إيران وطالبان على “صفيح ساخن” .. دعوات لتقييم العلاقات بين البلدين، وسر قنصلية أفغانستان في مشهد التي فجرت الأزمة

كتبت- هدير محمود

جدل أثير في إيران جراء، دعوة صحيفة اعتماد يوم الثلاثاء 7 أغسطس/آب 2024، الحكومة الإيرانية النظر في نوع العلاقة مع طالبان، وقالت إن وجود بعض الأشخاص في إيران يميلون إلى حركة طالبان ويعملون على تلميع صورتهم وتقديمهم الخدمات القنصلية والدبلوماسية الأفغانية دون الحصول على أي امتيازات، وعدم السماح للمعارضة الأفغانية بالنشاط السياسي في البلاد، ومنح طالبان شيكًا على بياض في الواقع، يستحق التأمل!.

تأتي هذه الدعوة على الرغم من انتشار صور لوفد طالبان الذي سافر إلى إيران للمشاركة في مراسم أداء اليمين لمسعود بزشكيان.

أضافت الصحيفة: “كل إنسان حر يعلم أي من التيارين المذكورين يتوافق أكثر مع ثقافة إيران ويخدم مصالحنا الوطنية ولا يعرض عمق إيران الاستراتيجي للخطر،في إشارة إلى السلطة والمعارضة في أفغانستان، من المتوقع أن تعود الحكمة في سياسة الحكومة الرابعة عشرة إلى وزارة الخارجية بشأن الشؤون الأفغانية، لتجنب سياسات طالبان غير الرشيدة.”

انتقادات إيرانية لطالبان

في سياق متصل، انتقدت صحيفة جمهوري إسلامي تعيين أحد الموالين التابعين لطالبان قنصلًا لأفغانستان في مدينة مشهد الإيرانية، مشيرة إلى أن لديه سوابق في عمليات اختطاف.

كتبت صحيفة “جمهوري إسلامي” إن مولوي فيض الرحمن عطايي، الشخص الذي تم تقديمه كرئيس للقنصلية الأفغانية في مشهد، هو أحد موالِي طالبان، والذي تم فرضه على هذا المنصب بطرق ملتوية باعتباره دبلوماسيًا”.

أضافت الصحيفة: “القنصل العام الجديد لأفغانستان في مشهد هو أيضًا واحد من ثلاثة خاطفين معروفين حاولوا قبل بضعة أشهر باستخدام سيارة تحمل لوحة دبلوماسية، وبدون علم القنصل العام آنذاك، اختطاف “قاري عيسى محمدي” [وهو شخصية معروفة في المعارضة المناهضة لطالبان] في مطار مشهد الدولي ونقله فورًا إلى أفغانستان بهدف قتله”، على حد مزاعم الصحيفة.”

علاقة إيران وطالبان:  

جدير بالذكر أنه بعد مرور شهرين على إقالة حكومة طالبان القنصل العام الأفغاني بمدينة مشهد جابر أنصار، أُعلن في إيران خلال اليوم الأخير من عمر الحكومة السابقة عن حل الخلاف مع كابل بشأن إدارة قنصليتها، مما أثار انتقادات واسعة في الأوساط الإيرانية بسبب الاستعجال في حسم ملف الخلاف وتعود جذور هذا الخلاف إلى ترشيح كابل، مطلع يونيو/حزيران الماضي، ممثلًا لها للقيام بمهام القنصل العام المعين من قبل الحكومة الأفغانية السابقة، لكن طهران اعتبرته انتهاكًا لاتفاقية فيينا لعام 1961 بشأن ترشيح الدبلوماسيين، وأنه جاء بدون التنسيق معها.

وبعد تنصيب مسعود بزشكيان رئيسًا لإيران، أفادت وكالة أنباء “إيسنا” بحل الخلاف بين طهران وكابل بشأن عملية ترشيح واستقدام الدبلوماسيين بناءً على الآلية التي تنص عليها اتفاقية فيينا، وبالتالي قبول إيران القنصل الذي قدمته طالبان لإدارة القنصلية الأفغانية بمدينة مشهد. 

ويرجع الدبلوماسي الإيراني السابق والباحث المختص بالشأن الأفغاني، محسن روحي صفت، سبب التعقيد في إدارة العلاقات مع كابل إلى كثرة الأطراف الفاعلة على الساحة الأفغانية داخليًا، وكذلك تأثير الجهات الإقليمية والدولية الأخرى على مسار العلاقات مع السلطات الحاكمة في أفغانستان وسياستها الخارجية. 

ورأى أنه لا بد من تعامل طهران مع سلطة طالبان نظرًا إلى الجوار الجغرافي وتداخل الملفات وكذلك الكم الهائل من المهاجرين الأفغان في إيران، مستدركًا أن الانتقادات حول القبول بمرشح طالبان قبيل تنصيب بزشكيان واردة، وكان التريث حتى استقرار الحكومة الجديدة أمرًا مستحسنًا.

المهاجرون الأفغان

في حين صرّح خبير في سوق العقارات مجيد جودرزي، بأن جزءًا من مشكلة المستأجرين يعود إلى تواجد المهاجرين الأفغان في البلاد، حيث تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 5 ملايين شخص يقيمون في إيران. وهؤلاء الأشخاص، بسبب عدم قدرتهم على شراء العقارات بشكل قانوني في إيران، يصبحون مستأجرين، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة الإيجار في إيران.

ولسوء الحظ، ارتفعت أسعار المساكن بشكل كبير لدرجة أن الناس فقدوا القدرة الشرائية لتوفير السكن، وحتى الأشخاص الذين كانوا يعتزمون تغيير مساكنهم وتحسين ممتلكاتهم لم يعودوا قادرين على ذلك، وجزء كبير من المجتمع أيضًا بسبب القمع الشديد للأجور، فهم غير قادرين على شراء العقارات.

كذلك وبسبب ارتفاع الأسعار، لم يعد بعض الناس قادرين حتى على صيانة منازلهم، ونتيجةً لذلك زاد عدد المستأجرين، ومن ناحية أخرى، يعود جزء من هذه المشكلة إلى وجود المهاجرين الأفغان في البلاد وبحسب الإحصائيات، يعيش في إيران حوالي 5 ملايين شخص، وهؤلاء الأشخاص مستأجرون لأنهم غير قادرين قانونًا على شراء العقارات في إيران، مما أدى إلى تفاقم أزمة الإيجارات في إيران. 

ردود وانتقادات 

كان هناك رد فعل وهو تصريح أحمد معصومي‌فر بخصوص بعض الأخبار حول تسليم القنصلية الأفغانية في مشهد إلى طالبان، قائلًا: “لا يمكن القول إن القنصلية الأفغانية قد تم تسليمها إلى طالبان. كانت مهمة القنصل السابق قد انتهت منذ فترة طويلة، وكان من المقرر أن يتم تقديم شخص جديد من قِبل أفغانستان لإيران. الشخص الذي قدمته أفغانستان ليكون القنصل الجديد في مشهد لم يكن وفقًا لإطار اتفاقية فيينا، ولهذا السبب رفضت وزارة الخارجية الإيرانية هذا الشخص.”من جانبه أشار سيد رسول موسوي مساعد وزير الخارجية الإيراني إلى التحديات العديدة والمؤثرة على مسار علاقات البلدين، كاتبًا على منصة إكس أن “المهم في ذلك أن يولي قادة البلدين على أعلى المستويات أهمية كبيرة لإدارة العلاقات بينهما”.

كلمات مفتاحية: