- محمود شعبان
- 10 Views
كتب: ربيع السعدني
في تحول دراماتيكي يعكس زخم الأحداث المتسارعة، أصدر المرشد الإيراني علي خامنئي، مرسوما بترقية العميد محمد باكبور إلى رتبة لواء وتعيينه قائدا عاما للحرس الثوري الإيراني، خلفا للواء حسين سلامي الذي لقي مصرعه في الهجوم الإسرائيلي المدوي الذي استهدف إيران فجر الجمعة 13 يونيو/حزيران 2025.
ولقائد الحرس الثوري الجديد الذي قاد سابقا القوات البرية للحرس الثوري الإيراني، تاريخ طويل في جبهات المقاومة والعمليات، ويُظهر تعيينه قائدا عاما للحرس الثوري الإيراني ثقة القائد الإيراني التامة بخبرة هذا القائد المخضرم ونهجه الاستراتيجي.
مهمة ثقيلة لقائد ميداني
وفقا لقرار التعيين، كُلّف باكبور، القائد المخضرم، بمهمة شاقة تتمثل في تعزيز “القدرات والجهوزية” للحرس الثوري بكافة أقسامه، مع التركيز على “تقوية الروح المعنوية” وتوسيع شبكة القيادات التي تجمع بين الكفاءة الفنية والالتزام الأيديولوجي هذه التوجيهات تعكس رؤية طهران لمواجهة التحديات المتصاعدة، سواء في الداخل أو على الساحة الدولية.
مسيرة عسكرية حافلة

وُلد محمد باكبور عام 1961 في مدينة أراك، قلب إيران النابض، حيث شكّلت نشأته في بيئة متواضعة بوابة لمسيرة عسكرية استثنائية، ثم انضم إلى الحرس الثوري في مهده عام 1979، وخاض غمار الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988)، حيث برز كقائد ميداني في سلاح المدرعات.
تدرّج باكبور في المناصب، ومن بين سجل باكبور قبل توليه منصب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، قيادة مقر “نصرت”، والفرقة الثامنة في النجف، وأحداث عاشوراء الحادي والثلاثين، ونائب قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني، ورئيس أركان القوات البرية عام 2010، ثم قيادة وحدة “صابرين” الخاصة، التي اشتهرت بعملياتها الجريئة، بما في ذلك التصدي لهجوم على البرلمان في طهران عام 2017.
وسام الفتح وعلاقة وثيقة بسليماني
حظي باكبور بثقة المرشد الأعلى، الذي منحه “وسام الفتح” عام 2014 تقديرا لإسهاماته في تعزيز الأمن القومي الإيراني.
منح القائد الأعلى للقوات المسلحة، خامنئي وسام “فتح ياك” للعميد محمد باكبور، قائد القوات البرية للحرس الثوري آنذاك، تقديرا لجهوده المتميزة وبهذه المناسبة، بعث اللواء محمد علي جعفري، القائد العام للحرس الثوري، رسالة تهنئة للعميد باكبور.
وجاء في الرسالة أن جهود الحرس الثوري في حماية الثورة حظيت برضا القائد الأعلى، معبرا عن تهنئته الحارة لباكبور على هذا التكريم الذي يعكس تفانيه في أداء مهامه.

ويُعتقد أن باكبور كان من أشد المقربين للقائد الراحل لفيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، حيث أوكلت إليه مهام حساسة لحماية الحدود الإيرانية من الهجمات الإرهابية، خاصة في المناطق الشمالية الغربية والجنوبية الشرقية.
تحديات دولية وعقوبات
لم تخلُ مسيرة باكبور من الجدل، فقد فُرضت عليه عقوبات من وزارة الخزانة الأمريكية عام 2010، شملت تجميد أصوله ومنعه من التعامل مع الشركات الأمريكية، كما استهدفه الاتحاد الأوروبي بعقوبات عام 2021 بتهمة المشاركة في قمع احتجاجات 2019، وكذلك انتهاك حق المواطنين في الحياة، خاصة بسبب قتل قواته لناقلات الوقود والكولبار.
وفي عام 2023، كُلف باكبور بقيادة وحدة متقدمة تُعرف بالقيادة العامة للعمليات الخاصة، وهي وحدة تركز على العمليات غير التقليدية والردع الإقليمي وشارك في عمليات مرتبطة بتدخل إيران في سوريا والعراق، ورغم ذلك، يظل باكبور رمزا للصمود في الأوساط العسكرية الإيرانية.
قائد عسكري مخضرم
يحمل محمد باكبور، الحاصل على دكتوراه في الجغرافيا السياسية من جامعة “تربية مدرس”، خبرة أكاديمية تضاف إلى سجله العسكري، وبينما تشتد الأزمات الإقليمية، يقف هذا القائد على رأس واحدة من أقوى المؤسسات العسكرية في إيران، مدعوما بتاريخ طويل من المواجهات والتحديات، في لحظة قد تعيد تشكيل مستقبل المنطقة.
وأشار المرشد الإيراني إلى مؤهلات هذا القائد المخضرم وخبرته الميدانية وكفاءته الإدارية، ودعاه إلى مواصلة مسيرة الحرس الثوري المتميزة بالتقوى والبصيرة وتطوير القدرات.
وفي مرسوم تعيينه، أكد القائد الإيراني علي خامنئي، ضرورة تطوير الإدارة بالقوة الروحية والخبرة، ودعا إلى رفع الجاهزية الشاملة في مختلف وحدات الحرس الثوري الإسلامي وأكد أن جوهر الحرس الثوري هو التقوى والبصيرة، ويجب تعزيزهما أكثر من ذي قبل.

وكتب باكبور في رسالته للرد على تكليف خامنئي: “كخادمٍ مخلصٍ للأمة الإيرانية العزيزة، أغبط الشهداء على عظمة إنجازهم ومصيرهم المبارك وسعادتهم الأبدية، وبصفتي حاملا لإرث الحرس الثوري الغالي، نعاهد أنفسنا على رفع راية الحرس عاليا، والذود عن الثورة وكرامة الأمة الإيرانية، والثأر لدماء شهدائنا الأطهار، جنبا إلى جنب مع إخوتي المجاهدين المخلصين”، واختتم، “أن الجريمة التي ارتكبها النظام الإسرائيلي الإرهابي اليوم بانتهاكه الأمن القومي وسلامة أراضي إيران لن تمر دون رد، وكما وعد المرشد وبفضل إجراءاته، وبدعم رفاقكم البواسل في الجيش وسائر فروع القوات المسلحة وجنود الحرس الثوري، سيواجه النظام الإسرائيلي المجرم وغير الشرعي مصيرا مريرا ومؤلما، ستكون عواقبه وخيمة ومدمرة”.