“3 خطوط حمراء”.. إيران لن تتراجع عن هذه الشروط في مفاوضات روما مع الولايات المتحدة

كتب: ربيع السعدني 

أبلغت إيران، الولايات المتحدة في محادثات الأسبوع الماضي بالعاصمة العمانية مسقط، أنها مستعدة لقبول بعض القيود على تخصيب اليورانيوم.

لكنها في الوقت نفسه تسعى للحصول على ضمانات حازمة بأن  ترامب لن ينسحب من الاتفاق النووي مرة أخرى.

3 خطوط حمراء رئيسية في المفاوضات مع الولايات المتحدة لا ترغب في التنازل عنها ذكرها مسؤول إيراني بارز، بحسب تصريحاته لوكالة “رويترز” عشية عقد إيران والولايات المتحدة جولتهما الثانية من المحادثات في روما اليوم السبت 19 أبريل/نيسان 2025.

تأتي هذه المحادثات بعد أسبوع من الجولة الأولى من المحادثات في سلطنة عمان، والتي وصفها الجانبان بأنها محادثات “إيجابية” و”بناءة”. وأكد المسؤول الإيراني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الخطوط الحمراء “التي حددها خامنئي“، غير قابلة للتفاوض.

لا تفاوض حول الصواريخ الإيرانية 

وقال المسؤول الإيراني الذي طلب عدم الكشف عن هويته، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “فارس“، إن هذه الخطوط الحمراء تعني أن إيران لن توافق أبدا على تفكيك أجهزة الطرد المركزي، أو وقف التخصيب تماما، أو خفض مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى مستوى أقل من الاتفاق لعام 2015، الذي تخلى عنه ترامب.

ولن يكون برنامج الصواريخ الإيراني أيضا موضوعا للتفاوض، حيث ترى طهران أن هذه القضية خارج نطاق الاتفاق النووي، وقال: “خطنا الأحمر هو أننا لن نتفاوض بشأن برامجنا الصاروخية“، وأضاف: “خلصت إيران في المحادثات غير المباشرة في عُمان إلى أن واشنطن لا تريد وقف جميع الأنشطة النووية الإيرانية، ويمكن أن تكون هذه نقطة مشتركة لبدء مفاوضات عادلة بين إيران والولايات المتحدة”.

رفع العقوبات 

وبحسب المسؤول الإيراني، أعلنت طهران استعدادها للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية -التي تعتبرها “الهيئة الوحيدة المقبولة في هذه العملية”- لتقديم ضمانات بشأن الطبيعة السلمية لأنشطتها النووية، واختتم المسؤول حديثه: “أبلغ عراقجي الجانب الأمريكي أنه مقابل هذا التعاون يجب على واشنطن أن ترفع سريعا العقوبات المفروضة على قطاعي النفط والمال الإيرانيين”.

وفي وقت سابق انسحب ترامب، الذي أعاد إحياء سياسة “الضغط القصوى” على طهران منذ فبراير/شباط 2025 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية في ولايته الأولى عام 2018 وأعاد فرض عقوبات شديدة على إيران.

وفي السنوات التي تلت ذلك، تجاوزت طهران تدريجيا الحدود التي حددها الاتفاق لعام 2015؛ اتفاق تم تصميمه لجعل من الصعب على إيران بناء قنبلة نووية، كما أن الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة جو بايدن فشلت أيضا في تلبية طلب إيران الحصول على ضمانات بأن الإدارات الأمريكية المستقبلية لن تنسحب من الاتفاق مرة أخرى.

مخاوف طهران 

ولذلك دخلت إيران هذه المحادثات بتشكك وتشاؤم، بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق وبشأن نوايا ترامب، ويخشى البعض من أنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق نووي جديد، فإن الولايات المتحدة ستنسحب منه مرة أخرى، كما فعلت في عام 2018.

وهي القضية التي ألقت بظلال من عدم الثقة على المفاوضات الجديدة، وأضافت أنه على الرغم من أن الجانبين أكدا أنهما يؤكدان على الدبلوماسية، فإنه لا تزال هناك فجوة كبيرة بينهما في النزاع المستمر منذ أكثر من عقدين من الزمن.

