- زاد إيران - المحرر
- أمريكا, إيران, الاتفاق النووي, الولايات المتحدة, ترامب, روسيا, متميز
- 102 Views
كتب: ربيع السعدني
خلال محادثات في موسكو، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ونظيره الإيراني الدبلوماسي الإيراني مجيد تخت روانجي، التزام الجانبين بالمسار الثابت لإيجاد حلول تفاوضية مستدامة تهدف إلى إزالة الأحكام المسبقة والمفاهيم الخاطئة الغربية حول أهداف البرنامج النووي الإيراني.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في ختام هذا اللقاء، أن كبار المسؤولين الروس والإيرانيين أكدوا التزامهم بالمسار الثابت لإيجاد حلول تفاوضية قابلة للتطبيق للبرنامج النووي الإيراني.
وجاء في بيان نشر على موقع الوزارة بشأن نتائج الاجتماع ونقلته وكالة تسنيم للأنباء: “أكد الجانبان السياسة التي تم تحديدها خلال المشاورات رفيعة المستوى التي عقدت بين دبلوماسيين روس وصينيين وإيرانيين في 14 مارس/آذار 2025 في بكين، من أجل إيجاد حلول مستدامة وموثوقة في المفاوضات الرامية إلى القضاء على الأحكام المسبقة والمفاهيم الخاطئة الغربية حول أهداف البرنامج النووي الإيراني”.
حق طهران في الطاقة النووية السلمية

وأشار البيان أيضا إلى أنه من الضروري في هذه العملية أن يؤخذ في الاعتبار الحق القانوني لطهران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، والذي يتم الاعتراف به على أساس مشاركة طهران في معاهدة حظر الانتشار النووي.
وإضافة إلى ذلك، أكد الجانبان ضرورة تجنب استخدام الأساليب العسكرية من قبل معارضي طهران في عملية حل القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
كما حذرت روسيا وإيران أيضا من أن التهديد بمهاجمة المنشآت النووية والطاقة الإيرانية عمل غير مقبول ويمكن أن تكون له عواقب لا رجعة فيها على منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
وذكر تقرير “تابناك” نقلا عن وزارة الخارجية، أن الجانبين، في إشارة إلى المحادثات الأخيرة بمشاركة دول أخرى، أكدا استمرار المشاورات الوثيقة بهدف التوصل إلى إطار مشترك على طريق حل الخلافات ورفع العقوبات.
موسكو: نسعى لحوار بناء بين إيران والولايات المتحدة

وفي وقت سابق نقلت وكالة تسنيم عن وكالة “سبوتنيك” الروسية، تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، خلال مقابلة مع مجلة “الشؤون الدولية”: “إن موسكو مستعدة لمساعدة الولايات المتحدة وإيران في إقامة حوار بناء بشأن البرنامج النووي الإيراني”.
وأضاف: “إن عواقب أي هجوم أمريكي على البنية التحتية النووية الإيرانية قد تكون كارثية على المنطقة بأكملها، في حين لا يزال هناك وقت ولم يتحرك القطار بعد، يتعين علينا بذل الجهود للتوصل إلى اتفاق على أساس عقلاني”.
كما توجه تخت روانجي إلى موسكو للمشاركة في المشاورات السياسية لنواب وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون ولعقد لقاءات ثنائية.
جولة مفاوضات في بكين

وفي 13 مارس/آذار 2025، عقدت إيران جولة جديدة من المحادثات مع ممثلين من بريطانيا وألمانيا وفرنسا بشأن برنامجها النووي ورفع العقوبات المفروضة على طهران، وبعد ذلك عقد اجتماع في بكين بمشاركة روسيا والصين بشأن القضايا المتعلقة بالاتفاق النووي.
وفي هذا السياق، صرح كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا“، بشأن هذا الاجتماع: “تم تأكيد قضايا مختلفة في هذا الاجتماع، من ضمنها:
- ضرورة إنهاء العقوبات الأحادية غير القانونية.
- التركيز على الحلول الدبلوماسية والحوار لحل القضايا.
- ضرورة التخلي عن سياسة فرض العقوبات والضغوط والتهديد باللجوء إلى القوة.
- تأكيد أن أية مفاوضات ومحادثات سوف تركز فقط على القضية النووية ورفع العقوبات.
محاولة لكسب الوقت

