- زاد إيران - المحرر
- 75 Views
كتبت- شروق طه
تسبب تحقيق نشرته صحيفة “سازندگی” الإيرانية يوم الأربعاء 18 سبتمبر/ أيلول 2024، عن قضية بيع سري لثلاثين لوحة أثرية من متحف الإمام علي في طهران، في ضجة كبيرة في إيران سواء بين الساسة الإيرانيين أو في وسائل الإعلام ورواد التواصل الاجتماعي، ما دفع منظمة الثقافة والفنون التابعة لبلدية طهران لإصدار بيان يتضمن توضيحات حول القضية المثارة.
كانت صحيفة “سازندگی” قد نشرت أن 14 من بين 30 عملًا فنيًا ثمينًا لفنانين إيرانيين، والتي تم إخراجها من متحف الإمام علي في إيران، قد بيعت في الإمارات بمدينة دبي، ولا توجد أي معلومات حول الـ 16 عملاً المتبقية، كما أضافت الصحيفة أن ناصر أماني، عضو مجلس مدينة طهران، قد أعلن قبل بضعة أيام أن قيمة إحدى هذه الأعمال الفنية تبلغ 300 مليار ريال.

رد منظمة الثقافة والفنون التابعة لبلدية طهران على خبر البيع السري للوحات إيرانية في دبي
من جانبها، أصدرت منظمة الثقافة والفنون التابعة لبلدية طهران توضيحات حول الأخبار التي انتشرت في بعض وسائل الإعلام بشأن بيع أعمال فنية قيمة من أحد المتاحف التابعة للمنظمة، وذلك وفق ما نشرت صحيفة “همشهرى” في تقرير لها يوم الخميس 19 سبتمبر/ أيلول 2024،
وأتى في البيان الخاص بمنظمة الثقافة والفنون: جاء هذا ردًا على تصريحات أدلى بها أحد أعضاء مجلس مدينة طهران حول مجموعة من الأعمال الفنية التي تخص أحد المتاحف التابعة لمنظمة الثقافة والفنون، والذي زعم خروج 30 عملًا فنيًا من تلك المجموعة وعدم إعادتها. وبالنظر إلى الضجة التي أثارتها بعض وسائل الإعلام حول هذا الموضوع، فقد أثيرت تساؤلات ومخاوف لدى شريحة من المواطنين والمجتمع الفني، مما استدعى توضيح بعض النقاط لتنوير الرأي العام.
أضاف البيان: الفن هو إرث الفنان ونتاج جهده، والذي سيظل خالداً في زمانه وبعده، إذا كان الفن أصيلًا، فإن الفنان سيحتل مكانة رفيعة في التأثير، وستصبح الأعمال الفنية مؤثرة في روح المدينة، وسيستفيد المواطنون منها، أما إذا أصبح الفن ثانويًا ومجرد زينة لميادين أخرى، فإن العمل الفني سيتحول إلى سلعة، وسيصبح الفنان لعبة في أيدي أهل السياسة.
كما قال البيان: الإجابة على بعض هذه التساؤلات قد تسبب استياءً وقلقًا بين الفنانين ومحبي الفن؛ ولكن الآن، وقد أصبحت المنافسة السياسية التافهة تسلب ساحة الفن الرفيع وتجرها إلى سجالات إعلامية، يجب قول الحقيقة لأهل الفن وبالطبع الاستماع إلى كلماتهم المحقة، نأمل أن تخرج المنافسات السياسية من ساحة الفن.

قال البيان كذلك: بهدف تطوير الأنشطة الفنية، تم تشكيل مجلس مكون من أساتذة وشخصيات بارزة في مجال الفنون التشكيلية في البلاد في عام 2022 تحت اسم “مجلس تنظيم الأعمال الفنية لمنظمة الثقافة والفنون التابعة لبلدية طهران”، وكانت مهمته وضع السياسات والإطار العام لتنظيم الأعمال الفنية، إلى جانب تقديم آراء تخصصية حول إمكانات بلدية طهران في تطوير الأنشطة الفنية وزيادة تأثير الفن على المدينة. تم إعادة النظر في الحالة الأخيرة لمجموعات الأعمال الفنية في المدينة، وأكد المجلس المذكور على الحالة السيئة للمجموعات الفنية، والنقص الحاد في عرض وترويج الأعمال الفنية الموجودة، وتوقف عملية جمع الأعمال القيمة، وطالب المجلس بلدية طهران بإعطاء اهتمام أكبر لهذا المجال وتحسين وضعه.
