- زاد إيران - المحرر
- متميز
- 4 Views
كتب: محمد بركات
تتوجه أنظار الإعلام الإيراني إلى سفر الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في أعمال القمة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر عقدها الثلاثاء 24 سبتمبر/أيلول.
وبينما يرى البعض أن تلك المشاركة الأممية لن تؤدي إلى تغيير كبير في سياسات إيران الخارجية، وأنها ستكون كسابق عهدها من زيارات الرؤساء الإيرانيين، يرى آخرون فيها فرصة لانتهاج خط جديد في السياسات الخارجية، ومحاولة جادة لتصدير صورة جديدة لإيران، التي تحاول أن تتعايش وتنفتح مع جميع دول العالم، على حد قول رئيسها الإصلاحي الجديد.
في السطور التالية نرصد أبرز تقارير الصحافة الإيرانية حول توقعات ما ستسفر عنه زيارة بزشكيان لنيويورك:
تحت عنوان “مواطن التفاؤل والتشاؤم حول زيارة مسعود بزشكیان لنيويورك”، نشرت وكالة أنباء خبر أونلاين تقريرا نقلته عن وكالة أنباء رويترز جاء فيه:
“بالتزامن مع وصول الوفود الإيرانية والغربية للمشاركة في الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن إيران والأوروبيين سيختبرون فرص إجراء المباحثات الدبلوماسية”.
ووفقا للتقرير، فقد صرح ثلاثة مسؤولين إيرانيين لـ”رويترز٫ بأن بزشكیان، المعروف بكونه شخصية معتدلة، سيحمل رسالة، مفادها أن “إيران منفتحة على الدبلوماسية”، لكنه في الوقت نفسه سيؤكد أن إيران لن تخضع للضغوط.
ويضيف تقرير رويترز: “إن صناع القرار في طهران يأملون تخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة على برنامجهم النووي، رغم أن العلاقات بين إيران والغرب قد تدهورت منذ الهجوم الذي نفذته حماس المدعومة من إيران في 7 أكتوبر/تشرين الأول، على جنوب الأراضي الإسرائيلية، وكذلك بسبب دعم طهران المتزايد للحرب الروسية على أوكرانيا”.
ويقول التقرير: “تعتقد إيران أن الطريق المسدود والمتوتر مع الغرب حول برنامجها النووي يجب أن ينتهي، لكن من خلال التفاوض من موقع قوة وليس تحت الضغط”. وقد ذكرت كلسي داونبورت، مديرة سياسات عدم الانتشار في مؤسسة مراقبة عدم التسلح بالولايات المتحدة الأمريكية، أن قيام محادثات جادة بشأن الملف النووي الإيراني أمر غير وارد، ولكن الخطوات المؤقتة، مثل الحصول على بعض الإعفاءات من العقوبات مقابل توسيع مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على المنشآت النووية الإيرانية، قد تكون ممكنة، وأضافت: “خفض التوتر ممكن، وأعتقد أن ذلك سيكون مفيدا للطرفين”.
ووفقا لتقرير رويترز، “فقد أظهر المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي، في خطابه في شهر أغسطس/آب الماضي، استعداد إيران لاستئناف المفاوضات النووية، كما أن تعيين عباس عراقجي وزيرا للخارجية الإيرانية كان إشارة إيجابية، حيث يُعد عراقجي أحد المهندسين الرئيسيين لاتفاق 2015 الذي قلص قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الغربية، لكن الشكوك ما زالت تحوم حول ما يمكن تحقيقه من خلال اجتماعات الأمم المتحدة، حيث من المقرر أن يلتقي بزشكیان وعراقجي مسؤولين أوروبيين يشعرون بأن إيران لن تغير مسارها، وأن التوصل إلى اتفاق أوسع يشمل البرنامج النووي والدور الجيوسياسي لإيران يبدو حاليا غير واقعي، ومما يعزز هذا الشعور الهجوم الإيراني بطائرات مسيّرة وصواريخ على إسرائيل في أبريل/نيسان الماضي، والادعاءات المتعلقة ببيع إيران صواريخ باليستية إلى روسيا”.
الأهمية الخاصة لزيارة بزشكيان:
وفقا لتقرير نشره موقع نيمروز الإخباري الإيراني بتاريخ 22 سبتمبر/أيلول، فإن زيارة پزشكیان بنيويورك تكتسب أهمية خاصة؛ نظرا إلى كونه منتخبا حديثا رئيسا جديدا لإيران، مما يعني أن العالم سيراقب ويستمع لصوت جديد يصدر من إيران.
في حين أشار تقرير الموقع إلى الوضع المتوتر في المنطقة والذي يمكن أن يتحول في أي وقت إلى حرب إقليمية نتيجة جرائم الحكومة الإسرائيلية، وأنه في تلك الظروف سيسعى بزشكیان خلال زيارته، لتوضيح مواقف حكومته بشأن التطورات الإقليمية والدولية، خاصة في ما يتعلق برفع العقوبات، وهو أحد أبرز شعاراته الانتخابية، حيث يُتوقع أن يتخذ خطوات عملية بهذا الشأن.
ووفقا للتقرير، فيبرز جانب آخر مهم في هذه الزيارة وهو وجود عباس عراقجي وزيرا للخارجية، حيث لعب دورا محوريا في المفاوضات المتعلقة بالاتفاق النووي على مدار ما يقرب من عقد. وحضوره الآن كوزير للخارجية قد يسهم في حلحلة العقد المحتملة.
