دعم جوي.
  • قاعدة المحرق الجوية، وهي جزء من مطار البحرين الدولي، ومقر القوة الجوية المشتركة 53.
  1. قاعدة الظفرة الجوية 

– الإمارات العربية المتحدة:

تقع قاعدة الظفرة الجوية في أبوظبي، وتستضيف طائرات مقاتلة مثل F-35 وطائرات استطلاع وتزويد بالوقود وتُعد مركزا رئيسيا للعمليات الجوية ضد التهديدات الإقليمية، وتدعم حوالي 5000 جندي أمريكي.

بما في ذلك قاعدة الظفرة الجوية، وميناء جبل علي الذي يستضيف البحرية الأمريكية، وقاعدة الفجيرة البحرية التي لها اتصال بري لوجستي بميناء جبل علي في حال إغلاق مضيق هرمز.

  1. قاعدة دييجو غارسيا – المحيط الهندي:

تُعد جزيرة “دييجو غارسيا“، واحدة من أهم عناصر الانتشار العالمي للجيش الأمريكي، وتبعد أكثر من 1600 كيلومتر عن السواحل الجنوبية للهند، وهي واقعة تحت السيادة البريطانية، وتم تأجيرها للولايات المتحدة منذ الحرب الباردة، تُوصف بأنها “حاملة طائرات غير قابلة للغرق” لأنها تستضيف قاذفات بعيدة المدى، وسفنًا موضوعة مسبقًا، ومحطات أرضية للأقمار الصناعية، ومرافق دعم للبحرية الأميركية.

يُقدر عدد القوات بحوالي 17.00 جندي و15.00 مدني يزيدون إلى 4.000 جندي في أوقات التصعيد، وفي سياق التوترات مع إيران، تشير التقارير إلى أن دييجو غارسيا شهدت تعزيزات في الآونة الأخيرة، بما في ذلك نشر قاذفات الشبح من طراز B-2 Spirit.

وهي تُعتبر من بين أكثر الطائرات الاستراتيجية تقدماً في سلاح الجو الأمريكي، قادرة على حمل أسلحة تقليدية ونووية، وطائرات تزويد بالوقود. 

  1. قاعدة الأمير سلطان الجوية – السعودية:

تحتفظ الولايات المتحدة بنحو 2700 جندي في المملكة العربية السعودية، ولكن قبل عام 2003، استضافت السعودية ما يقرب من 10 آلاف جندي أمريكي. 

وبحسب المعلومات المتوفرة فإن القوات الأمريكية في السعودية لم تشارك في أي عمليات أو مهام قتالية، خاصة الحرب التي تقودها الرياض ضد الحوثيين في اليمن منذ مارس/آذار 2015 وتتواجد الولايات المتحدة في قاعدة ألاسكا الجوية.

إلى جانب قاعدة الأمير سلطان الجوية، في مدينة الخرج بوسط الرياض والتي تُستخدم لنشر أنظمة الدفاع الصاروخي مثل “باتريوت” و”ثاد”، بالإضافة إلى طائرات مقاتلة.

  1. معسكر عريفجان – الكويت:

مركز لوجستي رئيسي يستضيف حوالي 13.000 جندي أمريكي، يدعم العمليات البرية والإمدادات في المنطقة، ويُعتبر نقطة انطلاق للقوات في العراق وسوريا، بحسب تقييمات وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2021، وتتواجد الولايات المتحدة في قاعدة عريفجان، وهي أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الكويت والمقر الرئيسي للقوات الامريكية. 

يوجد للجيش الأمريكي أربع قواعد عسكرية في الكويت: 

  • قاعدة علي السالم الجوية.
  • معسكر عريفجان.
  • قاعدة أحمد الجابر الجوية
  • القاعدة الجوية الملكية الكويتية.
  1. قاعدة إنجرليك الجوية – تركيا:

تقع قاعدة إنجرليك الجوية في جنوب تركيا، على بعد 110 كيلومترات من الحدود السورية، بالقرب من الحدود التركية والعراقية وتستضيف طائرات مقاتلة وأسلحة نووية تكتيكية، رغم التوترات مع تركيا، تظل قاعدة حيوية لعمليات حلف الناتو والولايات المتحدة في الشرق الأوسط وتضم نحو 5 آلاف جندي أمريكي، معظمهم من أعضاء القوات الجوية.

يقال أن أكثر من 50 قنبلة نووية متبقية من الحرب الباردة مخزنة في هذه القاعدة، لم يتم الإعلان رسميًا عن عدد القنابل النووية الأمريكية في إنجرليك، لكن وثائق سربها موقع “ويكيليكس” عام 2011 تشير إلى أن عدد هذه القنابل يتراوح بين 60 و70 قنبلة.

وتنص هذه الوثائق على أن عدد القنابل النووية الأمريكية في تركيا عام 2001 بلغ 90 قنبلة، وأنه مع إغلاق القواعد الأمريكية في أكينجي وأنقرة وباليكسير، تم نقل القنابل الموجودة في هذه القواعد أيضًا إلى قاعدة إنجرليك وتقليصها.

  1. قاعدة عين الأسد – العراق:

تقع قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار العراقية، وتستضيف حوالي 2.500 جندي أمريكي، وتُستخدم لدعم العمليات ضد الإرهاب، لكنها تتعرض لهجمات متكررة من قبل جهات عسكرية مدعومة من إيران وسبق أن استهدفت بعشرات الصواريخ الباليستية من قبل الحرس الثوري ردا على عملية اغتيال الفريق قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق.

