- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 56 Views
كتب: ربيع السعدني
انتهت الجولة الثانية من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة في روما، السبت 19 أبريل/نيسان 2025 بعد أربع ساعات من المناقشات “البناءة“، ومن المقرر أن تنعقد جولة جديدة من المفاوضات في عُمان، خلال أسبوع، بحسب وزارة الخارجية الإيرانية.
وأشار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إلى أن “المناقشات الفنية على مستوى الخبراء ستبدأ الأربعاء” 23 أبريل/نيسان 2025، ووصف محادثات روما بأنها “كانت لقاء جيدا والمفاوضات تتقدم إلى الأمام“.
الاجتماع الثاني
استضافت روما المحادثات التي شارك فيها وزير الخارجية الإيراني عراقجي، والمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وتتوسط فيها سلطنة عُمان، وهو ثاني اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ أن انسحب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي التاريخي عام 2018.

وتولى وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي– كما في الجولة الأولى- “مهمة نقل الرسائل” بين الوفدين الإيراني والأمريكي وكما في الجولة السابقة، يرافق الوزير الإيراني كل من نائبيه السياسيين القانونيين، مجيد تخت روانجي وكاظم غريب آبادي إلى جانب المتحدث الرسمي باسم الخارجية إسماعيل بقائي.
وسط أجواء أمنية مشددة وحضور محدود للصحفيين أمام سفارة سلطنة عُمان في روما، مكان انعقاد المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، أشار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إلى تمسّك طهران بـ”المسار الدبلوماسي وسجلّها الطويل في التفاعل مع الدول الأخرى بشأن الملف النووي”.
سلمية البرنامج النووي
وأكد عراقجي ضرورة “استغلال جميع الأطراف لهذه الفرصة للتوصل إلى تفاهم منطقي ومعقول، يكفل حقوق إيران المشروعة ويؤدي إلى رفع العقوبات الجائرة وغير القانونية بما يُسهم في إزالة الشكوك المتعلقة ببرنامج إيران النووي السلمي من خلال إجراءات بناء الثقة الطوعية”. وشدد مرة أخرى على “سلمية البرنامج النووي الإيراني”، وعلى رفض طهران لـ”أسلحة الدمار الشامل”.

تفاصيل الجولة الثانية من المحادثات
نشرت وزارة الخارجية الإيرانية تفاصيل محادثات الجولة الثانية في روما، والتي حدد خلالها كبار المفاوضين الإيرانيين والأمريكيين الإطار العام للمفاوضات وتبادلوا وجهات النظر حول بعض القضايا المهمة في مجال تخفيف العقوبات والقضية النووية”، واتفق الجانبان على مواصلة الجولة المقبلة من المحادثات غير المباشرة السبت المقبل 26 أبريل/نيسان 2025 في مسقط.
9 مبادئ رئيسية لطهران
وقبيل انطلاق المفاوضات، قال علي شمخاني، مستشار خامنئي السياسي، إن الوفد المفاوض في روما يتمتع بصلاحيات كاملة للتوصل لاتفاق شامل، مشدداً بالقول: “نريد اتفاقا نوويا شاملا يرتكز على ضمانات ومبادئ الجدية”.

وقال شمخاني إن طهران تهدف إلى اتفاق يرفع العقوبات و”ليس نموذج ليبيا/الإمارات كما تريد إسرائيل”، بحسب تعبيره، مضيفا على حسابه الشخصي بمنصة إكس: “لن يكون هناك اتفاق مع أمريكا إلا بوقف التهديدات واحتواء إسرائيل”، مشددا على أن الوفد ذهب إلى روما من أجل اتفاق متوازن وليس الاستسلام.
غرفتان منفصلتان
وجرت جولة المفاوضات الأخيرة في مقر إقامة سفير عمان في روما، الدولة التي ترعى هذه المحادثات، وفق ما صرح به المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الذي أوضح أن “الوفدين تواجدا في غرفتين منفصلتين، ويقوم الوزير العماني بنقل الرسائل بينهما”.

وكتب بقائي، على منصة إكس: “نغادر مدينة روما ممتنين لسلطنة عمان وإيطاليا لاستضافتهما المشتركة لهذه الجولة المهمة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة”.
كما أكد أنه “بينما يواجه العالم تحديات وتهديدات غير مسبوقة لسيادة القانون والقيم الإنسانية المشتركة، فإننا نواصل التزامنا بالحوار والدبلوماسية كأداة وطريقة فريدة لحل القضايا”.
وهذا يعد الاجتماع الثاني على هذا المستوى بين البلدين منذ أن انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أحاديا عام 2018 من الاتفاق النووي التاريخي مع إيران الذي نص على تخفيف العقوبات الدولية على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
الهدف من الجولة القادمة
وبحسب بيان وزارة الخارجية الإيرانية، ونظرا إلى أن القرارات المتعلقة بقضيتي “الرفع الفعال للعقوبات” و”بناء الثقة بشأن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني” تتطلب مناقشة وفحصا أكثر تفصيلا على مستوى الخبراء، فقد تقرر أن يعقد الوفدان الفنيان الإيراني والأمريكي، بحسب البيان، اجتماعا في مسقط يوم الأربعاء المقبل 23 أبريل/نيسان 2025، بتيسير من وزارة الخارجية العمانية.

اتفاق نووي عادل ودائم
وجاء في بيان وزارة الخارجية العمانية: “إن الهدف (من الجولة المقبلة من المحادثات) هو التوقيع على اتفاق نووي عادل ودائم يضمن عدم حصول إيران على أسلحة نووية ويحرر البلاد من أي عقوبات ويسمح لها بتطوير برنامجها النووي السلمي”.
واختمت وزارة الخارجية العمانية بيانها قائلة: “من خلال الحوار والتواصل الشفاف فقط يمكننا التوصل إلى اتفاق وتفاهم مشترك يعود بالنفع على جميع الأطراف الإقليمية والدولية، ومن المقرر أيضا أن تقام الجولة المقبلة في مسقط خلال الأيام المقبلة”.
الفرصة الأخيرة

وبعد عودته إلى البيت الأبيض في يناير، أعاد ترامب اعتماد سياسة “الضغوط القصوى” التي انتهجها خلال ولايته الرئاسية الأولى حيال إيران التي انقطعت علاقتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة منذ 1980 بعد وقت قصير على الثورة في إيران.
وفي مارس/آذار 2025، دعا الحكومة الإيرانية إلى التفاوض على اتفاق نووي جديد، وهدد ترامب بقصف إيران إذا فشلت التسوية الدبلوماسية، وأكد أنه سيتخذ إجراء عسكريا “إذا لزم الأمر” لمواجهة سعي طهران للحصول على أسلحة نووية.