- زاد إيران - المحرر
- أمريكا, إيران, ترامب, متميز
- 57 Views
ترجمة: يارا حلمي
نشر موقع “مشرق” الإيراني الأصولي ، الأربعاء 26 مارس/آذار 2025، تقريرا تناول فيه استمرار التهديدات العسكرية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب كاستراتيجية ضغط على إيران، والعوامل التي تعيق تنفيذ الخيار العسكري، وما هي الأبعاد السياسية والاقتصادية للتهديدات الأمريكية، ودور الإعلام في مواجهة التصعيد الأمريكي.
تهديدات ترامب حقيقية أم مجرد وسيلة للضغط
أشار الموقع إلى أن التصعيد الأخير الذي يقوده ترامب ضد إيران أثار نقاشات واسعة حول مدى جدية تهديداته العسكرية. فمن جهة، يرى بعض المحللين أن هذه التهديدات حقيقية وتمثل تمهيداً لعمل عسكري، ومن جهة أخرى، يعتبرها بعض الخبراء مجرد ورقة ضغط نفسي ودبلوماسي على طهران.
أكد الموقع أن هناك عددا من العوامل التي تدعم فرضية جدية التهديدات الأمريكية ضد إيران، أولها الوجود العسكري الأمريكي المكثف في المنطقة، حيث أن الولايات المتحدة عززت في الأسابيع الأخيرة انتشار حاملات الطائرات والبوارج الحربية والمعدات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما قد يشير إلى استعدادات لعمل عسكري محتمل.
كما ذكر أن ترامب سبق أن استخدم القوة العسكرية في حالات محدودة خلال ولايته الأولى، مستشهدة بقراره اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، في الثالث من كانون الثاني/يناير 2020، وهو ما يعكس استعداده لاستخدام الحلول العسكرية لتحقيق أهداف واشنطن.
وأفاد بأن هناك ضغوطا قوية من قبل التيار المحافظ في الولايات المتحدة ومن جماعات الضغط في المنطقة، مثل إسرائيل والسعودية، لدفع ترامب نحو تنفيذ ضربات عسكرية ضد إيران.
من ناحية أخرى، لفت الموقع إلى وجود مؤشرات عديدة توحي بأن تهديدات ترامب ليست سوى وسيلة للضغط الدبلوماسي والنفسي على إيران.
أوضح أن استراتيجية “الضغط الأقصى” التي تبناها ترامب منذ ولايته الأولى تعتمد على التهديدات التصعيدية ضد عدة دول، وليس إيران فقط، كأداة تفاوضية لإجبار خصومه على تقديم تنازلات.
وأضاف أن ترامب، ورغم تهديداته المتكررة، تجنب الدخول في حروب واسعة النطاق، مشيرة إلى أن هذا النهج يتماشى مع سياساته الداخلية التي تسعى لتفادي الحروب المكلفة.
وأكد أن الأزمات الداخلية التي تواجهها الولايات المتحدة، خاصة الاقتصادية والاجتماعية، قد تحد من قدرة ترامب على تنفيذ عمليات عسكرية واسعة، حيث أن هذه المشكلات، لا سيما مع اقتراب انتخابات الكونغرس، قد تشكل عائقا أمام تبني ترامب لقرار مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران.
وأشار كذلك إلى أن أي مواجهة عسكرية مع إيران ستفرض تكلفة سياسية واقتصادية باهظة على الولايات المتحدة، وهو ما قد يدفع الإدارة الأمريكية إلى التريث في اتخاذ مثل هذا القرار، تجنبا لردود فعل داخلية وخارجية سلبية.

آراء الخبراء حول تهديدات ترامب
قال الموقع إن هناك تباينا واضحا في آراء الخبراء والمحللين بشأن مدى جدية التهديدات العسكرية التي يطلقها ترامب ضد إيران.
وأضاف أن فريقا من الخبراء، من بينهم جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، ومايك بومبيو، وزير الخارجية الأسبق، وجيمس ماتيس، وزير الدفاع السابق، إلى جانب نكي هايلي، السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة، يعتبرون أن تهديدات ترامب العسكرية حقيقية وينبغي التعامل معها بجدية، حيث يعتقدون أن إيران قد تواجه ردا عسكريا أمريكيا، خاصة إذا رفضت الدخول في مفاوضات مع واشنطن.
أما الفريق الآخر، وفق ما أوضح الموقع، فيضم شخصيات بارزة مثل ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، وفيليب جوردون، مساعد مستشار الأمن القومي الأسبق، وتوماس فريدمان، الصحفي في “نيويورك تايمز”، ومارتن إنديك، المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط، ودينيس روس، المستشار السابق في وزارة الخارجية، وأليكس آيزنشتات، الصحفي في “بوليتيكو”.
وأشار الموقع إلى أن هذا الفريق يرى أن تهديدات ترامب ليست سوى أداة ضغط تهدف إلى إجبار إيران على تقديم تنازلات في المفاوضات، مؤكدين أن الإدارة الأمريكية لا ترغب في إشعال حرب جديدة في الشرق الأوسط، بل تسعى فقط لفرض شروطها التفاوضية على طهران.