وقالت إيران أمس الجمعة 18 أبريل/نيسان 2025 بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “فارس“، إن التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة ممكن، شريطة “أن يظهروا إرادة جادة ولا يقدموا مطالب غير واقعية”.

6 سنوات من الانسحاب

جلست إيران والولايات المتحدة على طاولة المفاوضات في مسقط عاصمة عُمان، يوم السبت 12 أبريل/نيسان 2025، بعد 6 سنوات من انسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد من الاتفاق النووي، للتوصل إلى حل مقبول للطرفين، قررت طهران وواشنطن إجراء محادثات غير مباشرة بينهما اليوم في روما، دون حضور الأطراف الأوروبية التي كانت دائما من الداعمين القويين للمفاوضات النووية، وبوساطة مباشرة من سلطنة عمان. 

وكان الجانبان حاضرين في غرفتين منفصلتين، وتم تبادل الرسائل كتابيا 4 مرات من قبل وزير الخارجية العماني، وأيضا تم نقل وجهات نظر كلا الجانبين إلى بعضهما البعض.  

وعكس الجولات السابقة، حيث كانت المفاوضات تعقد في الفنادق الكبرى في العواصم والمدن العالمية الكبرى، فقد عقدت في المنزل الشخصي لبدر البوسعيدي وزير خارجية سلطنة عمان.

جولة أولى “إيجابية”

واستمرت هذه الجولة من المفاوضات أكثر من ساعتين، وفي ختام المفاوضات تحدث رئيسا الوفدين الإيراني والأمريكي مع بعضهما البعض مباشرة لبضع دقائق في أثناء مغادرتهما القاعات التي كانا موجودين فيها. 

وفي ختام الجولة الأولى، وصف رئيسا فريقي التفاوض الإيراني والأمريكي العملية بأنها “إيجابية وبناءة”.

وأشار عراقجي إلى أنه “بالتأكيد، لا نحن ولا الطرف الآخر نريد مفاوضات عقيمة، ولا حوارا من أجل الحوار، أو مضيعة للوقت، ولا نريد مفاوضات مرهقة على الإطلاق”.

وأكد: “نحن والجانب الأمريكي نريد التوصل لاتفاق نووي في أقصر وقت ممكن، ولكن هذا لن يكون سهلا وسيتطلب إرادة كاملة من الجانبين”.

المحظور في محادثات روما 

وكما في الجولة الأولى من هذه المفاوضات التي جرت يوم السبت 13 نيسان/أبريل، فإن الوفد الإيراني في هذه الجولة من المفاوضات يرأسه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ويرأس الوفد الأمريكي كبير المفاوضين الأمريكيين ستيف ويتكوف،  بوساطة بدر البوسعيدي وزير الخارجية العماني.

ومن بين المرافقين لعراقجي في هذه الجولة من المفاوضات، نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي، ونائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية كاظم غريب آبادي، والمتحدث باسم الوزارة إسماعيل بقائي، ومستشار وزير الخارجية بهزاد صابري.

وأفادت مصادر إخبارية لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا” بأن الجولة الثانية من المحادثات الإيرانية الأمريكية بدأت ظهر اليوم السبت 19 أبريل/نيسان 2025، وستعقد هذه الجولة من المفاوضات الإيرانية الأمريكية، كما في الجولة السابقة، بشكل غير مباشر، كتابيا وشفهيا، بوساطة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي.

وقال مسؤولون إيرانيون إن القضايا غير النووية، وضمن ذلك القدرات الدفاعية والقضايا الإقليمية، لم تكن ولن تكون موضوع محادثات، كما أن تفكيك البنية التحتية والقدرات النووية الإيرانية لن يكون موضوعا للنقاش على الإطلاق خلال محادثات اليوم.

وفي الجولة الثانية من المحادثات ستتم محاولة مناقشة والتفاوض على الإطار العام للمفاوضات.

كلمات مفتاحية: