- يسرا شمندي
- 22 Views
نشرت وكالة أنباء إيرنا، الجمعة 30 مايو/أيار 2025، تقريرا أفادت فيه بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدأ جولة في غرب آسيا في الـ23 من مايو/أيار 2025، استمرت ثلاثة أيام، وشملت كلا من السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. وأثار تنظيم هذه الزيارة ومواضيع المحادثات التي أجراها ترامب في الرياض والدوحة وأبوظبي، اهتماما واسعا في وسائل الإعلام.
وأضافت الوكالة أنه من غياب إسرائيل عن أول جولة إقليمية لترامب، إلى الصفقات التسليحية بمليارات الدولارات مع السعودية، مرورا بموقف ترامب من إدارة التوتر مع طهران، تحولت هذه القضايا إلى مواضيع لتحليلات متعددة.
وذكرت أنه في أحدث هذه التحليلات، أفاد موقع “أكسيوس” الإخباري في تقرير خاص أن قادة السعودية وقطر والإمارات، وخلال الزيارة الأخيرة لترامب، أعربوا عن رفضهم للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وشجعوه على مواصلة السعي نحو التوصل إلى اتفاق نووي جديد.
وتابعت أنه في معرض طرحها للسؤال لماذا يُعدّ هذا الأمر مهما؟، أشارت إلى أن السعودية والإمارات ودول الخليج الأخرى كانت تعارض الاتفاق النووي مع إيران عام 2015، المعروف بخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، لكنها اليوم تُعدّ من المؤيدين المتحمسين للخيارات الدبلوماسية مع طهران.
وأكَّدت أنه في ذلك الوقت، كان السعوديون والإماراتيون يدعمون سرّا الحملة العلنية التي قادها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ضد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما بشأن الاتفاق النووي، وكذلك تهديداته بشن هجوم على إيران. أما اليوم، فهم قلقون من أن يضغط نتنياهو على زر الهجوم، أو أن يتخلى ترامب عن المسار التفاوضي ويلجأ بنفسه إلى الخيار العسكري.
وأشارت الوكالة إلى أن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، ورئيس الإمارات محمد بن زايد، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، أبلغوا جميعا ترامب أنهم يشعرون بالقلق من أن تؤدي أي ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية إلى تعرّض دولهم لهجمات انتقامية من طهران، نظرا لاحتضانهم قواعد عسكرية أميركية على أراضيهم.
ولفتت إلى أن مصدرا مطّلعا قال لموقع أكسيوس إن تميم بن حمد أبلغ ترامب أن دول الخليج ستكون الأكثر تضررا في حال وقوع مثل هذا السيناريو. ووفقا للمصدر، عبّر السعوديون والقطريون بشكل خاص عن قلقهم من احتمال شنّ إسرائيل هجوما عسكريا على إيران، في حين شددت الإمارات على تفضيلها للحلّ الدبلوماسي. وأكّد مسؤولون أميركيون أن القادة الثلاثة عبّروا عن دعمهم لمساعي ترامب التفاوضية.
وتابعت أن الموقع تطرَّق في ما بعد إلى الجدل القائم بين ترامب ونتنياهو بشأن الخيار العسكري ضد إيران، وكتب أن ترامب أكد يوم الأربعاء 28 مايو/أيار 2025، أنه حذّر نتنياهو، خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما الأسبوع الماضي، من إصدار أي أمر بشنّ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
ويعتقد ترامب أن أزمة إيران النووية يمكن حلّها من خلال اتفاق قوي جدا، وهو اتفاق قد يُوقَّع في غضون الأسبوعين المقبلين.
ثلاث دول ترفض تغيير اسم الخليج العربي من قبل ترامب
وذكرت الوكالة أن موقع أكسيوس أفاد بأن ترامب كان يعتزم خلال جولته الإقليمية الإعلان عن أن الولايات المتحدة ستستخدم من الآن فصاعدا مصطلح الخليج العربي بدلا من الخليج الفارسي، لكنه قبيل مغادرته قال إنه لا يريد جرح مشاعر أحد. وفي النهاية، تراجع عن هذه الخطوة.
ونقل التقرير عن مسؤولَين عربيَّين أن سبب هذا التراجع هو غياب الإجماع بين دول الخليج، حيث رأى بعضهم أن هذا الإعلان قد يؤدي إلى توتر غير ضروري مع إيران.
ويعتبر السعوديون والإماراتيون أقل قلقا الآن بشأن الأنشطة الإقليمية لإيران مقارنة بفترة مفاوضات عام 2015، حيث كان جزء من معارضتهم للاتفاق آنذاك يعود إلى عدم التشاور المسبق معهم. أما أولويتهم الحالية فهي الحفاظ على استقرار المنطقة والتركيز على النمو الاقتصادي.
وأضاقت أنه قد قامت السعودية في العامين الماضيين، تدريجيا بتطبيع علاقاتها مع إيران، كما أعادت الإمارات استئناف تعاملها مع إيران بهدف خفض التوترات.
واختتمت التقرير بالإشارة إلى أن الزيارة غير المتوقعة لوزير دفاع السعودية خالد بن سلمان، لطهران في أبريل/نيسان 2025، والتي التقى خلالها المرشد الإيراني علي خامنئي، كانت، حسب مسؤول أمريكي سابق، رسالة واضحة بأن السعودية تعارض أي هجوم عسكري على البرنامج النووي الإيراني.