- دنيا ياسر
- 46 Views
أجرى موقع “عصر إيران” الإيراني الإصلاحي، الجمعة 30مايو/أيار 2025، حوارا مع أمير علي أبو الفتح، الخبير في الشؤون الدولية، عرضت فيه أبرز تصريحاته حول مستقبل المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة و فرص التوصل إلى اتفاق، وموقف الطرفين من الحرب، وتعقيدات الملف النووي الإيراني.
أوضح أبو الفتح أنه من غير الممكن الجزم بما إذا كانت إيران وأمريكا ستتوصلان إلى اتفاق، لكنه أكد أن مسار الحوار يسير إلى الأمام. وأضاف أنه بمجرد انتقال المحادثات من الجولة الأولى إلى الثانية، ثم الثالثة والرابعة والخامسة، والآن بانتظار الجولة السادسة، فهذا بحد ذاته مؤشر على أن المفاوضات- التي تحظى بأهمية كبرى على المستوى العالمي- تتقدّم تدريجيا.
عملية تفاوض معقدة وطويلة الأمد
ذكر أبو الفتح إنه على الرغم من هذا التقدم، لا يمكن اعتبار التوصل إلى اتفاق أمرا محسوما، لافتا إلى أن كلا البلدين يحاول التقدّم في عملية تفاوض معقدة وطويلة، تُناقش فيها القضايا طبقة بعد طبقة وبمنتهى الحذر.
كلا الطرفين يتجنّب الحرب
وعن صحة المقولة القائلة بأن “إيران والولايات المتحدة تتجنبان الحرب”، أوضح أبو الفتح بشكل قاطع: لا شك في أن إيران والولايات المتحدة تفكران بكل الخيارات باستثناء الحرب”.
وأضاف أنه لو كان أي من الطرفين لديه رغبة حقيقية في مواجهة عسكرية، لاندلعت الحرب منذ زمن.
وتابع قائلا: “من المهم أن نحدد أولا ما المقصود بكلمة (حرب). إذا كان المقصود الحرب بالمعنى التقليدي للقرن العشرين، أي اجتياح عسكري شامل وقصف ووقوع عدد كبير من الضحايا، فهذا النموذج لم يعد مطروحا”.
وأوضح: “أما إذا كنا نتحدث عن (حرب القرن الحادي والعشرين)، فحينها يمكن القول إن إيران والولايات المتحدة حاليا في قلب الحرب. وأضاف إنها حرب من نوع مختلف، تُعرف بـ(الحرب الإدراكية والمعرفية)، أدواتها ليست القنابل بل الأوامر التنفيذية والعقوبات الاقتصادية والحصار”.

الولايات المتحدة تغيّرت بعد العراق وأفغانستان
أشار أبو الفتح إلى أن الحقبة التي كانت فيها الولايات المتحدة تُرسل جيوشها إلى العراق وأفغانستان أصبحت من الماضي، ولن تقدم على عمل عسكري مباشر إلا إذا واجهت ظروفا استثنائية وخطيرة للغاية.
وتابع موضحا أن الحرب العسكرية مكلفة للغاية، والولايات المتحدة التي تركّز اليوم على التنافس الاقتصادي مع الصين، لن تدخل حربا تستهلك مواردها وتثير ردود فعل واعتراضات داخلية.
وأضاف: “لهذا السبب لا توجد لدى واشنطن رغبة فعلية في الدخول في حرب لا مع إيران ولا مع أي دولة أخرى وحتى في الحالات الاستثنائية مثل العمليات العسكرية التي نفذتها في اليمن، فقد اضطرت لاحقا إلى التراجع عنها، وإنْ كانت العقوبات والحصار المفروض على اليمن لا تزال قائمة”.
الغني النووي هو العقدة الكبرى في التفاوض
أوضح أبو الفتح أن إصرار النظام السياسي في إيران على مواصلة البرنامج النووي وعمليات التخصيب يجعل الوصول إلى اتفاق أكثر صعوبة.
وأضاف أن هناك قناعة راسخة لدى النظام الإيراني بعدم التنازل عن “حق التخصيب”، ولكن قد تقبل إيران بتقليص كمية التخصيب أو تقليص نسبة النقاوة، بشرط أن تظل البنية التحتية للتخصيب قائمة.
وتابع قائلا: “حتى لو تم تقليص التخصيب، فلا بأس، بشرط ألا يتم المساس بالأصل، حتى يتسنى لإيران إعادة التخصيب مجددا إذا ما نكث الطرف الآخر بالتزاماته”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تدرك أن إيران لن تتنازل عن مطلبها هذا، ولذلك إذا تم التوصل إلى اتفاق، فسيكون من نوع يخضع فيه البرنامج النووي الإيراني لرقابة مشددة، لكن دون المساس بأسسه.
المجتمع الدولي ينتظر بصيص أمل
وفي ختام حديثه، أشار أبو الفتح إلى أن تطورات الأسابيع الأخيرة تُظهر أن النظام الدولي قد يكون على موعد مع اتفاق محتمل بين إيران والولايات المتحدة.