- زاد إيران - المحرر
- 82 Views
ترجمة: شروق حسن
في حوار مع موقع فرارو يوم الخميس 2 مايو/أيار 2025، أوضح الدبلوماسي الإيراني السابق جلال ساداتیان، أسباب انزعاج الأوروبيين من مسار المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة.
لماذا تشكو أوروبا من مجريات مفاوضات إيران والولايات المتحدة؟

ووفقا لتقرير موقع «فرارو»، فقد قال وزير الخارجية الفرنسي إن إيران باتت على مشارف تطوير أسلحة نووية، وقد لاقت هذه التصريحات ردّ فعل حادّا من جانب مسؤولي وزارة الخارجية الإيرانية، في حين طالَب رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، كلا الطرفين بالالتزام التام بضوابط الوكالة خلال المفاوضات.
وتابع الموقع بالقول إن الترويكا الأوروبية قد هددت في وقت سابق، بأنه إذا لم تفضِ المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة إلى اتفاق، فستُفعّل آلية “الزناد”، التي تعني إعادة جميع عقوبات الأمم المتحدة على طهران، خلال فصل الصيف.
وبالنظر إلى تعقيدات هذا الوضع، تُثار أسئلة من قبيل: لماذا اتخذت فرنسا هذا الموقف من إيران؟ وكيف ستكون مقاربة الولايات المتحدة تجاه الوكالة وتصريحات غروسي؟ وقد أجاب «جلال ساداتیان»، الدبلوماسي الإيراني السابق في بريطانيا وخبير السياسة الخارجية البارز، عن هذه التساؤلات في حديث مع «فرارو».
الأوروبيون أبدوا بوضوحٍ رغبتهم في التدخل بالمفاوضات
قال جلال ساداتیان لـ”فرارو”: «أجرت إيران، قبل نهاية أبريل/نيسان 2025، أربع جولات تفاوضية مع المسوؤلين الأوروبيين، ولكن، في كل الأحوال، إذا لم يكن لدى الأوروبيين رضا عن الملف النووي الإيراني أو لم تكن لديهم معلومات كافية بشأنه، فقد يدخلون في مرحلة من العرقلة، وأي نوع من منع الأوروبيين من الاطلاع على سير المفاوضات يمكن أن يؤدي إلى تفعيل آلية الزناد.
وتابع: “يستطيع الأوروبيون، استنادا إلى القوانين الدولية، التركيز على قضية آلية الزناد، ولا يمكننا تجاهل هذا الموضوع. نحن، دون مجاملة، لدينا فقط حتى أواخر يونيو/حزيران مهلة للتفكير في حل بهذا الشأن” .
والسبب في الإشارة إلى شهر يونيو/حزيران هو أن هذه الدول ينبغي أن تعمل وفق جدول زمني يتطلب ثلاثة أشهر، وبالتالي، إذا بدأوا في يونيو/حزيران، فسيكون لديهم حتى الأول من سبتمبر/أيلول لتنفيذ عملية تفعيل آلية الزناد.
وأضاف أنه لذلك، وبسبب شعورهم حاليا بأن المفاوضات ستطول، ومن الخوف من تفويت فرصة تفعيل آلية الزناد وخسارة أسواقهم في إيران، لجأت فرنسا إلى التهديد وتوجيه الاتهامات ضد إيران.
منذ الأيام الأولى التي بدأت فيها همسات المفاوضات بين إيران وأمريكا، وبالتزامن مع انطلاق هذه المفاوضات، أظهر الأوروبيون بوضوحٍ رغبتهم في المشاركة فيها. كما أن للأوروبيين نفوذا واضحا على الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولذلك، فإن قضية أوروبا والوكالة ومفاوضات إيران والولايات المتحدة مرتبطة ببعضها البعض.
وأضاف: «لقد شهدنا سابقا محاولات الترويكا الأوروبية لممارسة الضغط على إيران، وفي فترة ما، حالت الصين وروسيا دون اتخاذ مجلس الأمن إجراءات ضد إيران.
