- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 76 Views
كتبت- رضوى أحمد
بمجرد انتهاء ضجيج الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة، انطلقت حملة لإقالة “علي رضا زاكاني”، عمدة طهران وقد كان المرشح الأكثر هامشية في هذه الانتخابات. وهو المرشح الأصولي والذي في مناظرات الانتخابات الرئاسية 2024 عندما سأله مسعود بزشكيان الرئيس المنتخب: “هل ستبقى حتى النهاية؟” فأجاب: “بالتأكيد، بالتأكيد سأبقى ولن أسمح لك بأن تصبح رئيساً.”
نقلًا عن وكالة أنباء شبكة شرق الإيرانية، يوم الأربعاء 21 أغسطس/آب 2024، أنه جاء في نص حملة إقالة علي رضا زاكاني: “لسان حال أهل طهران تجاهه هو أننا لا نأمل منك خيرًا، فلا تُلحق بنا شراً! إذا لم تستطع إنشاء حدائق لراحة الناس وزيادة المساحة الخضراء، على الأقل اترك الحدائق الموجودة وشأنها ودع المساحات الخضراء، ولا تقطع الأشجار. وأن بناء المساجد هو عمل المؤمنين المتقين ذوي النية الطاهرة وبالأموال الحلال ودون شبهة، ولا يمكن بناء مسجد على أرض مغصوبة، بنية الاستغلال السياسي والتجاري والبحث عن الكنوز.”
وذلك إثر المشاريع التي تبنيها بلدية طهران في الحدائق الشهيرة في طهران، خصوصًا حديقة قيطرية وحديقة لاله. كذلك كان بناء مسجد ومساحات ثقافية وإحاطتهم بسور في هاتين الحديقتين، حيث واجه ردود فعل سلبية كثيرة.
لم يكن هذا الموضوع وحده سبب تلك الانتقادات الحادة، بل كان هناك قرار غامض أيضًا، حيث وقعت بلدية طهران عقدًا سريًا مع شركة صينية لاستيراد الحافلات الكهربائية، ولكن تم تسريب معلومات من هذا العقد أظهرت أن قيمته تبلغ 2 مليار يورو وأن هذه الشركة ليس لديها أي تخصص في مجال السيارات والنقل، وأيضا أنه لا توجد الضمانات اللازمة، وفي حالة حدوث نزاع لن يتم التنبؤ بحلول قانونية مناسبة.
ووصل موضوع هذا العقد الذي يبدو سريًا إلى مجلس مدينة طهران، وأثناء حديث زاكاني قام بعض أعضاء المجلس بمغادرة الجلسة احتجاجًا.
حملة أنصار زاكاني:
لم تظل الحملة ضد زاكاني بلا رد، حيث قام أنصار زاكاني بتشكيل حملة لاستمرار إدارته في بلدية طهران، وفي نص هذه الحملة تم توجيه خطاب إلى مجلس مدينة طهران جاء فيه: “نظرًا للأنشطة القيمة التي يقوم بها الأخ الثوري زاكاني في مدينة طهران الكبرى، نرجو عدم التأثر بالضغوطات والإيحاءات من الجماعات والأفراد ذوي التوجهات السياسية، واعتبروا فقط الخبرة والقدرة والكفاءة والإيمان والثورة كمعايير لاختيار المسؤولين على رأس بلدية طهران!”.
في خضم هذه الحملات، وفي آخر جلسات بلدية طهران في الأيام الأخيرة من شهر يوليو، أصبح موضوع إقالة زاكاني علنيًا، حتى أعلن مهدي أقراريان، أحد أعضاء مجلس مدينة طهران، أن إقالة رئيس بلدية طهران ضمن جدول أعمال بعض أعضاء المجلس، وأنها كذلك تشمل مسؤولين من داخل البلدية وبعض المديرين في حكومة رئيس الجمهورية السابق رئیسي.
وكما جاء في وكالة أنباء الشرق الإيرانية أن صحيفة “إيران” كتبت في تقرير لها: “من بين 21 عضوًا في مجلس المدينة، هناك 10 أعضاء معارضون لزاكاني؛ ويدعمون بشكل واضح محمد باقر قاليباف، وجهودهم لإقالة زاكاني ليست بعيدة عن الخلافات بين قاليباف وزاكاني، وقد هدد المعارضون لزاكاني بأنهم إذا وصلوا إلى طريق مسدود في إقالته، فإنهم سيستقيلون جماعيًا من مجلس المدينة.”
وفي جلسة الاثنين 5 أغسطس/آب 2024، قال مهدي چمران رئيس مجلس بلدية طهران ردًا على سؤال ما إذا كان زاكاني سيبقى حتى نهاية هذه الدورة في بلدية طهران، نظرًا للظروف التي حدثت وتهديد بعض أعضاء مجلس المدينة بالاستقالة، فقال: “بالطبع لا أستطيع التنبؤ بهذا الأمر، وأعتقد أننا سنواصل هذا المسار حتى نهاية الدورة، حتى يتمكن السيد زاكاني من مواصلة عمله في بلدية طهران، ولكن مصلحة مجلس طهران ذو أهمية بالغة.”
وأضاف: “بالتأكيد سنقوم بمتابعة مطالب أعضاء مجلس المدينة في طهران بشكل خاص، وسنبلغ بلدية طهران بأي اعتراضات أو إشكالات، حتى لا تحدث مشاكل من الرد على الإبهامات والتساؤلات.”
زاکاني الذي اشتهر بلقب “دبابة الثورة” بسبب مواقفه القوية خلال مناظرات انتخابات الرئاسة لعام 2021، عقد الثلاثاء عصرًا اجتماعًا بحضور صحفيين من وسائل إعلام مختلفة، ويبدو أنه في هذا الاجتماع قدم توضيحات حول عقد بلدية طهران مع الصين.
كما تم رصد التصريحات المهمة لنرجس سليماني عضو مجلس بلدية طهران، في جلسة بتاريخ الأحد 14 يوليو/تموز 2024، حيث قالت سليماني: “منذ أن دخلنا المجلس، لم يحدث تغيير ملحوظ في المدينة، ولا يزال النقل العام، وجمع النفايات، والخلل في شؤون المدينة، وعلاقة الناس بالبلدية في حالة سيئة.” وأضافت: “عندما يزول القبول، لا تبقى هناك شرعية، والإصلاح اليوم لن يؤتي نتيجة.”