أضاف البيان: في عام 2023، أصدرت الهيئة الإدارية لمنظمة الثقافة والفنون بعد استماعها إلى التقرير المذكور قرارًا يلزم المنظمة بتطوير قدراتها الفنية. في الخطوة الأولى، تم حصر الأعمال الفنية الموجودة، حيث كانت الأعمال متناثرة في زوايا الأقسام التنظيمية والإدارية. وبناءً على الوثائق المتوفرة، تم شراء العديد من الأعمال الفنية في السنوات الماضية من قبل رؤساء البلديات السابقين وتم تخزينها في متحف الإمام علي.
قال كذلك: بعد استعادة بعض الأعمال الفنية التي كانت خارج المتحف، بدأ جرد وتوثيق الأعمال الموجودة وتم إدراج ذلك كمشروع مستمر ضمن جدول الأعمال.
أضاف: بالإضافة إلى الأعمال التي كانت مبعثرة في الأقسام الإدارية، تم تتبع أعمال فنية تابعة لخزينة بلدية طهران في بعض المعارض الخاصة، ولم تكن هناك أي وثائق قانونية متاحة لهذه التنقلات. تم تحديد جميع هذه الأعمال وإعادتها، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق العناصر المخالفة.
أوضح: في الخطوة التالية، تم تنفيذ مخطط التعاون المشترك وتعزيز الشراكة بين منظمة الثقافة والفنون التابعة لبلدية طهران ومؤسسة الفن الثوري، التي تمتلك مجموعة كبيرة وقيّمة من أعمال الفنانين المشهورين في البلاد. بناءً على هذا القرار، وبموافقة مجلس الإدارة، تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون المشترك لتطوير الأنشطة الثقافية والفنية لمدة عام واحد.
وتابعت منظمة الثقافة والفنون التابعة لبلدية طهران قائلة: حتى الآن، تم إجراء عرضين مشتركين في إيران وعرض دولي واحد في الإمارات. من المقرر أن يتم العرض الداخلي الثالث في فصل الخريف بالتعاون مع مؤسسة حكومية أخرى، والعرض الدولي الثاني في نهاية هذا العام مع مشاركة المزيد من أعمال الفنانين الإيرانيين.
أما فيما يتعلق بالحدث الفني المرموق الذي أقيم في الإمارات، تجدر الإشارة إلى أن هذا الحدث شهد مشاركة 60 عملًا فنيًا من إيران (مشتركًا بين أعمال منظمة الثقافة والفنون ومؤسسة الفن الثوري) في 2024. تم تنفيذ جميع الإجراءات القانونية والمالية والتأمينية اللازمة للمشاركة في هذا الحدث.
ردود أفعال رواد التواصل الاجتماعي في إيران:
في سياق موازٍ، فقد تفاعل الكثيرون مع هذه الواقعة من النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي في إيران، وقد قال بهرام بارسائي ممثل أهالي شيراز السابق، تعليقاً على عنوان صحيفة “سازندگی” (اختلاس فنی): سرقة 30 لوحة قيمة ليست اختلاساً! إنها سرقة، نهب ثقافي وسرقة هوية وخنجر في جسد إيران والفن الإيراني، إنه عداء مع إيران”.
أضاف كذلك: “من الفساد البالغ 2500 مليار يورو لزاكاني لشراء خردة صينية، وأقبح من ذلك أن يظل هذا العار محفورًا على جبين عمدة طهران والمجلس إلى الأبد”.
كما قال علي مجتهد زاده، المحامي، معلقاً على هذا الخبر: في قضية خروج 30 لوحة قيمة من متحف الإمام علي (المتعلق ببلدية طهران)، وانتقالها إلى الإمارات وبيع 14 عملًا من بينها بالمزاد، فإن الجهة الأولى الملزمة بالرد ليست بلدية طهران، بل النيابة العامة والنظام القضائي، نحن في انتظار رد فعل المدعي العام وقيامهم بواجبهم في هذا الشأن.
في حين كتب يغما فشخامي، صحفي إيراني، تعليقاً على الخبر: “تحرك المدعي العام على الفور في قضية ادعاء محمد مهاجري واستدعاه (محمد مهاجري سياسي أصولي، نشر مؤخرًا منشورًا أشار فيه إلى أن أحد الوزراء قام بتعيين 200 مستشار له وتم استدعاؤه على أثر هذا المنشور)، لكن في قضية خروج 30 لوحة ثمينة من متحف الإمام علي ونقلها إلى الإمارات وبيع 14 منها في مزاد التزم الصمت، وذلك في حين أن العلاقات العامة للمتحف أكدت هذه الواقعة، هل يتمتع زاكاني بحصانة قضائية؟”