وذكر التقرير أنه من غير المحتمل أن تشهد الزيارة أية مفاوضات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، بسبب الانتخابات الأمريكية، ولكن في الوقت نفسه لا يُستبعد أن تُفعّل قنوات دبلوماسية مباشرة بين الطرفين، مع تبادل رسائل بينهما خلال هذه الزيارة.
ثمانية ملفات على طاولة المفاوضات:
أشارت صحيفة همشهري أونلاين في تقريرها المنشور بتاريخ 23 سبتمبر/أيلول، إلى وجود ثمانية ملفات أساسية مطروحة على أجندة تلك الرحلة وهي:
الحرب في غزة:
ففي ظل استمرار الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة ولبنان خلال الأيام الأخيرة، وتصاعد هذه الجرائم إلى مستويات غير مسبوقة، تمثل زيارة بزشكیان فرصة لتوضيح موقف إيران تجاه الحرب في غزة. ويعتقد الخبراء أن المشاورات الثنائية، خصوصا مع قادة الدول الإسلامية، قد تسهم في اتخاذ قرارات جديدة لإنهاء الإبادة الجماعية في غزة وكبح جرائم الكيان الصهيوني.
أزمة أوكرانيا:
خلال الأسابيع الماضية، أطلقت الولايات المتحدة والدول الأوروبية مزاعم باطلة حول إرسال إيران صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى روسيا لاستخدامها في الحرب الأوكرانية، وقد نفت إيران وروسيا مرارا هذه الادعاءات، في هذا السياق، من المتوقع أن تتناول المشاورات الثنائية للرئيس الإيراني مع قادة الدول الأوروبية الموقف الثابت لإيران تجاه الحرب في أوكرانيا.
المفاوضات مع الأطراف الأوروبية:
على الرغم من أن التطورات الإقليمية والدولية الحالية لا توفر أفقا واضحا لمفاوضات رفع العقوبات الغربية، فإن بعض المشاورات حول هذا الموضوع ليست مستبعدة. وقد أكد وزير الخارجية مؤخرا، أن الاتفاق النووي لا يزال إطارا مناسبا للوصول إلى اتفاق جديد، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة غير مستعدة حاليا لمواصلة المفاوضات. ومن المرجح أن تتناول مفاوضات الرئيس في نيويورك هذا الموضوع.
تعزيز سياسة الجوار والدبلوماسية الإقليمية:
تشكل اللقاءات الثنائية جزءا مهما من برنامج الرئيس خلال زيارته نيويورك، حيث يُتوقع أن يركز على توسيع العلاقات مع الدول المجاورة في إطار سياسة الجوار، كذلك فسوف يولي الرئيس اهتماما خاصا، بتعزيز التعاون الاقتصادي كأحد محاور مفاوضاته في نيويورك.
التكاتف لمواجهة الهيمنة الغربية:
أصبحت إيران في السنوات الأخيرة، لاعبا رئيسيا على الساحة الدولية في التصدي للسياسات الغربية الأحادية، ومن المتوقع أن تركز مباحثات الرئيس على تعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذه السياسات، خاصة مع الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس.
توسيع التعاون الاقتصادي:
أكد الرئيس قبل سفره إلى نيويورك، أن توسيع التعاون الاقتصادي سيكون أحد المحاور الرئيسية في محادثاته مع قادة الدول، وفي ظل الجهود المستمرة للتغلب على العقوبات الغربية، تعد الجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة مثالية لتعزيز هذا التعاون.
إبطال المشروع القائم على التخويف من إيران:
سعت الحكومات ووسائل الإعلام الغربية في السنوات الأخيرة إلى تشويه صورة إيران من خلال نشر ظاهرة الإيرانوفوبيا، مستخدمين ذريعة حقوق الإنسان. ومن المتوقع أن يلعب لقاء الرئيس مع الإيرانيين المقيمين بالولايات المتحدة وحضوره جلسات مع الإعلاميين ومراكز الأبحاث دورا مهما في إبطال هذا المشروع الغربي.
إعادة توجيه العلاقات الإقليمية والدولية:
إن تحسين العلاقات الإقليمية والدولية كان أحد أبرز محاور السياسة الخارجية التي تبناها بزشكیان منذ حملته الانتخابية، ويعتقد الخبراء أن المشاورات الثنائية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة قد تفتح فصلا جديدا في العلاقات الإيرانية-العربية، وربما تؤدي إلى تحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
لن تكون سوى زيارة عادية:
صرح غلام رضا تاجر جردون، الشخصية البارزة في تكتل المستقلين بالبرلمان الإيراني، في مقابلة مع وكالة خبر أونلاین بتاريخ 23 سبتمبر/أيلول، وردا على سؤال حول تقييمه لأهمية زيارة بزشكیان نيويورك في ظل انشغال أمريكا بالانتخابات وإيران بالقضية النووية غير المنتهية، قال: “ستكون زيارة بزشكیان زيارة عادية، ومع ذلك يمكننا أن نرى مدى اهتمام العالم البادي بإيران”.
وأضاف: “من المؤكد أن خطاب بزشكیان سيظهر نتيجة التفاعل مع العالم خلال هذه الزيارة. لكن لا ينبغي أن نتوقع حدوث أي شيء خاص، على سبيل المثال، لا يجب أن نعتقد أن هناك اتفاقا سيحدث أو يتم التوصل إليه، لأن هذه الأنواع من الاجتماعات لا تُعقد من أجل الاتفاقات، بل تركز على التفاعل والمحادثات العامة”.