تُشكل هذه القواعد شبكة متكاملة تهدف إلى حماية المصالح الأمريكية، ردع الخصوم مثل إيران، وتأمين خطوط الملاحة والموارد النفطية، ويتفاوت عدد القوات الأمريكية في هذه القواعد حسب الظروف السياسية والعسكرية، لكن التواجد الدائم يُقدر بحوالي 40.000 إلى 60.000 جندي في المنطقة ككل وفقا للقيادة المركزية الأمريكية.

ونشر موقع “Axios” الإخباري الأمريكي أن الولايات المتحدة تملك ما يقرب من 800 قاعدة عسكرية حول العالم، وتقول القيادة المركزية الأمريكية إن ما بين 60 و70 ألف جندي أمريكي موجودون فقط في الشرق الأوسط.

هذه الخطوة تُعتبر جزءا من استراتيجية الردع الأمريكية لإظهار القوة في مواجهة التهديدات الإيرانية المحتملة، خاصة مع تصاعد التوترات حول البرنامج النووي الإيراني وهجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

القدرات العسكرية الإيرانية

لقد طورت إيران قدراتها العسكرية على مدى العقود الماضية، مع التركيز على الحرب غير المتكافئة، والصواريخ الباليستية، والطائرات بدون طيار، ويمكن تقييم أهم مؤشرات القوة العسكرية الإيرانية على النحو التالي؛

  1. الصواريخ الباليستية:

تمتلك إيران أكبر ترسانة صواريخ باليستية في الشرق الأوسط، تشمل صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى مثل “فاتح” و”قيام” و”سجيل” و”ذو الفقار”، و”خرمشهر”، بمدى يصل إلى 2.000 كيلومتر. 

هذه الصواريخ تُعتبر أداة ردع رئيسية، قادرة على استهداف قواعد عسكرية وقوات معادية في المنطقة، كما أظهرت ضرباتها في العراق (2020) وسوريا (2018) دقة متزايدة.

  1. الطائرات المسيرة:

برنامج الطائرات بدون طيار الإيراني تطور بشكل كبير، مع نماذج مثل “مهاجر-10” (مدى 2.000 كم) و”شاهد-136″، التي أثبتت فعاليتها في هجمات غير متماثلة، مثل الهجوم على منشآت النفط السعودية في 2019. 

هذه الأسلحة تُعزز من قدرة إيران على ضرب أهداف بعيدة بتكلفة منخفضة.

  1. القوات البحرية

تركز إيران على حرب بحرية غير تقليدية في الخليج العربي ومضيق هرمز، باستخدام غواصات صغيرة مثل “نور” و”غدير” و”الحوت” وزوارق هجومية سريعة بالإضافة إلى “الخليج العربي” وهو صاروخ باليستي مضاد للسفن، مداه 300 كيلومتر، أسرع من الصوت 

هذه القدرات تهدف إلى تعطيل الملاحة البحرية، حيث يمر عبر مضيق هرمز حوالي 20% من النفط العالمي.

  1. حلفاء إيران الإقليميين

بدأت إمدادات الأسلحة الإيرانية بشكل جدي في الثمانينات مع دعمها للقوات الشيعية في لبنان التي تقاتل ضد إسرائيل، وأصبحت هذه القوات نفسها هي حزب الله في لبنان، وصارت تعتمد على شبكة واسعة من الحلفاء في لبنان والحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي في العراق، ومكنت هذه المجموعات طهران من توسيع نطاق تأثيرها العسكري دون مواجهة مباشرة، مما يعزز استراتيجيتها غير المتكافئة.

  1. الدفاع الجوي

طورت إيران أنظمة دفاع جوية مثل “باور-373” المحلية، المشابهة لـ S-300 الروسي، لكنها لا تزال محدودة مقارنة بأنظمة الدفاع المتطورة لدى إسرائيل (مثل “آرو” و”ديفيد سلينغ”) أو ترسانة الولايات المتحدة العسكرية.

  1. القوات البرية

يبلغ عدد أفراد القوات المسلحة الإيرانية حوالي 610.000 جندي نشط و350.000 احتياطي، مما يجعلها الأكبر عددا في المنطقة، لكن معداتها البرية، مثل الدبابات والطائرات المقاتلة القديمة (F-4 وF-14)، تعاني من التقادم بسبب العقوبات.

  1. الحرب السيبرانية

تمتلك إيران القدرة على تعطيل أنظمة الرادار والاتصالات (مثل تجربة مهاجمة المنشآت النفطية السعودية).

الردع الإيراني

رغم ضعفها التقليدي، تعتمد إيران على استراتيجية “الردع بالعقاب“، حيث تستطيع إلحاق أضرار كبيرة عبر هجمات غير متماثلة أو استهداف البنية التحتية النفطية والملاحة، وإغلاق مضيق هرمز، على سبيل المثال، قد يكلف الاقتصاد العالمي خسائر فادحة.

توازن غير متكافئ 

على الجانب الآخر تمتلك الولايات المتحدة قوة تقليدية ساحقة، مع أساطيل بحرية وقاذفات متطورة مثل B-2 وF-35، وقواعد مثل دييجو غارسيا والعديد في قطر وإسرائيل، بدورها، تمتلك سلاح جو متفوق (F-35) ودفاع صاروخي متعدد الطبقات، مما يجعل أي مواجهة مباشرة مع إيران غير متكافئة لصالح الطرفين.

كلمات مفتاحية: