- شروق حسن
- 66 Views
في تصريحات لافتة أدلى بها جهانغير برهمت، عضو الهيئة العلمية في معهد بحوث حماية التربة وإدارة مياه الأمطار ونائب وزير الزراعة الإيراني السابق، في حوار له مع الموقع الإيراني “فرارو“، يوم الأربعاء 28 مايو/أيار 2025، حذّر من خطورة أزمة المياه التي تواجهها إيران، مشبّها إياها بزلزال عنيف من حيث التأثير والحساسية.
أدلى جهانغير برهمت، عضو الهيئة العلمية في معهد بحوث حماية التربة وإدارة مياه الأمطار ونائب وزير الجهاد الزراعي السابق، بتصريحات في حوار له مع “فرارو“، قال فيها إنه منذ عقد الستينيات، تم استغلال الموارد المائية الجوفية بطريقة خاطئة ودون تقييم للموارد المتجددة.

في الواقع، لا يوجد أي توازن بين الموارد والاستهلاك المائي في البلاد، منذ عقد السبعينيات قمنا أيضا بتسجيل عمليات السحب الممنوعة.
لذلك، أؤكد أن مشاكل المياه في البلاد ليست وليدة اليوم أو الأمس، بل إننا منذ سنوات نكافح مع هذه الأنواع من القضايا، وبالتالي، وعلى مدى فترة طويلة، استهدفنا الموارد السطحية والجوفية بشكل مفرط.
المياه السطحية، لأنها على سطح الأرض ومرئية، فإن إمكانية التحكم فيها أعلى، أما المياه الجوفية، فيتم سحبها دون أي خطة، ونحن، بمعنى الكلمة الحقيقي، نفتقر إلى أي نوع من الإدارة في هذا المجال. نحن الآن نواجه أزمة مائية كبرى في البلاد.
إن مسألة الإدارة السيئة للمياه هي جانب من القضية، ولكن من الجانب الآخر نواجه أزمة جفاف واسعة النطاق في البلاد، في هذه الأيام، وبعد انقضاء موسم الأمطار السنوي، نحن أقل بنحو 40 في المئة من متوسط الهطول السنوي، هذا الوضع أكثر حدة في بعض مناطق ايران، ولكن ما بقي ثابتا هذا العام وخلال السنوات الخمس الماضية هو الجفاف.»
أزمة المياه
وتابع بالقول إن بعيدا عن الجفاف الحالي، نحن نمر أيضا بفترة جفاف تمتد لـ25 عاما، لذلك، فإن مزيج الجفاف وسوء الإدارة، أو من الأفضل أن نقول “الإدارات السيئة”، هو ما أوصل البلاد إلى هذه المرحلة.
ولكن، هل يكفي مجرد طرح القضية والتذمر من أننا لا نملك ماء؟ هذه الأحاديث لا تحل مشكلات الناس، ومن المؤسف حتى أن البعض، في ظروف كهذه، يبدون آراءهم بشأن وضع المياه في البلاد، في حين أنهم ليسوا خبراء أصلا.
على أي حال، نحن نواجه الآن مشكلة جفاف حادة، إذا، ماذا نفعل؟ الجواب واضح: في المقام الأول، يجب على المسؤولين التركيز على إدارة الموارد المائية.
إذا كان استهلاك المياه المنزلي في البلاد خلال عامي 2023 و2024 حوالي 250 لترا خلال 24 ساعة، فيجب أن نخفض هذا الرقم هذا العام إلى 150 لترا، يمكن تحقيق ذلك من خلال التثقيف وبذل الجهود لنشر ثقافة الترشيد.
يجب أن توضع الأراضي الزراعية التي استهلكت كميات كبيرة من المياه العام الماضي، هذا العام، ضمن برنامج لإدارة الموارد المائية وأن تتلقى كميات أقل من المياه، لا مفر من ذلك سوى أن نجتاز فترة الجفاف هذه من خلال إدارة سليمة.»
حالة تأهّب
وتابع نائب وزير الزراعة السابق في سياق حديثه، أنه تبقّى نحو أربعة إلى خمسة أشهر حتى بداية موسم الأمطار، علينا أن نجتاز هذه الأشهر الأربعة أو الخمسة بصعوبة، ويجب أن نتقبل هذه الحقيقة وهي أن الظروف شديدة القسوة.
من أجل التحكم في معدل استهلاك المياه للفرد، يجب على الحكومة أن تضع سياسات دقيقة، كما يجب على القطاع الإعلامي في البلاد أن يسعى إلى توفير التعليم.
أنظمة استهلاك المياه المنزلية تحتاج أيضا إلى إصلاح، لو أن هيئة الإذاعة والتلفزيون، ووزارة التربية والتعليم، وسائر وسائل الإعلام الجماهيري، أدّت بشكل أفضل في مجال التعليم والتثقيف، لما كنا نشهد هذا الوضع اليوم.
السيطرة على هذه الأزمة ليست مسؤولية تقع على عاتق الناس وحدهم، ولا على الحكومات وحدها، لكن الحكومات تتحمل عبء التعليم والتثقيف.
وتابع بالقول: أؤكد أن وضع المياه في البلاد يشبه تماما الوضع عند وقوع زلزال عنيف؛ بنفس القدر من الصعوبة، وبنفس القدر من الرهبة، وبنفس الدرجة من الحساسية.
كيف تدخل الدولة في حالة تأهب في ظروف أزمة الزلزال لتجاوز الأزمة؟ الآن نحن أيضا في الظروف نفسها، يجب أن نتخذ حالة التأهب من أجل تجاوز الأزمة.

وأضاف أنه يجب على الحكومة أيضا أن تزيد من استثماراتها في هذا المجال، ليس فقط المستهلكون المنزليون للمياه، بل يجب على المزارعين أيضا أن يتلقوا التعليم ويتعلموا كيفية الاستخدام الأمثل للمياه من أجل تجاوز أزمة المياه.
الضغط الكامل لاستهلاك المياه في البلاد يقع على الموارد الجوفية، بدلا من التهويل، يجب أن نركز على التعليم، ونسيطر على الأزمة من خلاله.
البنى التحتية المائية في البلاد تعاني أيضا من مشكلات، وبحسب الإحصائيات – التي لا أعلم مدى دقتها – فإن نسبة تسرب المياه في مدينة طهران تصل إلى نحو 30 في المئة.
وإذا تمكّنا فقط من السيطرة على 10 في المئة من هذه النسبة، فإن ذلك يعادل 120 مليون متر مكعب، وهو رقم مهم. هذا المجال يحتاج أيضا إلى إعادة نظر.
هذا الإجراء بطبيعة الحال طويل الأمد، لكنه يجب أن يوضع على جدول الأعمال، لكن من أجل تجاوز أزمة المياه الحالية، يجب أن نُجنّد كل الإمكانيات.