- زاد إيران - المحرر
- أمريكا, الولايات المتحدة, ترامب, متميز
- 71 Views
كتب: ربيع السعدني
أجرت إيران والولايات المتحدة محادثات “إيجابية” و”بناءة” في سلطنة عُمان يوم السبت 12 أبريل/نيسان 2025، واتفقتا على استئنافها الأسبوع المقبل، وفقا لما أعلنه الجانبان، في حوار يهدف إلى معالجة البرنامج النووي الإيراني المتصاعد.
في ظل تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالتدخل العسكري في حال عدم التوصل إلى اتفاق، وفقا لوكالة “رويترز”.
وعقب المفاوضات صرح وزير الخارجية ورئيس الوفد الإيراني في مسقط، عباس عراقجي للتلفزيون الرسمي في طهران: “أعتقد أننا قريبون جدا من التوصل إلى أساس للمفاوضات، وإذا تمكنا من التوصل إلى هذا الأساس الأسبوع المقبل، فسنكون قد قطعنا شوطا طويلا، وسنتمكن من بدء مناقشات حقيقية بناءً عليه”.

وجرت المفاوضات في أجواء بنّاءة قائمة على الاحترام المتبادل، واتفق الطرفان على استمرارها خلال الأسبوع المقبل.
وخلال هذه المباحثات غير المباشرة التي جرت السبت 12 أبريل/نيسان 2025، تبادل كل من عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني، وستيف ویتكوف المبعوث الخاص لرئيس الولايات المتحدة لشؤون الشرق الأوسط، وجهات نظر ومواقف حكومتيهما بشأن البرنامج النووي السلمي الإيراني ورفع العقوبات غير القانونية المفروضة على إيران، بوساطة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي.
محادثات غير مباشرة
وعن طريقة انعقاد مفاوضات السبت مع الجانب الأمريكي، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي: “عُقدت هذه المحادثات في مكان حدده المضيف العماني، حيث جلس ممثلو إيران والولايات المتحدة في غرف منفصلة، ونقل الطرفان وجهات نظرهما ومواقفهما إلى بعضهما البعض من خلال وزير الخارجية العماني”.

تفاصيل غير معلنة
وعن تفاصيل محادثات مسقط، صرح مصدر عماني لوكالة “رويترز” يوم السبت 12 أبريل/نيسان 2025، بأن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة تركز على تهدئة التوترات الإقليمية وتبادل السجناء والتوصل إلى اتفاقات محدودة لتخفيف العقوبات مقابل كبح البرنامج النووي الإيراني.
وبدوره وجَّه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الشكر للدولة المضيفة “عُمان” على نجاح الجولة الأولى من محادثات السبت، وكتب عبر حسابه على منصة إكس: “نحن نشكر سلطنة عمان ووزير الخارجية بدر بن حمد البوسعيدي على استضافة هذه المحادثات وتسهيلها”.
استمرار المحادثات

وفي هذه المحادثات، تم نقل وجهات نظر الأطراف ومقترحاتهم بشأن قضيتي رفع العقوبات ومناقشة البرنامج النووي الإيراني إلى كل طرف من خلال وزير الخارجية العماني، واتفق الطرفان في النهاية على أن هذه المحادثات سوف تستمر في الأسبوع المقبل.
وفي سياق متصل، قال أحد أعضاء فريق التفاوض بين إيران والولايات المتحدة لوكالة تسنيم للأنباء التابعة للحرس الثوري: “إن تبادل الرسائل بين إيران والولايات المتحدة لا يزال مستمرا”، وأضاف: “إن أجواء المحادثات بين إيران والولايات المتحدة إيجابية”.
وكتب المساعد التنفيذي للرئيس الإيراني، والقائم بأعمال مؤسسة الرئاسة محمد جعفر قائم بناه عبر حسابه في منصة X: “لقد جرت المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، بقيادة عراقجي، بشكل جيد، واحترمت الكرامة والحكمة والمصلحة العامة، وتماشت مع مصالح الشعب الإيراني. وبفضل الله، كانت عملية المفاوضات مرضية”.
ماذا قال رئيس الوفد الإيراني؟

وعاد رئيس الوفد الإيراني في عمان، عباس عراقجي، إلى إيران بعد الاجتماع بعد انتهاء هذه المفاوضات، وقال وزير الخارجية: “كان لقاءً أول بناءً وتم في أجواء هادئة ومحترمة للغاية“، وأكد أنه لم يتم استخدام أي لغة غير لائقة، وأظهرت الأطراف التزامها بدفع هذه المحادثات إلى الأمام حتى يتم التوصل إلى اتفاق مرغوب فيه من الطرفين ويتم التوصل إليه من موقف متساوٍ”.
وأعلن اتفاق الجانبين على عقد جولة ثانية من المفاوضات الأسبوع المقبل، (19 أبريل/نيسان 2025)، “وفي الاجتماع المقبل سندخل في الأطر العامة التي يمكن أن يتضمنها الاتفاق ونرى إلى أي مدى يمكننا التقدم بهذه العملية، بالتأكيد، لا نحن ولا الطرف الآخر يريد مفاوضات عقيمة، ولا حوار من أجل الحوار، ولا مضيعة للوقت، ولا مفاوضات مرهقة”.