الأوروبيون يعلمون جيدا أنه في حال استمرار المشاكل بين إيران والوكالة، وبالطبع استمرار الضغط من قبل الترويكا الأوروبية، إلى أين ستؤول الأمور في الوكالة الدولية للطاقة الذرية وحتى في مسار مفاوضات إيران والولايات المتحدة”.
وأشار إلى أن الزيارة الأخيرة لغروسي إلى روما، أو بشكل أدق إلى مكان المفاوضات، تظهر إلى أي مدى ستكون قضية مفاوضات إيران وأمريكا والمسار الذي تتبعه الدولتان مؤثرا في قرارات الوكالة المقبلة ومواقف الأوروبيين.
وتابع بالقول إن الترويكا الأوروبية صريحة جدا، ودائما ما تعلن اعتراضها على علاقاتها مع إيران أو علاقات إيران مع الوكالة، سواء من خلال بيانات أو إعلانات رسمية.
وتابع أن “الأوروبيين يعلمون جيدا أن تصريحاتهم تتابَع بدقة من قبل مسؤولي الدول الأخرى، وهم يعلمون، على سبيل المثال، عندما تتهم فرنسا إيران في المجال النووي، ما هي التبعات وردود الفعل المترتبة على ذلك. ولا ينبغي أن ننسى أن فرنسا كانت قد قامت بعرقلة مسار مفاوضات الاتفاق النووي (برجام) سابقا».
غروسي لا يمكنه حرف مسار المفاوضات
قال الدبلوماسي الإيراني: «يبدو أن الفرنسيين، من خلال هذه الادعاءات التي يطرحونها، يحاولون تحديدا منع الأمريكيين من الانفراد في مسار المفاوضات”.
وتابع بالقول إن هذا النوع من السلوك الفرنسي نوع من التذرع الدبلوماسي لإظهار الاعتراض، فرنسا تسعى للحصول على نصيب في المفاوضات.
كما قال إن الفرنسيين “قلقون من أنه إذا توصلت إيران والولايات المتحدة إلى اتفاق بدون وجود ممثلين عن أوروبا، فإن أوروبا لن تنال شيئا من مكاسب المفاوضات المستقبلية، أو بعبارة أخرى، ستتخلف عن هذا الماراثون».
وبخصوص مواقف دونالد ترامب تجاه قضايا الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمواقف الأخيرة لرافائيل غروسي بشأن مسار المفاوضات، قال: «الوكالة لا يمكنها أن تتدخل بشكل مباشر في مسألة المفاوضات بين إيران وأمريكا أو أن تعرقل هذا المسار”.
شروط ترامب
قال الدبلوماسي الايراني مستدركا: “لكن ما اشترطه ترامب على إيران، ويُعدّ في الواقع مطلبا أساسيا له، هو أن لا تسعى إيران لامتلاك سلاح نووي”.
أضاف في حواره: “لقد سمعنا مرارا هذا المطلب، أي ضرورة عدم وصول إيران إلى السلاح النووي، من قبل الترويكا الأوروبية، ومن الوكالة، ومن الولايات المتحدة”.
وأردف أنه وبالتالي، فإن ما يطرحه غروسي لا يتعارض مع محور المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، بل إن ما تضعه أمريكا محورا للتفاوض يتوافق مع مطالب غروسي.
ولكن، هل يعني هذا أن ترامب يتبع الوكالة؟ الجواب عk هذا السؤال هو: لا. ترامب يركّز على أهدافه الخاصة، ويسعى لتوجيه مسار المفاوضات في الاتجاه الذي يرغب فيه.
وأردف أنه “من الطبيعي أن تكون النقاشات الفنية الآن في أوجها، بدءا من نوع أجهزة الطرد المركزي، مرورا بنسبة التخصيب، وهي محور النقاش في الجولة الرابعة من المفاوضات وما بعدها، كما أن الطرفين قد وضعا القضايا الاقتصادية على جدول أعمالهما، ورغم كل ذلك، فإن تصريحات المسؤولين الأوروبيين أو أقوال غروسي لا يمكنها أن تحرّف مسار المفاوضات».