الأهداف الخفية وراء تهديدات ترامب ضد إيران
ذكر الموقع أن تهديدات ترامب الأخيرة ضد إيران لا تقتصر على البعد العسكري، بل تأتي ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى تغيير سياسات طهران.
وأضاف أن الهدف الرئيسي لهذه التهديدات هو دفع إيران إلى التفاوض من موقع ضعف، إذ يسعى ترامب إلى إجبار طهران على تقديم تنازلات استراتيجية تخدم المصالح الأمريكية.
وأوضح كذلك أن ترامب يأمل من خلال هذه التهديدات أن يدفع إيران إلى تقليص أنشطتها النووية والإقليمية، ما يمنح واشنطن وحلفائها نفوذا أكبر في المنطقة.
وأشار إلى أن التهديدات العسكرية قد تؤدي أيضا إلى حدوث انقسامات داخل إيران، حيث يمكن أن تخلق حالة من عدم اليقين بين النخب السياسية، مما يسهل على واشنطن ممارسة ضغوط إضافية على النظام الإيراني.
وتابع أن ترامب يستخدم هذه التهديدات أيضا كرسالة طمأنة لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، خاصة إسرائيل، والسعودية، والإمارات، مؤكداً لهم أن واشنطن لا تزال ملتزمة بموقفها الصارم تجاه طهران، كما أنها تهدف إلى تعزيز التحالفات الأمريكية في الشرق الأوسط، وإظهار أن إدارة ترامب مستعدة لاتخاذ إجراءات قوية لحماية مصالحها وشركائها الإقليميين.
هل تهديدات ترامب العسكرية قابلة للتنفيذ؟
أشار الموقع إلى أنه بالرغم من الخطاب التصعيدي لترامب، إلا أن تنفيذ عمل عسكري ضد إيران يواجه عقبات كبيرة تقلل من احتمالية حدوثه، ففي الجانب العسكري والعملياتي، تمتلك إيران قدرات دفاعية متطورة تشمل منظومات دفاع جوي، وصواريخ باليستية، وشبكة واسعة من الحلفاء في المنطقة، مما يجعل أي هجوم أمريكي محفوفا بالمخاطر.
وذكر أن الطبيعة الجغرافية لإيران تشكل عائقا رئيسيا أمام أي تحرك عسكري أمريكي، حيث تتمتع البلاد بعمق استراتيجي وتضاريس معقدة تجعل العمليات العسكرية أكثر صعوبة مقارنة بدول أخرى مثل العراق أو أفغانستان.
وأضاف أن العوامل السياسية والاقتصادية تلعب أيضا دورا في تقليل احتمالية اندلاع حرب، حيث أن الكونغرس الأمريكي، خاصة أعضاؤه المنتمين إلى الحزب الديمقراطي، يعارضون بشدة الدخول في حرب جديدة في الشرق الأوسط، وقد يعرقلون أي قرار بهذا الشأن.
وتابع كذلك أن موقف الحلفاء الأوروبيين مثل فرنسا وألمانيا قد يمثل عائقا آخر أمام تنفيذ عمل عسكري، حيث إنهم يعارضون بشكل عام أي تصعيد قد يزعزع استقرار المنطقة.
وأشار إلى أن التكلفة الاقتصادية للحرب تعد أحد العوامل الرئيسية التي تجعلها خيارا غير مفضل لدى الإدارة الأمريكية، فاندلاع أي مواجهة مع إيران قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، وإحداث اضطرابات في الأسواق العالمية، مما يشكل تحديا إضافيا في ظل الأزمات الاقتصادية التي تواجهها الولايات المتحدة.
الاستراتيجيات الإعلامية في مواجهة التهديدات
قال الموقع إن إيران يمكنها الاستفادة من الأدوات الإعلامية وحرب الروايات للتصدي للتهديدات الأمريكية، والتأثير على الرأي العام الدولي لتخفيف الضغوط التي تمارسها واشنطن.
وأضاف أن إحدى الاستراتيجيات المهمة في هذا الإطار هي تسليط الضوء على التكلفة الباهظة لأي حرب محتملة، حيث يجب أن توضح إيران للعالم أن أي عمل عسكري لن يكون له تداعيات خطيرة عليها فقط، بل سيؤثر أيضا على استقرار المنطقة والاقتصاد العالمي.
وتابع أن إيران تستطيع أيضا استعراض قدراتها الدفاعية و الردعية، من خلال نشر تقارير موثوقة حول إمكانياتها العسكرية، وإرسال رسائل واضحة بأن أي هجوم أمريكي سيواجه برد قاس، مما قد يردع واشنطن عن اتخاذ أي خطوة تصعيدية.
وأشار كذلك إلى أن كشف الدوافع الحقيقية وراء تهديدات ترامب يمكن أن يكون جزءا من هذه الاستراتيجية الإعلامية، موضحة أن هذه التهديدات قد تكون مرتبطة بالأوضاع الداخلية في الولايات المتحدة، حيث يسعى ترامب إلى استغلال التصعيد مع إيران لأغراض سياسية داخلية، مثل تعزيز شعبيته أو صرف الانتباه عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها.
كما أضاف أن إيران يمكنها أيضا الاستفادة من وسائل الإعلام الدولية لتسليط الضوء على المعارضة الداخلية لسياسات ترامب، وتعزيز الأصوات المناهضة للحرب داخل الولايات المتحدة.