وعلى الجانب الآخر يدرس ترامب قبول طلب إيران إجراء محادثات نووية غير مباشرة، رغم إصراره في السابق على إجراء مفاوضات مباشرة، ويعتقد البعض في واشنطن أن إيران استخدمت المفاوضات غير المباشرة خلال إدارة بايدن لكسب الوقت وتعزيز برنامجها النووي دون السعي الجاد إلى حل دبلوماسي.
وبحسب تقرير صحيفة “خليج فارس” الحكومية نقلا عن موقع “Jewish Insider” الإخباري الأمريكي، تشير التقارير إلى أن البيت الأبيض يفكر أيضا في التخلي عن جهوده للتفاوض بشكل كامل، وهدد الرئيس الأمريكي مجددا، مساء الأربعاء، بأن إيران “ستُقصف” إذا لم توافق على الاتفاق النووي وتوقف برنامجها.
وكان ترامب قد حذر في وقت سابق في مقابلة مع شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، من أن إيران ستكون هدفا للقصف “إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي، وإذا لم نحصل على ضمانات بأن إيران لن تصنع أسلحة نووية، سيتم قصف هذا البلد بطريقة غير مسبوقة”، وأمر بنشر مزيد من القوات في الشرق الأوسط.
عراقجي: نحن ملتزمون بالاتفاق النووي

في المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بشكل قاطع، أن “طهران في حين تلتزم بمسار الدبلوماسية والحوار لحل سوء الفهم وحل الخلافات، تبقى مستعدة لكل الأحداث المحتملة أو المحتملة، وكما هي جادة في الدبلوماسية والتفاوض، فإنها ستكون حاسمة وجادة أيضا في الدفاع عن مصالحها وسيادتها الوطنية”.
وفي رسالة على موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، يوم الثلاثاء 1 أبريل/نيسان 2025، قال عراقجي ردا على تهديدات ترامب: “قد لا يكون الرئيس الأمريكي مهتما بالاتفاق النووي لعام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة)، لكن هذا الاتفاق يحتوي على التزام رئيسي من إيران لا يزال قائما، وحتى الولايات المتحدة -التي هي خارج الاتفاق- استفادت منه”.

وتابع: “إيران تؤكد أنها لن تسعى أبداً، تحت أي ظرف من الظروف، إلى الحصول على أسلحة نووية أو إنتاجها أو امتلاكها”، واختتم الدبلوماسي الإيراني الكبير مقاله بالقول: “”يجب أن يكون واضحا للجميع أنه لا وجود لما يُسمى (خيارا عسكريا)، فضلا عن (حل عسكري)، وإن الإخفاقات الأمريكية الكارثية في منطقتنا، والتي كلفت الإدارات الأمريكية السابقة أكثر من 7 تريليونات دولار، ما زالت تتحدث عن نفسها”.
إسرائيل غير متفائلة
وفي مقابلة مع وزير الخارجية الإسرائيلي لصحيفة “لو فيغارو” الفرنسية خلال زيارته باريس يوم الخميس 3 أبريل/نيسان 2025، ردا على سؤال حول كيفية نجاح اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني، كرر جدعون ساعر، الذي اتهمت محكمة العدل الدولية نظامه بارتكاب إبادة جماعية في غزة ولديه تاريخ من الهجمات العدوانية على الأراضي اللبنانية والسورية، تصريحاته المعادية لإيران.

في مقابلة مع هذه الصحيفة الفرنسية، قائلا: “لم نعد بحاجة إلى شرح طبيعة العدوان الإيراني! اليوم كل شخص لديه سؤال واحد؛ إذا كانوا قد فعلوا هذه الأشياء دون أسلحة نووية، فماذا سيفعلون تحت مظلة نووية؟ ولهذه الأسباب، أتوقع من المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل أكثر حزما. وبطبيعة الحال، هذا لا يعني أنني متفائل بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق، إذ إن الفجوة بين وجهتي النظر الأمريكية والإيرانية لا تزال واسعة جدا”.
ومن ناحية أخرى، يخضع البرنامج النووي الإيراني لأشد برامج التحقق والمراقبة صرامة من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم تتمكن هذه المنظمة الدولية حتى الآن من إثبات أو تأكيد صحة مثل هذا الادعاء في تقاريرها العديدة عن النشاط النووي الإيراني.
خيارات فشل الحل الدبلوماسي

وفي استمرار المحادثات، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، ردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى العملية العسكرية التي تشنها تل أبيب ضد المنشآت النووية الإيرانية إذا فشلت الدبلوماسية: “أنا لا أتكهن بهذا الأمر، ولكنني أكرر هدفنا: “لا ينبغي لإيران أن تصبح قوة نووية“.
وأضاف: “لقد وصلنا الآن إلى نقطة في التاريخ، حيث توجد فرصة حقيقية لتحقيق هذا الهدف بفضل الإجماع العالمي كيف؟ الزمن كفيل بإثبات ذلك، لكن إرادتنا مشتركة مع أمريكا وفرنسا”.