ورد وزير الخارجية الإيراني أيضا على السؤال بأنه “أعلن أنه في نهاية المحادثات تحدث الفريقان الإيراني والأمريكي لبضع دقائق بحضور وزير الخارجية العماني”، وقال: “كان نقاشا طبيعيا، وعند المغادرة، التقى الوفدان وتحدثنا لبضع دقائق هذا مقبول، لقد التزمنا دائما باللياقة الدبلوماسية في التعامل مع الدبلوماسيين الأمريكيين. هذه المرة، أجرينا نفس المحادثة والتحية الأولية، ثم غادرنا المكان. لم يكن شيئا غير عادي”.
وعلى الجانب الآخر قال ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، في أول تصريحات له بعد المحادثات غير المباشرة مع الوفد الإيراني: “أجرينا محادثة إيجابية وبناءة للغاية”.

وبحسب تقرير لشبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، أضاف ويتكوف: “المحادثات مع إيران ستستمر في 19 أبريل/نيسان 2025”.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء، عن مصدر عماني قوله: “المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة تهدف إلى تخفيف التوترات الإقليمية وتبادل السجناء والتوصل إلى اتفاقيات محدودة لتخفيف العقوبات مقابل الحد من البرنامج النووي الإيراني”.
هل المفاوضات مع ترامب أكثر جدية؟
وعلى صعيد آخر، تنظر طهران إلى المفاوضات مع ترامب على أنها أكثر جدية من تلك التي أجرتها مع جو بايدن، لأن ترامب، بحسب تقرير موقع “فرارو” عكس نظيره، لا ينظر إلى العقوبات كأداة ضغط، بل هو على استعداد لتخفيفها مقابل التوصل إلى اتفاق، ولم تكن مثل هذه الرؤية موجودة خلال رئاسة جو بايدن.

وتكمن أهمية ذلك في أن إدارة بايدن، خلال سنواتها الأربع في البيت الأبيض، لم تصل قط إلى مرحلة التعامل المباشر مع إيران على هذا المستوى.
ويمكن تفسير هذا التطور في واشنطن على أنه نجاح دونالد ترامب في تمهيد الطريق أمام المحادثات الرامية إلى الحد من البرنامج النووي الإيراني.
وتم ذلك من خلال استراتيجية تعتمد على التهديدات العسكرية الصريحة والعلنية، والتي نجحت، بحسب أنصاره، في جلب الجانب الإيراني إلى طاولة المفاوضات.
لماذا يصر نتنياهو على النموذج الليبي؟
وفي هذا الإطار، وفي الوقت الذي كانت فيه هذه العملية تتشكل، حاول بنيامين نتنياهو، خلال زيارته واشنطن هذا الأسبوع، تقديم ما يسمى بـ”النموذج الليبي” مرة أخرى باعتباره الإطار المفضل لدى إسرائيل للتوصل إلى اتفاق مع إيران.
وهذا النموذج بحسب تقرير موقع “فرارو” يقتضي من طهران أن تتخلى بشكل كامل ولا رجعة فيه عن برنامجها النووي، ولكن مثل هذه المطالب من المرجح أن تشكل عقبة أمام التوصل إلى اتفاق، وزيادة المخاوف بشأن تحرك السياسة الخارجية الأمريكية نحو مواجهة عسكرية مع إيران.
رغبات مستحيلة

ويحظى هذا النوع من الاستراتيجية بدعم رئيسي من جانب أولئك الذين يريدون مواجهة عسكرية مع إيران، لأنهم يدركون جيدا أن مثل هذه الشروط من غير المرجح أن تتوافر لدى طهران، وأن هذه السياسة في نهاية المطاف سوف تؤدي إلى الفشل.
وردا على تصريحات نتنياهو، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: “في ما يتعلق بمحور المفاوضات، من الطبيعي أن يعبر أي أحد عن تكهناته أو رغباته، وإن ما قالته السلطات الإسرائيلية (نموذج التفاوض الليبي) هو رغباتها التي لن تتحقق أبدا”.